موضوع: أقوال للقدّيس نكتاريوس الذي من آيينا السبت يناير 20, 2007 10:17 pm
القدّيس نكتاريوس هو من بين القدّيسين المحبوبين والمكرّمين في كنيستنا في القرن العشرين. أسقف المدن الخمس، صانع العجائب الأيينيّ الذي امتدّت شهرته لتشمل ليس فقط اليونان بل أيضًا بلاد الاغتراب الأرثوذكسيّة الغربيّة حيث انتشر تكريمه هناك بسبب عجائب الشفاء غير المعدودة التي تمّت بوساطته.
بعد معاناته الكبيرة وصبره حبًا بالمسيح على الافتراء والعذاب والاحتقار الذي لحق به، أصبح متعاطفًا مع آلام الذين يلجأون إليه. تعاليمه البسيطة والعميقة في الوقت ذاته تظهر لنا كم هو قريب من اهتماماتنا الروحيّة وبخاصّة من اهتمامات هؤلاء الصغار والمتواضعين بيننا.
طريق السعادة
لا يوجد أعظم من القلب النقيّ، لأنّ قلبًا كهذا يصبح عرشًا للَّه، وما هو الأمر الأكثر مجداً من عرش اللَّه؟ بالتأكيد لا شيء على الإطلاق.
يقول الربّ عن أصحاب القلوب النقيّة في (2كو 16: 6): "سأسكن بينهم وأسير معهم، وأكون إلههم ويكونون شعبي".
من يجرؤ بعد على الإعلان أنّه أكثر سعادةً من هؤلاء الذين لا يعوزهم أيّ خير؟ أليست كلّ الهبات وكلّ خيرات الروح القدس موجودة في روحهم الطوباويّة؟ ماذا ينقصهم إذًا؟ في الحقيقة لا يعوزهم شيء لأنّهم يحتفظون في أنفسهم بأثمن ثروة: اللَّه نفسه.
كم يخطئ الإنسان عندما يتخلّى عن نفسه ليبحث عن السعادة خارجها، مهاجرًا إلى بلدان بعيدة متنقّلاً حول العالم كلّه حالمًا بالغنى والمجد، ساعيًا إلى الثروة، لاهثًا وراء اللذّات الفانية، عاملاً للحصول على الأمور العالميّة التي لا تولّد سوى المستقبل المرّ.
إنّ بناء برج السعادة الحقيقيّة خارج قلب الإنسان يوازي إقامة بناء على قواعد متزعزعة، تهتزّ باهتزازات متتالية، بناء كهذا سينهار بالتأكيد كلّه ذات يوم.
يا إخوتي: السعادة الحقيقيّة لا توجد إلاّ في داخلكم، وطوبى للذي يفهم هذا. إفحص قلبك، إذًا، وخذ الوقت للتأمّل في حالتك الروحيّة، هل تركت اتّكالك على اللِّه؟ هل وبّخك ضميرك لابتعادك عن وصايا اللَّه؟ هل يتّهمك هذا الضمير بممارسة الظلم والكذب وإهمال واجباتك تجاه اللَّه والقريب...؟ إفحص، إذًا، وبدقّة: ربّما هناك أفكار وأهواء رديئة تعبث داخل قلبك، وهكذا يكون قلبك على طريق خاطئة وغير مستقيمة.
للأسف، إنّ من أهمل قلبه يكون قد حرم نفسه، وبإرادته، من كلّ الخيرات لتحلّ محلّها شرور كثيرة. وهكذا يكون قد طرد الفرح بعيدًا عنه، وأصبح محاطًا بالمرارة والحزن والقلق، محرومًا من السلام الداخليّ، مأخوذًا بالاضطراب والخوف. يهجره الحبّ ليحلّ محلّه البغض بنزعه عنه مواهب الروح القدس وثماره التي أعطيت له في المعموديّة، فيغدو هذا الإنسان مثالاً وأنموذجًا لكلّ ما يجعل من المرء بائسًا وكريهًا.
يا إخوتي: اللَّه الرحيم لا يتطلّع إلاّ إلى سعادتنا في هذه الحياة كما في الحياة الأخرى، ولهذا أسّس كنيسته المقدّسة، لكي نستطيع من خلالها أن نتنقّى من خطيئتنا، ونتقدّس ونتصالح مع اللَّه، ونمتلئ من الخيرات السماويّة. الكنيسة تبسط يديها وعلينا أن نركض نحـوها نحن أصحاب القلوب الثقيلة، لنركض بسرعة وسنرى أنّ الكنيسة تنتظرنا لتأخذ عنّا الحمل الثقيل، واضعين ثقتنا باللَّه وقلوبنا مفعمة بالشكر والفرح.
المعمودّية المقدّسة:
"أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم، المسيح قد لبستم" (غلا 27: 3).
كم تخبّئ كلمات بولس الرسول هذه من حقائق!
المعتمدون بالمسيح قد تركوا رداء الإنسان العتيق الملطّخ بالرغبات والشهوات الرديئة، لأنّهم قد لبسوا رداء الإنسان الجديد: أي بكلام آخر المسيح نفسه الذي يعيش الآن في أعماق قلوبهم. إنّ فِعل "لبستم" لا علاقة له بالثياب التي نلبسها، بل يشير إلى حقيقة أعمق بكثير، إلى شيء أكثر ضرورة ولا أحد يستطيع أن ينتزعه منّا.
باعترافنا بإيماننا، وبالمعموديّة نحصل بالفعل على الدواء الذي هو المسيح ونصبح أولاد اللَّه الحقيقيّين وهياكل للروح القدس.
نحن مدعوون إلى القداسة والكمال والتألّه بالنعمة التي أعطيت لنا، ها نحن إذًا أحرار من كلّ فساد لأنّنا قد لبسنا عدم الفساد.
بعد أن تخلّصنا من إنسان الخطيئة لبسنا من جديد إنسان العدل والنعمة، لقد طردنا الموت واسترجعنا الحياة الأبديّة، ولكن هل نحن حقيقة مدركون الالتزام الذي تعهدّناه أمام اللَّه في معموديّتنا؟ هل فهمنا أنّه علينا من الآن فصاعدًا أن نتصرّف كأولاد أصيلين للَّه وإخوة حقيقيّين لمخلّصنا؟ هل نفهم جيّدًا أنّ واجبنا الأوّل هو أن نجعل إرادتنا الخاصّة تعمل بتناغم مع إرادة اللَّه نفسه، وأن نتحرّر من الخطيئة؟ وأنّ واجبنا الطبيعيّ هو أن نستسلم لعمل المحبّة من كلّ قوّتنا وروحنا وقلبنا؟ وأيضًا أن نسبّح اللَّه ونعبده وأن نكون دائمًا بحالة شوق وترقّب للحظة التي نتّحد فيها معه؟ هل تبنّينا هذه الفكرة: أنّ قلبنا منذ الآن لا يتملّكه إلاّ الحبّ الحقيقيّ حتّى لا يفقد في أيّ وقت نظرته إلى القريب؟ وأخيرًا هل نحن مقتنعون بأنّ دعوتنا الخاصّة هي اقتناء القداسة والكمال وبأنّنا أيقونات حيّة للَّه، أولاد ملكوته وورثته: ملكوت السماوات؟
من أجل كلّ هذه الأسباب يستمرّ جهادنا الروحيّ ولا يتوقّف حتّى نكون مستحقّين لدعوة اللَّه التي وجّهها إلينا ونتجنّب يومًا ما أن ننبذ بسبب أعمالنا. نعم، يا أخوتي، يجب أن نجاهد الجهاد الحسن، لأنّنا بالحماسة وإنكار الذات ننتصر.
لنمشِ بشجاعة وبدون خشية، بدون إهمال، مثابرين بعناد أمام التجارب: اللَّه هو معنا. هو عوننا وسندنا. هو يقوّينا ويعزّينا على طريق الفضيلة الصعب.
الجهاد الروحيّ (المعركة الروحيّة):
هدف حياتنا هو اقتناء الكمال والقداسة، هو أن نصبح أولادًا للَّه مستحقّين وورثةً لملكوته. لننتبه، إذًا، من أن نحرم أنفسنا من هذه الحياة المستقبليّة بإعطائنا الأولويّة لأمور الحياة الأرضيّة. دعونا لا نلقي جانبًا هدفنا واتّجاهنا الصحيح. دعونا لا نبتعد عن غاية الحياة الحقيقيّة بإعطائنا أهمّيّة للقلق الذي نعيش فيه والضيقات التي نمرّ بها على الأرض.
الصوم والأسهار والصلوات لا تستطيع بمفردها أن تنتج لنا الثمار المنتظرة. ليست هي الهدف، بل هي وسائل للوصول إلى هذا الهدف.
زيّنوا سراجكم أيضًا بفضائل حقيقيّة. جاهدوا بلا انقطاع فتقتلعوا جذور الشهوات التي فيكم. نقّوا قلوبكم من كلّ هذه القذارة حتّى تصبحوا مقرًّا للَّه، ولكي يجد الروح القدس فيكم المكان المناسب ليملأه من عطاياه الإلهيّة.
يا أحبّائي:
لتكن اهتماماتكم ومشاغلكم منصبّة في هذا الاتّجاه الذي ذكرناه والذي يجب ألاّ تتركوه وتتخلّوا عنه في أيّة حال، من هذا المنظار تكون صلاتكم متّجهة تحديدًا نحو اللَّه.
في كلّ لحظة من لحظات وجودكم فتّشوا أوّلاً عن اللَّه، لكن ابحثوا عنه حيث يوجد: في داخل قلوبكم وفقط هناك. وعندما تجدونه قفوا أمامه برعدة وخوف مقتدين بالشاروبيم والسرافيم لأنّ قلوبكم صارت عروشًا للَّه.
على أيّة حال، تواضعوا حتّى أدنى مستوى للعثور على الربّ. لأنّ اللَّه يتقيّأ المتكبّرين، وفي المقابل يحبّ المتواضعي القلب ويفتقدهم. لهذا السبب قال على لسان أشعياء: "وإلى هذا أنظر إلى المسكين والمنسحق الـروح والمرتعد من كلامـي" (66: 2).
جاهد الجهاد الحسن واللَّه يعضدك ويقوّيك. في جهادنا نشخّص أمراضنا الخاصّة وضعفاتنا ونواقصنا الشخصيّة. لأنّ هذا الجهاد المتواصل ليس إلاّ مرآة تعكس حياتنا الروحيّة، ومن لم يختبر هذا النوع من الجهاد لا يستطيع أبدًا التعرّف إلى حالته الداخليّة الحقيقيّة.
كونوا متيقّظين للخطايا التي تعتبرونها صغيرة. وإذا وقعتم بدون قصد في الخطيئة لا تيأسوا بل قوموا بسرعة واركعوا أمام اللَّه القادر وحده على أن يعينكم. لا تنغلقوا في حزنكم الكبير الذي لا يساعد إلاّ على تغطية كبريائكم. إنّ حالات الحزن التي تنتابنا تجلب لنا الكثير من الأخطاء وينتهي بنا المطاف إلى أن نصبح في خطر حقيقيّ. في أغلب الأحيان هذه ليست سوى أعمال الشيطان الذي يحاول وضع حدّ لجهادنا الصالح.
نجد فينا ضعفات ونواقص وشهوات متأصّلة في داخلنا، وقد حصلنا على أكثرها بالوراثة. لا نتخلّص ولا ننجو من هذه كلّها بانتفاضات عنيفة، ولا بالوقوع تحت ضغط القلق واليأس. نشفى بالصبر والمثابرة والحزم تجاه نفوسنا والتوق والانتباه. إنّ هذا القول حقّ: "الطريق الذي يؤدّي إلى الكمال طويل وضيّق".
صلّوا إلى اللَّه لكي يعطيكم القوّة، واجهوا سقطاتكم بصبر ومتى قمتم لا تتأخّروا كما يفعل الأولاد عادةً. في مكان سقطتكم أطلقوا صرخات واذرفوا الدموع غير منتظرين مواساة من أحد. ابقوا متيقّظين وصلّوا بلا انقطاع حتّى لا تدخلوا في تجربة. وإذا حصل ووقعتم في أخطاء قديمة فلا تدعوا نفوسكم تسقط في اليأس لأنّه من الطبيعيّ أن تكون هذه الأخطاء قويّة ونقترفها بالعادة. وهكذا مع الوقت والمثابرة نجد الطرائق للتغلّب عليها ولهذا يجب أن يذهب عنّا كلّ يأس.
الصلاة:
الصلاة هي العمل الأساس للإنسان. فبما أنّه صورة اللَّه وهو في توق إليه يحاول وبكلّ قوّة وشوق أن يرفع نفسه إليه. كلّما صلّى الإنسان كلّما ابتعدت روحه عن كلّ رغبة عالميّة وأصبحت الخيرات السماويّة في متناوله. وأيضاً كلّما ابتعد عن ملذّات هذه الحياة فإنّه ينعم بالفرح الحقيقيّ الآتي من السماء. وبخبرتنا المكتسبة نستطيع أن نشهد لهذا. اللَّه يستحسن كلّ صلاة مرفوعة إليه بطريقة صحيحة، أي عندما نرفعها ونحن واعون ضعفاتنا وخطايانا. هل يجب أن ننكر كلّيًّا السيّئ الذي فينا ونخضع للوصايا الإلهيّة؟ هذا يتطلّب أن نكون متواضعين وأن نعمل بدون توقّف العمل الروحيّ الحقيقيّ.
ألقوا على اللَّه همّكم. هو عنايتكم الإلهيّة. لا تخافوا ولا تجعلوا القلق يدخل فيكم. اللَّه يفتّش في أعماق روحكم ويستجيب لرغباتكم حسب طريقته. أطلبوا ولا تفقدوا الشجاعة وعندما لا يستجاب طلبكم قولوا لأنفسكم إنّه لا حقّ لكم بالتوسّل إلى اللَّه. طرق العليّ لا يعرفها أحد سواه لذلك أبقوا بسلام وطمأنينة وانظروا إليه بلا انقطاع.
الطلبات والصلوات بحدّ ذاتها لا تحقّق لنا الكمال. فالربّ وحده يقودنا إلى الكمال عندما يسكن فينا في كلّ مرّة نتبع مشيئته. وإحدى مشيئاته الأولى هي ألاّ نحاول بأيّ ثمن تحقيق رغباتنا الخاصّة بل وصاياه، بالطريقة الحقّ التي يتبعها الملائكة في السماء. لهذا السبب إذا كان المسيح لا يسكن فينا فصلواتنا وطلباتنا تبقى غير مجدية.
السلام:
السلام هو عطيّة إلهيّة ممنوحة بغزارة لكلّ الذين يتصالحون مع اللَّه. السلام يشبه النُّور، وهو عكس الخطيئة التي هي الظلمة، والخاطئ لا يستطيع أبدًا أن يكون صانع سلام.
ناضلوا ضدّ الخطيئة ولا تكونوا مضطربين من موارد أهوائكم. فإذا خرجت منتصرًا تتحوّل صدمات الأهواء إلى فرح وسلام. أمّا إذا خضعت للخطيئة (ويجب أن تعمل كي لا يحدث هذا لك) فسيأخذك الحزن والاضطراب. بعد جهاد صعب مع الأهواء، إذا حدث أن امتلكتك الخطيئة وقتيًّا وثابرت على الجهاد، ستخرج بالنهاية منتصرًا وسيملأ السلام نفسك.
"سالموا جميع الناس وعيشوا حياة القداسة التي بغيرها لن يرى الربّ أحد" (عب 12: 14). السلام والقداسة هما شرطان ضروريّان للذي يبحث بحماسة عن وجه اللَّه، السلام هو الأساس الذي تبنى عليه القداسة. لا توجد قداسة في قلب مضطرب وغاضب. الغضب عندما يمتلك الروح يصبح سببًا للبغض والضغينة. ولهذا يجب أن نتصالح سريعًا مع القريب حتّى لا نحرم من النعمة الإلهيّة التي تقدّس قلوبنا، إنّ الذي يعيش بسلام مع نفسه يستطيع أن يكون بسلام مع الآخرين ويستقرّ في سلام اللَّه.
المحبّة:
أطلبوا إلى اللَّه كلّ يوم أن يعطيكم نعمة موهبة المحبّة. إحفظوا بوعي ضروريّ نوعيّة علاقاتكم مع الآخرين واشهدوا باحترامكم إيّاهم لأنّهم صورة اللَّه، لا تسمحوا لأنفسكم أن تؤخذوا فقط بمشهد جمال الجسد الخارجيّ. عندما لا يكون القلب مدفّأ بالصلاة النقيّة تكون المحبّة مكتفية بالجسد، وهذا يسبّب اضطراب الأفكار. الذي يبقى على احتراس كي يحافظ على موهبة المحبّة بطهارة، هذا لن يسقط في فخّ الشيطان الذي يريد أن يحوّل حبّ الإنجيل رويدًا رويدًا وبدون ضجّة إلى حبّ عاطفيّ فقط.
التمييز:
أنصحكم بأن تستعملوا العقل والحكمة في كلّ الأمور وأن تبتعدوا عن التطرّف في كلّ الأشياء، تقدمّوا نحو الأمام بتمييز ولا تضعفوا جسدكم بوضع أثقال كبيرة عليه لا يحتملها. تذكّروا أنّ نسك الجسد هدفه الوحيد مساعدة الروح للوصول إلى الكمال. والطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هو الجهاد الحسن للروح. وأيضًا لا تتساهلوا أكثر من اللزوم واعلموا أنّ اللَّه لا يفرض شروطًا عندما يوزّع المواهب. فما نحصل عليه منه هو مجّانيّ لأنّ رحمته لا تحدّ.
طالما أنّ الشهوات تلعب فينا فنحن في خطر من أن نخطئ كما يخطئ المتكبّرون والمخادعون.
تَكبّر الفكر يشبه الفخر الشيطانيّ الذي يرفض وجود اللَّه، ويجدّف على الروح القدس، ولذا فمن الصعوبة شفاؤه، وبالمقابل افتخار القلب لا ينتج من فخر شيطانيّ لأنّه يأتي أساسًا من حالات مختلفة وخلال أحداث كثيرة: غنى، مجد، شرف روحيّ وماديّ، ذكاء، جمال، قوّة، فهم، كلّ هذا يسيطر على أذهان الفاقدي الحكمة والمغفّلين الذين يسقطون في التفاهة والفراغ بدون أن يصبحوا ملحدين، وغالبًا ما يرحمهم الربّ ويوجّههم بإرشاده الروحيّ لكي يرجعوا إلى عقلانيّتهم وصوابهم، وهكذا تتوقّف قلوبهم بالتوبة عن ملاحقة الأمجاد الفارغة وينتهي المطاف بهم إلى الشفاء.
لا بدّ من القول، يا إخوتي، إنّ انتباهنا الروحيّ كلّه يجب أن ينصبّ على ضرورة إبطال الكبرياء والفخر وكلّ ما يدفعنا نحوهما، إذ بالعكس يجب أن يحلّ محلّهما التواضع الحقيقيّ. فيجب علينا، إذًا، أن نكون واثقين بأنّنا حصلنا على كلّ شيء لأنّه حيث يوجد التواضع فهناك تكثر الفضائل التي تصلنا باللَّه.
النبل المسيحيّ:
بحسب وصيّة المسيح، يجب على المسيحيّ أن يسعى وراء الكمال والقداسة. فكما أنّ الفلاح عندما يحرث أرضه يرسم خطوطًا عميقة بواسطة المحراث، هكذا فالكمال والقداسة يبدآن كخطّ عميق في روحنا ثمّ ينتشر هذا الخطّ إلى أفكارنا، رغباتنا، كلامنا، وأعمالـنا وبـعدهـا يظهـر كـلّ هذا جليًّا في شخصيّتنا بعد أن يملأ نفسنا.
ليكن سلوكنا تجاه الكلّ برقّة، ولتكن كلماتنا وأعمالنا معبّرة عن نعمة الروح القدس التي نحملها داخل قلبنا. ولتكن طريقة عيشنا شاهدة على أن ما نمجّده هو اسم اللَّه.
الذي يقيس كلامه، يقيس أيضًا أعماله، والذي ينتبه لما يقول ينتبه لما يفعل. لا يذهب أبدًا أبعد من حدود اللياقة لأنّه يعلم أنّ الكلام الفارغ يولّد الحقد والضغينة، الأحزان والمجادلات والاضطرابات على أنواعها والحروب كذلك.
اللطف، إذًا، والاحترام العميق هو المطلوب منّا، لا يخرج من أفواهنا أبدًا كلام جارح غير ممسوح بنعمة اللَّه، لتكن الكلمة المنطوقة من أفواهنا طيّبة كما لو كانت من المسيح نفسه لتعكس الصورة الصحيحة عن الطريقة التي ننشئ أنفسنا عليها.
تمجيد اللَّه:
واجب المسيحيّ أن يقدّم التسبيح للَّه دائمًا بجسده كما بروحه. هما على أيّة حال ملك للَّه ولا حقّ لنا بعدم احترامهما أو بإفسادهما. كلّ كائن يتذكّر أنّ جسده وروحه هما ملك للَّه تأخذه روح التقوى وخوف اللَّه. وهذا يساعد على حفظ هذا الكائن من الخطيئة من خلال المحافظة على علاقته مع الذي هو سبب تقديسه: الربّ الإله. وفي كلّ مرّة يتذكّر أنّ اللَّه قدّسه وهو متّحد مع اللَّه يقدّم التسبيح والمجد له بجسده وبروحه. وهذا يحدث في كلّ مرّة تكون مشيئته متناغمة مع مشيئة اللَّه لتصبح تحركاته مطابقة للوصايا الإلهيّة.
أن تكون حسنًا في نظر اللَّه يفترض أن تشهد منذ الآن بأنّك لا تعيش لذاتك بل للَّه. هذا هو بناء ملكوت اللَّه على الأرض، عندها يصبح كلّ شيء وسيلة لتسبيح اسم الربّ وليشعّ على الأرض البرق الإلهيّ الذي هو من النُّور الحقيقيّ ناعمًا بهيًّا كما نعلن في صلاة الغروب: "يا نورًا بهيًا لقدس مجد الآب الذي لا يموت السماويّ القدوس المغبوط يا يسوع المسيح...". إذًا، عندما تأخذ حقًّا قرارًا بالتحرّك ستصبح هكذا الطريق الحقيقيّ الذي يوصل إلى اللَّه كلّ الذين لم يلتقوه بعد أو لم يعرفوه.
sun مراقب عام
الجنس : تاريخ الميلاد : 03/11/1932 البد : الشفيع : الموود :
موضوع: رد: أقوال للقدّيس نكتاريوس الذي من آيينا السبت يناير 20, 2007 10:59 pm
مشكورررررررررررررررررر
جدا جدا بس يا عم انت تعبتلى عنيه يلا ولا يهمك سويت بقولك مش كنت نزلت الموضوع دة فى قسم سير قديسين افضل وربنا يوفئك
زائر زائر
موضوع: رد: أقوال للقدّيس نكتاريوس الذي من آيينا السبت يناير 20, 2007 11:15 pm
اعتذر منك يا صن بصي انت لازم بس تقري الموضوع تعلميه بالماوس ومشكوررررررررررررر على الملاحظة
Dr.SaSoOoOo عضو جامد
الجنس : تاريخ الميلاد : 06/07/1989 البد : الشفيع :
موضوع: رد: أقوال للقدّيس نكتاريوس الذي من آيينا الأحد يناير 21, 2007 1:28 pm
ميرسى جدا يا sweet
انا الحقيقة معرفش القديس دة
وانت بكدة هتجبرنى ادور له على كتاب
بجد ميرسى
ربنا يوفقك اكتر وتخدم ربنا اكتر
Andrew Ezat Admin
الجنس : تاريخ الميلاد : 03/08/1992 البد : الشفيع :
موضوع: رد: أقوال للقدّيس نكتاريوس الذي من آيينا الأحد يناير 21, 2007 5:26 pm
شكراً ليك كتير و على شغلك الرائع دة
زائر زائر
موضوع: رد: أقوال للقدّيس نكتاريوس الذي من آيينا الأحد يناير 21, 2007 10:47 pm
بصو انا للي بشكر كل واحد منكم على مروركم وده القديس جديد في الكنيسة و ربنا معاكم اذكروني بصلواتكم الخاطىء سويت
Marly اخصائية رعاية الاطفال
الجنس : تاريخ الميلاد : 17/03/1989 البد : الشفيع : الموود :
موضوع: رد: أقوال للقدّيس نكتاريوس الذي من آيينا الإثنين يونيو 15, 2009 3:26 pm