المسيح صام عنا :

[size=16]المسيح صام عنا :
_____________________
المسيح الهنا الصالح العارف بضعف البشرية ,لما صار فى الجسد صام عنا أربعين يوماُ وأربعين ليلة , :

[color=red]صام أربعين نهارا وأربعين ليلة جاع اخيرا. مت 4 : 2[/color]

وتقول أيضاُ ذكصولوجية الصوم المقدس: ( ربنا يسوع المسيح صام أربعين يوما وأربعين ليلة حتى خلصنا من خطايانا ")

وايضآ قسمة الصوم المقدس تقول :

[color=red]أنت هو الله الرحوم مخلص كل أحد الذي تجسد لأجل خلاصنا الذي أضاء لنا نحن الخطاة، الذي صام عنا أربعين يوماً وأربعين ليلة بسر لا ينطق به، (الخولاجى القبطي)[/color]

عجب حقاُ وكما يقول القداس الالهي انت أكملت ناموسك عني .فالمسيح يسوع المتجسد ,اكمل عنا ناموسه ! وكل ما كان عاجز عنه الانسان ولم يستطيع أن يفعله لكى يرضى الله .

تقدم يسوع وصنعه بنفسه ولحسابنا جميعاُ, صنعه هو الله المتجسد ,بمشاعره البشرية الكاملة وبتعب واحتمال ,كشريك حقيقي لنا ولجنسنا البشرى ,بل بالاحرى كواحد منا تماماُ ,:

[color=red]الذي في ايام جسده اذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر ان يخلصه من الموت وسمع له من اجل تقواه 8 مع كونه ابنا تعلّم الطاعة مما تألم به واذ كمّل صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص ابدي عب 5 : 7 _ 9[/color]

حقاُ عجباُ يارب انت فى أيام جسدك قدمت تضرعات الى الاب القدوس ,بدموع غالية جداُ جداُ جعلت الاب القدوس ينفتح قلبه لكل البشرية بسبب هذه الدموع والطلبات!

فأنت فى أيام جسدك وأنت يسوع المسيح المتجسد والذى صرت بتجسدك مع كونك الله ابن الله الوحيد ولكنك صرت واحد منا نحن البشر ,بل وتحتوى كل البشرية فى طبيعتك .

وبمشاعرك البشرية النقية المقدسة فى طبيعتك الالهية ,الكاملة فى الطهر والنقاوة ,وبفم بشرى ليس فيه غش او مكر مثال للانسان الكامل الذى لايوجد فيه ذرة انحراف بصورتك هذه تقدمت نحو الاب وقدمت صراخ ودموع صادقة ,من أجل أن يُخلص الاب البشرية من الموت والهلاك .

بسر عجيب ولكنه ليس مخفى عن اولادك صام يسوع وهو لا يحتاج ابداُ للصوم ولكنه صام عنا .اربعين يوماُ واربعين ليلة لا يذوق الطعام او الماء وهذا هو الصوم الحقيقى الذى يؤكد أن الحياة ليست بالخبر وحده .

صام يسوع مع انه لايحتاج الى الصوم ولكنه هو الذى قبل أن يتحد بالطبيعة البشرية ويجعلها فيه ,وتعهدها بكل خلاصه ,فتجلت طبيعتنا فيه جداُ وجعلها تتنقى الى اعلى صورة, وترتفع فيه وتسمو الى اعلى درجة ممكنة ,فيصوم وبطبيعتنا البشرية بدون أكل اربعين يوماُ واربعين ليلة .

وهو بهذا يكشف أمام عيوننا جميعاُ ما هي قدرات البشرية الجديدة فى المسيح , فهذه الامكانيات التى تفجرت فى الطبيعة البشرية فى المسيح ,هى فى الحقيقة لحسابنا ,ولحساب كل طالب ليسوع المسيح وساعي بقلبة ان يلتصق به ويعتمد عليه !

عندما صام يسوع بطبيعتنا البشرية اربعين يوما رسم حدود طبيعتنا الجديدة وكشف امكانياتها الجبارة المذخرة فيه ! ولم يكن هذه الصيام خيالى او على سبيل المعجزة بل كان صياماُ بالجسد صيام حقيقى حتى انه استمر اربعين يوماُ ولكنه جاع فى نهاية الامر ,دليل انه كان صيام بالجسد .

وهكذا صار صيام المسيح يسوع هذا هو كنز محفوظ لنا بشكل كامل ومستمر فى السماء لحسابنا ,وليس عبثاُ صلوات الكنيسة خلال الاربعين المقدسة عندما ,تصرخ دائماُ كل يوما قائلة المسيح يسوع صاماُ عنا اربعين يوماُ واربعين ليلة .

تُصلى الكنيسة بهذه الكلمات السرية الرائعة والتى تطوى فى داخلها سر عجيب وكنز جبار لحساب الانسان كل انسان يتمسك بشخص المسيح الذى صام عنه ,فيُحسب صيام المسيح صيامه هو ولحسابه هو بمجرد ان يشترك معه فى الصيام الاربعينى يُضاف صيام يسوع المسيح المحفوظ لنا يُضاف الى كل صائم ومشترك فى صيام الاربعين المقدسة .

ولهذا تُصلي الكنيسة فى كل صلاة خلال الاربعين المقدسة من بداية الصلاة فى ذكصولوجية الصيام صارخة المسيح يسوع ربنا صام عنا اربعين يوماُ واربعين ليلة حتى خلصنا من خطايانا . وفى القسمة ايضاُ تقول نفس الكلام , وحتى نهاية القداس الالهي فى صلاة التوزيع يكون مرد المزمور يسوع المسيح صام عنا اربعين يوما واربعين ليلة .

كل هذا يكشف امر هام جداُ ان برنا وتقونا ليست من ذاتنا وصيامنا وكل نسك يمكن أن يُقدمه الانسان ليس شيئ بالمرة وليس له قيمة على الاطلاق ,ولكن برنا هو المسيح وصيامنا لا شيئ ولكن عندما نصوم ونشترك مع يسوع فى الصيام الاربعينى حينئذاُ ,نستمتع بحق الصيام الذى صامه يسوع عنا والذى نظره اليه الاب وكرمه وقدره جداُ وسمع له من أجل تقواه هو وسمع له من اجل تقواه عب 5 : 7

ولهذا فالكنيسة الحكيمة رغم أنها تصوم الاربعين المقدسة وبالتالى تُشارك يسوع هذا الصيام الهام ولكن لا تنشغل ابداُ بصيامنا او نسكنا على الاطلاق مع اهميته لنفوسنا بل وضرورية الملحة جداُ .بل تنشغل طول فترة الصيام بصيام يسوع المسيح فقط لهذا ترتل بصورة دائمة ومستمرة قائلة يسوع المسيح صام عنا اربعين يوماُ واربعين ليلة .

لان كل صيام وكل نسك مهما بلغ من تفوقه لاشيئ ابداُ وتافه امام ما قدمه يسوع خلال الصوم الاربعينى المقدس ,ولكن اى نسك او صيام من الانسان يُضاف اليه فورا ما صامه يسوع عنا وما قدمه يسوع عنا خلال الاربعين المقدسة ولهذا يسد يسوع كل عجز الانسان .

يًكمل يسوع ضعف البشر ,يُغطى يسوع بعمله ونسكه وتقواه عجز وأخفاق الانسان الضعيف العاجز .وبالتالى عندما يرفع الانسان الضعيف قلبه لله الاب ,غير ناظر ابداُ لضعفه او عمله بل فقط متمسك ومعتمد على تقوى يسوع وعمل يسوع الذى اكمله عنا .يسمع له الاب بكل تأكيد وينقذه من الموت .

ويكون هذا ليس بسبب الانسان او تقواه ولكن بسبب تقوة يسوع الذى يتمسك بها الانسان والتى هي بالحقيقة التى يمكن ان تُرضى قلب الاب .
فاليوم نحن نصوم الصيام المقدس وندخل اليه ليس لنقدم ليسوع شيئ بل هو الذى صام عنا الحقيقة وقدم لنا كل شيئ !

ولكن نحن نشترك معه فى الصيام ولابد ان نشترك معه فى الصيام حتى يصير لنا الصيام الذى صامه يسوع عنا لمدة اربعين يوماُ واربعين ليلة .
فكل من يشترك مع يسوع فى الصيام الاربعينى المقدس على الفور يكون له الصيام الذى صامه يسوع عنه.

فعندما يصرخ الى الله الاب ويتضرع اليه بدموع وطلبة على الفور يتحنن قلب الاب عليه وتنسكب محبته الابوية على الشخص الضعيف الصارخ له ,وهذا لان صورة يسوع فى الجسد والتى كان فيها يُقدم تضرعات وطلبات مع دموع وعرق وجهد هى التى مازالت فى ذهن الاب ولا يمكن ان تختفى عن ذهنه .

ولهذا كل انسان يصرخ لله وبأسم يسوع تنسكب محبة الله عليه على الفورا أكراماُ للذى عندما كان فى الجسد قدم دموع وصراخ بالبشرية ومن اجل البشرية التى فيه ,وسمع له من اجل تقواة التى لم ولن يكن لها مثيل الى الابد ,والتى عليها اعتمد كل القديسن وتمسك بها كل الاباء فقبلوا فى حضن الاب ,ليس من اجل أعمال نسك او أعمال صالحة قد عملوها ولكن فقط بالسر الذى به صام يسوع عنا اربعين يوماُ واربعين ليلة .

كذلك الاباء العظماء والذين قدموا من أعمال النسك والصوم ما هو فائق عن الفكر ما هو الا لتمسكهم بالذى صام عنهم اربعين يوما واربعين ليلة ,فوهبهم من قوة صيامه قوة ومن نسكه قوة نسك فتجلت فيهم قوة يسوع الذى هو خلاصنا .

ربى يسوع المسيح الذى بمحبتك العجيبة قدمت بطبيعتى البشرية نسك على أعلى مستوى هو الذى ارضى قلب الاب ,فصمت اربعين يوماُ واربعين ليلة ,مع صلاة عميقة بمشاعرك البشرية النقية والطاهرة اكثر جداُ من السماء والارض .

قدمت للاب مع النسك والصلاة طاعة كاملة ,من قلب بشرى انطبقت فيه الارادة البشرية على الارادة الالهية تماما الانطباق فى تناغم كامل فصارةت ارادة واحدة فقط هى ارادة الاب الصالحة .

ومع كونك ابنا بالطبيعة والجوهر ولكنك قبلت فى الجسد الالم وتعلمت الطاعة بالالم وصبرت يارب على كل تعب وعلى كل جهد حتى مرارة الصليب قبلتها وشربت الكأس الى النهاية حتى أكملت كل شيئ .ولهذا صرت انت وحدك هو الخلاص الابدى لكل من يتمسك بك.

ربى يسوع اليوم انا اشترك فى الصوم الاربعينى المقدس ليس لكى أُقدم لك شيئاُ فأنت تعرف انى ليس عندى شيئ ممكن أن أُقدمه ,ولكن اشترك فى الصيام المقدس لكى أخذ منك ,اخذ فعل الصيام الذى انت قد صمته عنا .

فما هى هذه المحبة العجيبة العالية انت تدعونى للصيام لكى يكون لى صيامك التى انت صمته عنى اربعين يوما واربعين ليلة ! انت تدعونى للصيام لكى اخذ نسك وتعبك وجهدك ويكون لحسابى ,لانك تعلم يارب مهما قدمت من نسك او عبادة فهو لا شيئ ابداُ وليس له قيمة ولا يُرضى ابداُ قلب الاب القدوس الطاهر .

ولهذا اكملت ناموسك عنى وأكملت النسك عنى وأكملت الصيام عنى وفقط أن اشترك معك بصيام الاربعين المقدسة لكى أخذ كل ما صنعته خلال الاربعين المقدسة لحسابى .

هذا هو سر صيام الاربعين المقدسة يارب فكر جديد وغريب عنى يارب ,انا كنت بعتقد انى بصوم لكى ارضيك واقدم لك صيام ونسك وهذا غباء منى لانى لابد ان اعرف ان جميع اعمال الانسان ليست طاهرة امامك ,ولكن اليوم انكشف امامى ان الصيام الاربعينى يارب هو شركة معك لكى اخذ ما صنعته من أجلى يارب خلال فترة الاربعين المقدسة .

يارب ما صنعته خلال الاربعين يوم وانت صائم وتُقدم دموع وتضرعات للاب أمور عظيمة جداُ وكلها اسرار ولكن موهوب لنا أن نأخذ منها ونتذوقها ونشعر بفاعليتها فى صميم طبيعتنا .

اتضرع اليك يارب من فضلك اكشف عن عينى هذه الاسرار ,اشعر أننا لنا عطية جبارة خلف صيامك هذا واسمع كل يوم كنيستك تصلي المسيح صام عنا بسر لا ينطق به .

ارجوك اجعل لنا نصيب اى نصيب فى تذوق فعل صيامك عنا ارجوك متشوق ان المس هذه العطية فى حياتى فى قلبى وليس لي يارب شيئ اتمسك به الا شخصك الالهى القدوس فقط .

به اتضرع وبه اصرخ لكى تهبني يارب نصيب فى تذوق فعل صيامك عنى ,ارجوك اعطنى يارب أتذوق والمس وارى مشاعر الاب التي انسكبت على البشرية وهى فيك وأنت أيام جسدك كنت تصرخ اليه بدموع وتضرعات وصيام ,وسمع لك من اجل تقوك يارب

ايها الاب القدوس يسوع ابنك الوحيد وشريك طبيعتنا البشرية فتح لنا جسر حب عميق جداُ امامك ,وصار لنا جراءة وقدوم امامك ,بل انفتح قلبك علينا ولم نعد غرباء عنك ابداُ ,بل صرنا ابناءك واعطنا ,القدرة ان ندعوك ابا ايها الاب ,فارجوك حرك مشاعرى وارفعها ونقيها واجعلها يارب مهيئة أن تكون على المسشتوى أن تشعر بك وبأعمالك.

انت تعرف انى طول النهار مشتت ضائع بين مشاعر العالم وطاقتى مستنزفة بين المكسب والخسارة ,بين هموم العالم واوجاعه ورعب اخباره وامراضه التى تتفاقم يوم بعد الاخر وتخطف مشاعرى بعيد عنك يارب !

ولكن اصرخ اليك بصراخ ابنك يسوع وبما لي من رصيد فى صراخه وتضرعاته ودموعه التى صنعها من اجلي وبطبيعتى البشرية ,اصرخ بها اليك ان تنقذنى من الضياع والتشتت فى العالم ,ان تحكم نفسى انت بقوتك ,ان تجذب وتُهذب مشاعرى انت بقدرتك لكى تسمو وتشعر بهذه الاسؤرار الالهية .

اصرخ اليك باسم يسوع المسيح ومن أجل تقواه هو اجذبنى انت من يد العالم وهمومه ,اخطفنى واخطف مشاعرى بعيد عن كل هموم العالم ,ثبتنى فيك واكسر جمود وبرودة قلبى بنار روحك القدوس .

لكى اقوم واسبحك واشكرك على الدوام والى الابد امين

[color=red](كل سنة وانتم طيبين الصيام الاربعينى المقدس )
23/2/2009 م _16 /أمشير /1726ش[/color][/size]