إن النموذج الأساسي لهذه النظرة هو المفهوم التقليدي للعلاقة بين اليهودية والمسيحية. اليهودية كانت إعداداً للمسيحية التي ورثتها وأكملتها. هناك طبعاً اعتراضات مهمة على هذا المفهوم، ليس أقلها أن الدراسات الموضوعية والمعمقة للأديان الأخرى تظهر أنه لا يمكن ترتيبها في سلسلة هرمية ذات اتجاه واحد. إن محاور الأديان الأساسية مختلفة، ولكي نفهم كل دين، كما يفهم هو ذاته، علينا أن نقاربه من الداخل، وليس كمرحلة إعدادية للمسيحية. ب. نظرة الإيمان الضمني: ترتبط هذه النظرة باسم اللاهوتي الكاثوليكي كارل راهنر الذي علّم بأن نعمة الله وكشفه موجودان وفاعلان كشروط لا بد منها لوجود الخليقة على الإطلاق، أي أنهما موجودان وفاعلان في الخليقة وفي البشر جميعهم حتى لو لم يعلنا صراحة ونهائياً إلا في حدث يسوع المسيح. إن للمؤمنين من الأديان الأخرى بحسب هذا الموقف الشمولي مدخلاً إلى نعمة الله السابقة رغم أنهم قد لا يعرفون شيئا عن المسيح، أو لأسباب معينة وشرعية قد رفضوا البشارة المسيحية. كل من يحيا بصدق وإخلاص، بحسب النور المعطى له من الله، بحسب ضميره الصالح، هو مسيحي مجهول الاسم (غير مسمى). إذاً، هناك إيمان ضمني خارج الكنيسة.