انا سوداء وجميلة يا بنات اورشليم كخيام قيدار كشقق سليمان. 6 لا تنظرن اليّ لكوني سوداء لان الشمس قد لوحتني.بنو امي غضبوا عليّ.جعلوني ناطورة الكروم .اما كرمي فلم انطره.____________________________________________________________________________________________
هناك علاقة جميلة بين هذه الاية والحادثة التى حدثت مع موسى النبى عندما أتخذ لنفسه أمرأة كوشية " سوداء البشرة" وتكلم عليه أخوته مريم وهارون وصمت ولكن الله لم يصمت:
وتكلمت مريم وهرون على موسى بسبب المرأة الكوشية التي اتخذها.لانه كان قد اتخذ امرأة كوشية. عدد 12 :1
______________________________________________________________________________
كان موسى النبى وهو رمز للملك المسيح فى العهد القديم بروح النبوة قد تزوج أمرأة كوشية "سوداء البشرة "أممية أى غريبة عن جنس أسرائيل وهذا كان شيئ غريب جدآ فى ذلك الوقت ,لان اليهود كانوا لا يتزوجون نهائيآ من الامم لان الامم كانوا نجسين بالنسبة لهم .
وهذا التصرف الغريب لم تفهمه مريم أخت موسى وهى كانت نبية وتعجبت جدآ من عمل موسى هذا وأنتقضت عمله وأخذت تلومه بشده ولكن الله لم يرضى بذلك وأصابها بالبرص وأخرجوها خارج المحلة ولكن محبة موسى النبى لها جعلته يصرخ الى الله ليشفيها وفعلآ سمع منه الله .
___________________________________________
هذه الحادثة العجيبة لها علاقة وثيقة جدآ بالاية الجميلة التى تقول أنا سوداء وجميلة سوداء مثل خيام قيدار _قيدار وهو ابن أسماعيل(تك 25: 13)
وقيدار هى منطقة تسمى بأسم قيدار ابن اسماعيل وهى منطقة صحراوية بسوريا وكانت خيامها شديدة السواد. (مز 120 :5)
___________________________________________
هذا ما فعله ربنا يسوع المسيح فى العهد الجديد فلقد أخلى أبن الله ذاته وأخذ شكل العبد وهذا العبد هو أنا طبيعتى البشرية .وهذه الطبيعة البشرية قد أصبحت سوداء جدآ بعد السقوط ,وقد تملك عليها الموت والفساد ولكن ابن الله لبس الطبيعة البشرية بكل ضعفها طبيعة بشرية كاملة أخذها من الروح القدس ومن العذراء القديسة مريم .وهكذا صارت الطبيعة البشرية فى وحدة كاملة مع أبن الله بغير أختلاط أو أمتزاج أو تغير.صارت الطبيعة البشرية فى المسيح والمسيح فى الطبيعة البشرية .
ولذلك النفس عروسة المسيح بعد أن دخلت حجاله وصارت تعرف ما فى داخل حجاله وتعرفت على أسرار أعماله وخلاصه تقول وتصف ما تشعر به فى نفسها فهى تقول :
أنا سوداء مثل خيام قيدار وجميلة مثل شقوق سليمان "ستائر قصر الملك سليمان الرائعة" نعم هى صادقة كل الصدق فى وصف نفسها بذلك وليس هناك أى تناقض فى ذلك .
فهى سوداء لان طبيعتها فعلآ سوداء ضعيفة ليس فيها أى صلاح وبهذه الطبيعة فقط هى مستحقة الموت وقطعآ تذهب الى الفساد والهلاك ولكن حبيب نفس فعل ما لايخطر على بال البشر._ وهو سر يحير كل عقول الفهماء والحكماء ولكن أعلنه لى بروحه_ أننى السوداء المائته قد أتحد بى عريسى فصرت به أنا السوداء جميلة جدآآآآآآآآ جمال ستائر قصر الملك سليمان الذى لا يوجد مثلها فى كل الارض وسر جمالى هو حبيبى .فالجمال الذى ظهر فى حقيقى وهو أروع جمالآ من كل البشر .
فصار الجميع يتعجب كل من ينظر اليا يرى جمال مستحيل يصدر عنى فعلآ هذا حق ولكن سر هذا الجمال هو أننى لبست الرب يسوع فمن تنظروه فى هو جمال ربنا يسوع الذى صار هو الظاهر عنى أما أنا سوداء جدآ ولكن فيه:
(لان كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح ) غل 3 : 27
ولذلك أنا عندما أنظر الى طبيعتى أشعر بالضعف الشديد وأرى كم أنا سوداء جدآ ولكن لانى متحد بالمسيح يسوع فأنا جميلة جدآ وأستطيع فعل أمور فائقة بسبب المسيح الذى فى .
وهذا هو سر القديسين .فالقديسيين مثلنا كلنا ولهم نفس الطبيعة الضعيفة جدآ التى فينا ولكن لانهم أدركوا سر المسيح الذى فيهم وأمنوا بالمسيح ولذلك الاعمال التى كان يعملها المسيح من شفاء وقيامة أموات وخلافه أصبحوا يعملونها بل وأعظم منها :
(الحق الحق أقول لكم من يؤمن بى فالاعمال التى انا أعملها يعملها هو ايضآ ويعمل اعظم منها ) يو 14 : 12
ثم تفسر عروس المسيح سبب أنها سوداء فتقول:
لا تنظرن الى كونى سوداء لان الشمس قد لوحتنى :
_______________________________
الحقيقة العروس تريد أن توضح انها خلقت جميلة فى البداية ,ولكن حسدها الشيطان الساقط وخدعها بمكره وكذبه وأستطاع أن يقنعها بالبعد والانفصال عن الله ,ولما قبلت فكره سقطت هى الاخرى وتشوهة صورتها الجميلة وصارت سوداء كخيام قيدار وظلت قرون تعانى من السقوط والتجارب.
حتى أن شمس التجارب المرة التى حركها الشيطان عليها لوحتها وتسرب الشر والاثم ودخل خلسة الى طبيعتها وبالتالى صارت على هذا السواد ولكن ظلت فيها أثار صورة الحبيب ولم يتركها الحبيب , وأخيرآ جاء اليها وأتحد بها فصارت جميلة من جديد وبجمال فائق لانه جمال حبيبها .وعندما أتحد الحبيب بها وتغير مركز أهتمامها الى الحبيب وكرمه حينئذآ:
بنى أمى غضبوا على ,جعلونى ناطورة الكروم "حارسة"أما كرمى فلم أنظره:
_______________________________________________
وهنا المقصود ببنى أمى هو ذات الانسان الداخلى لانه يظل هناك صراع من الاعمال القديمة وهى التمركز حول الذات وتمجيدها ,فبعد الحب وبعد أن سلم العريس جماله الى العروس ليكون لها وتقول به أنا جميله مع كونى سودا ألا ان هذا الجمال هو خاص بالعريس وليس من ذات العروس فذات العروس سوداء ,وهى اليوم بعد هذا الاكتشاف صارت حارسة الكروم اى البشارة والخدمة بالعريس وعنوان بشارتها :
( أنا سوداء وجميلة)
بمعنى انه صار مطلوب منها أن تبشر بالمسيح الجميل والتى تمتعت بجماله فيها ولكن تكرز بذاتها سوداء لان العدو الان يستخدم ذاتها لسحبها الى خارج حجال الحبيب فأن هى سمعت نداء الذات والمجد الباطل فقدت كل شيئ جميل فيها أما أذا تمسكت بالعريس وبجماله وحده فصارت ناطور أى حارس لكرمه وتسعى من أجل تمجيد أسمه فى كرمه استمرت فى الحياة الى الابد ولذلك دائمآ أمام عينها وأمام قلبها مجد المسيح ولذلك تصرخ وتقول:
وأما كرمى فلم أنظره:
___________
بمعنى أى شيئ من ذاتى ومن أعمالى أنا لا أنظره ولا أعطيه أى أهتمام ,وأما الذى منك أنت فقط ومن أعمالك هو الذى أقبله وأمجده وأحرسه وأحرس عليه.
(فاننا لسنا نكرز بانفسنا بل بالمسيح يسوع ربا ولكن بانفسنا عبيدا لكم من اجل يسوع.2كو 4 : 5)
________________________________________________________________________________________________
صلاة:
_____________
ربى وحبيبى يسوع أنا سوداء وجميلة ,نعم يارب لقد أدركت الان سر خلاصك .انك من محبتك قد قبلتنى فى طبيعتك الجميلة رغم أن طبيعتى سوداء ,ولكن أنت تحبنى حب فائق ولذلك قبلت أن تتحد بطبيعتى السوداء الضعيفة ,ولما أتحدت طبيعتى الضعيفة بك يارب صرت أحيا بأمكانياتك انت ولذلك وصايك يارب لايستطيع أبدآ الانسان العادى أن ينفذها بل يقف الانسان العادى يتأمل فى وصايك ويتعجب كيف أحب أعدائى!! هل يحب الشخص عدوه ؟!!
طبعآ الانسان الطبيعى يارب معذور لا لايستطيع أبدآ ان يحب عدوه ولكن الانسان المتحد بالله يحب عدوه لان المسيح المتحد به طاقة محبة الى هذا المستوى وقد نظرنا هذه الطاقة من المحبة متجلية على الصليب فأنت غفرت لكل من صلبك وصنع معك شر ,واليوم انت فيا وأن فيك يارب فعندما يتقدم منى عدو بعمل اى شر فأجد طاقة حبك فى داخلى وأشترك فيها وبها أتمكن أن أرتفع عن طبيعتى التى هى فى الاضل سوداء وأحب وأغفر لعدوى وتدفعنى طاقة محبتك أيضآ يا أبن الله لاصلى من أجل الذين يسئون لى ويضطهدوننى حينئذا أقول انى جميلة لان المسيح سر جمالى هذا هو العهد الجديد يارب هذه هى كل وصايا الانجيل والتى لم تكتب لانسان عتيق يحيا بذاته ولكن كتبت لانسان جديد متحد بالمسيح والمسيح متحد به أذا أراد الانسان أن يلمس هذا الاتحاد عمليآ يقبل ويصدق وصايا الله ويسعى فى تنفيذها فيجد المسيح يصنع به ما لا يخطر على باله الهى كثيرآ ما أنسى أنك صرت فى وأنا فيك لذلك أشعر بصغر نفس لانى لا أرى الا كونى سوداء وما أبشع صورتى يارب بدونك حقآ فأنا بدونك سوداء كمثال خيام قيدار شديدة السواد وكل ما حولى يكون أسود ولكن أشكرك لانك دائمآ ما تبرق كنور داخلى معلنآ لى حقيقة وجودك فى داخلى فأطفر من الفرح وأصرخ أنا سوداء وجملية .
حبيبى يسوع أرجوك أن تعلن أمامى دائمآ انك فيا وتعلن لقلبى دائمآ حضورك فى نفسى كما كنت فى القديم يارب دائمآ تستعلن فى هيكلك بالمجد ,ولكن اليوم يارب انت لا تسكن فى هياكل حجرية ولكن تسكن فى هيكل قلبى ربى ........يسوع أنا محتاج جدآ أن أعاين مجد حضورك فى هيكل نفسى وقلبى لان هذا سر فرحى وصراخى بأننى جميلة مع كونى سودا
فأنا أعلم جيدآ اننى هيكلك يارب:
(أما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم.1كو 3 : 16)
ارجوك أستعلن بمجدك فى هيكلك يارب وأملئ هيكلك بكل ما هو منك وأخفى يارب كل ما هو من ذاتى لان كل ما هو من ذات ميت أما ماهو منك فهو المجد والحياة لك كل مجد يارب