هو مجموع الكتب الموحاة من الله والمتعلقة بخلق العالم وفدائه وتقديسه وتاريخ معاملة الله لشعبه، ومجموع النبوات عما سيكون حتى المنتهى، والنصائح الدينية والأدبية التي تناسب جميع بني البشر في كل الأزمنة. ويدعى أيضاً الكتب (يو 5: 39) وكلمة الله (رو 9: 6).
ويبلغ عدد الكتاب الملهمين الذين كتبوا الكتاب المقدس أربعين كاتباً. وهم من جميع طبقات البشر بينهم الراعي والصياد وجابي الضرائب والقائد والنبي والسياسي والملك الخ.... واستغرقت مدة كتابتهم ألفاً وست مئة سنة وكان جميع هؤلاء الكتَّاب من الأمة اليهودية ما عدا لوقا كاتب الانجيل الذي دعي باسمه إذ يُظن أنه كان اممياً من إنطاكية وكان طبيباً اشتهر بمرافقته لبولس الرسول.
وفي الكتب المقدس جميع أنواع الكتابة من نثر وشعر، وتاريخ وقصص، وحكم وأدب وتعليم وإنذار، وفلسفة وأمثال. ومع أن الأسفار التي يتألف منها الكتاب تختلف من جهة وقت كتابتها وأسلوب الكتابة نفسه فإنها لا تخرج عن كونها نظاماً واحداً مؤسساً على وحي واحد، رغم التنوعات التي لا بد منها في الأحوال المختلفة التي كتب فيها الكتاب. ورغم تقادم العصور التي كتب هذا الكتاب فيها، فإنه ما زال يوافق الشعوب كلها في شتى أوقات تاريخها، وما زالت أهميته تظهر بأكثر جلاء لبني البشر كلما تقدموا في حياتهم. والكتاب أصل الإيمان المسيحي ومصدره وهو خال من الأخطاء والزلل. وفيه كل ما يختص بالإيمان والحياة الروحية وهو الخبز السماوي اليومي لكل مسيحي حقيقي ومرشده في الحياة والموت ويزداد درس الكتاب المقدس وانتشاره يوماً بعد الآخر إذ يبلغ الموزع من أسفاره الآن أكثر من 25 مليون نسخة كل عام. وقد تأسست على مبادئه القويمة أمم عظيمة كان الكتاب أساساً لشرائعها، واتباعه سبباً لعظمتها وفلاحها، وتفوقها وارتقائها في سبيل الحضارة ومضمار التمدن.
1- لغات الكتاب المقدس
(1) كتب أكثر العهد القديم بالعبرانية وهي لغة سامية تشبه العربية من وجوه كثيرة. وقد وجد في العهد القديم بض فصول بالآرامية وهي لغة شبيهه بالعبرانية.
(2) وكتب العهد الجيد باليونانية وكان قد شاع استعمال هذه اللغة بين يهود الشتات بعد فتوحات اسكندر ذي القرنين والرومانيين. وهي لغة مناسبة كل المناسبة للفلسفة واللاهوت ولذلك اختارها الله لإعطاء وحيه بواسطتها من جهة التعاليم المسيحية.
ويونانية العهد الجدي هي ما يسمونه ((بالكوني)) وهي اللغة العامية ممزوجة ببعض اصطلاحات عبرانية ويظهر هذا الامتزاج بنوع خاص في إنجيلي متى ومرقس وسفر الرؤيا، وقليلاً في رسالة يعقوب وإنجيل لوقا ولاسيما في مقدمة إنجيله وفي سفر آخر سفر أعمال الرسل. أما بولس فطريقته في الكتاب كانت خاصة به.
2- نص الكتاب المقدس
أوحى الله بكلمته إلى أنبياء ورسل نطقوا بها حسب اصطلاحات اللغات البشرية. فكان الكتب الملهم أما أن يكتب بنفسه ما يوحى به إليه وأما أن يمليه على كاتب يكتبه له. إلا أنه لم يصل إلينا بعد شيء من النسخ الأصلية التي كتبها هؤلاء الملهمون أو كتابهم. وكل ما وصل إلينا هو نسخ مأخوذة عن ذلك الأصل. ومع أن النساخ قد اعتنوا بهذه النسخ اعتناءً عظيماً فقد كان لا بد من تسرب بعض السهوات الإملائية الطفيفة جداً إليها، ولكن هذه لا تغير مطلقاً من الوحي الإلهي الموجود في هذه النسخ.
(1) والعهد القديم العبراني الموجود بين أيدينا مأخوذ عن النسخة الماسورية التي أعدتها جماعة من علماء اليهود في طبرية من القرن السادس إلى الثاني عشر للميلاد. وقد وضع هؤلاء المعلمون الشكل على الكلمات بواسطة النقط وعملوا للنص تفسيراً يسمى ((المسورة)) أي التقليد يتضمن كل ما يتعلق بصحة ذلك النص. وكانت العبرانية تكتب قبل ذلك بدون شكل أو حركات فثبتت تلك الحركات الألفاظ ووحدت قراءتها. وقد دون الماسوريون الاصلاحات التي ارتأوها على النص وجعلوها في الحاشية تاركين للعلماء الخيار في قبولها أو رفضها بعد البحث والتدقيق.
وأقدم النسخ من مخطوطات العهد القديم في اللغة العبرية هي التي وجدت في وادي قمران بقرب البحر الميت ويرجع تاريخ بعض هذه المخطوطات من العهد القديم بجملته في اللغة العبرية ترجع إلى القرن العاشر الميلادي وقد بقيت إحدى هذه المخطوطات المهمة في حلب قروناً طويلة أما الثانية فلا تزال في ليننجراد.
وأول مرة طبع فيها العهد القديم بالعبرانية كانت سنة 1488 م في بريشيا، وهذه هي النسخة التي استعملها لوثيروس للقيام بترجمته الألمانية المشهورة.
(2) أما العهد الجديد اليوناني فتقسم نسخه إلى قسمين:
أولاً:
النسخ الاسفينية التي بحروف كبيرة فحروفها مفردة لا تقطيع فيها تقريباً، وفي عواميد متساوية العرض، وفي كل صحيفة من عامود إلى أربعة عواميد، وإذا وصلت الكتابة إلى نهاية سفر ولم تكن الكلمة قد تمت كتب تمامها في السطر التالي. وهذه النسخ كمتوبة من رقوق على هيئة كتب. وأحدث النسخ الاسفينية كتب في القرن العاشر. وأقدم النسخ من بعض أسفار العهد الجديد وجدت مكتوبة على البردي وترجع إلى القرنين الثاني والثالث الميلاديين مثل بردي بودمر وبردي تشستربيتي وبردي أوكسيرنخس أو البهنسا. أما أهم النسخ الكاملة من العهد الجديد بجملته. فهي النسخة السينائية والنسخة الفاتيكانية وقد كتبتا في القرن الرابع، والنسخة الاسكندرانية وكتبت في القرن الخامس.
ثانياً:
النسخ الجرارة وهي ما كتبت بالخط الاعتيادي. وقد أخذ النساخ من القرن الحادي عشر يكتبون على ورق مصنوع من القطن والكتان. ويمكن لأراب فن النسخ أن يعرفوا القرن الذي كتبت فيه النسخة وذلك من شكل الكتابة الذي كتب فيه.
أما العهد الجديد في اللغة اليونانية فقد طبع لأول مرة عام 1514 م ضمن النسخة التي طبعت في أسبانيا والتي تعرف بالكتاب المقدس الكومبلوتي المتعدد اللغات. ولكن هذه الطبعة لم تذع إلا عام 1522 م. وقد تمكن اراسمُس أثناء ذلك من طبع العهد الجديد باللغة اليونانية ومن نشره عام 1517 م. وقد نشرت النسخة المساة ((بالمقبولة)) عام 1633 م. وقد عنى كثيرون من العلماء بنشر نسخ يونانية مضبوطة استخدموا فيها أرواق البردي والمخطوطات القديمة ونشروها. ومن ضمن هذه نسخ تشندورف ووستكوت وهورت ونسلة وسوترومرك وتقوم جمعيات الكتاب المقدس الآن بإعداد نسخة مضبوطة للعهد الجديد في اللغة اليونانية.
3- ترتيب أسفار الكتاب المقدس
يختلف تبويب وترتيب الأسفار المقدسة عند اليهود هما هو عليه عند المسيحيين. وقد أشار العهد الجديد إلى تقسيم العهد القديم إلى قسمين: الناموس والأنبياء (مت 11: 13 و 22: 40 واع 13: 15 الخ).
ومرة أخرى إلى ثلاثة أقسام: موسى والأنبياء والمزامير (لو 24: 44). وربما كان ذلك على سبيل التعميم. أما اليهود فقد قسموا كتبهم المقدسة إلى:
(1) الناموس: وهو أسفار موسى الخمسة.
(2) الأنبياء: وهم الأنبياء الأولون أي يشوع والقضاة وصموئيل الأول والثاني والملوك الأول والثاني - والمتأخرون وينقسمون إلى الأنبياء الكبار: وهم اشعياء وارمياء وحزقيال- والأنبياء الغار وهم: هوشع ويوئيل وعاموس وعوبديا ويونان وميخا وناحوم وحبقوق وصفنيا وحجي وزكريا وملاخي.
(3) والكتب: وهي المزامير والأمثال وأيوب ونشيد الانشاد وراعوث والمراثي والجامعة واستير ودانيال ونحميا وعزرا وأخبار الأيام الأول والثاني. ويرّجح أن هذه الأسفار قد رتبت هكذا بالنسبة إلى زمن كتابتها.
أما المسيحيون فقد قسموا العهد القديم إلى أسفار تاريخية وشعرية ونبوية حسب ترتيبها في الترجمة اليونانية السبعينية.
ويقسم العهد الجديد إلى: الأناجيل- وأعمال الرسل - ورسائل بولس - والرسائل الجامعة - والرؤيا.
وقد يقسم أيضاً إلى: الكتب التاريخية - والتعليمية - والنبوية - وقد اختلفت النسخ في ترتيبها إذ وضع سفر أعمال الرسل في بعضها بعد الرسائل الجامعة أي رسائل يعقوب وبطرس ويوحنا ويهوذا. وقد قدمت رسائل بولس على سفر أعمال الرسل في النسخة السينائية.
4- تقسيم الأسفار إلى إصحاحات وأعداد
لم تقسم الأسفار المقدسة أولاً إلى إصحاحات وأعداد بل فقط إلى فصول للقراءة في أوقات معينة (لوقا 4: 16-21 واع 13: 15 و 15: 21 و 2 كو 3: 14) وقد قسم اليهود الناموس إلى 54 فصلاً حسب عدد البيوت في السنة اليهودية الكبيس ولكنهم لم يدققوا في ضبط قسمة الفصول في الأنبياء مع أن هذه الفصول كانت تقرأ مع فصول الناموس كل سبت. وقد قاموا بهذا التقسيم لكي يسهلوا القراءة على الأشخاص المعنيين لذلك. وقد قسم الماسوريون العهد القديم إلى أعداد في القرن التاسع للميلاد.
ونحو سنة 220 م قسم امونيوس من الإسكندرية الأناجيل إلى فصول قصيرة- وبعد ذلك تم تقسيم بقية العهد الجديد بنفس الطريقة، إلى أن انتهى ذلك سنة 500 م وكان آخر ما قسم منه سفر الرؤيا.
والذي قام بتقسيم الكتاب إلى إصحاحات هو، على الأرجح، ستيفن لانجتون رئيس أساقفة كنتربري المتوفي عام 1228.
أما التقسيم إلى أعداد المعول عليه الآن في العهد الجديد فقد قام به روبرت ستفانس الذي أدخله أولاً على نص العهد الجديد اليوناني- اللاتيني المطبوع في جنيف عام 1551 وقد استعملت بعد ذلك في الترجمة الإنجليزية المطبوعة في جنيف عام 1557 وقد أدخل روبرت ستفانس نفس التقسيم (إلى إصحاحات وأعداد) على الكتاب المقدس بأسره لأول مرة، وذلك في طبعة الفلجاتاالتي نشرها عام 1555. وقد استعملت نفس الطريقة في الكتاب المقدس الإنجليزي الذي طبع في جنيف عام 1560 وقد انتشرت منها باقي اللغات.
ومع أن هذه التقسيمات مهمة جداً للمراجعة فقد وقع فيها كثير من الأخطاء التي جعلتها لا تتناسب تماماً مع المعنى الموجود فيها. لذلك أصلح كثير من هذه الأخطاء في بعض الترجمات العربية.
5- جدول يتضمن عدد إصحاحات الكتاب المقدس وأعداده وكلماته
أسماء الأسفار عدد الإصحاحات الأعداد الكلمات
سفر التكوين 50 1542 20967
سفر الخروج 40 1224 16733
سفر اللاويين 27 859 12007
سفر العدد 36 1388 16852
سفر التثنية 34 964 14874
سفر يشوع 24 677 10385
سفر القضاة 21 681 10281
سفر راعوث 4 85 1364
سفر صموئيل الأول 31 806 13980
سفر صموئيل الثاني 24 697 11460
سفر الملوك الأول 22 816 13548
سفر الملوك الثاني 25 720 12873
سفر أخبار الأيام الأول 29 942 11083
سفر أخبار الأيام الثاني 36 822 14542
سفر عزرا 1 280 4117
سفر نحميا 13 416 5632
سفر استير 1 176 3268
سفر أيوب 42 1099 9375
سفر المزامير 150 2439 21902
سفر أمثال سليمان 31 917 7797
جمع ما قبله 659 17541 233080
سفر الجامعة 12 222 3233
سفر نشيد الأناشيد 8 117 1345
سفر نبوة اشعياء 66 1190 18573
سفر نبوة ارميا 52 1364 22812
سفر مراثي ارميا 5 153 1761
سفر نبو حزقيال 48 1253 20051
سفر نبوة دانيال 12 358 6191
سفر نبوة هوشع 14 197 2598
سفر نبوة يوئيل 3 73 1033
سفر نبوة عاموس 9 146 2231
سفر نبوة عوبديا 1 21 318
سفر يونان 4 48 741
سفر نبوة ميخيا 7 105 1572
سفر نبوة ناحوم 3 47 624
سفر نبوة حبقوق 3 56 743
سفر نبوة صفنيا 3 53 814
سفر نبوة حجي 2 38 633
سفر نبوة ذكريا 14 211 3327
سفر نبوة ملاخي 4 55 908
جمع ما قبله 929 23248 322597
سفر إنجيل متى 28 1071 13508
سفر إنجيل مرقس 16 678 8614
سفر إنجيل لوقا 24 1153 14461
سفر إنجيل يوحنا 21 876 12211
سفر أعمال الرسل 28 1007 15005
سفر رسالة رومية 16 433 5875
سفر رسالة كورنثوس الأولى 16 437 5869
سفر رسالة كورنثوس الثانية 13 257 3775
سفر رسالة غلاطية 6 149 1949
سفر رسالة افسس 6 155 1851
سفر رسالة فيلبي 4 104 1448
سفر رسالة كولوسي 4 95 1049
سفر رسالة تسالونيكي الأولى 5 89 1195
سفر رسالة تسالونيكي الثانية 3 47 638
سفر رسالة تيموثاوس الأولى 6 114 1519
سفر رسالة تيموثاوس الثانية 4 79 1054
سفر رسالة تيطس 3 46 624
سفر رسالة فيلمون 1 25 306
سفر رسالة العبرانيين 13 303 4214
سفر رسالة يعقوب 5 108 1409
سفر رسالة بطرس 5 105 1556
جمع ما قبله 1156 30579 420709
سفر رسالة بطرس الثانية 3 61 974
سفر رسالة يوحنا الأولى 5 105 1629
سفر رسالة يوحنا الثانية 1 13 208
سفر رسالة يوحنا الثالثة 1 15 209
سفر رسالة يهوذا 1 25 386
سفر رؤيا يوحنا 22 504 6823
المجموع 1189 31302 430938
6- ترجمات الكتاب المقدس
يترجم الكتاب المقدس إلى اللغات المعروفة لمنفعة اللذين يجهلون اللغات الأصلية أو الذين يعرفونها جزئياً.
وهذه الترجمات تؤخذ رأساً عن اللغات الأصلية، وبعض الأحيان، عن ترجمات قديمة معروفة. وأشهر الترجمات القديمة المعروفة اليوم التي أخذت عن اللغات الأصلية رأساً هي أربع: (1) السبعينية (2) الترجمات (3) البشيطا السريانية (4) والفلجاتا اللاتينية. وقد وجدت هذه الترجمات قبل أن يقوم الماسوريون بإثبات النص العبراني ولهذا فهي ذات قيمة دراسية كبيرة.
والأسفار الخمسة السامرية ليست ترجمة بل هي النص العبراني نفسه مكتوباً بالحروف السامرية أو العبرانية القديمة وهي تحوي بعض الاختلافات الطفيفة عن نص الماسوريين العبراني. أما الترجمة السامرية فهي ترجمة الأسفار الخمسة المذكورة إلى اللهجة السامرية الحديثة.