أولاً: كاتبوا المزامير
الأشخاص الذين اختارهم الروح القدس ليكتبوا هذه المزامير الثمينة ليسوا كلهم معروفين فبعض المزامير تحمل اسم كاتبها: فنجد في عنوانها مثلاً "لداود"، "لأساف" وبعضها لم يذكر اسم كاتبه كما أن بعض المزامير تذكر مناسبة كتابتها مثل لداود عندما هرب من وجه أبشالوم"، "لداود عندما غيّر عقله أمام أبيمالك"، "لداود عندما أنقذه الرب من شاول ومن كل مضايقيه" والبعض الآخر لا نعرف المناسبة التي كتبت فيها. وكل ما ذكر ما لم يذكر هو بحكمة إلهية عجيبة وفائقة.
عدد المزامير 150 كتب داود منها 73 مزموراً أي ما يقرب من نصف عددها. ولكن هل ال 73 مزموراً مكتوبة بجانب بعضها ومرتبة ترتيباً تاريخياً؟ لا. لكن نجد أن ترتيب المزامير وترقيمها كلها بوحي الروح القدس (خلافاً لترتيب باقي أسفار الكتاب المقدس) والدليل على ذلك نجده في سفر الأعمال إصحاح 13 حيث يقول "كما هو مكتوب في المزمور الثاني". أي أنه ذكر رقم المزمور مما يدل على أن الترتيب هو بالروح القدس وليس ترتيباً تاريخياً ولا من ترتيب الكتبة.
توجد مزامير مجموعات مثل العناقيد، عنقود أربعة مزامير وآخر ثلاثة وكلها مرتبطة ببعضها. فمثلاً المزامير 22، 23، 24 _ مزمور 22 الصليب، 23 الرعاية، 24 الملك" من يصعد إلى جبل الرب".
مزمور 22 رابية الجلجثة، مزمور 23 الوادي الذي فيه يرعى الرب قطيعه، مزمور 24 من يصعد إلى جبل الرب، ارفعن أيتها الأبواب رؤوسكن ليدخل ملك المجد. من هو هذا ملك المجد؟هو نفسه الذي كان على الصليب على رابية الجلجثة هو نفسه ملك المجد.
قلنا أن داود كتب 73 مزمور وآساف كتب 12 مزمور وبنو قورح كتب 11 مزموراً وهيمان الأزراحي كتب مزمور 88 وإيثان الأزراحي (رئيس عائلة من عائلات المغنين) كتب مزمور 89 وموسى كتب مزمور 90 وسليمان كتب مزمورين. وتوجد مزامير أخرى لا تحمل أسماء كاتبيها كما أسلفنا.