مراكز إعتقال ومظاهرات نازية في اليونان، غوانتانامو المهاجري

أعلنت وزارة الداخلية اليونانية عن خطة نقل الآف من المهاجرين غير القانونين إلي "مراكز إعتقال"، منها قاعدة "أسبروبيرغوس" العسكرية غير المستخدمة غرب العاصمة.

وقررت الوزارة أيضا نقل اللاجئين الأفغان المقيمين في مخيم بالقرب من ميناء مدينة باتراس إلي "معسكر مغلق" تحت رقابة الشرطة علي مدي 24 ساعة، ما حمل العديد منهم علي الهرب.

كما تقرر تشكيل جهاز تنسيقي لحماية الحدود القومية اليونانية، وذلك أثناء إجتماع طارئ حول الهجرة، عقد هذا الأسبوع بمشاركة مسئولين عن وزارات الداخلية والخارجية والدفاع، والبحرية التجارية، والشرطة وحرس السواحل.

وتقرر أيضا إشراك القوات المسلحة في إعتقال المهاجرين، وتعزيز الرقابة علي الحدود لمنع دخول المزيد منهم.

ووضعت الحكومة اليونانية ميزانية قدرها 200 مليون يورو حتي عام 2013، يساهم فيها الإتحاد الأوروبي بمبلغ 148 مليونا لتوفير المعدات والتجهيزات والتكنولوجيات اللازمة لتنفيذ التدابير الجديدة.

هذا ولقد أطلقت مجموعة من التنظيمات اليمينية المتطرفة بإسم "لجان المقيمين (المواطنين) ضد غزو الأجانب لبلدنا"، مظاهرة في ساحة "أومونيا" في مواجهة مقر البرلمان، رفع خلالها مئات من المتظاهرين راية اليونان وإستخدموا مكبرات الصوت لترديد موسيقي "فاغنر" علي غرار النازيين، وأغاني وأنغام عسكرية.

ورفع المتظاهرون لافتات معادية للمهاحرين ورددوا شعارات منها "الدم، الشرف، الفجر الذهبي" (الفجر الذهبي هو إسم أكبر تنظيم فاشي في اليونان). وهاجموا الأجانب والصحافيين وكل ما جرأ علي التعبير عن عدم رضائه عن طبيعة المظاهرة.

أما قوات الشرطة، فقد إكتفت بالوقوف بين المتظاهرين المتطرفين اليمينيين والجماعات اليسارية التي نظمت مظاهرة مضادة. ولم تحرك ساكنا أمام تصرفات الجماعات النازية المتطرفة.

هذا وربما لا يكون هذا النوع من المظاهرات شائعا في أثنيا، بل وربما كان من الممكن إعتباراه حادثا منعزلا لولا تنامي شعور العداء ضد الأجانب، والمهاجرين بالتحديد، في الشهور الأخيرة في اليونان.

فقد سجلت ضواحي العاصمة اليونانية سلسلة من الإعتداءات العنيفة ضد المهاجرين، إستهدفت الباكستانيين بصورة خاصة.

وصرح سبيروس ريزاكوس، المسئول القانوني بمنظمة "آيتينا" غير الحكومية في مدينة باتراس علي بعد 250 كيلومترا من أثنيا، حيث يقيم الآف من اللاجئين الأفغان والصوماليين في أحوال غير إنسانية، صرح أن هذا المناخ السلبي السائد يساعد علي تحول قضية الهجرة إلي أزمة.

وشرح في حديثه لوكالة انتر بريس سيرفس أن "أحدا لم يعد يفكر في الدوافع التي تجبر الآف البشر علي العيش في مثل هذه الأحوال الوحشية" ومسئولية الحكومة اليونانية فيا يحدث.

وأكد الخبير القانوني اليوناني "نحن (اليونان) ننتهك قرارات الإتحاد الأوروبي بشأن إستقبال وإدماج المهاجرين، بل وقد إستبعدنا غالبية المهاجرين من نظام اللجوء. هذا البلدأصبح ورشة عمل لإستبعاد الأجانب ( المهاجرين) وحرمانهم إجتماعيا”.

وأخيرا، يذكر أن وسائل الإعلام اليونانية قد دأبت في الشهور الأخيرة علي الربط بين توافد المهاجرين وتنامي الأعمال الإجرامية في بعض أحياء العاصمة حيث يقيمون، ما مهد الطريق لإتخاذ إجراءات مشددة ضدهم.(آي بي إس / 2009)