يسجل التاريخ عن سفينة تدعى بال Central America والتي كانت تحمل 480 راكبا، كان معظم ركابها من الذين صرفوا السنين في التنقيب والبحث عن كنوز الذهب والقليل من العائلات المسافرة فضلا عن 102 عاملا للباخرة وشحنة سرّية ل 15 طنا من الذهب الخالص.
لقد كان كل شيء على ما يرام ولم يكن يعلم قبطان تلك الباخرة بأنه يسير باتجاه زوبعة هائجة قد اختطفت السفينة وأصبحت تضرب بها يمينا و يسارا وأُعطي الأمر بأن يلازم الركاب حجرهم فكان كل واحد ممسكا بما جمّع به من ثروة خوفا عليها وكثيرون حزموا الذهب الذي بحوزتهم حول خصورهم خوفا من فقدان ثروة الحياة.
ولكن سرعان ما إشتدّت الزوبعة وفَعَلَت الامواج فوق السفينة وبدت علامات الخوف والرعب على أوجه الجميع ومن شدة العاصفة لم يستطع العمال توصيل الفحم الى غرفة الإشعال فانطفأ محركها واصبحت الباخرة غير قادرة أن تواجه الأمواج والرياح وإذ مالت الى جانبها الأيسر ابتدأت المياه تدخل السفينة...
أطلق قبطان الباخرة أسهم نارية معلنا عن الخطر المحيط بهم وطالبا النجدة... ونسي الكل محبة الذهب الذي تعبوا في جمعه ولم يعد له قيمة أمام هول ذلك الموقف المرعب إذ هم ينظرون الموت بعيونهم وكأنه لا مفّر منه.أسرعت باخرة كانت في تلك المحيط وبالجهد استطاعت أن تقترب من السفينة إذ إبتداء الليل يقترب... وفي تلك الليلة لم يستطع الوصول الى الباخرة الأخرى سوى بعض النساء والأولاد لأن السفينة بدأت تنقلب من كثرة الماء التي دخلتها.
ولم تمضي إلا دقائق حتى ابتلع البحر تلك السفينة وهكذا اختفت ال Central America وعلى سطحها المئات في وسط الليل المظلم وهم يصرخون ويتضرعون طالبين النجدة. وهكذا اختفت تلك الأصوات الصارخة... إذ لم يكن من مجيب...!
أخي وأختي... إن هذا العالم يشبه بحرا واسعا جدا وكلٌ منّا هو سفينة في هذا البحر فهناك من يبحر مسافة طويلة ومنّا من يبحر مسافة قليلةيقول لنا الرب يسوع †لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه . او ماذايعطي الانسان فداء عن نفسه†متى16:26†
إن حياتك مهمة جدا بالنسبه لمن صلب من اجل مغفره ذنوبك و مغفره ذنوبى ولكل منّا حياة واحدة فإن خسرها خسر كل شيء... ولا يستطيع أن يستعيدها ولو امتلك كنوز العالم كله إذ لا شيء يساويها...
لو سألت أي من الأشخاص الذين غرقوا في ذلك اليوم لأعطاك كل ما يملك عوض حياته... إذ للحياة قيمة عظيمة...لهذا السبب مات المسيح عنك ليهبك الحياة الأبدية... لقد مات عنك... فهل أدركت ما هي قيمة حياتك