.::.Jesus Lovers Forum .::. منتدى محب المسيح .::.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

.::.Jesus Lovers Forum .::. منتدى محب المسيح .::.


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  الدخول لشات محبى المسيحالدخول لشات محبى المسيح  قوانين المنتدىقوانين المنتدى  شروط التوقيعشروط التوقيع  

 

 تفسير إنجيل متى الإصحاح الثالث والعشرون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




تفسير إنجيل متى  الإصحاح الثالث والعشرون Empty
مُساهمةموضوع: تفسير إنجيل متى الإصحاح الثالث والعشرون   تفسير إنجيل متى  الإصحاح الثالث والعشرون Icon_minitimeالسبت فبراير 03, 2007 10:47 pm

الإصحاح الثالث والعشرون

بعض صفات الكتبة والفريسيين

(عدد 1-12؛ مرقس 38:12-40؛ لوقا 45:20-47)


«حينئذ خاطب يسوع الجموع وتلاميذه قائلاً على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون. فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه وافعلوه ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا لأنهم يقولون ولا يفعلون» (عدد1-3).

أخذ الرب يسوع يخاطب الجموع وتلاميذه من جهة بعض واجباتهم فقال لهم «على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون» (عدد 2) لم يكن النظام العتيق قد انتهى بعد فإن كرسي موسى كان لم يزل موجودًا. وكان يجب على جميع الإسرائيليين أن يسمعوا كلام التوراة. قابل قول الرب هنا مع قول يعقوب «لأن موسى منذ أجيال قديمة له في كل مدينة من يكرز به إذ يُقرأ في المجامع كل سبت» (أعمال الرسل 21:15) فالواضح أنه يستعمل اسم موسى للتعبير عن التوارة كلها. وكانت غاية اجتماعهم في المجامع استماع كلمة الله المُتضمَّنة في التوارة. وكان الكتبة والفريسيون قد أخذوا على عاتقهم أن يقرأوها للمجتمعين، على نسق ما فعل عزرا الكاتب ورفاقه (عزرا 8 وهذا من الأمور الحسنة التي كان يمكن للرب أن يُصادق عليها.

«فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه» (عدد 3) وأما تفاسيرهم للتوراة وأقوالهم وخرافاتهم فكانت مرفوضة عند الرب كما رأينا في (إصحاح 5، 15). لأنها كانت على وجه الأجمال منحرفة كل الانحراف ولا يمكن للرب أن يُصادق عليها البتة. ولا نرى أن الرب أو واحدًا من رسله اقتبس شيئًا منها مُصادقًا عليها. كان الوحي يستطيع أن يقتبس أقوالاً من بعض الشعراء الوثنيين (أعمال الرسل 28:17؛ تيطس 12:1) وأما التعاليم الدارجة وقتئذ بين اليهود فلم يذكرها إلا ليُظهر تحريفها. لا يُخفى أن كثيرين من المسيحيين قد استنتجوا من كلام الرب هنا استنتاجات غريبة جدًا إذ قالوا أنه يجب علينا أن نخضع للرؤساء الدينيين ولو كانت أعمالهم رديئة اعتبارًا لوظيفتهم. وزعموا أنه يوجد سلطان كنسي لهم يُوجب ذلك. وغضوا النظر عن أهم ما في الموضوع وهو: كيف حصل هؤلاء الرؤساء على هذه الوظيفة؟ وهل هي من الله؟ قد وجدوا أنه كان لموسى كرسي. فظنوا أنه لا بد أن يكون له كرسي حتى الآن. ويجب أن نخضع للذين قد جلسوا عليه. فأقول:

أولاً- أن الاستماع لكلمة الله من واجباتنا المسيحية ويجب أن نُصغي لها في كل حين. وإن كان الذي يأتينا بها يحاول أن يفسرها أيضًا نمتحن تفاسيره بواسطة الكلمة نفسها. فإن كانت صحيحة نفرح ونستفيد منها ونشكر الرب الذي هو مصدر كل عطية صالحة وكل موهبة تامة (يعقوب 17:1) وإلا فنرفضها.

ثانيًا- لا يوجد في الكنيسة كرسي لموسى أو لغيره. حتى الرسل أنفسهم لم يكن لهم كراسي، لأن السيادة والسلطان ليسا لهم بل للرب الذي كانوا يكرزون به (كورنثوس الثانية 5:4؛ يوحنا 13:13) ولكلمته التي نطقوا بها لا شك أن الرب استخدمهم بخدمةً عظيمةً جدًا. ولكننا لا نسمع أنه كان لواحد منهم منصب يعبر عنه بكرسي. فإنهم جالوا مبشرين بكلمة الله الصافية. وكل من كان خاضعًا لله كان يسمع لهم أيضًا (يوحنا الأولى 6:4) وكان يجب على السامعين أن يفحصوا الكتب المُقدسة ليتحققوا أتعاليمهم صحيحة أم لا (أعمال الرسل 11:17) وقال بولس «ولكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن أناثيما إلخ» (غلاطية 6:1-10) ومع ذلك فقد ابتعد كثيرون عن كلمة الله واخترعوا تعاليم غريبة ويطلبون من الناس أن يخضعوا لهم لكونهم قد جلسوا في منصب نظير كرسي موسى.

ثالثًا- نرى من شهادات كثيرة واردة في العهد الجديد أن الرُسل والمؤمنين الأولين من اليهود أخذوا من بعد يوم الخمسين يتركون الكتبة والفريسيين رويدًا رويدًا رغم وجود التوارة عندهم وأخيرًا تخلوا تمامًا عن الحضور في المجامع، بل وعن نفس العبادة الطقسية في الهيكل. كان النظام الأول من الله وقد استنفد غايته في مجيء المسيح وموته (رومية 1:7-6؛ 4:10؛ غلاطية 24:3-26؛ 1:4-7؛ عبرانيين 8:10-10). ولكن لأنه كان منه تعالى احتمله زمانًا طويلاً حتى بعد بداءة الإيمان المسيحي بما يقرب من نحو 40 سنة وفي ذلك الوقت كان يجب على جميع اليهود المؤمنين بالمسيح أن يخرجوا إليه خارج المحلة حاملين عاره (عبرانيين 13:13) ثم أخربه أخيرًا على يد تيطس الروماني كما أنبأهم المسيح بذلك (عدد 38.

رابعًا- كرسي موسى مهما كان لم يُنصَّب لنا نحن المؤمنين من الأمم. ومن قال بأن الكنيسة المسيحية إنما اتساع وامتداد للنظام اليهودي يقر جهارًا أنه من الذين قد تهودوا وأصبحوا لا يهودًا ولا مسيحيين.

«ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا لأنهم يقولون ولا يفعلون» الأقوال المقصودة هنا هي التي قالوها من كلمة الله. وكانوا ملومين لأنهم لم يعملوا بها. قرأوا أقوال التوارة على الآخرين وشددوا على حفظها مع أنهم هم لم يحفظوها.

«فإنهم يحزمون أحمالاً ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس. وهم لا يريدون أن يحركوها بإصبعهم. ولك أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس. فيعرضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم. ويحبون المتكأ الأول في الولائم والمجالس الأولى في المجامع والتحيات في الأسواق وأن يدعوهم الناس، سيدي سيدي. وأما أنتم فلا تدعوا سيدي لأن معلمكم واحد المسيح وأنتم جميعًا إخوة. ولا تدعوا لكم أبًا على الأرض. لأن أباكم واحد الذي في السماوات. ولا تدعوا معلمين لأن معلمكم واحد المسيح، وأكبركم يكون خادمًا لكم. فمن يرفع نفسه يتَّضع ومن يضع نفسه يرتفع» (عدد 4-12).

في هذا الفصل يذكر الرب بعض صفات الكتبة والفريسيين كريائهم وحبهم للشهرة والتبجيل من الناس والنفوذ الديني. وقصد بذلك أن يحذر تلاميذه من قدوتهم السيئة. فعندما نقرأ كلامه يجب أن نخصصه لأنفسنا لأن قلوبنا الرديئة تميل إلى الأشياء المُنهى عنها. وهى خائنة إلى هذا المقدار حتى أنه من الأمور الممكنة أن نذم الموصوفين هنا ونستقبح فعلهم ونحن سائرون سيرهم. لأننا نستطيع أن ننظر عيوب الآخرين بسهولة في حين يعسر علينا جدًا أن نرى ما فينا من عيوب. ولو لم يكن تلاميذ المسيح مائلين إلى كل ما كان أولئك عليه لما كان مُوجب لإنذارات الرب لهم أن لا يعملوا حسب أعمالهم. وقد رأينا طمَّعهم في الترؤس بعضهم على بعض، وذلك في ظروف مؤثرة، وقدوة سيدهم الوديع قدام أعينهم، وأقواله تطرق آذانهم (إصحاح 20:20-28 وأن كان القارئ أو الكاتب يظن أن إنذارات الرب الخطيرة لا تعنيه فقد تغافل عن حالة قلبه البشري كل التغافل. فالأليق بناء جميعًا عند تأملنا في ما نطق به الرب في شأن الذين اتخذوا الدين علة لرفع ذواتهم في الدنيا أن نقول ما قاله التلاميذ في وقت آخر «هل أنا هو يارب؟» (إصحاح 22:26). معلوم أنه لا يمكن للجميع أن يفوزوا بالمجالس الأولى في المجامع ولكن الفرق قليل جدًا بين من جلس هناك وبين من استظرف واستحسن هذه الجلسة الرئيسية. إذ أن أصل العملين واحد وهو الكبرياء التي تحملنا دائمًا وأبدًا على أن ننسى مجد المسيح ونرفع ذواتنا أو الآخرين. وبالحقيقة عندما نعظم غيرنا نحن في ذات الوقت نعظم ذواتنا أيضًا لأننا إنما نعمل ذلك لكي نفتخر بهم لكونهم من مذهبنا أو طائفتنا.

«فإنهم يحزمون أحمالاً ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس وهم لا يريدون أن يحركوها بإصبعهم» كان نظام الناموس مع فرائضه الكثيرة نيرًا لا يمكن حمله (أعمال الرسل 10:15). والله جعله هكذا عن قصد لكي يقنع الإنسان أنه لا يستطيع أن يصنع برًا لنفسه ولم يمكن لمن قرأ الناموس على الناس أن يخفف أحماله العسر الحمل ولكنه كان ملومًا إذا قرأه عليهم طالبًا أن يحفظوه وهو نفسه يستعفي من ذلك كما فعل أولئك المعلمون. وهذه التجربة قريبة منا جميعًا ولذلك قال يعقوب «لا تكونوا معلمين كثيرين يا إخوتي عالمين أننا نأخذ دينونة أعظم» (يعقوب 1:3) نعم الديانة المسيحية ليست نيرًا ولكنها تطلب الطاعة للرب في كل شئ ومن يعلّم الآخرين نكران الذات وحمل الصليب ينبغي أن يكون لهم قدوة (تيموثاوس الأولى 13:4) فأن الرب يحاسبه بحسب النور الذي كان عنده.

«فيعرضون عصائبهم» العصابة عند اليهود كانت شريطًا من جلد كتبوا عليها آيات من التوارة وجعلوها على الجبهة أو الصدر أو العنق أو اليد علامة للتقوى والتدين. وغاية أولئك من تعريض عصائبهم التظاهر بغيرة دينية فوق العادة ولكن الله طالب أن كلمته تكتب على القلب لا على الثياب.

«ويعظمون أهداب ثيابهم» كان عندهم أمر في (عدد 38:15) بأن يصنعوا لثيابهم شريطًا من الاسمانجوني تمييزًا لهم عن الأمم. وربما دل ذلك اللون على سلوك سماوي أي موافق لأفكار السماء. على أن الكتبة والفريسيين إنما اتخذوا علامة للافتخار بعضهم على البعض ومن الآخرين، فبالحقيقة لا يوجد نوع من الأعمال الصبيانية إلا ويمكن القلب البشري أن يذهب إليه ويفتخر به تحت ستر التدين.

«ويحبون المتكأ الأول في الولائم والمجالس الأولى في المجامع» (عدد 6) حبًا في تقدير الناس لهم وتبجيلهم واحترامهم. «والتحيات في الأسواق» (عدد 7) حبًا في الشهرة. «وأن يدعوهم الناس، سيدي، سيدي» حبًا في النفوذ الديني. فإن كنا مثلهم تنتظر اعتبار الناس لنا بسبب تقوانا ومعرفتنا لكلمة الله فأننا نكون مُظهرين نفس الروح الذي كان فيهم، وكلما حصلنا على ذلك احتقرنا سيدنا الذي كان مهانًا من الناس وعلّم تلاميذه أن يكونوا كذلك.

«وأما أنتم فلا تدعوا سيدي إلخ» فنرى أن الكرامة العالمية باسم التدين ممنوعة من الجهتين. فأولاً لا يجوز أن نقبلها من الآخرين، وثانيًا لا يجوز أن نعطيها لهم. فقد قال الرب «ولا تُدْعَوا ولا تَدْعُوا» لأن من يقبل كرامة كهذه يخون سيده الذي هو وحده المستحق لكل كرامة ومجد. ومن يكرم الآخرين بهذه الألقاب التي تخص الله يهينه تعالى، إذ أنه بذلك يضعهم في منزلته. فليس لنا إلا سيد ومعلم واحد هو المسيح، وأب واحد هو الآب السماوي، ويكفينا أن نكرمهما كل الإكرام تاركين البشر جميعًا، وخصوصًا ذواتنا في التراب الذي هو الموضع اللائق بنا في دائرة الأمور الروحية.

«فمن يرفع نفسه يتَّضع إلخ» أي أن كل من خالف أقوال الرب هذه قابلاً الإكرامات الدينية أو مقدمًا إياها لغيره فسيوضع في الحضيض، وقت الدينونة.

ولا حاجة إلى القول هنا أن هذا الكلام لا دخل له بما يجب علينا من إكرام للحكام الذين أقامهم الله بعنايته. ولا بما نستعمله بروح اللطف من التسليمات والتحيات طبقًا لما تقتضيه اللياقة في كل حال لأننا لسنا نقصد بها تقديم الإكرامات الدينية. فأننا يجب أن نكرم الجميع ولا سيما الملك (بطرس الأولى 17:2).

وأيضًا لا دخل لكلام الرب هنا بالكرامة الروحية المُتبادلة بيننا والتي يجب أن نقدم بعضنا بعضًا فيها (رومية 10:12)، كما لا دخل له في واجب تقديم الكرامة للذين يعلون عمل الرب بأمانة (في29:2؛ تسالونيكي الأولى 13:5؛ تيموثاوس الأولى 17:5)، صحيح أنه ليس من واجبهم أن يطلبوها (تسالونيكي الأولى 6:2) ولكن من واجبنا نحن أن نقدمها لهم بطرق روحية لائقة وليس بكلام ملق أو ألقاب إكرامية نميزهم بها عن الآخرين. وهذا ما يجي علينا. وإذا قصرنا عنه فالمحتمل أن يكون السبب هو نفس الكبرياء التي لا تليق بنا كتلاميذ المسيح. وإن القلب ليمل من ذكر كل الإهانات التي قد حصلت بسبب المخالفة لكلام الرب الذي نحن بصدده هنا. وإني مرة أخرى أعيد قولي السابق أننا جميعًا في تجربة أن نهين الآب والابن بتعظيم الإنسان الذي قصد الله أنه لا يفتخر أمامه (كورنثوس الأولى 29:1). وإن افتخر إلى حين فلابد وأنه يرجع إلى التراب ويأكله الدود. نعم، ويكتسي خزيًا عند وقوفه أمامه تعالى للمحاسبة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




تفسير إنجيل متى  الإصحاح الثالث والعشرون Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير إنجيل متى الإصحاح الثالث والعشرون   تفسير إنجيل متى  الإصحاح الثالث والعشرون Icon_minitimeالسبت فبراير 03, 2007 11:05 pm


نداء الرب بالويلات على الكتبة والفريسيين

(عدد 13-36؛ مرقس 38:12-40؛ لوقا 46:20، 47 مع 39:11-52)


«ولكن ويل لكم أيها الكتبة والفريسيين المراؤون لأنكم تغلقون ملكوت السماوات قدام الناس فلا يدخلون أنتم ولا تدعون الداخلين يدخلون» (عدد 13).

في هذا الفصل الذي وصلنا إليه ينادي الرب بثمانية ويلات خطيرة على أولئك المُعلمين الذين أضلوا شعبه وقادوهم إلى رفضه. كان قد أنابهم ببركات لا توصف ولم يكن في قلبه من نحو إسرائيل سوى المحبة ولكنهم حولوه إلى قاضٍ لهم. كان يُحب في بداءة خدمته الجهارية أن يقول طوبى لكم (إصحاح 3:5-11) ولكنه ألتزم أن ينهيها قائلاً «ويل لكم» وفي ذلك مثال لمدة المناداة بالإنجيل أيضًا إذ أنها ابتدأت بالنعمة وستنتهي بالدينونة.

«أيها … المراؤون» قال لهم هذا سبع مرات (عدد 13، 14، 15، 23، 25، 27، 29) ومرتين قال لهم «أيها القادة العميان» (عدد 16، 24) ومرتين «أيها الجُهال والعميان» (17، 19) ومرة «أيها الفريسي الأعمى» (عدد 26) ومرة «أيها الحيات أولاد الأفاعي» (عدد 33) فما أشد وطأة ‍‍ الدينونة!

«لأنكم تغلقون ملكوت السماوات قدام الناس الخ» فالويل الأول لهم لأنهم أغلقوا ملكوت السماوات قدام الذين كانوا تحت سطوتهم. والغلق مجاز يشير إلى ما عملوا مع الناس الذين كانوا يستمعون للمسيح بسرور (مرقس 37:12) ليصدوهم عن الاستماع له.

لم يكن الملكوت قد فتح بعد. ولما فتح لم يقدر أولئك المُقاومون أن يغلقوه حرفيًا. غير أنهم قدروا أن يغلقوه معنويًا بمنع إسرائيل عن الدخول إليه. كان يكرز به من أيام يوحنا المعمدان فقاوموه قبل موت المسيح وبعده أيضًا.

«ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تأكلون بيوت الأرامل ولعلة تُطيلون صلواتكم. لذلك تأخذون دينونة أعظم» (عدد 14). ‍‍‍‍‍

لم تكن لهم شفقة على الذين بحكمة الله السامية في أعمال عنايته قد حرموا من حمايتهم الطبيعية. وصاروا مُحتاجين إلى مَنْ يقوم للمُطالبة بحقهم والدفاع عنهم ضد ظلم الآخرين (إشعياء 1:4). وأما أولئك فمع كل تظاهرهم بالتقوى كانوا بسبب مطامعهم من أكبر الظالمين. واستغلوا مركزهم الديني في اختلاس أرزاق الأرامل ضدًا للشريعة التي أمرت الجميع بالشفقة على مثل هؤلاء وبحفظ أنصبتهم في أرض الرب. ولكن صلوات أولئك المُرائين الطويلة لا تخفي خُبثهم عن نظر الله ولا تُنجيهم من دينونته.

«ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تطوفون البحر والبر لتكتسبوا دخيلاً واحدًا. ومَتى حصل تصنعونه ابنًا لجُهنم أكثر منكم مُضاعفًا» (عدد 15).

في عملهم هذا نرى كيف أنه يمكن أن نغار غيرة شديدة على انتشار إيماننا مع أنه لم يعمل فينا نحن عملاً صحيحًا مُنتجًا للأثمار المرضية لله وإذ ذاك يكون الدخلاء مثل الذين تلمذوا لا بل وأشر إذ أنهم لم يتخلصوا من أضاليل ديانتهم العتيقة إلا في الظاهر فقط وما استفادوا شيئًا من الجديدة إلا الرياء فقط. لكن لم يشمل هذا جميع الدُخلاء بل كان منهم الأتقياء (أعمال الرسل 43:13).

«ويل لكم أيها القادة العميان القائلون مَنْ حلف بالهيكل فليس بشيء ولكن مَنْ حلف بذهب الهيكل يلتزم. أيها الجُهال والعميان، أيُما أعظم؟ الذهب أم الهيكل الذي يُقدس الذهب؟ ومَنْ حلف بالمذبح فليس بشيء، ولكن مَنْ حلف بالقُربان الذي عليه يلتزم. أيها الجُهال والعميان أيُما أعظم القُربان أم المذبح الذي يُقدس القُربان؟ فإن مَنْ حلف بالمذبح فقد حلف به وبكل ما عليه. ومَنْ حلف بالهيكل فقد حلف به وبالساكن فيه. ومَنْ حلف بالسماء فقد حلف بعرش الله وبالجالس عليه» (عدد 16-22). ينبغي على كل مَنْ يأخذ على عاتقه أمر تعليم الديانة أن يُعلم الذمة أيضًا أي أن يُخصص حقائق الديانة وأُصولها لضمائر الناس وأحوالهم عمليًا. ومن ثَمَّ يحتاج إلى الحكمة والاختبارات الروحية التي لا يقدر أن يحصل عليها إلا بالسير مع الله. وكان من اختصاصات رئيس الكتبة أن يرشد إسرائيل ويحل لهم المشاكل المُتعلقة بما يحل وما لا يحل بحسب كلمة الله (تثنية 8:17-13؛ عزرا 10:7) ولكن بعد انحطاطهم وخضوعهم للأجانب انهمك رؤساء الكهنة في الأمور السياسية وتهييج ألفين مرة وإخمادها أخرى. فتارة يتآمرون على الدولة الرومانية وأخرى يطيعونها. وقلما همهم شيء من وظيفتهم السامية سوى شرفها فقط. فأصبح الشعب تحت قيادة الكتبة والفريسيين تمامًا.‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍

«أيها القادة العميان» (عدد 16) لما وكَّل الأمر إلى الكتبة اخترعوا مبادئ فاسدة يتضح فسادها حالاً لكل مَنْ له تمييز روحي فلذلك أشهرهم الرب ولَقبهم بقادة عميان وجُهال.

«أيما أعظم، الذهب أم الهيكل الذي يُقدس الذهب؟ ..، القُربان أم المذبح الذي يُقدس القُربان؟» .

كان الحلف ممنوعًا وإنما أشار الرب إلى الحلف هنا لكي يُبين جهالة المُعلمين الذين ميزوا في تعاليمهم للشعب بين الهيكل وذهبه وبين المذبح وقربانه.

«ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون والمُراؤون لأنكم تُعشرون النعنع والشبث والكمون وتركتم أثقل الناموس الحق والرحمة والإيمان. كان ينبغي أن تعملوا هذه ولا تتركوا تلك. أيها القادة العميان الذين يصفون عن البعوضة ويبلعون الجمل» (عدد 23، 249 «تُعشرون النعنع الخ». كانوا مُدققين في بعض مطاليب الناموس التي ممارستها هينة وتركوا كل ما يُكلفهم نكران الذات. كان يجب عليهم أن يُعشروا جميع محاصيل الأرض للاويين سنويًا (لاويين ا30:27).

«وتركتم أثقل الناموس الخ» لأن الذي أمرهم بتلك العُشور قال لهم أيضًا «تُحب قريبك كنفسك» (لاويين 18:19) ولكنهم اهتموا بالعرض وأعرضوا عن الجوهر «يصفون عن البعوضة ويبلعون الجمل». كان الجمل أكبر الحيوانات النجسة عندهم (لاويين 4:11) والبعوضة أصغرها (لاويين 23:11) فكانوا معتادين في غيرتهم الزائدة أن يصفوا مشروباتهم خوفًا من التنجس تبلع بعوضة ولكنهم لم يحتسبوا لأكبر علة تسبب النجاسة إن كانت مما يؤول إلى تتميم أغراضهم الذاتية.

«ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المُراؤون لأنكم تُنقون خارج الكأس والصحفة وهما من داخل مملوآن اختطافًا ودعارة. أيها الفريسي الأعمى نقِ أولاً داخل الكأس والصحفة لكي يكون خارجهما أيضًا نقيًا» (عدد 25، 26). يجب أن نكون أواني نقية لله لا من الخارج فقط بل بالأولى من الداخل أيضًا «فوق كل تحفُظ احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة» (أمثال 23:4) فالقلب المُنقى بكلمة الله هو المصدر الوحيد للسلوك الطاهر. ولكن ليس مَنْ يقدر أن يُنقي ويُطهر داخل الإنسان إلا الله وحده. وإن كانت أفكار القلب ونياته ليست مُنتظمة أمام الله فأعمالنا الظاهرة إنها حسنة ليست سوى مكرهة عنده.

«من داخل مملوآن اختطافًا ودعارة» كان أولئك محمولين من الطمع فخطفوا أرزاق الأرامل وظلموا المساكين. وعندما نقرأ كلام الرب هذا علينا أن نتذكر الإنذارات العديدة لنا كمسيحيين من جهة محبة المال التي هي أصل لكل الشرور.

«ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المُراؤون لأنكم تشبهون قبورًا مبيضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة. هكذا أنتم أيضًا من خارج تظهرون للناس أبرارًا ولكنكم من داخل مشحونون رياء وإثمًا»

«تشبهون قبورًا مبيضة». في الفصل السابق ذكر الرب ظلمهم في اكتساب المال ودعارتهم أو تمتعهم بما اكتسبوه بالمُقابلة مع تظاهرهم بالتقوى. وأما هنا فيُشبههم بقبور قد حوت الموتى ولكن يد الأحياء قد بيضتها حتى تظهر جميلة لمن مر بها وتلهيه عن التَفكُر في المحزنة التي كانت قادرة أن تقُصها عليه لو تأمل في حقيقة الموت كما هي. هكذا كانت قلوب الكتبة والفريسيين وهكذا قلوبنا نحن إن كنا غير مولودين من فوق. فهذا التشبيه يُمثل حالتهم كغير مُتجددين فمهما اجتهدوا ليَظهروا أبرارًا للناس لم يزل الإثم الأصلي منتنًا في داخلهم لا بل أضافوا إليه الرياء بما عملوه لكي ينظرهم الناس (عدد 5).

«ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المُراؤون لأنكم تبنون قبور الأنبياء وتُزينون مدافن الصديقين وتقولون لو كنا في أيام آبائنا لَمَاَ شاركناهم في دم الأنبياء فأنتم تشهدون على أنفسكم أنكم أبناء قتلة الأنبياء فاملأوا أنتم مكيال آبائكم أيها الحيات أولاد الأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم؟» (عدد 29-33). لقد أظهروا غاية الاحترام لعبيد الله الأُمناء الذين أرسلهم ليشهدوا ضد شرور شعبه وقُتِلوا لأجل أمانتهم في أيامهم وكان من الأمور الهينة لأولئك المُرائين أن يُزينوا قبورهم الصامتة التي لم يكن لها لسان لتُوبخهم على إثمهم ولكن رفْضَهم المسيح وقَتْلَّهم إياه، واضطهادهم وقَتْلَّهم بعد ذلك لرُسله وقديسيه شَهَدَ شهادة صريحة على أنهم أبناء قتلة الأنبياء. ولو كانوا في أيام آبائهم لَعَمِلوا مثل آبائهم. معلوم أنه من الأمور الهينة علينا أن نكتسب صيتنا كأتقياء عند العالم بإظهارنا اعتبارًا لذكر الشُهداء القُدماء مُتظاهرين بأننا مثلهم مع أن سلوكنا ليس بمُتصف بشيء من الأمانة التي امتازوا بها. وربما لو كنا في أيامهم لكانت أيدينا عليهم قبل الكل لقتلهم.

«فاملأوا أنتم مكيال آبائكم» هذا مما يُبرهن على أن الرب ينظر إليهم كأُمة واحدة، وأن مُعاملات الله لهم تُجرى معهم على اعتبار كونهم شعبًا واحدًا تحت مسئولية خاصة واحدة من أول تاريخهم إلى آخره. وكان قد عَيَن لهم كأُمة مقدارًا من الصبر عليهم والاحتمال لهم يُعبر عنه. بمكيال فابتدأ الآباء يملأونه والأبناء يُكملونه لكن كان الأبناء أعظم ذنبًا من الآباء إذ كان لهم نور أكثر. ومن ثَمَّ فلن يُمكن أن ينجوا من دينونة جهنم. (انظر يوحنا 21:8.

«لذلك ها أنا أُرسل إليكم أنبياء وحُكماء وكتبة فمنهم تُقتلون وتُصلبون ومنهم تُجلدون في مجامعهم وتُطردون من مدينة إلى مدينة لكي يأتي عليكم كل دم زكي سُفك على الأرض من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح. الحق أقول لكم أن هذا كله يأتي على هذا الجيل» (عدد 34-36). بقوله «ها أنا أُرسل إليكم أنبياء وحُكماء وكتبة الخ». يُشير إلى إرساله رُسلهُ وخُدامهُ الآخرين إلى اليهود ببشارة النعمة بعد يوم الخمسين (راجع إصحاح 6:22) فإنهم أكملوا مكيال آبائهم برفضهم النعمة وقَتلِهم خُدام العهد القديم.

«لكي يأتي عليكم كل دم ذكي سُفك على الأرض من دم هابيل الصديق» معلوم أن نسل إبراهيم لم يقتلوا هابيل البار ولكن بقتلهم الأبرار المُعاصرين لهم أظهروا أنهم من أولاد قايين لا بل أولاد إبليس الذي كان من البدء قتالاً للناس. (انظر يوحنا الأولى 12:3) فإذًا باستمرارهم على قتل جميع الذين شهدوا على أعمالهم الشريرة رغم وجود نور كلمة الله عندهم أصبحوا خُلفاء قايين وورثة ذنبه بل خُلفاء أو أبناء كل قتلة الأبرار والأنبياء (عدد 31).

«إلى دم زكريا بن برخيا» المُرجح 1أنه يُشير إلى زكريا بن يهوياداع الذي قتلوه في دار بيت الرب (أخبار الأيام الثاني 20:24-22). لقد قتلوا أنبياء كثيرين بعده. ولكن الرب يذكر قتل هذا مع قتل هابيل الصديق لأنه عند موته قال «الرب ينظر ويُطالب» كما قال الله لقايين «دم أخيك صارخ إليَّ من الأرض» (تكوين 10:4).

«الذي قتلتموه». يوحدهم مع آبائهم في ارتكاب الجريمة لأنهم قد جروا مجراهم. كان هابيل، وهو أول مَنْ قُتل، بارًا، وكان زكريا وهو آخر من قُتِل نبيًا. فاتصف اليهود بأنهم قتلة الأبرار والأنبياء.

كان زكريا كاهنًا أيضًا. وقد تجاسروا وقتلوه بين الهيكل والمذبح أي في مواجهة الله نفسه جَلَّ شأنه فكان ذكر موته في ظروف كهذه في مسامع أولئك المُرائين في غاية المُناسبة لتحفزهم في ذلك الوقت لقتل ابن الله ذاته.

«الحق أقول لكم أن هذا كله يأتي على هذا الجيل» يُعني أن الله مُزمع أن ينتقم من أُمة اليهود لأجل سفك كل الدم الذكي الذي سُفك على الأرض ولا يُخفى أنهم تحت قصاص خاص إلى الآن. يجب أن نُلاحظ أيضًا أن النظام المسيحي بالاسم المُعبر عنه ببابل العظيمة عتيد أن يقع تحت هذا الحكم عينه (رؤيا 24:18 لأنه قد اشترك مع أورشليم في خطاياها فيقاص بقصاصها.


الرب يرثي أورشليم


(عدد 37-39؛ لوقا 34:13، 35 قابل لوقا 41:19،42)


«يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المُرسلين إليها، كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تُريدوا؟ هوذا بيتكم يُترك لكم خرابًا لأني أقول لكم أنكم لا ترونني من الآن حتى تقولوا مُبارك الآتي باسم الرب».

«هوذا بيتكم يُترك لكم خرابًا» الرب بهذه الكلمات الخطيرة يُصرح بالحُكم النهائي على أورشليم المدينة المحبوبة. كان قد بكى عليها عند إقباله إليها (لوقا 41:19-44) ولكن الآن قد صار وقت الحُكم. على أنه يُظهر لُطفًا وحُزنًا لا مزيد عليهما. كان قد حضر إليها كمسيحها وإلهها وباللُطف الإلهي أراد أن يجمع أولادها (إصحاح 28:11-30) أي جميع أسباط إسرائيل إليه ويحميهم ويُباركهم، فرفضوه. ومن ثَمَّ فلا بد أن تجرى الدينونة مجراها إلى أن يتوبوا ويصرخوا كما صرخ الأولاد الصغار في الهيكل «مُبارك الآتي باسم الرب» وحينئذ يظهر لهم ليُباركهم بالبركات التي أنبأ بها الأنبياء الذين سبق وقتلوهم. ولنُلاحظ أن هذا النوع من المُعاملة الإلهية هو نوع سياسي خاص بالأُمة الإسرائيلية على الأرض ولا يُطابق عمل نعمته معنا كأفراد في خلاص نفوسنا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير إنجيل متى الإصحاح الثالث والعشرون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير إنجيل متى الإصحاح الحادي والعشرون
» تفسير إنجيل متى الإصحاح الرابع والعشرون
» تفسير إنجيل متى الإصحاح السابع والعشرون
» تفسير إنجيل متى الإصحاح الثامن والعشرون
» تفسير إنجيل متى الإصحاح الثالث عشر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
.::.Jesus Lovers Forum .::. منتدى محب المسيح .::. :: القسم الدينى المسيحى :: قسم شرح الاناجيل المقدسة والرسائل-
انتقل الى: