مقدمة :-
إبشاى هو الاسم الاصلى وهو كلمة قبطية بمعنى ( عيد ) وقد اعتاد اللسان نطقها بكلمة بشاى للتخفيف
وقد
اقترن اسم القديس الأنبا إبشاى باسم صديق عمره وابن خالته القديس الأنبا
بطرس الذى ملازما له والذى سبقه فى الشهادة بوقت قليل وقد سميت الكنيسة
باسميهما معا .
+
كان فى قرية تدعى بوها تابعة لإقليم قاو ( مقابله لمدينة صدفا الان ) فى
أواسط القرن الثالث قسا فاضلا اسمه القس ( يوحنا ) كاهنا كبير حافظا الكتب
المقدسة وكان نائبا لأسقف مدينة قاو وكل تخومها وكان لهذا القس البار
ابنتين هما :- الكبرى خاريس " والدة القديس الأنبا إبشاى وزوجها اسمه
ثيئوبسطس " أما الابنة الصغرى فهي مريم والدة القديس الأنبا بطرس وزوجها
اسمه سدراك
+فى
سنة 252 م تزوجت التقية خاريس من رجل مبارك اسمه ثيئوبسطس وكانوا مسيحيين
كاملين بكل الفضائل الأرثوذكسية ملازمين بيعة الرب المقدسة وكانوا أغنياء
لم يستطع احد حصر أموالهم وكرومهم وكانوا يصنعوا الصدقات الكثيرة للمساكين
والأرامل والأيتام ومضيت الأعوام على زواجهما دون ان يرزقا بنسل فكانا
متألمان يصليان بلا انقطاع
+
أما التقية مريم تزوجت برجل مبارك اسمه سدراك كانوا محبين للرب القدوس
وولدت مريم الإناء المختار الأنبا بطرس سنة 268 م وعقب ولادته تنيحت
فأخذته خالته المباركة خاريس وإذ لم تكن قد رزقت أولاد بعد
رؤيا مفرحة :
كانت
المغبوطة خاريس وزوجها مداومان على الصلاة بدون انقطاع وحدث فى إحدى
الليالي وبينما هما نائمين وإذا برؤيا قد راها زوجها ثيئوبسطس كان إنسانا
نورانيا واقفا أمامه قائلا له :-
(
السلام لك يا ثيئوبسطس يا محب الله بالحقيقة هوذا الله قد سمع الان صلاتك
وتضرعاتك ونزع حزن قلبك وامرأتك ستحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه إبشاى وهذا
يكون إناء مختارا يرضى الرب ويشاع اسمه وسيتحمل عذابات كبيرة هو وابن
خالته المبارك بطرس لأجل السيد المسيح وينال إكليل الشهادة ويرث الحياة
الأبدية مع صفوف الشهداء فى اورشليم السمائية ) + واعلم زوجته بالرؤيا فلما سمعت المحبة لله خاريس فرحت وقالت ( لتكن إرادة الرب )
+وفى
أيام برمود سنة 271 م ولدت الكوكب العظيم الأنبا إبشاى بعد ان ظلت عاقرا
19 سنة فكان عندهم فرح عظيم وصنعوا وليمة فاخرة لأهل القرية الفقراء
والأغنياء . وقامت المحبة لله خاريس بالعناية بالطفلين إبشاى وبطرس الذى
يكبره بثلاث سنوات .
أعجوبة في يوم عماد القديس الأنبا إبشاي :
توجهت العائلة إلى الكنيسة وكان بها كاهن شيخا مسنا متقدم فى السن اسمه
القس ميخائيل وكان بتولا من صغره ولكبر سنه كلت عيناه حتى لم يستطع ان
يبصر ولم يقوى على القيام باى عمل وكان مريضا جدا . فلما وصلت العائلة
قدماه إلى هذا القس الشيخ ميخائيل فقام القس من مضجعه وجلس وهو فى مرض
موته واخذ الأنبا إبشاى وباركه واخذ يد الأنبا إبشاى ووضعها على وجهها
وعينيه وصدره وفى الحال أدركته معونة الرب وشفى من جميع أمراضه وانفتحت
عيناه وأبصر النور وقام ووقف شاكرا الرب وبدا الصلاة على ماء المعمودية ثم
عمد الرضيع وقال القس ميخائيل لوالدي الأنبا إبشاى ان هذا القربان المختار
لابد ان يرتفع اسمه وتبنى بيعة عظيمة باسمه . ولما فرغ القس من كلامه ومضى
ورقد على مضجعه وفتح فاه واسلم الروح
نشأة المصباحين المنيرين :
+لما
بلغ الأنبا إبشاى 7 سنوات والأنبا بطرس 10 سنوات أرسل والديهما واستدعوا
معلما شيخا يدعى المقدس يوسف من مدينة اخميم فعلمهما الكتب المقدسة وكان
كلاهما كالابن المطيع الخاضع لتعاليم الكتب المقدسة ويذهبون الى الكنيسة
باكرا وعشية ثم كرسهما على يد الأب الأسقف شمامسة ليخدما البيعة المقدسة
باستمرار
أعجوبة المقعدة :
اعتادت
امرأة مسكينة ان تحمل ابنتها المقعدة ( لم تمشى قط ) وتضعها بالقرب من
منزل القديسان ثم تطلب من طعامهما لتطعم به ابنتها المقعدة وإذا بأحد
الثيران البقر جرى فصدم تلك الصبية المقعدة وداسها وسقطت على وجهها وخرجت
باكية من شدة فأصابها سمع القديس الأنبا إبشاى صراخها وهى فى حاله يرثى
لها فامسكها بيديه الطاهرتين ورفعها الى فوق وللوقت قامت منتصبة وعادت الى
صحتها ومشت ودخلت الى أمها تجرى .
أعجوبة شفاء العمياء :
كانت
تحضر كل يوم الى بيت القديسان امرأة عمياء تتصدق منهم وفى يوم سمعت الأنبا
إبشاى يطلب من واحد من عبيدة قليل من الماء فى طشت ليغسل وجهه وقفت منتظرة
وإذا الأنبا إبشاى قبل كل شي ابتداء برشم الماء بعلامة الصليب ثلاث مرات
واخذ الماء ورشم جبهته وغسل عينيه ثم رشم على فمه وشفتيه ودخل ليصلى
فأسرعت المرأة العمياء وطلبت الماء من العبيد وغسلت عينيها منه فسقطت قشور
من عينيها وفى الحال أبصرت
ظهور الملاك لهما :
+لما
أكمل القديس 27 عاما كان مداوما على الصلاة والصوم مع صديقه الأنبا بطرس
الذى كان عنده 30 عاما وكانا فى نسك عظيم ليلا ونهارا ورفض القديسان
الزواج عازمين على ان يعيشا بتوليين وفى إحدى الليالي كان القديسان يكملان
صلواتهما إذا بنور عظيم أشرق عليهما وظهر ملاك الرب جبرائيل واخبرهما عن
أكاليل المجد المعدة لهما وقال للقديس الأنبا إبشاى ثوف تتحمل عذابات
كثيرة أما الأنبا بطرس فان الوالي اريانوس يقطع رأسه بحد السيف وينال
الإكليل ويدفن جسدك بجوار جسد قريبك وان ناس مؤمنون فى بلدك يبنون على
اسمكم كنيسة وتوضع أجسادكما فيها وتظهر فى الكنيسة آيات وعجائب
وفاة والدي الأنبا إبشاي :
بعد
كمال 30 سنة من عمر الأنبا إبشاى تنيحا والديه فى يوم واحد عام 300 م
وحزنا القديسان عليهما حتى إنهم لم يفطرا يوما واحدا إلا فى الغروب ولم
يأكلا طعاما مطبوخا ولم يرقدا على فراش ناعم حتى لم ينظرهم احد فى الخارج
من كثرة تعبدهما
بداية أضطهاد دقلديانوس :
ولكن
عدو الخير لم يتركهما يتنعمان بشركة الروح مع الرب فى وحدتهما فما ان أثار
دقلديانوس اضطهاد ضد المسيحيين حضر اريانوس والى انصنا الى مدينة قاو واخذ
يضطهد المسيحيين ويقتلهم ووشى بعض الأشرار بالقديسين الى اريانوس فأمر
بالقبض عليهما واحضارهما أمامه واظهر الشهيدان أمام اريانوس شجاعة عجيبة
وإذا لم يكن متفرغا لمحاكمتهما بسبب اضطراره للسفر الى الصعيد الأعلى
اودعهما للسجن وفى السجن عطر القديسان السجن بانغام وتسابيح وصلوات وكان
يقصدهما كثير من المرضى طلبا للشفاء فتمجد الرب على ايديهم بمعجزات كثيرة .
ظهور الملاك مرة أخرى للقديسان :
وبعد
ثلاث شهور من الحبس ظهر لهما ملاك الرب فى السجن واخبر القديس الأنبا
إبشاى بالجهاد العظيم الموضوع له وانه ثوف يمضى الى الإسكندرية وانطاكية
وتكمل شهادتك ويأتون بجسدك الى ارض بلدك بوها ولابد ان يبنو دارك بيعة
عظيمة واخبر الملاك الأنبا بطرس انه سيامر بأخذ راسك بحد السيف ويدفنو
جسدك حتى يجى جسد أخيك الأنبا إبشاى ويضعون الجسدين بجوار بعضكما حتى
يبنوا الكنيسة
+ وبعد رجوع اريانوس أمر بعصرهما فى الهنبازين ولكن رئيس الملائكة نزل وكس الهنبازين وشفى جسديهما وراى اريانوس ان
يفرق بين الصديقين فاودعهما فى سجن منفرد لكل منهما
استشهاد الأنبا بطرس :
طلب
القديس العظيم الأنبا بطرس من الرب ان يرى الأنبا إبشاى قبل استشهاده فلبى
الله طلبه وأرسل له ملاك الرب واختطفه الى مكان الأنبا إبشاى وابتدأ
الاثنان يشكران الرب وإذا بصوت من السماء يشجعهم . ورجع الأنبا بطرس الى
مكانه وأمر اريانوس بقطع راس الأنبا بطرس بحد السيف وذلك فى 26 طوبة واخذ
بعض المؤمنون جسده سرا وأخفوه فى بيته .
بداية عذابات الأنبا إبشاي :
+أما الأنبا بشاي فبعد استشهاد الأنبا بطرس اجتاز سلسلة من العذبات علي يد اريانوس وقلقيانوس والي الإسكندرية
+وقد
سافر إلي مصر مع مهندسين ورؤساء البنائين وكان منهم رجل اسمه اغاثو رئيس
على الجميع من قرية الأنبا إبشاى وأودعوه فى السجن وظهر له ملاك الرب فى
السجن واخبره بالعذابات ويوم شهادته
+
وسافر أيضا الى الإسكندرية ولما سأله قلقيانوس والى الإسكندرية عن اسمه
وعمله قال له ( انا تاجر جئت لأبيع دمى واشترى ملكوت السموات تلك التي
حرمت نفسك من خيراتها ) فصب الوالي غضبه عليه وأمر بضربه بالسياط حتى
تتناثر لحمه وسكبوا زيتا مغليا فى أذنيه وفمه وعلى جسده وأشعلوا نار تحت
جنبيه ووضعوا مراود حديد محمية بالنار فى عينيه فى كل ذلك كان الشهيد صابر
يردد المزامير وكان غبريال رئيس الملائكة يظهر له ويقويه ويشجعه ويلمس
جسده ويبريه
سفره الى أنطاقيا :
وإذا
فشلت كل الوان العذابات هذه فى ان يرتد عن إيمانه أرسله ومعه أربعة من
المعترفين الى انطاكية ومعهم كتاب يقول فيه ( هولاء خالفوا أوامر سادتنا
الملوك وقد مللت من تعذيبهم فأرسلتهم إليك )
+ وكان الوالي قلقيانوس قد مرض واستدعاء الأنبا إبشاى ليشفيه من آلامه
+
وفى انطاكية عذبه دقلديانوس فأمر بطرحه فى وسط النار المشتعلة بالنار
والكبريت لكن حدث ما حدث مع الفتية الثلاثة فإذا برئيس الملائكة ينزل
ويطفى اللهيب وكان ذلك سبب فى إيمان احد الجنود الحراس الذى أعلن إيمانه
جهرا ونال إكليل الشهادة بقطع رأسه هو الأربعة رفقاء الأنبا إبشاى
+أمر الملك ان يأخذوا الأنبا إبشاى ويربطوه بالسلاسل الحديدية ويعلق فى عنقه حجر ويطرحوه فى البحر فجاء ملاك الرب وأنقذه .
أستشهاد الأنبا إبشاي :
وغضب
دقلديانوس وأمر أخيرا بقطع راس القديس العظيم الأنبا إبشاى ولكن اخذ يصلى
القديس وبعد الانتهاء من الصلاة مد عنقه للسياف فضربه بحد السيف وقطع رأسه
ثم وضع الراس والجسد فى قارب صغيرا وفى الحال التصقت الراس بالجسد وكان
ذلك فى الخامس من بوؤنه
رجوع جسد القديس الأنبا إبشاي :
+
وبعناية الرب وصل جسده كاملا فى قارب الى مدينة الإسكندرية حيث قام اغاثو
رئيس البنائين بعمل اللازم وكفنوا جسده ووضعه فى صندوق خشبي واستأجر مركبا
وتوجه الى صعيد مصر
+ وحضر اهالى بوها سرا وأوصلوا الجسد الطاهر الى بيت القديس فى بوها بجانب جسد أخيه الأنبا بطرس حتى انتهاء زمن الاضطهاد
+
بعد ذلك اهتم أهل بوها وبنوا كنيسة باسم الأنبا إبشاى والأنبا بطرس
واحضروا الأب الأسقف الأنبا تادرس أسقف مدينة أسفحت وأسقف مدينة اخميم
والأنبا ميساس أسقف مدينة قاو وكرست الكنيسة فى 26 من شهر كيهك المبارك .
وتعيد
لهم كنيستهم فى مدينة صدفا التي بها رفاتهما فى تذكارهما فى يوم 26 بوؤنه
المبارك ( 3 / 7 ) من كل عام حيث يقوم نيافة الحبر الجليل الأنبا اندراوس
أسقف أبوتيج وصدفا والغنايم بتطيب اجسادهما وتوزيع الحنوط .