المهاجرات البوليفيات في أسبانيا: لا راحة، لا عطلة، لا تأمين

التنازل عن الراحة والعطلة، القبول بأجر منخفض، العمل المتواصل لفترات قد تصل إلي 24 ساعة في اليوم، تخفيض الأجر، الحرمان من التأمينات الإجتماعية ... ليس كل هذا سوي جزء من الثمن الذي تدفعه المهاجرات البوليفيات في أسبانيا مقابل الحصول علي بعض الدخل الذي يعينهن ويساعدهن علي إعانة عائلاتهن في بوليفيا.

تكتسب هذه القضية أهمية خاصة نظرا لأن أسبانيا تحتل المركز الرابع علي قائمة الدول التي يقصدها المهاجرون من بوليفيا، والتي تتصدرها الإرجنتين والولايات المتحدة والبرازيل.

لكن أسبانيا هي أيضا أكبر مصدر لحوالات المهاجرات البوليفيات إلي بلادهن والتي تبلغ في المتوسط 625 دولار شهريا عن كل مهاجرة، ويعادل مجموعها السنوي 5,95 في المائة من الناتج القومي الإجمالي في بوليفيا.

ويذكر أن هذه النسبة تضاعف حجم حوالات المهاجرات من دول أخري في أمريكا اللاتينية كإكوادور بنسبة2,13 في المائة من ناتجها القومي الإجمالي، وجمهورية الدومينيكان، بمعدل 1,13 في المائة من ناتجها، وذلك وفقا لمعلومات مركز البحوث والتعاون الأسباني المتخصص في حوالات المهاجرين.

كما أفاد المركز بأن المهاجرات عامة تساهمن بنسبة 60 في المائة من إجمالي تحويلات كافة المهاجرين في أسبانيا. كذلك أن المهاجرات إعتدن علي إرسال 40 في المائة من دخلهن إلي بلادهن، مقابل مجرد 14 في المائة في حالة المهاجرين الرجال.

هذا وقد صرح برونو روخاس الباحث بمركز التنمية العمالية والزراعية غير الحكومي في لاباث، لوكالة انتر بريس سيرفس، أن تفسير ظاهرة تفوق المهاجرات علي المهاجرين في حجم الحوالات المالية، يرجع أيضا إلي أن النساء مثلن 56 في المائة من أصل 600,000 مهاجر بوليفي في الفترة من 2003 وحتي 2007.

وأشارت بيتي بينتو، مديرة إدارة حقوق المهاجرين إلي أن خمس تعداد بوليفيا البالغ 10,2 مليون نسمة، هاجر إلي بلدان أجنبية للعمل.

وصرحت المهاجرة البوليفية لأسبانيا منذ عام2006، أمبارو فالدا لوكالة انتر بريس سيرفس، إنها "تجربة شاقة للغاية، وتنطوي علي معاناة وتضحيات ضخمة. إنها كالعيش في سجن”.

وشرحت فالدا أن إستقالت من وظيفتها في هيئة حكومية براتب شهري قدره 327 دولار من أجل الهجرة إلي أسبانيا، حيث يقدر متوسط دخل المهاجرين البوليفيين بما يتراوح بين 680 و817 دولارا شهريا، ما يعني إنخفاضا حادا بسبب الأزمة الإقتصادية بالمقارنة بأرقام 2006 التي تراوحت بين 1,360 و 1,640 دولارا في الشهر.

وتؤكد فالدا أن "غايتي، كما هو الأمر بالنسبة لكافة المهاجرين، هي العودة إلي بلدي في أقرب وقت ممكن" وأنها كغيرها من المهاجرين تتنازل عي فترات الراحة وعن أي إنفاق غير جوهري كالأكل في مطعم وشراء ثياب لائق.كذلك أنها تعمل في رعاية المسنيين طيلة 24 ساعة يوميا، ما يحرمها من الراحة حتي في العطلات الرسمية(آي بي إس / 2009)