رأيت نفسي في منظرٍ كسير ... رأيت قاربي محطم في الماء غريق ..
وأمواج البحر قد هاجت .. وطيور الشاطئ منها ناحت ..
يستكيـن الجو حيناً وحينـاً يهيج .. كجيوشٍ تفر لتعلن الكر حين يحين ..
فمن زاوية الخيال رأيت نفسي .. ماشيةً وحدي مطأطأةً رأسـي ..
باحثةً عن مشاعر قديمة في الشاطئ غرستها .. ومع شريكي أسقيتها ..
رأيت نفسي ملهوفةً ومتأثرةً لفقدهـا .. فقد تعبت لزرعها ليالي لا أستطيع عدها
كنت مخطئةً حين دفنتها .. لأنني بجانب الشاطئ وضعتها ..
فحين هاجت الأمواج اختفت نبتتي .. وكأن مهنة الحب ليست مهنتي ..
فإن كان الحب ليس حرفتـي .. فإن نسيـان الحـب علتي ..
فجمرة النسيان تكوي من يجهلها .. والدنيا تعذب من لم يفهمها ..
مشكلة المشاعر مشكلة جسيمة .. فلا قانون لها ! إنما هي مجرد حظوظ عظيمة ..
فلم نعد نفرق بين من يستحقها ومن لا يستحقها .. ومن هنا نخطئ في حقها ..
فالكل يُـقبل عليك بالمحبـة .. ومن خلفك يُـوجـه لك المذمـة ..
ومن أول محنة نراهم فارين .. وحين نذهل ونصمت يعودوا علينا كارين ..
أتقنوا الضعف بالبدايـــــــة .. وحبكـــوا الجبـروت بالنهايـــــة ..
علـة الحيـاة هي علل بشـرها .. والشر مرافقها طال أو قصـر عمرها ..
فقد عانى الكثير غـدرها .. وها أنا أواجـه مصيبتي باحثةً عن عذرها ..
ولكني سئمت وجمرة النسيان تكوي .. فصوت الحق يوماً ما سيـدوي ..
ويعلن بأني كنت صافيةُ نـوايا .. ولا يوجد بقلبي تجـاهكم أية خفايا ..
وأنكم خسرتم معنـى الحُـب .. وأننـــــي كـنـت للصـدق لــب ..
كانت تلكـ مجرد زاويـة من الخـيال .. أردت أن أنبـه بهـــا الأجـــيال ..