فمع أننا، كمسيحيين، نؤمن أن الحقيقة النهائية معطاة لنا، إلا أن هذه الثقة إنما تصيب الحقيقة لجهة المحتوى. أما شكل الحقيقة، أي طرق التعبير عنها وصياغتها وممارستها، فهذه أمور غير منزّلة، وهي عرضة للتشويه، وفي حاجة دائمة للتجديد والنقد والإصلاح. "لنا هذا الكنز في آنية خزفية" يذكرنا الرسول بولس (2 كور :4 7). إن وعينا المستمر لخزفية الأواني التي تحتوي على الحقيقة، إنما ينمي فينا روح الانفتاح والتواضع والصبر والتسامح، وما هذه سوى سمات الحوار الأصيل مع الأديان الأخرى.