سَمِعتُم أَنَّه قِيل: «أَحْبِبْ قَريبَك وأَبْغِضْ عَدُوَّك». أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: أَحِبُّوا أَعداءَكم وصَلُّوا مِن أَجلِ مُضطَهِديكُم، لِتَصيروا بني أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَوات، لأَنَّه يُطلِعُ شَمْسَه على الأَشرارِ والأَخيار، ويُنزِلُ المَطَرَ على الأَبرارِ والفُجَّار. فإِن أَحْبَبْتُم مَن يُحِبُّكُم، فأَيُّ أَجْرٍ لكم؟ أَوَلَيسَ الجُباةُ يفعَلونَ ذلك؟ وإِن سلَّمتُم على إِخواِنكم وَحدَهم، فأَيَّ زِيادةٍ فعَلتُم؟ أَوَلَيسَ الوَثَنِيُّونَ يَفعَلونَ ذلك؟ فكونوا أَنتُم كامِلين، كما أَنَّ أَباكُمُ السَّماويَّ كامِل.
"صلّوا ولا تملّوا" (1تس5: 17) من أجل الآخرين. فقد نأمل بتوبتهم وبعودتهم إلى الله. لكن على الأقلّ، فَليُرشِدهم مثالكم إلى الطريق. واجِهوا غضبَهم بلطفِكم؛ وتَعجرُفَهم بتواضعِكم؛ وكُفرَهم بصلواتِكم؛ وأخطاءَهم بصَلابةِ إيمانِكم؛ وعُنفَهم برَصانَتِكم، من دون أن تسعوا إلى التصرّف مثلَهم. فَلنُظهِرْ لهم من خلال طيبَتِنا أنّنا إخوتهم. فَلنُحاول "الإقتداء بالربّ" (1تس1: 6). مَن عانى الظلم أكثر منه؟ مَن أُذِلّ وأُنكِر؟ يجب ألاّ نجدَ بينكم الزؤان (متّى13: 25). في النقاوة والقناعة الكاملتين جسدًا وروحًا، ابقوا في يسوع المسيح.
ها قد أتَتِ الأزمنة الأخيرة... نحن لا ندخلُ الحياة الحقيقيّة سوى في المسيح. وخارجه، لا شيء صحيح!... لا شيء يفوقُ السلام؛ فإنّ السلام يتغلّبُ على الهجمات كلّها التي يشنّها علينا الأعداء، سواء كانوا سماويّين أو أرضيّين... اليوم، لم يعدْ يكفي أن نُجاهِرَ بالإيمان؛ بل يجب أن نُظهِرَ حتّى النهاية القوّة التي يَملؤنا بها.