كیس الحلوى
اشتریت كیس حلوى من بوفیه المحطة وجلست انتظر موعد انطلاق القطار، وبدأت اقرأ في كتاب كان معي
وآكل من كیس الحلوى الذي كان بجانبي، والتفت فلاحظت أن المرأة التي كانت تجلس بجانبي تأكل من الحلوى
التي في الكیس، عاودت القراءة ویا للدهشة كلما مددت یدي لآكل من كیس الحلوى أجد أن المرأة التي بجانبي تمد
یدها وتأكل من الكیس دون استئذان أو كلمة شكر، كظمت غیظي وأمسكت نفسي ولم أوجه لها أیة كلمة ...
واستمر الحال هكذا حتى بقي في الكیس قطعة واحدة ...
انتظرت
مدت المرأة یدها وأخذت القطعة الوحیدة الباقیة وقسمتها نصفین وأعطتني نصف وأخذت هي النصف الآخر...
یا للبرودة ...
حتى القطعة الأخیرة لم تشأ أن تحرم نفسها منها !!!
ركبت القطار وجلست أفكر فیما حدث وهذه المرأة الغریبة ومددت یدي في حقیبتي لأخرج الكتاب المقدس لأقرأ فیه..
ولشدة دهشتي أمسكت یدي بكیس الحلوى...
الذي اشتریته، وقد كان لا یزال بحقیبتي!!!
إذن لم یكن ما أكلت منه إلا كیس هذه المرأة التي كانت تجلس بجانبي وتأكل دون استئذان، أقصد الذي كنت أنا
آكل منه دون استئذان، ولم توجه لي هذه المرأة أي كلمة لوم أو عتاب حتى القطعة الأخیرة اقتسمتها معي...
كثیراً ما نلوم الآخرین ونكون نحن من یستحق أن یلام، وكثیراً ما نظن السوء في الآخرین وننظر لهم بنظرة
عتاب ونكون نحن من یستحقها. . .