المسيح الحلو ؛: نور العالم :؛
________________________________
(مَا دُمْتُ فِي الْعَالَمِ فَأَنَا نُورُ الْعَالَمِ». يو 9 : 5)
~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*
___________________
أن طبيعة النفس البشرية دائماُ تشعر بالوحدة ,وتسعي بصورة مستمرة مدفوعة من إلحاح داخلي ينبع من أعماقها إلى البحث عن حماية لكيانها!
فالنفس عندما تنظر إلى داخلها تجد هوة عميقة مظلمة ليس لها قرار,وعندما تحاول أن تكتشف ما في داخلها لاتستطيع أبداُ أن تميز أي شيء في قراره نفسها حيث تجد الظلمة الحالكة تعوق عن رؤية أي شيء داخلها .
فتعود بمرارة شديدة من الرحلة إلى أعماقها وتفكر أكثر من مرة قبل أن تعود إلى هذه الرحلة إلى داخلها مرة أخري, حيث تقف في شدة الحزن بسبب أنها تجهل ما هو فى داخلها .
ولكنها تظل تُعاني من مرارة جهل داخلها وتقع بصورة مستمرة تحت إلحاح داخلي وشعور بالاحتياج والحماية .
ما أعجب هذه النفس التي لأتعرف عن نفسها بنفسها أي شيء بل نفسها لغز لنفسها ! إذا فحصت داخلها تجد ظلام ولكن ينبع من بين هذا الظلام ومن بئر النفس مشاعر وأحاسيس واحتياجات كثيرة ومُبهما.
والنفس الحكيمة هي التي تسعي دائماُ في معرفة داخلها ومتى حاولت ذلك تشعر أنها في شدة الاحتياج إلى نور تستطيع أن تنزل به إلى بئر عمقها لترى ما به من أسرار ,فهو ضروري جداُ لتبديد ظلامها ,والنفس الصادقة تصرخ قائلة:
أنا داخلي ظلام
أنا داخلي احتياج
نفسي عاجزة عن الاستمرار لا أعلم إلى أين أذهب
أشعر بضياع وخوف شديد من الظلام الذي يملئ نفسي
أنا حاولت أن أعيش من الخارج فقط ولكن لم أستطيع
تجاهلت الشعور بالخوف أصرعت في الهروب بقتل الوقت
والانغماس في ملذات الحياة والجسد
كل هذه حتى أهرب من نفسي ومن الاحتياج الداخلي للحياة
ولكن ظل كياني الداخلي حائر في النهاية كل شيء حولي
ظلام ...ظلام ....لاأعرف غير الظلام
ما أصعب حالتي لأني لا أعرف غير الظلام فأنا أعمي منذ ولادتي,د
أبي وأمي لم يورثاني النور حتى أحتار فئ أمري الجميع متسائلين :
من أخطأ؟ هذا أم أبواه حتى ولد أعمى يو 9 : 2
سؤال لم يستطع أحد أن يرد عليه _أكتفي كل واحد بالشعور بالعطف والشفقة علي نفسي ولكن لم يستطع أحد أن يرد على سؤال أو يُغير شيء من حالي.
فالظلام هو الواقع الذي يملئ كل كياني ولكن على غير توقع من أحد جاءت الاجابة على السؤال الذى حير الجميع من جهتي أجابة لم تخطر ببال أحد:
لا هذا أخطأ ولا أبواه، لكن لتظهر أعمال الله فيه يو 9 : 3
والاجابة جاءت من أنسان يُقال له يسوع يو 9 : 10 أنه أنسان غير عادى يمكن أن تقول عنه أنسان الهي ! أو الله الذى ظهر فى الجسد ! لقد شعرت به نفسي بمجرد حضوره نفسي أنجذبت بقوة غير عادية لحضوره لم يكن لي عين لكى أراه ولكن العجيب كنت أشعر بحضوره .
على الرغم من الظلام الحالك الذى يملئ كياني ولكن نفسي شعرت بقوة تشدني اليه ,حاولت أن أُعبر له بالكلمات عن مشاعري ولكن الكلمات هربت وتجمدت من فمي كما هرب النور من عيني ولهذا توقفت صامت لا أري ولا أستطيع أن أتكلم ,ولكن أظن أنه شعر بكل ما أشتاقت أن أعبر عنه له وفهم كل ما تمنيت أن أقوله له بصمتي!
ولكن سمعت صوته يُنادي بقوة هز كل كياني قائلآ:
ما دمت في العالم فأنا نور العالم يو 9 : 5
حينئذاُ تهلل كياني بالفرح شعرت أنه جاء من أجلي الحلم الذى أنتظرته وكان بعيد جداُ قد صار بالقرب مني,لانى شعرت أن النور الذي فقدته منذ ولادتي جاء ,نور العالم الذى يُضيئ لكا أنسان فى العالم هو قريب جداُ مني ,أنه يسوع الحلو نور العالم .
نفسي شعرت بالفرح و السلام لان ما أبحث عنه كل هذا العمر كله قد أقترب مني وقد ملئ قلبي شعور عجيب ,أن يسوع الحلو نور العالم هو أحتياج نفسي الشديد وهو صار قريب جداُ من نفسي ,حقيقي لم أكن اره لان مولود أعمي ,فظلام نفسي المر الذى عانيت منه كل هذه السنين كان بسبب أني لا أجد نور العالم يسوع الحلو.
حقيقي كم أن النفس البشرية فى شدة الاحتياج الى نور العالم أنه الاحتياج الحقيقي للنفس البشرية ,صرخت ولكن ليس بكلام لان الكلمات صارت ضعيفة أن تعبر عن ما بداخلي ولم تسعفني فى التعبير له عن أحتياجى له !
وجدت لغة غريبة جداُ ينطق بها قلبي وليس لساني وجدت قلبي قد خرج من مكانه ويتكلم معه بفصاحة وهو يسمعني مسروراُ كل هذا تم بين وبينه والجمع الكثير حولنا لا يدرى !
قلت له ولكن باللغة التى علمني ناياها كياني ونفسي المظلمة فى شدة الاحتياج لك وكررت هذا مرات ومرات دون أن أستطيع أن أجعل نفسي تتوقف وشعرت أنني فى يوم بداية الخليقة وصرخت بنفس اللغة أنه ليس أنسأن فقط فلقد تفل على الأرض وصنع من التفل طيناُ وطلي بالطين عيني يو 9 : 6
شعرت بشعور من الصعب التعبير عنه ولكن وجدت كياني يلتهب بالفرح ,وجدت نفسي تتهلل وتصرخ هذا هو أحتياجي الحقيقي هذا ما أبحث عنه أنه هو الذي يقدر أن يحمي نفسي ,أن غيابه عن داخلي هو الذي جعل كل داخلي ظلام حالك ,نعم أنه نور العالم ونور نفسي وقد أقترب جداُ من نفسي وسمعت صوته الحنون يقول لي:
اذهب اغتسل في بركة سلوام الذي تفسيره: مرسل، يو 9 : 7
طفرت مسرعاُ فلم تكن بركة سلوام بعيدة فهي بالقرب من الهيكل وكانت مياهها مقدسة لنا ولهذا تيقنت في داخلي أن الذي يقودني إلى الشفاء أيضاُ نبياُ ,الحقيقة أصبحت فى حيرة عجيبة هل هو نبي أو هو الله ؟
ولكن الذي تأكدت منه جداُ أنه هو ما تحتاجه نفسي هو نور نفسي الذي كان مفقوداُ منذ ولادتي :
فذهبت واغتسلت وأتيت بصيراُ
فالجيران والذين كانوا يرونه قبلا أنه كان أعمى، قالوا: أليس هذا هو الذي كان يجلس ويستعطي آخرون قالوا: هذا هو. وآخرون: إنه يشبهه. وأما هو فقال: إني أنا هو , فقالوا له: كيف انفتحت عيناك , أجاب ذاك وقال: إنسان يقال له يسوع صنع طينا وطلى عيني، وقال لي: اذهب إلى بركة سلوام واغتسل.
فمضيت واغتسلت فأبصرت , فقالوا له: أين ذاك ؟
حينئذاُ أخذت أبحث عنه حولي فلم أجده تعجبت جداُ أنني كنت أشعر به وبحضوره بيقين وأنا أعمي وليس لي عينين ! والان قد أبصرت ولا أراه!!!؟
وهذا خطأ مني لانه كان ينبغي علي أن أبحث عنه فى داخلي لانه نور نفسي ولكن لانى بحثت عنه خارجي فقلت لا أعلم يو 9 : 12
فأتوا إلى الفريسيين بالذي كان قبلا أعمى , وكان سبت حين صنع يسوع الطين وفتح عينيه , فسأله الفريسيون أيضا كيف أبصر، فقال لهم: وضع طينا على عيني واغتسلت، فأنا أبصر , فقال قوم من الفريسيين: هذا الإنسان ليس من الله، لأنه لا يحفظ السبت. آخرون قالوا: كيف يقدر إنسان خاطئ أن يعمل مثل هذه الآيات؟ وكان بينهم انشقاق
, قالوا أيضا للأعمى: ماذا تقول أنت عنه من حيث إنه فتح عينيك؟ يو 9 : 13 _ 17
وللمرة الثانية أُسأل عنه ولكن هذه المرة من من ؟ من الفريسيييون ,الحقيقة أنا تحيرت ماذا أقول لهم ,أنا أشعر بمشاعر كثيرة جداُ من نحوه أنه فرح كياني ونور نفسي هو من أبحث عنه عمرى كله ولا أريد شيئ غيره ,أنه كل شيئ الان بالنسبة لنفسي .
ولكن أستحيت أقول لهم هذا لعلهم لايفهمون مشاعري فقلت أقول لهم شيئ بلغتهم ,فهم الفريسييون يعرفون الناموس ومكتوب فى الناموس :
قُولُوا لِخَائِفِي الْقُلُوبِ: «تَشَدَّدُوا لاَ تَخَافُوا. هُوَذَا إِلهُكُمُ. الانْتِقَامُ يَأْتِي. جِزَاءُ اللهِ. هُوَ يَأْتِي وَيُخَلِّصُكُمْ»., حِينَئِذٍ تَتَفَقَّعُ عُيُونُ الْعُمْيِ، وَآذَانُ الصُّمِّ تَتَفَتَّحُ.
, حِينَئِذٍ يَقْفِزُ الأَعْرَجُ كَالإِيَّلِ وَيَتَرَنَّمُ لِسَانُ الأَخْرَسِ، لأَنَّهُ قَدِ انْفَجَرَتْ فِي الْبَرِّيَّةِ مِيَاهٌ، وَأَنْهَارٌ فِي الْقَفْرِ أشع 35 : 4 _ 6
ولهذا صرخت وقلت لهم إنه نبي .... إنه نبي يو 9 : 17
فلم يصدق اليهود عنه أنه كان أعمى فأبصر حتى دعوا أبوي الذي أبصر , فسألوهما قائلين: أهذا ابنكما الذي تقولان إنه ولد أعمى؟ فكيف يبصر الآن , أجابهم أبواه وقالا : نعلم أن هذا ابننا، وأنه ولد أعمى , وأما كيف يبصر الآن فلا نعلم. أو من فتح عينيه فلا نعلم. هو كامل السن. اسألوه فهو يتكلم عن نفسه , قال أبواه هذا لأنهما كانا يخافان من اليهود، لأن اليهود كانوا قد تعاهدوا أنه إن اعترف أحد بأنه المسيح يخرج من المجمع , لذلك قال أبواه: إنه كامل السن، اسألوه يو 9 : 18 _ 23
إِنَّ أَبِي وَأُمِّي قَدْ تَرَكَانِي وَالرَّبُّ يَضُمُّنِي. مز 27 : 10
فدعوا ثانية الإنسان الذي كان أعمى، وقالوا له: أعط مجدا لله. نحن نعلم أن هذا الإنسان خاطئ يو 9 : 24
شعرت بجحود الفريسيين أيضاُ ولم أتعجب اذ كانا أبي وأمي قد خافوا ولم يعترفوا بيسوع الذى شفانى بل فضلوا أن يجعلونى مسئول عن نفسي بدل أن يفرحوا لشفائي ,هل وجدتم مثل أبي وأمي فى الاباء والامهات !
وشعرت بالخبث فى كلام الفريسيين مع الغيظ والتهديد الشديد ,فهم جعلوا أنفسهم مصدر كل تعليم وهم الذين يحكمون على البشر ,ولا يقبلون أن يختلف معهم أحد ,ولهذا هم لا يقبلون منى غير أن أعترف برأيهم ,ولهذا كان كلامهم معي لقد حكمنا نحن على هذا الشخص أنه خاطئ ولابد أن تسمع لنا وتحكم بحكمنا مهما كان ويجب عليك أن تنسي ما حدث معك ولكن كيف؟
فقلت:
أخاطئ هو؟ لست أعلم. إنما أعلم شيئا واحدا: أني كنت أعمى والآن أبصر يو 9 : 25
فقالوا له أيضا: ماذا صنع بك؟ كيف فتح عينيك يو 9 : 26
فكرت فى نفسي ربما قصة شفائي جعلتهم يتذكرون كلام الناموس الذى حفظوه منذ طفولتهم ,وانى أنا من العميان الذين ذُكروا على فم أشعياء كعلامة لمجئ المسيا ,ولهذا فرحت وقلت لهم :
قد قلت لكم ولم تسمعوا. لماذا تريدون أن تسمعوا أيضا؟ ألعلكم أنتم تريدون أن تصيروا له تلاميذ؟ يو 9 : 27
هاج وماج جميع الفريسيين وانفتحا فمهم بالشتائم وكادوا يمزقوني بمجرد اننى قلت هذا وصرخوا فى وجهي قائلين:
أنت تلميذ ذاك، وأما نحن فإننا تلاميذ موسى , نحن نعلم أن موسى كلمه الله، وأما هذا فما نعلم من أين هو يو 9 : 28 _ 29
ولم أخف منهم ولم يرهبني سلطانهم المزيف رغم أني لاشيئ ولكن القوة ملكت قلبي وبدون أن أدري بسبب شخص يسوع الذى أتكلم عنه وشعرت بقوة اللغة الجديدة التى نطق بها قلبي ,ولهذا فتحت فمي بها أيضا وقلت لهم :
إن في هذا عجبا إنكم لستم تعلمون من أين هو، وقد فتح عيني , ونعلم أن الله لا يسمع للخطاة. ولكن إن كان أحد يتقي الله ويفعل مشيئته، فلهذا يسمع , منذ الدهر لم يسمع أن أحدا فتح عيني مولود أعمى , لو لم يكن هذا من الله لم يقدر أن يفعل شيئا يو 9 :30 _ 33
لم يحتمل الفريسيين سماع اللغة الجديدة التى قد خلقها الله فى قلبي وتكلم بها لسان الضعيف ,فأخذوني كلهم وحملوني على ايديهم وألقوا بي خارج المجمع وهم يقولون :
في الخطايا ولدت أنت بجملتك، وأنت تعلمنا فأخرجوه خارجا يو 9 : 34
وجدت نفسي خارج المجمع ,جالس على الارض وحيد ,ولكن المفاجأة السعيدة ,ان طردهم لنفسي خارجاُ ,دفعني من جديد أن أغوص داخل نفسي فأذ هذه المرة أجد نور العالم فى داخلي ,فوجدت يسوع فى داخلي أمسكت به ولم أرخيه وفى اللحظة التى طُردت فيها من كل الحياة الأرضية ومن أمي وأبي ,شعرت بأنني لم أحسر أى شيء ,بل أملك كل شيئ فى داخلي لان يسوع نور العالم كله فى داخلي ,وهل بعد هذا أريد شيء أخر على الأرض؟
وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شَيْئًا فِي الأَرْضِ. مز 73 : 25
وسمعت أحن صوت فى الوجود ينادي علي قائلآ: أتؤمن بابن الله يو 9 : 35
فقلت: من هو يا سيد لأومن به ؟
37 فقال له يسوع: قد رأيته، والذي يتكلم معك هو هو يو 9 : 36 _ 37
فقلت بدون أى تردد أؤمن ياسيدى ,أؤمن من كل قلبي وفكري ووجودي الذي يشتاق إليك وكان عطشان جداُ إليك ,فنظرت مجد أبن الله يسوع فقد ظهر نوره كالشمس أمام عيني فلم أحتمل بل سجدت له ,وأمسكت بقدميه صارخاُ:
يا نور العالم لاتتركني ابدا ,أنا أحتاج إليك أكثر من كل العالم ,أنا في شدة الاحتياج لك ولحضورك هذا الذي أشعر به ,من فضلك لا أريد أن أفقد حضورك أبداُ ,أذا كان الاعتراف بك ,سوف يجعلوهم يطردون أقبل أن أطرد منهم على الدوام ولكن لا تتركني أنت,أنت من يحتاجك كياني الداخلي فنفسي كانت فى ظلمة وعتمة بغيابك
اليوم لا أخاف أن أدخل الى نفسي بل أفرح أن أدخل الى نفسي وأعوص فيها لأنك أنت اليوم فيها تسكن .وأنت نور العالم كله وقد صرت فى نفسي ,ولهذا تتهلل نفسي جداُ وتفرح,
أنت يا يسوع الحلو أفضل من كل العالم وجميع ممالك العالم الى الفناء ولذلك ارفضها وأتمسك بك أنت ,وأعرف أن تمسكي بك واعترافي بك لابد أن يكون ثمنه طردي خارجاُ ,أقبل يارب أنا أُريدك أنت فقط أنت تشبع نفسي وتفرحها وتحتويها وتُغنيها أعظم من كل غني العالم .
الفريسيين لا يحبونك وهم معهم مجد العالم ومسرته ,ولكن ارفض مجدهم وأريد شخصك أنت مهما كلفني من بغضتهم وأضطهادى ,كذلك أعرف أن أبي وأمي أيضاُ سوف ينكروني بسبب تمسكي بك ولكن فيك كل تعويض حنانك وحبك أعظم جداُ من حنان أبي وأمي فحتى أذا تركني أبى وأمي أنت لا تتركني.اسجد لك وأترجاك أن تتركني ساجدا لك إلى الأبد أمين .
أحد المولود أعمي (أحد التناصير)
27 برمهات 1526 ش _____5 أبريل 2009 م
__________________