مقدمة :
أرهقنا الحزن وسيطر زمن العنف ، فقدنا الأمل وإسودّت الدنيا في وجهنا . هذا حصاد المستعمر والمحتل ، فهل فات الأوان للعودة ؟
فاتَ الأوان :
لم يَعُد للكلامِ من معنى ..
إغتالَ الخوفُ كلَّ إحساسٍ بالأمان
تموتُ الزهورُ كل يومٍ عَطْشى للماءِ والنور
يَبِسَتْ أراضينا ..
أعاصيرٌ من القَسْوةِ تَقتلِعُ بُذورَ السعادةِ فينا
إرتَسَمَ الرُعبُ على أبوابِنا
يَغتالُ كلَ فرصةً سانحةً للحياة
تشَرَّعَت الأبوابُ للغريب
فإغتالَ مشروعَ إنسانٍ في وطني الحبيب
قلوبٌ تتكسّرُ ومستقبلٌ يتحطّمُ
سِمفونيَّةٌ سوداءُ..
تُتَرجِمُ الموتَ والأسى والحزنَ العميق
جمهورَها شعبي المسكين
الغارقُ في الأنين
يَلطُمُ في كلِ حين
أبوابُ الخلاصَ تسّكَرَتْ في وَجْهِهِ
أيامٌ مُستَنزِفةٌ على طُرقاتِ الحزنِ تَمشي
ألوانٌ قاتمةٌ تُرْسَمُ بها الدقائقُ والساعات
أُناسٌ مُتَمَرّدةٌ على القيدِ
ولكن .. ليسَ لها حَيلْ
صعبٌ الإستيعاب ..
صعبٌ الإحتمال ..
ليسَ مِن مُجيبٍ للنداء
طُرِدَتْ الرحمة من النفوسِ
وأوصِدَتْ بِوَجهِ الحُبِّ جميعُ الأبواب
صَدى الحزنُ تَجاوَزَ الحدودَ الضيِّقة إلى آخرِ العالَم
لَبِسَنا القلَقُ
وإسْتغلّنا الألمُ ..
ولَعِبَ بنا الخوفُ
فَفَقَدْنا كلَّ شيئ ..
خَسِرْنا كلَّ شيئ ..
قُلْ لي يا أخي !
عن ماذا نَبْحَثُ الآن ؟
وأصبحَ الحربُ هو العُنوان
وسَيطَرَ الشَرُّ في كلِّ مَكان
وحَلَّ الدّمارُ مَحَلَّ البُنيان
إضْطَرَبَتْ النفوس ولَعِبَ بها السوس
يَنخُرُ عَبابَ الإنسان
لعنةٌ لَعناءُ حَلّتْ علينا !
فأخبرني ..
إلى أيِّ طريقٍ تدِلُّ إليهِ البَنان ؟