ليس في المسيحية عقيدة رسمية حول "الأديان"، مع أن الكنائس المسيحية وجدت بين أديان وتراثات إيمانية مختلفة، وتواجهت معها عبر العصور. إن مقولة "الأديان" في ذاتها، مقولة حديثة في الفكر المسيحي. هناك طبعاً مواقف مسيحية لاهوتية كلاسيكية من بعض الأديان. لعل المفهوم المسيحي التقليدي لليهودية، هو من أكثر المفاهيم المسيحية المتطورة حيال دين آخر - هذا إذا صح تعبير "دين آخر" لليهودية (القديمة) كونها تشترك مع المسيحية في الأسفار المقدسة. كما هناك مواقف مسيحية لاهوتية قديمة من الإسلام، خصوصاً في الشرق المسيحي. وقبل ذلك، هنالك تعاط لاهوتي مهم جداً بين الإيمان المسيحي والاتجاهات الفلسفية الدينية لبعض المدارس الفكرية الهلينيستية، كالافلاطونية الحديثة والغنوصية والرواقية وغيرها.
لكن كل هذا لا ينفي التأكيد أن اللاهوت المسيحي حول حقيقة الأديان الأخرى والخلاص فيها هو من نتاج العصر الحديث. إن الوعي المسيحي الجدي بأن ثمة بشراً آخرين ينظمون حياتهم بطرق مثيرة للإعجاب، ويسعون إلى الحقيقة ويتوقون إلى الخلاص من ضمن تلك الطرق أو الأديان، هو وعي حديث العهد. لم تكن الأديان الأخرى، قبل العصر الحديث، تشكل سياقاً أو خلفية مهمة للاهوت المسيحي. لم يكن اللاهوت المسيحي يشعر أن وجود أديان أخرى يشكل تحدياً بالنسبة لفهم المسيحية ذاتها.
قراءة منهجية في الاهوت