هارب من وجه الرب:
____________________________
* الانسان عمل الله وهو الذى خلقة وصوره ووضع فيه كل الامكانيات .وميزه بأنه يملك حرية ارادته ليكون صورة الله .
فالله يملك سيادتة على ارادتة. ولذلك يكون الانسان كصورة لله.
*واذا كان الله هو خالق الانسان بمحبته ولكى يمارس معه حبه العجيب أذا يكون الانسان فى النهاية لم يُخلق من أجل نفسه ..!! ولكن خلق من أجل الله .
واذا كان الانسان يتميز بحرية الارادة فليست حرية الارادة تعنى أن الانسان يحيا كما يشاء ويصنع ما يحلو له..!!
ولكن حرية الارادة لهدف واحد فقط هو أن يختار الانسان بكامل حريته الله والحياة مع الله بل حسب ارادتة الله وليس حسب ارادته الشخصية.أو يختار حسب ارادته الحرة ايضآ >
أن يرفض الله والحياة مع الله وبالتالى يصبح الانسان لا شيئ وليس له هدف .بل يكون هدفه متغير كل يوم . وهكذا يسلم الانسان نفسه للموت والهلاك بارادته الحره.
*حرية الارادة فى الانسان تعنى أن يختار أن يحيا من أجل الله وليس من أجل نفسه ,لا يطلب ما هو لنفسه وللذته ولكن لما هو لله ,لا يطلب ماهو لكرامته ومجده ولكن لما هو لله ومجد وكرامة الله.
هذا هو عنوان خلقة الانسان لكى يحيا الانسان بكل حريته لله ومن أجل الله .وعندما جاء المسيح ليصلح ما أفسده أدم وليعيد خلقة الانسان من جديد ويضعه فى الطريق الصحيح طريق الحياة ,نجده بالطبيعة البشرية كان فى جميع مواقف الحياة يطلب مشيئة الاب .
لتكن ارادتك لا ارادتى...........
حتى فى أصعب المواقف وهى الصليب كشف الله عن الطبيعة البشرية التى فيه عندما نادى بأن يعبر عنه هذه الكأس كأس الالم ....
(قائلا يا ابتاه ان شئت ان تجيز عني هذه الكاس.ولكن لتكن لا ارادتي بل ارادتك. لو 22 : 42)
ولكن لان المسيح واحد من اثنين لم يكن فيه سواء ارادة واحده حيث انطبقت الارادة البشرية تمام الانطباق على ارادة الله لتكون ارادة واحدة فقط ولهذا صرخ لتكن ارادتك حتى الصليب.
*ليس للانسان طريق اخر سوى ارادة الله ولكن عن قبول وبفرح وثقة .فالانسان مثل الطفل الصغير الماسك فى يد ابيه ليعبر به الطريق .يسلم له نفسه تمامآ لانه يثق فى محبة ابيه دون أدن شك أو تشكيك.
*وفى حياة الانسان وأختباراته مواقف كثيرة يحدث فيها أن يحاول الانسان أن يهرب من وجه الله ,وهذا هو ضعف الانسان العجيب ,ويونان النبى مثال ليكشف لنا هذا
الداء الوبيل الذى فى طبيعة الانسان.
*طلب الله من يونان النبى أن يفعل ارادته ويوصل أمر الله لمدينة نينوى ,ولكن يونان لم يحب أن يفعل ارادة الله ,وأحب أن يفعل ارادة نفسه وما يريده هو حسب رأيه الخاص..!!
فكان منه أن هرب من وجه الله ولكن الى أين أذهب يارب..............
(اين اذهب من روحك ومن وجهك اين اهرب.مز 139 : 7)
* فالهروب من وجه الله شيئ موجود فعلآ فى سلوك الانسان منذ القديم ومن أول أنسان على الارض فأدم عندما خالف وصية الله هرب من الله وخاصآ عندما سمع صوت الله
(فقال سمعت صوتك في الجنة فخشيت لاني عريان فاختبأت تك 3 : 10)
*هذه كارثة يصنعها الانسان وأصنعها أنا بدون أن أدرى فالله عندما يجد الانسان ينحرف عن هدف خلقته _اى أنسان_ يسرع الله بالنداء على الانسان ويذهب يبحث عنه ..!!
(ماذا تظنون.ان كان لانسان مئة خروف وضل واحد منها أفلا يترك التسعة والتسعين على الجبال ويذهب يطلب الضال مت 18 : 12)
وهكذا ينبرى صوت الله فى الانسان ينادى عليه والانسان يحاول الهروب من صوت الله ..!!فهذه محبة الله الانهائية مقابل حماقة الانسان وغبائه.!!
(...بسطت يدي طول النهار الى شعب متمرد سائر في طريق غير صالح وراء افكارها شع 65 : 2)
*فأنا أهرب من الله لكى أصنع حماقة أو لانى رافض ومعترض على ارادة الله ,وهذا لجهلى لانه فى أنطباق ارادتى على ارادة الله هو الحياة والخلود الى الابد ,وحتى
الى الصليب لانه حتى وأن قبلت ارادة الله حتى الى الصليب فلابد أن أدخل مباشرآ فى قوة القيامة.
فليس هناك أبدآ صليب حسب ارادة الله الا وكانت القيامة هى الوجه الاخر غير المنظور لهذا الصليب..!!
* ولكن هذا هو جهلى بعمل الله ولكن الله أيضآ لا يتركنى أبدآ وحتى أن حاولت أهرب بعيدآ عن الله .فهو يجعل الظروف التى أهرب اليها تبتلعنى حتى أشعر بالخوف والرعبة وأصرخ اليه تمامآ كما فعل مع يونان النبى فعندما هرب من الله أرسل له حوت ضخم وابتلعه يونان 1 : 17-
فما كان من يونان الا أنه صرخ من باطن الحوت بالصراخ لله.............
وقال.دعوت من ضيقي الرب فاستجابني.صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتي. 3 لانك طرحتني في العمق في قلب البحار.فاحاط بي نهر.جازت فوقي جميع تيّاراتك ولججك. 4 فقلت قد طردت من امام عينيك.ولكنني اعود انظر الى هيكل قدسك. 5 قد اكتنفتني مياه الى النفس.احاط بي غمر.التفّ عشب البحر براسي. 6 نزلت الى اسافل الجبال.مغاليق الارض عليّ الى الابد.ثم اصعدت من الوهدة حياتي ايها الرب الهي. 7 حين اعيت فيّ نفسي ذكرت الرب فجاءت اليك صلاتي الى هيكل قدسك. 8 الذين يراعون اباطيل كاذبة يتركون نعمتهم. 9 اما انا فبصوت الحمد اذبح لك واوفي بما نذرته.للرب الخلاص
يونان 2 : 1 _ 9
*وهكذا عندما تضيق حولى الظروف والتى كنت أهرب اليها من وجه الله لكى أصنع ما يحلو لي وأتمم ارادتى بعيدآ عن أرادة الله ,فمن محبة الله أنه يضيق الخناق حولى .!
ولا أجد مسرة بعيدآ عنه وخاصآ وأنا أختبرة لذة القرب منه ,والتمتع بأنطباق ارادتى على أرادته.
حينئذآ أصرخ نحو الله وأترجاه أن يخرجنى من بطن هذه الظروف الصعبة فيأمر الله الظروف أن تقذفنى :
وأمر الله الحوت فقذف يونان الى البر يونان 2 :10
*فأعود وأقبل ارادة الله وأسرع فى تتميم ارادته .كما فعل يونان فأسرع بالذهاب الى المدينةالتى هرب من الذهاب اليها من قبل
نينوى فكانت مدينة عظيمة للّه مسيرة ثلاثة ايام. 4 فابتدأ يونان يدخل المدينة مسيرة يوم واحد
يونان 3 : 4
*ولكن أعود مرة أخرى وعندما ينقلنى الله الى فهم عالى وتعامل راقى فوق مستوى تفكيرى أعود مرة أخرى وأغضب على ارادة الله وأعترض عليه ,فكثير جدآ ما أقيس أنا بفكرى أعمال الله ,وحينئذآ أصتطدم بعمل الله الاعلى من فكر
(يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه.ما ابعد احكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء
رو 11 : 33)
فغم ذلك يونان غمآ شديدآ فأغتاظ ,وصلى الى الله وقال اه يارب اليس هذا كلامى إذكنت بعد فى ارضى .لذلك بادرت الى الهروب الى ترشيش لانى علمت أنك إله رؤف ورحيم وبطئ الغضب وكثير الرحمة ونادم عن الشر.
فالان يارب خذ نفسى منى لان موتى خير من حياتى . يونان 4 : 1 _ 3
*هذا هو داء الانسان عدم فهم محبة الله والهروب من وجه لكى أعمل رأى وفهمى ,بينما فهمى ضعيف أمام أعمال الله ,ولكن محبة الله تجعله دائم التنازل الى الانسان ,
وينزل حتى بفكره الى فكر الانسان الكليل .
فيحاول الله أن يقنع روحى كأب حنون يتنازل مع ابنه الصبى المعاند ويحاول أن يقنعه بالمحبة والبرهان. وفعلآ جعل الله ليونان شجرة خرجت ونمت فى يوم واحد شيئ خارق
للعقل ففرح يونان بها لانه تذكر قدرة الله العجيبة ولكن فى الصباح جعل الله هناك دودة خربت الشجرة واحرقت الشمس رأس يونان :
فذبل فطلب لنفسه الموت وقال موتى خير من حياتى يونان 4 : 8
فقال له الله هل انت حزنت على الشجرة التى لم تتعب فيها ولا ريتها التى بنت ليلة كانت وبنت ليلة هلكت يونان 4 : 10
فكم يكون حزنى أنا على مدينة نينوى التى يوجد فيها أكثر من اثنتى عشرة ربوة من الناس ..
*هذه هى نفسى التى تحاول دائمآ أن تهرب من وجه الله لكى تصنع ما تريد وهذا هو الله الذى يسعى دائمآ خلف نفسى ويغير الظروف والاحداث لكى يقنع نفسى دائمآ بأن أتبعه
فى كل شيئ , وأن أقبل ارادته لان فى ارادته الحياة الابدية.
يارب أعطنى القوة والشجاعة لكى أجمع كل ارادتى لكى تتفق مع ارادتك ولا يكون لي أبدآ ارادة شخصية ولكن دائمآ أقول لتكن ارادتك يارب فى كل شيئ,لانك يارب ارسلت
مسيحك لكى يحرر ارادتى من كل عبودية ويعطينى القوة لكى اقول كل يوم وفى كل موقف لتكن مشيئتك يارب.
__________________