لا يوجد أرهب من وجود الجندي في المعركة سوى إحساسه بإنتهاءها فها قد بوقت الأبواق و أعلن النصر , أقيمت الإحتفالات و علقت الزينات , إستقبلت التهنئات و تمتع بكلمات المديح ثم تبدأ الأصوات في الإنخفاض و تنصرف الجماهير كلا إلى حاله و يحل السلام و يسكن الكل ... الكل ماعادا ذلك الجندي فالزمن يمضي لكن بداخله هو لازال هناك على أرض المعركة, فيدرك أن القتال أصبح جزء من كيانه و إن الثكنات كانت بيته و موطنه , و كانت هناك قضيته و إحساسه بأهميته ... بمرور الوقت ينسى الجميع تتوالى حركة الساعات و معها يتحرك الكل في جنون و يتفرقون , يتصارعون, يحبون و يتزوجون و يظل هناك وحده يحارب الطواحين .
فربما يسعد الإنسان بمرور مشاكله و ضيقاته لكن جزء منه يتمنى رجوعها .