++اشرق بنور وجهك فينا:++

عضو شغال الجنس : تاريخ الميلاد : 18/05/1963

اشرق بنور وجهك فينا:
_____________________

(اللهما تراءف علينا وارحمنا واشرق بنور وجهك فينا واجعلنا مستحقين لسماع أنجيلك المقدس ............ )

هذه العبارة نسمعها تتردد كثيرآ جدآ فى اسبوع البصخة المقدسة" اسبوع الالم ", وهذه العبارة عبارة عقائيدية جميلة جدآ كتبها الاباء بنور الروح القدس .والاصول الابائية خلفها فى غاية الاهمية ,

ترجع اصول هذه الكلمات الى تقسيم مهم جدآ عند الاباء للمعرفة .حيث ان معرفة الله الحقيقية هى غاية وجود الانسان كله وحياته الابدية .فيقسم الاباء المعرفة الى نوعان :

اولآ: المعرفة الاستدلالية "الاستنباطية" deductive :
________________________________________

وهى التى يصل اليها العقل بالفلسفة والمنطق وكل ادوات الفكر ,ويعتمد على قدرات العقل وابداعه وذكاء الانسان .وهى تختلف بين انسان واخر لان الذكاء متفاوت من انسان الى الاخر.

ثانيآ : المعرفة الاشراقية "المعرفة الالهية"illuminating"
_________________________________________

وهى التى تأتى من الله مباشرة وتصل الى الانسان بواسطة الكلمة "اللوغس" ,ووبإلهام الروح القدس ,وبها يعرف كل انسان الله ,:

انه مكتوب في الانبياء ويكون الجميع متعلمين من الله.فكل من سمع من الآب وتعلّم يقبل اليّ
يو 6 : 46

وهذه نعمة المسحة المقدسة"سر الميرون" السر الرائع الذى من عرف قيمته حصل على كنوز فى معرفة الله تفوق كنوز كل العالم بمراحل:

واما انتم فالمسحة التي اخذتموها منه ثابتة فيكم ولا حاجة بكم الى ان يعلّمكم احد بل كما تعلّمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء وهي حق وليست كذبا.كما علّمتكم تثبتون فيه
1يو 2 : 27

وهذا النوع من المعرفة هو الذى نطلبه من الله عند قراءة الانجيل والتى تعلمه لنا كنيستنا ان نطلب ان يشرق نور وجهه فينا ويشرق علينا لنعرف منه ,وكل من عرف منه كما يقول القديس يوحنا الحبيب يثبت فيه .

فالهدف الاساسى والوحيد لهذه المعرفة هو من اجل الثبات فيه وبالتالى يكون لنا حياة ابدية سعيدة لانه هو الحياة ومن يثبت فيه يحيا الى الابد,.

ونلاحظ ان هذا النوع من المعرفة لا يعتمد على القدرات البشرية او ذكاء العقل او العلم الانسانى ,ومن هنا فى كنيستنا جهال كثيرون ولم يحصلوا على اى شهادة علمية على الاطلاق ولكن صاروا قديسين لهم العجب رغم انف العلم .

لانهم كانوا يحبون المسيح بقلب خالص مخلص فأشرق عليهم بنور معرفته الالهية الحقيقة فقالوا عن الله ما لم يدرك معناه أصحاب العلم الرفيع .

.وكنيستنا أم ولوُد غنية بقديسين من هذا النوع سواء قديمآ او حديثآ والكثيرون يعرفون من هو ابونا عبد المسيح المقارى . _او ابونا يسطس الانطونى ...الخ.

ورغم ذلك نحن لا ندعوا الى الجهل ونبذ العلم ولكن العجيب ان الاباء القديسين كانوا فقط يميزون بين النوعان من المعرفة ولكن لا يحتقرون النوع الاول بل يدعون الى قبول المعرفة الاشراقية الالهية وإخضاع المعرفة الاستدلالية الى النور الالهى..

حتى ينقيها من السلبيات والاخطاء والامور الوقتية الزائلة .لكى تخدم هذه المعرفة الاخرى الاشراقية ,اى الاتية من نور الابن .وبالتالى تنال المعرفة الاستدلالية مكانها الطبيعى فى حياة الانسان.
__________________