ashur عضو شغال
الجنس : تاريخ الميلاد : 18/05/1971 البد :
| موضوع: الاهوت المعاصر8 الأحد يوليو 05, 2009 6:08 am | |
| إن الموقف الشمولي موقف قديم، وليس وليد العصر الحديث، كما قد يظن البعض. فهو يعود إلى أوائل الفكر المسيحي المبني على لاهوت "الكلمة" أو "اللوغوص" في إنجيل يوحنا، كما نجده، مثلاً، عند يوستينوس الشهيد وإريناوس. فالأول تحدث عن شذرات (أو بذور) الكلمة الإلهية الموجودة عند الذين لم يعرفوا المسيح، والثاني تكلم على البشر الذين لم يعرفوا المسيح، لكنهم عاشوا بمحبة الله ومخافته، ومارسوا البر والتقوى تجاه الله والقريب، فهم سينالون الملكوت أيضاً. طبعاً ليس هناك نظرية لاهوتية متطورة في موضوع الأديان الأخرى في الكتابات القديمة، لكن الفكرة الشمولية موجودة بوضوح عند بعض آباء الكنيسة، مع أنها غالباً ما تتناول الذين عاشوا قبل مجيء المسيح وليس من أتوا من بعده، ولم يؤمنوا به. إن الموقف الشمولي المعاصر هو تطوير وتوسيع وتعميق لهذه النظرة الشمولية التي نجدها في التراث المسيحي القديم. لكن الموقف الشمولي متعدد الاتجاهات والنظرات. لن يتسع هذا البحث لذكرها كلها أو حتى معظمها، لذلك سأكتفي بعرض موجز لثلاثة اتجاهات لاهوتية شمولية لها أثرها في لاهوت الأديان المعاصر. أ. النظرة التدرجية أو التطورية: يقول هذا الاتجاه اللاهوتي بان العلاقة بين الإيمان المسيحي والأديان الأخرى هي علاقة الناقص بالمكتمل. فالأديان الأخرى هي إعداد لقبول حقيقة المسيح، وكلها سوف تجد اكتمالها وتتحقق في إنجيل يسوع المسيح. نهائية المسيح هي بمثابة قمة السلم أو أعلى حلقة في السلسلة. يندرج اسم اللاهوتي فريديريك شلايرماخر هنا، كما المفكر الألماني هيغل الذي قرأ تاريخ الأديان كله، كحركة تقدمية في اتجاه واحد. كل دين عبر عن لحظة خلاقة ثم تطور وارتقى إلى ما هو أعلى منه، حتى اكتمل التطور في المسيحية. بحسب بعض اتباع المفهوم التدرجي للأديان، لا يلعب التسلسل الزمني دوراً كبيراً، فقد يكون هناك دين ظهر بعد المسيحية لكنه في محتواه وجوهره سابق على المسيحية. | |
|