الكاتب: القمص مرقص عزيز خليل
كتبت
فتاة إلى أحدى المجلات تعرض مشكلتها فقالت: أنا فتاة في الثامنة عشرة من
عمري، ابتدأت منذ أربع سنوات أحب شاباً من دين آخر، حاولت نسيانه منذ أول
شهر في حبي له ولم أستطع، لأن الحب فوق إرادتي، وبالرغم من أنه سافر إلى
أوربا بعيداً عني ليكون مستقبله وهذه هي السنة الثالثة لوجوده بعيداً عني،
إلا أنى مازلت أحبه أكثر من السابق.
عندما ألتقي به مدة أسبوعين كل سنة يزداد حبنا أكثر.. لو كانت هذه العلاقة
مجرد مراهقة لنسى أحدنا الآخر من أول سنة، لكن لأن حبنا قوى استمر ومازال
مستمراً حتى الآن. مشكلتنا الوحيدة هي في المجتمع الذي لا يقبل أن يزوجني
منه أو يزوجه منى. إني أصغر فتاة في عائلتي، وأمل عائلتي معلق بي،
ويعتبرونني الفتاة الطيبة الـقلب المجتـهـدة المتعـلمـة المحـبة لأهـلي،
ولا أعرف ما سيحدث لو عرفوا أنى أريد أن أتزوج من غير ديني؟!
هل هذه أنانية منهم أو مني؟ وما ذنبنا أن كنا مختلفين في الدين؟ لماذا
يستمر هذا حتى الآن ونحن في عصر التطور والتكنولوچيا؟! في القرن العشرين
وصل الناس إلى القمر، ولكن مجتمعي ما زال يتجاهل عواطف الإنسان.. لا
تقولوا: حاولي نسيانه، فهذا من المستحيلات. وأعتقد أن أربع سنوات مدة
كفيلة بأن تجعل روحي غلافاً لروحه، وكفيلة بأن تجعلني أضحي بأهلي ومجتمعي
في سبيل العيشة مع حبيبي ومع سعادتي. ضعوا أنفسكم في مكاني، واعرفوا أن
الحب فوق طاقة الإنسان، لقد أتعبت هذه المشكلة كثيرين من الناس، ولكم شكري
على مساهمتكم في حل قضيتي ولن أنسى فضلكم.... (الحائرة ما بين النار
والمياه)
وكان رد المجلة هو:
أول ما أقوله ليك أننا لا نقدر أن نبني سعادتنا على أشلاء سعادة غيرنا،
خصوصاً إذا كان هذا الغير من أهلنا الذين نحبهم. فإذا رأيت أمك أو أباك
مريضين بسبب زواجك من هذا الشخص، أو إذا رأى هو أباه أو أمه مريضين بسبب
زواجه منك، فسوف تصطدم سعادتكما بأنكما حطمتما سعادة غيركما، فيصيبكما
النكد الذي يعكر عليكما.
وصحيح أن الزواج مسألة فردية، لكنه أيضاً صناعة المجتمع كله، والمجتمع
العائلي يساعد على استمرار الزواج وحل المشاكل بين الزوجين، خصوصاً في بدء
الحياة الزوجية، فإذا حدث أنك اختلفت مع زوجك ـ وهذا لابد أن يحدث ـ ولم
تكن عائلتك موافقة على زواجك منه فأنهم لن يمدوا لكما يد المساعدة ليستمر
الزواج، بل سيحاولان قدر ما يستطيعان أن يحطماه ويضعا نهاية له.
إن كل فتاة تحلم باليوم الذي تلبس فيه فستان الزفاف ليسلمها أبوها إلى
عريسها وسط فرحة الأهل والأصدقاء ـ فهل سيتحقق ليك هذا الحلم؟! وهل سيسلمك
أبوك لعريسك؟! وهل سيشاركك أحباؤك يوم فرحك؟!
وهناك نقطة أخرى:
أنك لا تدركين مقدار الاختلاف في خلفيتكما. وكلما امتدت بكما الحياة
الزوجية ازدادت هذه الاختلافات ظهوراً ووضوحاً، فإن كان الشخصان اللذان
يتزوجان من خلفية متشابهة يلاقيان متاعب في اختلافاتهما، فكم يكون الحال
بالنسبة لكما؟! إن ما تقدسينه أنت لا يقدسه هو، والعكس صحيح. إن اختلاف
الدين بين الزوجين أساس اختلافات كبيرة للغاية في ممارسة الحياة واتخاذ
القرارات.
وأحب أن أشير إلى نقطة أخرى ماذا عن أولادكما؟! إنك تحبين أن تنشئي أولادك
على دينك، ويحب هو أن ينشيء أولاده على دينه، وهذا شيء طبيعي بالنسبة لكل
منكما. لكن عند التنفيذ ستجدانه مصدر متاعب لا حصر لها بالنسبة لكما.
ثـم أقـول إن الـديـن لا يقبـل هـذا الـذي تفعلينه باسم الحب، ولو كان هذا
الذي تفعلينه يتفق مع رأي السماء لباركت السماء هذا الحب، إنني أخاف عليك
وأخاف على حبيبك. وهذه العلاقة التي تسمينها حباً تحتاج إلى ما يؤكد أنها
(الحب) الذي من عند الله. لقد ارتبطتما بعاطفة يقف المجتمع ضدها، وأنت
تحسين بالعناد إزاء المجتمع، وتشعرين بالاضطهاد الواقع عليك منه، ولذلك
تتمسكين بتلك العلاقة، مع أنك لا تلتقين بحبيبك إلا مدة أسبوعين من كل سنة
ـ فهل هذا هو التعرف الذي يصنع حباً؟!
تقولين إنك تحبينه. إن الحب يعني التوافق الكامل في الفكر والدوافع
والآمال والطموح. الحب هو علاقة بين شخصين تجمعهما أمور متشابهة أكثر من
الأمور المختلفة. إنني أخاف أن يكون ارتباطك بهذا الشاب مجرد تعلق عاطفي
لا يسنده العقل، نصيحتي اليك وإلى كل من يشابهك في التفكير، أن تعيدوا
تفكيركم عشرات المرات قبل بدء ارتباط حب مثل هذا، لأن احتمالات تحطيمه
أكبر جداً من احتمالات استمراره. ولو سنحت لك الفرصة لتسألي فتاة جازت نفس
ظروفك، فستقدم لك نصيحة مشابهة لهذا الذي قلته لك، ولكن من شفتين تقطران
بالمرارة والندم... أيتها الابنة الجريحة ما بين النار والمياه اطفىء
نيران حبك بمياه التعقل وضبط النفس.
من هو المؤمن (المؤمنة) الذي يصلح لي كزوج (كزوجة)؟!
يقيناً أنه لا يمكن أن يصلح كل مؤمن لكل مؤمنة، وأعود فأكرر أن الرب يقود
المؤمن الحقيقي إلى شريكة الحياة المختارة من لدنه "أعلمك وأرشدك الطريق
التى تسلكها. أنصحك عيني عليك" (مز 32:8). ومع ذلك فهناك مميزات أكيدة
لابد من مراعاتها وأنت تطلب أرشاد الله. إن دراستنا لعدد غير قليل من
الأزواج السعداء ترينا أن أفضل شريك للحياة هو الشخص.
* الذي تشعر بالسعادة في وجودك معه.
* الذي يشاركك اهتمامك وطموحك.
* الذي تعجب بشخصيته وصفاته.
* الذي تربـى في بيــــئـة وحضـارة كـالبيـئة والحـضــارة التي تربيت فيها.
* الذي يسهل عليك قبول مقاييس وأسلوب حياته.
* الذي يتقارب معك في المستوى العلمي والتفكير العقلي حتى تتأكد من الاستمتاع بمشاركته في أفكارك وأحاديثك.
* الذي تحبه مع معرفتك بنقط القوة والضعف في حياته، وتعرف جيداً بأن الحب
لن يغير شخصيته الأساسية أو عاداته، أو أساليب تصرفاته أو مميزاته الشخصية.
* إن شخصـــية المرء قبل الزواج ستبقى كما هي بعـــده، وهــــذه
الحقيـقـــة تســـاعدك على اختيار الشريك الذي يتناسب مع الصورة التى
رسمتها في ذهنك إذ أنه سيبقى بنفس صفاته بعد الزواج كما كان قبله.
الذي يعرف كيف يتعامل مع الجنس الآخر، الذي يعرف كيف يشاركك آلامك كما يشاركك مساراتك.
الذي يعرف كيف يعالج المواقف الصعبة بهدوء وحكمة. الذي يحب الإنســــان
الداخلي فيك أكثر من حبه لجمالك الخارجي. وأهم من هذا كله الذي يشاركك
إيمانك وحبك، وخدمتك للرب يسوع فاديك، وفي عبارة واحدة فإن المؤمن الذي
يصلح ليك هو الذي (يسير في نفس طريقك) مع المسيح.
انتوا لوأي حد فيكوا اتعرض للموقف ده
بنت او ولد؟؟؟
ماذا ستفعل
هل مستعد تغير ديانتك وتبيع مسيحك علشان تتجوزها ؟؟؟
هل مستعدة تغيرى ديانتك و تبيعى مسيحك علشان تتجوزيه ؟؟؟
منقوووووول