وذهبوا لكن الوقت كان قد فات .. مضت الساعة الثانية عشر
رجل فى أوروبا منذ سنوات عديدة أحب الإنجيل بدرجة جعلته يفكر أنه يجب أن يذهب ويكرز به وفعلاً قام . واجتمعت حوله جماهير كثيرة لتسمعه من باب الفضول فقط وفى الليلة الثانية كان عدد الحضور أقل وفى الليلة الثالثة قلوا كثيرا ولما جاءت الليلة الرابعة كان المكان خالياً تقربياً . ولكن شوق الرجل للكرازة كان عظيما جداً فلم يثنه عدم حضور أحد عن الأستمرار فأرسل نشرات فى كل المدينة يعلن لجميع المديونين انهم اذا أتوا الى مكتبه فى يوم معين قبل الثانية عشرة ومعهم براهين دينهم فانه يدفع ذلك الدين !! جاء اليوم المعين ، وبدلا من أن يرى الرجل زحاماً فظيعاً لم ير أحدا !! أندهش الرجل من عدم وجود زحام .. ونحو الساعة العاشرة كان رجل يتمشى أمام باب المكتب . نظر هنا وهناك كما لو كان يراقب الطريق ليرى ان كان أحد ينظره !! فلما أقتنع بان لا أحد يراه دخل وقال : لقد رأيت اعلانا فى المدينة انه اذا جاءك اى مدين فى ساعة معينة فأنك تدفع قيمة دينة ..... هل هذا صحيح ؟ نعم ... وبعد ان دفع له الدين قال له : أجلس فانى أريد أن اتحدث معك وظل يتحدث معه الى الساعة الثانية عشرة .. وقبل ان تدق الساعة حضراثنان ودفعت ديونهما وصرف الرجال الثلاثة عند الساعة الحادية عشر وكان بعض الناس واقفين عند الباب فسالوا : هل دفع ديونكم حقاً ؟ نعم لقد كان الكلام حقاً فدفع كل ديوننا أذن لنذهب نحن أيضاً ونطلب منه دفع ديوننا .. وذهبوا لكن الوقت كان قد فات .. مضت الساعة الثانية عشر .
إلى كل خاطئ مفلس - ولايمكن أن يوجد فى العالم خاطئ إلا وهو خاطئ مفلس .. لقد جاء المسيح ليدفع ديونك فهل تصدق ؟ الساعة الحادية عشر هى حياتنا فى الأرض . والساعة الثانية عشر تبدأ لحظة انطلاق أرواحنا والتى لا أحد يعلم متى تكون صلوا من اجلنا