او كما يعرف فى الدول العربية بالقديس الياس النبىهو أحد أنبياء الله العظام، عاش في العهد القديم في المملكة الشمالية في فلسطين في زمن الملك آخاب بن عمري ملك إسرائيل (1ملوك29:16). وقد عُرف القديس الياس إيليا النبي. واسم إيليا، اسم عبري معناه "إلهي يهوه" أي "إلهي هو الله"، والصيغة اليونانية لإسم إيليا هي "الياس" وهذا هو الإسم المستعمل باللغة العربية.
عاش في مملكة الشمال في أرض جلعاد (1ملوك17:1) ويرجح أنه وُلد في بلدة "تَشْبَه" لأنه عرف بالتشبي، وإنه كان يلبس المسوح أي ثوباً من الشعر ومنطقة من الجلد (2ملوك8:1). وكان يقضي الكثير من وقته في البرية (1ملوك5:17). وكل ما نعرف عنه أنه كان أميناً للرب. فقد كان يحاول ردّ الخطاة إلى الله، حتى أنه وبّخ الملوك والحكام والأنبياء الكذبة. وقد أجرى الله على يديه العديد من الآيات والعجائب. لقد وبّخ إيليا النبي الملك آخاب ملك إسرائيل الذي تزوج إيزابيل ابنة اثبعل ملك الصيدونيين وعبد البعل أي الأوثان وبنى له مذبحاً. فذهب إلى الملك ووبّخه وقال له: "حي هو الرب.. الذي وقفت أمامه، أنه لا يكون طل ولا مطر في هذه السنين إلا عند قولي" (1ملوك1:17). وعندئذٍ ذهب حسب قول الرب واختبأ عند نهر كريت، الذي هو مقابل الأردن، حيث كانت الغربان، حسب إرادة الله، تأتي إليه بخبز ولحم صباحاً ومساءً، وكان يشرب من ماء النهر. وعندما جفت مياه النهر بسبب عدم نزول المطر، أمره الله أني ذهب إلى بلدة صرفة التي لصيدون ويقيم هناك، حيث رتب له الله أرملة تعوله وتعتني به (1ملوك 17).
وعندما طلب منها شيئاً ليأكل قال له بأنه ليس لديها سوى حفنة من طحين تريد أن تقتات بها مع ابنها قبل أن يموتا. ولكن إيليا وعدها بأن الطحين والزيت الذي لديها سوف لا ينفذا. وقد تمّ وعد النبي، فلم يفرغ بيتها من الدقيق والزيت طيلة مدة الجفاف. وحدث بعد مدة أن مات ابن الأرملة، ولكن إيليا صلى إلى الله فأعاد الله الحياة إلى الصبي. عندئذٍ آمنت المرأة بأن إيليا هو رجل الله، وأنه يعبد الإله الحقيقي
أن النبي إيليا قد صعد حياً إلى السماء بمركبة وفرسان نارية، ولهذا يلقب بمار الياس الحي، وقد حدث ذلك عندما كان برفقة النبي أليشع في وادي الأردن. أما أين هو الآن، فلا شك أنه في السماء في حضرة الله. والجدير بالذكر أن قصة النبي إيليا إلى السماء مدوّنة في الكتاب المقدس في سفر الملوك الثاني 2 ويمكن لمن يرغب في زيادة الإيضاح الرجوع إليها.
لقد ورد ذكر إيليا النبي عدة مرات في العهد الجديد من الكتاب المقدس. فقد قال الملاك الذي بشّرأليصابات زوجة زكريا الكاهن، أي أم يوحنا المعمدان (المعروف عند البعض بالنبي يحيى والذي يلقبه البعض السابق، لأنه جاء ليمهّد الطريق أمام المسيح). بأنها ستحبل وتلد ابناً، وأن ابنها يوحنا سيعد الطريق أمام المسيح، وأنه سيتقدم المسيح بروح إيليا وقوته (لوقا17:1). وبهذا المعنى قال يسوع مادحاً يوحنا المعمدان، إن إيليا النبي جاء في شخص المعمدان (متى 14:11و 10:17-12). وعندما كان المسيح يعلّم، ظن الناس خطأ أن يسوع نفسه هو إيليا (متى14:16). وأثناء حادثة تجلّي المسيح على جبل التجلّي، ظهر إيليا وموسى مع المسيح (لوقا 28::9-36).