قيل ان ملكاً رأى في الليل حلماً مزعجاً: فقد رأى بستان القصر قد ذبلت ازهاره وسقطت اشجاره، وماتت في صورة الحياة
اقترب الملك من إحدى الاشجار، وكانت شجرة البلوط، فسألها عن سر سقوطها، فقالت: لقد قتلني الحزن لاني لست طويلة او جميلة كشجرة الصنوبر. وتقدم الملك من شجرة الصنوبر فقالت لقد متُ حزنا لاني لا احمل عنبا لذيذاً مثل الكرمة! وقالت الكرمة للملك: لقد اصابني الهم لاني محنية ضعيفة القوام، ولست منتصبة شامخة كعود الخوخ! ثم التفت الملك الى زهرة العتر فوجدها ذابلة حزينة لانها ليست بهية كزهرة الليلك، وهذه الاخيرة حزينة لانها ليست زاهية الالوان كزنابق الحقل.. وهكذا ماتت جميع الاشجار والزهور.
ونظر الملك في وسط هذا الخراب، فرأى نرجسة صغيرة، وجهها مضيء. فتعجب قائلا: "ما حكايتك الم يصبك الاحباط كغيرك". فقالت النرجسة: مطلقا. فأنا اعلم انك تريدني نرجسة صغيرة، ولو انك اردت ان تضع مكاني شجرة بلوط او زهرة ليلك لفعلت ذلك! لكنك اردتني نرجسة صغيرة، وانا سعيدة لاني احقق قصدك!