ashur عضو شغال
الجنس : تاريخ الميلاد : 18/05/1971 البد :
| موضوع: الاهوت المعاصر6 الأحد يوليو 05, 2009 6:06 am | |
| كل الأديان تتمحور حول "الله" أو حول حقيقة نهائية مطلقة. بالنسبة للمسيحيين، إن يسوع هو الذي يكشف لهم هذه الحقيقة النهائية ويوصلهم إليها، ولكن بالنسبة لغير المسيحيين هناك طرق أخرى، وربما تجسدات أخرى للحقيقة الإلهية. ويؤكد التعدديون على أن كل الأديان هي مجالات خلاص وتحرير لاتباعها. يصر التعدديون على أن المسيحية هي استجابة مشروعة للحقيقة النهائية، كما يصرون على المسيحيين أن يستمروا فيها ويحيوها، كما عرفوا الحق فيها في الله الآب المتجلي في تعاليم يسوع. ويفترض بالأديان الأخرى أن تفعل الشيء عينه. يمكن بل يجب أن يتم ذلك من دون تنافس وعداء، لأن الطريق الصحيح للعلاقة بين الأديان هو التفاعل والحوار، وليس ادعاء التفوق ومحاولة ابتلاع الآخر. أما في ما يتعلق بنهائية يسوع المسيح وفرادته، فيؤكد التعدديون أن يسوع هو حقا كشف الله الخلاصي، لكنه ليس بالضرورة وحده كشف الله الخلاصي. ليس يسوع هو الحقيقة الإلهية الكاملة والنهائية والفائقة، ولكنه يأتينا حقا برسالة عالمية وحاسمة لا غنى عنها. انه كلمة الله الخلاصية، ولكنه ليس كلمة الله الخلاصية الوحيدة، وهذا يعني أن ثمة إظهارات أخرى للحقيقة النهائية، إلى جانب يسوع. هذا شرح فيه شيء من التبسيط للموقف التعددي، لأن هذا الموقف هو نفسه متعدد ولا يساوي بسذاجة بين جميع الأديان، كما لا ينكر أن في الأديان أموراً سلبية. لكن النظرة التعددية هي في الجوهر واحدة. ولكي يعتنق اللاهوت المسيحي الموقف التعددي، بما يتضمن من اعتراف بحقيقة الأديان الأخرى والخلاص فيها المستقلين عن المسيحية، عليه أن يعيد النظر في عقيدة المسيح (الكريستولوجيا) إعادة نظر أساسية، تؤدي في النهاية إلى إعادة الإطاحة بالاعتقاد المسيحي أن الله كشف ذاته وأعطى ذاته في يسوع المسيح. الموقف التعددي يرسو في النهاية على المفهوم النسبي للحقيقة. والسؤال المطروح يصبح: هل يتوافق هذا الموقف مع شهادة الكتاب المقدس واختبار الإيمان المسيحي؟ | |
|