زائر زائر
| موضوع: أقنوم الروح القدس الأحد يوليو 08, 2007 12:30 pm | |
|
أقنوم الروح القدس
يظن البعض أن الروح القدس ما هو إلا مؤثر إلهي أو قوة إلهية يعطيها للبشر, ويظن البعض الآخر وهم شهود يهوه (الذين لا يؤمنون بشخصية الروح القدس) أنه ريح ويشددون على أن لفظ «ريح» هي الترجمة الأصح. لكن الروح القدس ليس كذلك, إنه أقنوم إلهي مثل الأقنومين الآخرين ولا يسمى بالروح القدس لأنه يتميز عنهما بروحانية الجوهر. كلا لأن للأقانيم جوهرا واحدا , كما رأينا في الكلام السابق ولقد أعلن الوحي لنا أن الله (بأقانيمه) هو روح (يوحنا24:4) . وهذا الاسم يعبر عن قيامه بأعمال اللاهوت روحيا أو بطريقة غير ظاهرة. لذلك فالكتاب المقدس يذكر له بكل وضوح ما يتميز به من مقومات الشخصية فينسب له القيام بأعمال الشخص العاقل, المريد, القادر. ففي (سفر القضاة 25:13) يقول عن شمشون: «وابتدأ روح الرب يحركه في محلة دان». وفي (مزمور 10:143) يقول داود «روحك الصالح يهديني». وفي (إشعياء 16:48) «الرب أرسلني وروحه». وفي (إشعياء 14:63) «روح الرب أراحهم».
وقال الرب يسوع عنه «الروح القدس يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم» (يوحنا26:14) «وهو يشهد لي» (يوحنا26:15) «ويبكت العالم» (يوحنا8:16) «وهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية. ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم» (يوحنا13:16 - 15).
وفي أعمال (29:8) «فقال الروح لفيلبس تقدم».
وفي (1تيموثاوس1:4) «الروح يقول صريحا» وأيضا «فقال لي الروح» أن أذهب» (أعمال 12:11) .
وفي قول الرسول بطرس لحنانيا «لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس. أنت لم تكذب على الناس بل على الله» (أعمال 3:5, 4).
إن هناك تميزا بين الروح القدس كأقنوم إلهي عن الشخصيات البشرية بما له من الرأي الإلهي الشخصي والإرادة الإلهية اللذين قد يتفق فيهما وقد يختلف فيهما مع البشر: «لأنه قد رأي الروح القدس ونحن» (أعمال 18:15) وقال الروح القدس «افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه فهذان إذ أرسلا من الروح القدس انحدرا» (أعمال 2:13 - 4) «ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسما لكل واحد بمفرده كما يشاء» (1كورنثوس11:12) .
من الآيات السابقة نلاحظ أن الروح القدس متميز, وأيضا له رأيه وإرادته المتفقة مع رأي وإرادة المؤمنين, أما عن عدم اتفاقه معهم في الرأي والإرادة فواضح من الشواهد التالية التي تثبت أن له الرأي الحر والإرادة المستقلة.
في (أعمال 6:16 - 7) «منعهم الروح القدس أن يتكلموا بالكلمة في آسيا فلما أتوا إلى ميسيا حاولوا أن يذهبوا إلى بيثينية فلم يدعهم الروح».
وليس ذلك فقط. لكنه مميز عن أقنوم الآب والابن معا كالله الواحد وفي قوله «وروح الله يرف على وجه المياه» (تكوين 2:1) .
وفي (متى 20:10) «روح أبيكم هو الذي يتكلم فيكم».
هنا يظهر تميز الرب يسوع عن الآب.
وفي (غلاطية 6:4) «أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخا يا أبا الآب».
وهنا نلاحظ تميزه عن الابن.
وفي (2كورنثوس14:13) نلاحظ تميزه عن الآب والابن معا في القول: «نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس مع جميعكم». وهناك الكثير من الآيات التي تتكلم عن لاهوت الروح القدس نذكر البعض منها في (أعمال 3:5, 4) قال بطرس الرسول لحنانيا «لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس. أنت لم تكذب على الناس بل على الله».
وفي (عبرانيين 14:9) نرى أن الروح القدس أزلي «بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب».
وفي (1كورنثوس10:2) «يفحص كل شيء حتى أعماق الله».
وفي (يوحنا26:14) «يعلمكم كل شيء».
وفي (يوحنا13:16) «يخبركم بأمور آتية».
وفي (إشعياء 13:40) «من قاس روح الرب».
وفي (أيوب 4:33) «روح الله صنعني ونسمة القدير أحيتني».
وفي (2بط 21:1) «تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس».
وفي (رومية 11:8) «سيحيي أجسادكم المائتة بروحه الساكن فيكم».
وفي (يوحنا6:3) «المولود من الروح هو روح». وفي (تيطس 5:3) «غسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس».
وفي (1 بطرس2:1) «تقديس الروح للطاعة».
من الآيات السابقة يتضح لنا أن الروح القدس: أزلي, وفاحص, وعليم, ويعرف المستقبل, وموجود في كل مكان ولا يحد بحدود, خالق وصاحب الوحي ويحيي ويلد النفوس ويجدد ويقدس. وهذه الصفات والأعمال هي ذات أعمال وصفات الله. فهو أقنوم إلهي متميز عن الآب والابن كما أنه يطلق عليه: 1 - روح الحق (يوحنا17:14) . 2 - روح الحياة (رومية 2:8) . 3 - روح المجد (1بطرس 14:4) . 4 - روح الموعد القدوس (أفسس13:1) .
وفي ذكر أنبياء العهد القديم عن لاهوت الروح القدس برهان آخر على التثليث فجاء عنه الآتي: 1 - كائن منذ الأزل قبل الخليقة (تكوين 2:1) . 2 - الخالق لكل شيء (مزمور 3:104) (أيوب 4:33) . 3 - الحاضر في كل مكان (مزمور 7:139 - 10). 4 - القادر على كل شيء (زكريا 6:4) . 5 - هادي القلوب (مزمور 10:143) . 6 - منير العقول (أيوب 8:32, خروج 3:31). 7 - محرك القضاة (قضاة 10:3, 25:13). 8 - المعلم (عدد 24:11 - 29, يوئيل 28:2, 29). 9 - القدوس (مزمور 11:51) . 10 - السرمدي غير المحدود (إشعياء 13:40) . 11 - الديان (تكوين 3:6, إشعياء 10:63).
ومن هنا يتضح لنا أن الروح القدس له شخصيته المتميزة كأقنوم إلهي, وليس قوة أو ريحا .
|
|