لا تُجدف ..أبي لا يموت :
______________________
قالوا لي ....البقية فى حياتك أبونا بيشوى كامل مات اليوم تذكار السنوية الثلاثون على رحيله ..
قلت : كالعادة وبصراخ لم تقل حدته عن أى عام وفى وجه كل واحد منهم ..لا تُجدف أبى لا يموت
قالوا ما هذا المجنون ؟ ربما السنين قد طالت من عقله أبونا بيشوى مات من زمان بعيد جداُ
قلت : أبونا بيشوى حي ولن يذوق الموت الى الابد
قالوا : بسخرية أخونا كن واقعي الموت علينا حق
قلت : من قائلا هذا الكلام ؟وفى أى مكان ذكر أنا لا أُومن بهذا الكلام فليس الموت على حق بل الحياة
قالوا : أصمت أنت ولا تُجدف الموت حق على كل العباد هل يوجد مخلوق حي ولا يموت ؟
قلت : نعم كل مخلوق حي بالحق لن يذوق الموت الى الابد .بل هو حي والى الحياة يدوم.
قالوا : أيها المجنون من هو قائل هذا الكلام ؟
قلت : القائل هذا الكلام هو الحياة نفسها وهو ضامن كلامه وان أثق فيه وفى كلامه ولا اثق فى كلامكم انتم ,
فأنتم تقولون الموت علينا حق بينما هو يقول:
كل من كان حيّا وآمن بي فلن يموت الى الابد. يو 11 : 26
الحق الحق اقول لكم ان كان احد يحفظ كلامي فلن يرى الموت الى الابد يو 8 : 51
قالوا : لكن لابد ان تكون واقعي وتنظر حولك هل يوجد حي ولن يموت؟
قلت :ابونا بيشوى كان يحفظ كلامه ولهذا هو لم يرى الموت ولن يرى الموت الى الابد.
قالوا : ما هذا أنت تمزح اذهب الى كنيسة مار جرجس بأسبورتنج بالإسكندرية ,ستجد قبر أبونا بيشوى راقد منذ ثلاثون سنة ؟
قلت : أذهبوا أنتم الى أى حارة فى الاسكندرية وأسالوا أى بيت عن أبونا بيشوى كامل
هذه الام التى كانت تسكن أمامه اسمعوا ماذا تقول:
ذهبت فى يوم بعد انتقال ابونا الى شقته وكان معي حفيدي الصغير وكان يعرف أبونا بيشوى ,وكنت ابحث عن بعض الاشياء بالشقة ,بينما جاء حفيدى يقول انا شفت ابونا بيشوى فى حجرته .!!
ففتحت باب الحجرة فوجدت ابونا بيشوى يقف كعادته فى خشوع يصلي والنور كان يملئ كل الحجرة فلم دخل الخوف قلبي اختفى عن عينى.
قالوا : الموت علينا حق...الموت علينا حق
قلت : أسالوا الرجل العجوز الذى كان يعمل فى محل بجوارة منزله .يقول لكم ببساطة كل يوم أرى بعيني حجرة أبونا بيشوى وهى مضيئة كعادته والى ان يأتى الصباح
قالوا : هل هذا معقول هل هذا واقعي انت تتكلم عن معجزات
قلت : قولوا عنها ما تقولون ولكن ابي حي لا يموت انه ابي الذى كلمني بكلام الحياة وجذب نفسي من طريق الموت والضلال
ولم يتركني ابدا بل رافق نفسي في كل مشوار عمري ,لا أنسي ابداُ يوم أن سمعته يتكلم عن الصليب ومحبته فى المصلوب.
كلامه الصادق دخل قلبي المتحجر نادي على من عمق الخطية فاهتزت نفسى وانفتح قلبى معه للمصلوب ,وشعرت بحضوره بجواري يشجعني على التوبة بل وشعرت أنه يُشاركني توبتي كل يوم.
كم كان فرح قلبي الشديد أيام بعد أيام وأنا أجلس ساهراُ الى الصباح اسمع كلامه البسيط يخترق كل أغوار قلبي كنور انبثق واسط الظلام
قالوا : أنت شفت أبونا بيشوى كنت بتحضر له فى الكنيسة يا بختك ؟عصرت عهده وأيامه؟
قلت : لم أرى أبونا بيشوى ولا مرة فى الجسد مع العلم كنت أعيش بالقرب منه وهو فى الجسد ولكن لم ارى وجهه فى الجسد ولم أعرفه بعد وهو فى الجسد
قالوا: حقيقي أنت مريض وتحتاج الى طبيب
قلت : كم كان أبى الحبيب بيشوى كامل نعما الطبيب ,يعرف كل أوجاعي قبل أن أبوح بها .اسمع منه كما لوكان يتكلم عن نفسي أنا فقط ,كما لوكان يعيش معي ويعرف كل شيء عني.
قالوا : يعنى أنت كنت تذهب اليه وتحكي له مشاكلك ؟
قلت : اه كم كانت مشاعره الأبوية الحانية أعظم سند وأعظم معين فى حياتي. لا أنسي الأيام التى ذهبت اليه حزين مشتت الفكر والقلب ,عاجز عن أخذ قرار فى أصعب قرارات حياتى
واجلس بجواره ملتمس مشورته ,فأجده فى حنان أبوته يتدخل على الفور ويحسم لي القرار فأعود بالفرح مردداُ ابى لا يموت ...أبى لايموت
قالوا : يا أبنى ارجع الى صوابك الموت علينا حق وأبونا بيشوى قد مات هل أنت لا تؤمن بالواقع ؟
قلت : أنا أؤمن بالحق أؤمن بالقيامة والحياة أؤمن بأنه حي وقد صدق كلام يسوع ولهذا لا يرى الموت الى الابد
أتؤمنون بهذا يو 11: 26
قالوا: .............................ولكن الموت علينا حق
فقلت : لماذا لا تفهمون كلامي.لانكم لا تقدرون ان تسمعوا قولي يو 8 : 43
قالوا : انت تتكلم كلام غير واقعي تقول عن ابونا بيشوى انع لم يمت ,بينما هو مات والجميع يشهد على هذا هل اى احد يمكن ان يصدق كلامك هذا , الآن علمنا ان بك شيطانا.قد مات ابراهيم والانبياء.وانت تقول ان كان احد يحفظ كلام المسيح فلن يذوق الموت الى الابد يو 8 : 51
قلت : الذي من الله يسمع كلام الله لذلك انتم لستم تسمعون لانكم لستم من الله يو 8 :42
انتم تسمعون لكلام العالم كلام الناس التى تقول الموت علينا حق ولكن انا لا أؤمن بكلام الناس ولكن أؤمن بكلام يسوع الذة قال:
الحق الحق اقول لكم ان كان احد يحفظ كلامي فلن يرى الموت الى الابد يو 8 : 51
وهكذا انتهى الحوار, وذهب كل واحد منا الى طريقه وايضا احتفظ كل واحد منا بما يؤمن ويحيا به ,وجلست اتأمل وجه ابي الحبيب بيشوى كامل ,ونظرت ابتسامته العميقة المعتاد والتى لم تتغير ابداُ منذ أن عرفته وحتى هذه اللحظة,
وتقدمت نحوه وأنا متأكد أنه يشعر بما في داخلي ولا يحتاج أن أعبر له عنه ولكن وجدت نفسى بدون أن أدرى ,أقول له تصدق يا أبى أن الكثيرين يظنون أنك قد مت.!
فسمعت صوته المحبب الى قلبى وبنغمات صوته الشجية يقول يا أبني :
الهنا اله أحياء وليس هو اله اموات بل اله احياء لان الجميع عنده احياء لو 20 : 28
فقلت: صدقت يا أبى لان قلبى يُصدق هذا وطالما قلت كثيرا ابى لا يموت ,هم يقولون الموت علينا حق ولكن أنا أقول الحياة هى التى لنا حق لاننا قد صرنا متحدين بالحياة يسوع المسيح ,وكل من يؤمن ويصدق بيسوع المسيح أنه قد جاء فى الجسد ويعيش هذا الاتحاد لن يموت الى الابد,.
فقال : يا أبنى هذا سر المسيح لا يستطيع أن يقبله أى أحد بل من هو يطلب المسيح ويحتاج اليه كملك لحياته وعلشان كده تكون الحياة نصيبه
قلت :صح يا ابى الحبيب هذا هو :
السر المكتوم منذ الدهور ومنذ الاجيال لكنه الآن قد أظهر لقديسيه كو 1 : 28
وقد أظهر لك يا أبى الحبيب المسيح هذا السر بوضوح وانت كشفته لنا ببساطة عجيبة ,حتى أن الغبي والبطيئ الايمان مثلي أدرك هذا السر عندما أنت أعلنته لي ببساطة عجيبة.
حقيقي أنا بأشكرك جدا لانك أنت علمتنى سر المسيح بحياتك الصادقة أولاُ ثم بكلام النعمة العجيب الذى وهبك اياه الله.
أبتسم ابونا الحبيب بيشوى كامل وقال: المسيح يكشف لكل كنيسته هذا السر العظيم امين لان سر سعادة كل النفوس هنا هى فى هذا السر الذى اكتشفته النفوس وهى على الارض وعاشته فنقلها الى عمق ابدى وفرح لا ينتهي.
قلت : ابى الحبيب الكنيسة تحتاج الى صلواتك كتير جدا وانت اليوم فى حرية عظيمة امام يسوع المسيح ملك المحبوب .
أطلب عنا لكى يبدد المسيح الظلام عن عيوننا ونرى أننا مدعون للحياة وليس الموت ,وأن الحياة أظهرت 1يو 1 :2
وقد اختبرتها أنت وتحديت الموت سنين طويلة حتى دست على الموت بقدم يسوع وعبرت من حياة الى حياة أنت فيها الان ولم بجراء الموت أن يقترب منك ابداُ ,بل فى اللحظة التى ظن فيها البعض أنك قد ذهبت الى الموت هى نفس اللحظة التى نظرت أنت فيها السماء مفتوحة ,والحياة تستقبلك أعظم أستقبال .
أطلب يا أبى عن كل شاب وأنت صديق الشباب لكى لا ننخدع نحن الشباب بخداع ومكر الشيطان الذى يُقدم لنا اليوم سم الموت فى لذة العالم وشهوات الجسد وتحت شعارت مزيفة .
أطلب عن كل خاطي مغلوب من الشر والعالم ,وأنت كنت تحزن عندما تسمع أن أى أحد من أولادك مغلوب وتقول كنت غلبان ولكن لاتكن مغلوب.
واليوم وأنت غالب يا أبى الحبيب أطلب عنا لكى نغلب نحن أيضاُ ,أحضر فى وسط ضيقات اولادك بقوة يسوع المسيح لكى يعرف من هم يعتنقون فكر الموت أنك ابى الذى لايموت ,فأنا سوف أظل أقول الى النهاية:
لا.................................تجدف أبى لايموت
تذكار نياحة ابونا الحبيب بيشوى كامل
12 برمهات 1726 ش ____21مارس 2009