.::.Jesus Lovers Forum .::. منتدى محب المسيح .::.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

.::.Jesus Lovers Forum .::. منتدى محب المسيح .::.


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  الدخول لشات محبى المسيحالدخول لشات محبى المسيح  قوانين المنتدىقوانين المنتدى  شروط التوقيعشروط التوقيع  

 

 تفسير إنجيل مرقس الإصحاح السابع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




تفسير إنجيل مرقس  الإصحاح السابع Empty
مُساهمةموضوع: تفسير إنجيل مرقس الإصحاح السابع   تفسير إنجيل مرقس  الإصحاح السابع Icon_minitimeالإثنين فبراير 05, 2007 11:37 pm

الإصحاح السابع
1 وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ وَقَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ قَادِمِينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ. 2 وَلَمَّا رَأَوْا بَعْضًا مِنْ تَلاَمِيذِهِ يَأْكُلُونَ خُبْزًا بِأَيْدٍ دَنِسَةٍ، أَيْ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ، لاَمُوا. 3 لأَنَّ الْفَرِّيسِيِّينَ وَكُلَّ الْيَهُودِ إِنْ لَمْ يَغْسِلُوا أَيْدِيَهُمْ بِاعْتِنَاءٍ، لاَ يَأْكُلُونَ، مُتَمَسِّكِينَ بِتَقْلِيدِ الشُّيُوخِ. 4 وَمِنَ السُّوقِ إِنْ لَمْ يَغْتَسِلُوا لاَ يَأْكُلُونَ. وَأَشْيَاءُ أُخْرَى كَثِيرَةٌ تَسَلَّمُوهَا لِلتَّمَسُّكِ بِهَا، مِنْ غَسْلِ كُؤُوسٍ وَأَبَارِيقَ وَآنِيَةِ نُحَاسٍ وَأَسِرَّةٍ. 5 ثُمَّ سَأَلَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالْكَتَبَةُ:«لِمَاذَا لاَ يَسْلُكُ تَلاَمِيذُكَ حَسَبَ تَقْلِيدِ الشُّيُوخِ، بَلْ يَأْكُلُونَ خُبْزًا بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ؟» 6 فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ:«حَسَنًا تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ! كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا، 7 وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8 لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: غَسْلَ الأَبَارِيقِ وَالْكُؤُوسِ، وَأُمُورًا أُخَرَ كَثِيرَةً مِثْلَ هذِهِ تَفْعَلُونَ». 9 ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:«حَسَنًا! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ! 10 لأَنَّ مُوسَى قَالَ: أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، وَمَنْ يَشْتِمُ أَبًا أَوْ أُمًّا فَلْيَمُتْ مَوْتًا. 11 وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَقُولُونَ: إِنْ قَالَ إِنْسَانٌ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ: قُرْبَانٌ، أَيْ هَدِيَّةٌ، هُوَ الَّذِي تَنْتَفِعُ بِهِ مِنِّي 12 فَلاَ تَدَعُونَهُ فِي مَا بَعْدُ يَفْعَلُ شَيْئًا لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ. 13 مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُورًا كَثِيرَةً مِثْلَ هذِهِ تَفْعَلُونَ». (عدد 1-13).
هذا الأصحاح ملآن من التعاليم الخطيرة جدًا فإنهُ يحتوي: أولاً: على قضاء الرب على تقوى رؤساء الديانة اليهودية الخارجية التي لم تكن إلا بالظاهر فقط، وقد أبعدت عنها ناموس الله وشريعتهُ. فكل تلك الغسلات يحتقرها الله؛ لأن الفريسيين كانوا أهملوا وصايا الله ليحفظوا تقليداتهم. ويتضمن ثانيًا: تصريح الرب بأن ما يخرج من الفم يُنجس الإنسان؛ لأنهُ يصدر من القلب. لا ما يدخل الفم. ثم بعد قضائهِ على إسرائيل والبشر عمومًا أعلن بكيفية مؤثرة جدًا نعمة الله الفائقة المُخترقة كل حاجز لبلوغ حاجة الإنسان خارجًا عن الحقوق كلها المؤسَّسة على المواعيد. أعني حادثة الإمرأة الكنعانية المذكورة في هذا الأصحاح، فإن الرب بعد أن كشف رياء رؤساء إسرائيل نعم ورداءة القلب البشري مُطلقًا بادر إلى إعلان قلب الله ونعمتهِ التي تعين الذين أغاظوا الله بممارستهم الأعمال الدينية على طريق لا تقتضي طهارة القلب.
فإن الإنسان يسهل عليهِ عمل الأشياء الخارجية، فإنهُ يصبو لأَن يتقلد الديانة ككساء خارجي ولا يفتقر لطهارة القلب. ويميل لأن يفعل الأمور الدينية الظاهرة ويتعظَّم ويُميز نفسهُ عن الآخرين بعملها. ولا يخفى أنهُ يفتخر بتقواهُ العظيمة أمام الناس ويفوز بالحصول على شهرة جسيمة، إنما في استطاعتهِ أن يكون في الوقت نفسهِ شريرًا؛ لأن تلك الأعمال الخارجية لا تأتي بهِ إلى حضرة الله الفاحص القلوب. فيستطيع الإنسان بتلك الأعمال أن يكون مُتعصبًا في الدين بدون قداسة القلب ويرى أن ذلك يُلائمهُ كل المُلائمة. فالفريسيون ليسوا فقط في زمان مُخلصنا، بل هم موجودون في كل زمان. فالديانة الفريسية تتعلق دائمًا بنظام كنائسي حيث يترأس البعض على الآخرين بموجب وظيفة كنائسية تُحسب إنها من الله والركن الأعظم فيهِ هو الخضوع إلى الترتيب البشري لا الإيمان الشخصي بكلمة الله، غير أن الإيمان الشخصي وحدهُ ينشئ قداسةً وشركة مع الله المُعلن نفسهُ بهما. أما سطوة الإنسان الرسمية التي يستخدمها لمنفعة نفسهِ فلا تبالي بإرادة الله ووصاياهُ ولا تكترث بها. ذلك كان جاريًا بين اليهود، فإنهم غسلوا أيديهم لا قلوبهم ودققوا بما يدخل الفم، ولكنهم تهاونوا بما يخرج من القلب.
فهذه هي ديانة الإنسان في كل آن فيُحافظ عليها ويتزيّن بها ويتفاخر كفخرهِ في المجد العالمي، ولكنه لا يستطيع الحصول على القداسة بهذه الوسيلة ذلك واضح لدى أبصار الله الناظر كل ما في القلوب. فإن القداسة لا بد أن تظهر في حياة المؤمن الحقيقي وسيرتهِ، على أنهُ وربما سقط غير أن النفس المعضودة بالنعمة لا تطلب إلا رضى الله وتشعر بضعفها وتفرح بالله الحال بها فهو الذي ينشئ بها الاتضاع والوداعة. أما الفريسيون والصدوقيون بين اليهود، فقد استخدموا شهرتهم ومقامهم لحمل الأتقياء على تقديم عطايا كثيرة لله مدَّعين النيابة عنهُ فانتفعوا هم بها. فحملوا الشعب إلى مُخالفة شريعة الله الصريحة وإهمال بعض الواجبات العظيمة كالتي على الأولاد لوالديهم فقد أكرموا الله بشفاههم، أما قلوبهم فكانت بعيدة عنهُ واقتربوا منهُ بأفواههم لا بقلوبهم الملآنة من الطمع والإثم. فالله يرفض هذا الإكرام كل الرفض، كما قال بلسان إشعياء النبي: وباطلاً يعبدونني وهم يُعلّمون تعاليم هي وصايا الناس. فإن الله إنما يطلب القلب الطاهر المُقدَّس بالروح والحق ويُريد عبادةً تُقدَّم له بالروح والحق ولا يمكن السجود له إلا هكذا لا شك أنهُ يُظهر لنا نعمةً، غير أن الحق لازم للاستطاعة على الاقتراب إليهِ، فإنهُ يُريد قلبًا توجد فيهِ الحياة الإلهية. أما الديانة الإنسانية والعبادة الفريسية الكهنوتية فقد قضى عليها الرب حينئذ وفي كل حين أيضًا. فالله يطلب القلب الطاهر والطاعة الحقيقية، غير أن الإنسان يكسو نفسهُ بتلك الديانة ويكرم بها عوائدهُ القديمة وتقليدات آبائهِ وينسب إليها بأوهامهِ وتصوراتهِ قيمةً عظيمة. فكلما يُنظر بنور القدميَّة بروق للإبصار ويلوح بمظهر الهيبة والوقار، أما الله فلا يلتفت إلا إلى القلب فهذا الشيء نفسهُ يصدق علينا الآن، كما كان يصدق على اليهود وقتئذٍ. فما نحن إلا أمام الله وهو يرانا كما نحن. فالمسألة عنده تعالى إنما هي حالة الإنسان الحقيقية كما سنرى في الفصل القادم.
14 ثُمَّ دَعَا كُلَّ الْجَمْعِ وَقَالَ لَهُمُ:«اسْمَعُوا مِنِّي كُلُّكُمْ وَافْهَمُوا. 15 لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ خَارِجِ الإِنْسَانِ إِذَا دَخَلَ فِيهِ يَقْدِرُ أَنْ يُنَجِّسَهُ، لكِنَّ الأَشْيَاءَ الَّتِي تَخْرُجُ مِنْهُ هِيَ الَّتِي تُنَجِّسُ الإِنْسَانَ. 16 إِنْ كَانَ لأَحَدٍ أُذْنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ». 17 وَلَمَّا دَخَلَ مِنْ عِنْدِ الْجَمْعِ إِلَى الْبَيْتِ، سَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ عَنِ الْمَثَلِ. 18 فَقَالَ لَهُمْ:«أَفَأَنْتُمْ أَيْضًا هكَذَا غَيْرُ فَاهِمِينَ؟ أَمَا تَفْهَمُونَ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ الإِنْسَانَ مِنْ خَارِجٍ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُنَجِّسَهُ، 19 لأَنَّهُ لاَ يَدْخُلُ إِلَى قَلْبِهِ بَلْ إِلَى الْجَوْفِ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الْخَلاَءِ، وَذلِكَ يُطَهِّرُ كُلَّ الأَطْعِمَةِ». 20 ثُمَّ قَالَ:«إِنَّ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ ذلِكَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ. 21 لأَنَّهُ مِنَ الدَّاخِلِ، مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ، تَخْرُجُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَةُ: زِنىً، فِسْقٌ، قَتْلٌ، 22 سِرْقَةٌ، طَمَعٌ، خُبْثٌ، مَكْرٌ، عَهَارَةٌ، عَيْنٌ شِرِّيرَةٌ، تَجْدِيفٌ، كِبْرِيَاءُ، جَهْلٌ. 23 جَمِيعُ هذِهِ الشُّرُورِ تَخْرُجُ مِنَ الدَّاخِلِ وَتُنَجِّسُ الإِنْسَانَ». (عدد 14-23).
فما هي هذه القلوب البائسة في حالها الطبيعية، هذه هي المسألة الثانية التي يهتم بها الرب هنا ويعلنها. فقد مزَّق برقع الرياء الذي حاول الفريسيون والكهنة أن يستروا بهِ نجاسة قلوبهم وأن يستخدموا لنفعهم الذاتي التقوى الخارجية التي علَّموا بها الشعب فانكشفت البواعث الكامنة في قلوبهم وظهرت الوسائل التي استعملوها لستر خباثة طويَّتهم وأطماعها ووضح الرياء كل الوضوح. لا جرم أن السيد لم يُمزق برقع الرياء فقط، بل كشف ما يصدر من القلب أيضًا. فهذا ما يفعلهُ الله معنا، فإنه يفحص قلوبنا ويعلنها ثم يعلن قلبهُ نحونا، ذلك هو الكشف الصريح العام لا كشف قلوب الفريسيين فقط، بل قلوب البشر بأسرهم. فما يخرج من الفم يُنجس الإنسان؛ لأنهُ يخرج من القلب. فيا لها من صورة هائلة! لأن أثمار القلب الإنساني ليست إلا الأفكار الشريرة زنى فسق قتل سرقة طمع خبث مكر عهارة عين شريرة تجديف كبرياء جهل وبالاختصار لا يخرج منهُ شيء إلا الرذائل بأنواعها.
أكان الرب فاقد الإحسان والمحبة للإنسان؟ كلا. فإن مجيئهُ إنما كان بينة قاطعة على محبتهِ. أَ أراد أن يُخفي الصلاح الحال في الإنسان؟ أَشاء أن يشي بالمخلوق الذي وافى لإنقاذهِ ومُباركتهِ وليُعطيهُ مكانًا عنده ويُشاركهُ معهُ بالمجد والكرامة؟ كلا. فإن ذلك مستحيل، بل لأنه كان عارفًا القلب الإنساني كل المعرفة التزم أن يقول الحق، ولم يُحملهُ على كشف اعوجاج القلب البشري وشرَّهُ العظيم إلا المحبة؛ لكي لا يبقى الإنسان في تلك الحال ولا ريب في أن الأفضل كشف ذلك الآن في يوم النعمة مما في يوم الدينونة حين لا مناص من قصاص كل الأثام المُعلنة والقضاء على الإنسان.
لاحظوا أيضًا أنهُ حين تعذَّر وجود القداسة الفعلية والطاعة في حياة رؤساء الدين المؤسس من الله أصبح آلة للخطية، والرياء، وتحريف الأفكار، وإماتة الضمير، والاستقامة في الجميع؛ لأن الأمور التي اعتبرها القوم كناية عن سلطان الله هَيجت بهم الرياء، والإثم، وأنشأت أيضًا عدم الإيمان؛ لأنهم رأوا أن الدِين مقترن بما تأباهُ العواطف البشرية، بل الضمير الطبيعي. فما أحزن تاريخ القلب الإنساني! نعم وكنيسة الله أيضًا التي قد جرت مجرى النظام اليهودي تمامًا، وانحطت مع انحطاط رؤسائها! تأملوا أيضًا كيف سطوة فساد السلطان الديني تُعمي أبصار الإنسان، وتُتلف فهمهُ الروحي. فأي شيء أوضح مما قالهُ الرب بهذا الصدد، غير أن الضمير الطبيعي يأتي الاعتراف بهذا الحق وهو: أن ما يدخل الفم لا يُنجس الإنسان، بل الذي يخرج منهُ؛ لأنهُ يصدر من القلب. فهذا أمر بسيط لا يفتقر لزيادة إيضاح. أما التلاميذ فلم يفهموا ذلك، بل طلبوا إيضاحًا؛ لان تقليدات الشيوخ كانت قد أعمت فهمهم الطبيعي، ففسد ذوقهم، اعوجَّت أفكارهم من طريقة الاحتجاج الذي أدعى بهِ أولئك الرؤساء بسلطانهم الكاذب، فلا عجب إذا كان الأمر كذلك. أَما نجد الآن كثيرين يعتقدون أن ما يدخل الفم يُنجس الإنسان، ومع ذلك هم سليمو النية وليس ذلك فقط، بل يذهبون إلىَّ أنهم إذا أكلوا نوعًا من الطعام اليوم تنجسوا، ولكن إذا أكلوهُ غدًا فلا يتنجسون وما ذلك إلا لمحافظتهم على تقليد الشيوخ. فهذا ما فعلهُ التلاميذ حقيقة،ً وقد وبخهم الرب عليهِ قائلاً: فأنتم أيضًا هكذا غير فاهمين. فنرى هنا قضاء السيد على أمور كثيرة تضبط النفوس في العبودية على أنها نفوس مخلصة بسيطة الطوبة كالتلاميذ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




تفسير إنجيل مرقس  الإصحاح السابع Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير إنجيل مرقس الإصحاح السابع   تفسير إنجيل مرقس  الإصحاح السابع Icon_minitimeالإثنين فبراير 05, 2007 11:43 pm

24 ثُمَّ قَامَ مِنْ هُنَاكَ وَمَضَى إِلَى تُخُومِ صُورَ وَصَيْدَاءَ، وَدَخَلَ بَيْتًا وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ لاَ يَعْلَمَ أَحَدٌ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَخْتَفِيَ، 25 لأَنَّ امْرَأَةً كَانَ بِابْنَتِهَا رُوحٌ نَجِسٌ سَمِعَتْ بِهِ، فَأَتَتْ وَخَرَّتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ. 26 وَكَانَتْ الامْرَأَةُ أُمَمِيَّةً، وَفِي جِنْسِهَا فِينِيقِيَّةً سُورِيَّةً. فَسَأَلَتْهُ أَنْ يُخْرِجَ الشَّيْطَانَ مِنِ ابْنَتِهَا. 27 وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهَا:«دَعِي الْبَنِينَ أَوَّلاً يَشْبَعُونَ، لأَنَّهُ لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ». 28 فَأَجَابَتْ وَقَالَتْ لَهُ:«نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَحْتَ الْمَائِدَةِ تَأْكُلُ مِنْ فُتَاتِ الْبَنِينَ!». 29 فَقَالَ لَهَا:«لأَجْلِ هذِهِ الْكَلِمَةِ، اذْهَبِي. قَدْ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنِ ابْنَتِكِ». 30 فَذَهَبَتْ إِلَى بَيْتِهَا وَوَجَدَتِ الشَّيْطَانَ قَدْ خَرَجَ، وَالابْنَةَ مَطْرُوحَةً عَلَى الْفِرَاشِ. (عدد 24-30).
ولنلتفت الآن إلى إعلان محبة الله الفائقة بكلمات الرب للمرأة البائسة، فنراهُ يُصادق على حقوق اليهود وامتيازتهم أولاً، ثم نرى أن حق الله الجوهري المُعلن النعمة والمحبة يعلو تلك الامتيازات حين الاحتياج ويسمو عليها لا نحو أولاد الموعد، بل نحو أمة حُسِبتْ تحت اللعنة نحو امرأة من البلاد اشتهرت بصلابة الأعناق. فقد سمت محبة الله على كل الحواجز التي وضعها الإنسان الأثيم وعلى نظام الدين اليهودي المحصور بالأمة الإسرائيلية، بل على النظام الذي سنَّهُ هو نفسهُ وقد أُبطل الآن برفض المسيح.
فانطلق الرب إلى تخوم صور وصيداء حيث شاء الاعتزال برهة، غير أن الصلاح المقترن بالقوة قلما يُكتم عن أبصار البشر المصابين بالبلايا التي تخومهم إليهِ، فإن الحاجة تُنبه النفس وتجلو عن عينها غياهب الظلام. فما وطأت أقدام السيد تلك الأرض حتى وافتهُ امرأة بائسة ابنتها منابة بالروح الشرير وقد شعرت بشقاء حالها وآمنت بسلطانهِ. فإن ما ألمَّ بها من شدة البؤس حملها على الرجاء بجودتهِ فأتت إليهِ لتسترحمهُ، أما يسوع فاستمر محافظًا على المواعيد المعطاة من الله لليهود وأجاب جوابًا مبنيًا على حقوق شعب الله أنهُ لا يستطيع أن يأخذ خبز البنين ويطرحهُ للكلاب. لاحظوا أن المرأة نفسها كانت من الأمة المحسوبة تحت اللعنة. فإذا نظرنا إلى سياسة الله ومعاملاتهِ لإسرائيل ما رأينا وعدًا واحدًا لتلك المرأة. فلم يكن لها حق واحد تشترك بهِ مع شعب الله، فإنها لم تكن حسب اعتقاد اليهود والنظام الناموسي إلا بمنزلة الكلاب، ولكنها كانت من المحتاجين إلى رحمة الله وقوتهِ الموجودتين في شخص المسيح وهي أدركت ذلك بإيمانها ووثقت بهِ كل الوثوق.
هكذا هي الحال معنا دائمًا بحيث أن شعورنا العميق بحاجتنا الشديدة، والإيمان بجودة الرب، وقوتهِ يحملان على اللجاجة، والمواظبة في الصلاة، كما جرى لأولئك القوم الذين حملوا المفلوج حين زحمتهُ الجموع، غير أنهُ يوجد شيء آخر في قلب تلك المرأة عدا الثقة الناشئة فيهِ بنعمة الله وذلك أنها اعترفت بحقوق اليهود وأنهم شعب الله وأقرَّت أنها بمنزلة الكلاب بالنسبة إليهم وهذا هو الحق، ومع ذلك ألحَّت في طلبها لشعورها بأنها وإن كانت من تلك الرتبة فنعمة الله كافية لمن ليست لهم تلك الحقوق، فقالت: والكلاب أيضًا تأكل من فتات البنين فقد أقرَّت بحقيقة حالها، ولكنها اعترفت أيضًا بطبيعة الله، وآمنت بمحبتهِ نحو أولئك الذين ليس لهم حقوق ولا مواعيد، ووثقت بإعلان الله بيسوع الغير المحصور في السُنن الدينية القديمة والفائق على نظاماتها وفروضها. وقد علمت أن الله صالح واعتقدت أن الدالة إليهِ إنما هي الحاجة والشقاء المُلم بها. أيستطيع المسيح أن يُجيبها سلبًا ويقول لها: أن الله ليس بصالح، وجواد كما تزعمين. كلا، حاشا من ذلك. فإن جوابًا كهذا لا يكون مطلقًا للحقيقة.
فلا ريب في أن هذا إيمان عظيم، وهو إيمان يعترف بشقائنا، وأن لا حق لنا بشيء، بل هو إيمان يعتقد بمحبة الله الظاهرة ظهورًا صريحًا بيسوع بدون وعد، ولكنها مُعلنة كل الإعلان، فلا يستطيع الله أن يُنكر نفسهُ ويقول: كلا لست أنا محبة. على أن لا حق لنا أن نترصد إجراء هذه المحبة نحونا، ولكننا نثق بأنَ إذا أتينا يسوع مُحركين على ذلك بالحاجة والافتقار، فلابد أن نجد جودة تامة ومحبة لإبرائنا من مرض الخطية، نعم، وكلما يلزم لاحتياجاتنا العديدة. ولنذكر أن الحاجة الحقيقية لا تنفك عن المواظبة؛ لأنها لا تستطيع الاستغناء عن القوة المُعلنة بالمسيح ولا عن الخلاص الذي أتى لنا بهِ. فلا خلاص إلا بالمعونة الحالة علينا بهِ في ضعفنا. فقوة الله إنما هي ينبوع رجائنا وإيماننا. فإذا سُئلنا: كيف نعلم ما في قلب الله؟ أجبنا: أنهُ مُعلن إعلانًا صريحًا بالمسيح. فمن وضع في قلب الله أن يُرسل ابنهُ لخلاصنا؟ ومَنْ وضع في قلب الابن أن يأتي ويحتمل كل الآلام لأجلنا؟ أ إنسان فعل ذلك؟ كلا؛ لأن فكرًا كهذا لم يخطر على بال إنسان، بل أن قلب الله إنما كان الينبوع، فنحن نؤمن بهذه المحبة، وبما فعلهُ يسوع وأكملهُ على الصليب، لكي يُبطل الخطية بذبيحة نفسهِ ونعلم قيمة ذلك وأهميتهُ، وفضلاً عن ذلك هو يفعل كل شيء حسنًا فإنهُ يجعل الصم يسمعون، والخُرس يتكلمون.
فنعمة الله قد وضحت كل الوضوح نحو المرأة البائسة التي لم يكن لها حق ببركة ولا بوعد، فإنها كانت ابنة كنعان المقضي عليها، غير أن الإيمان يبلغ إلى قلب الله المعُلن بيسوع، وكذلك عين الله تبلغ أعماق قلب الإنسان. ومن ثمَّ يلتقي قلب الله مع قلب الإنسان في الشعور بأن الإنسان فاسد كل الفساد، وأن ليس لهُ حق واحد فيعترف بحالتهِ الحقيقية، ويُسلم نفسهُ لجودة الله الكاملة.
31 ثُمَّ خَرَجَ أَيْضًا مِنْ تُخُومِ صُورَ وَصَيْدَاءَ، وَجَاءَ إِلَى بَحْرِ الْجَلِيلِ فِي وَسْطِ حُدُودِ الْمُدُنِ الْعَشْرِ. 32 وَجَاءُوا إِلَيْهِ بِأَصَمَّ أَعْقَدَ، وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ. 33 فَأَخَذَهُ مِنْ بَيْنِ الْجَمْعِ عَلَى نَاحِيَةٍ، وَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِي أُذُنَيْهِ وَتَفَلَ وَلَمَسَ لِسَانَهُ، 34 وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ، وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ:«إِفَّثَا». أَيِ انْفَتِحْ. 35 وَلِلْوَقْتِ انْفَتَحَتْ أُذْنَاهُ، وَانْحَلَّ رِبَاطُ لِسَانِهِ، وَتَكَلَّمَ مُسْتَقِيمًا. 36 فَأَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ. وَلكِنْ عَلَى قَدْرِ مَا أَوْصَاهُمْ كَانُوا يُنَادُونَ أَكْثَرَ كَثِيرًا. 37 وَبُهِتُوا إِلَى الْغَايَةِ قَائِلِينَ:«إِنَّهُ عَمِلَ كُلَّ شَيْءٍ حَسَنًا! جَعَلَ الصُّمَّ يَسْمَعُونَ وَالْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ». (عدد 31-37).
ثم خرج الرب من تخوم صور وصيداء وعاد إلى الجليل حيث وجد نفسهُ في وسط بني إسرائيل، ولكن كما قلنا: كان الشعب قد رفضهُ حقيقةً، فكان عالمًا أن ذلك الشعب المحبوب قد هلك، ولا يتوقع لهُ شيئًا إلا الخراب والدمار. فأتوهُ بأصم أعقد وطلبوا منهُ: أن يضع يدهُ عليهِ ليشفيهِ، فأخذه من بين الجمع على ناحية، ووضع أصابعهُ في أُذُنيهِ، وتفل ولمس لسانهُ ثم رفع نظرهُ نحو السماء فإن القوة لا تنفك عنه،ُ غير أن الحزن قد نقل قلبهِ؛ لأن الشعب كان بالحقيقة أصم عن سماع صوت الراعي الصالح، ولسانهُ مربوطًا وغير قادر على تسبيح الله. فأنات يسوع إنما تُمثل شعورهُ، كما أن حال ذلك الإنسان البائس تُمثل شعب الله المحبوب وكان يستطيع أن يعمل لهم لو انتبهوا وأتوا إليهِ العمل نفسهُ الذي عملهُ لذلك الرجل الأصم الأعقد. ليتهم انتبهوا وتمتعوا بمحبة ذلك الذي مشوراتهُ لن تتغير، وقد اتجهت نحوهم، واستقرت عليهم رغمًا عن معاملتهم السيئة لهُ. لا جُرم أن الرب كان بملء محبتهِ هنالك وقد تصرف وفقًا لتلك المحبة وتلك الأنات. فتطلع نحو السماء ينبوع المحبة والقوة حضورهُ بعد على أنهُ وإن كان ليس في طاقتهم قتلهُ لو لم يُسلِّم نفسهُ طوعًا، غير أن الزمان كان لابد أن يأتي حين يبذل نفسهُ إتمامًا لعمل الفداء. فقد أوضح على الدوام إلى أن حانت الساعة المعينة أنهُ إله الجودة والصلاح نحو المصابين وكل مَنْ كان في حاجة وافتقار.
فإذا تأملنا بنظر المسيح نحو السماء وشاهدنا أنة قلبهِ عند معاينتهِ صمم الشعب عن سماع صوت الله، وانعقاد لسانهِ عن تمجيدهِ، وإذا أمعنا النظر بشعور قلبهِ المطابق عواطف السماء الظاهرة بمعاملتهِ للقوم القساة الصلبي الأعناق، رأينا مشهدًا مؤثرًا جدًا. فإنهُ وجد هنالك حقيقة المحبة المرفوضة من البشر وسُرَّ بالعواطف السائدة في السماء التي مَّثلها بحياتهِ على هذه الأرض المنكودة. فانفتحت أُذنا الأصم وانحلَّ لسانهُ. وأما الشعب فتأثروا تأثرًا وقتيًا، وأخذوا يشيعون ما فعلهُ يسوع قائلين: أنهُ عمل كل شيء حسنًا، جعل الصم يسمعون، والخُرس يتكلمون. فأعمال الرب تفتح الأذان، وتحمل القلوب الوضيعة على تسبيح الله والاعتراف بمحبتهِ، لكن وا أسفاه! ما أكثر الذين يصمون آذانهم عن سماع إله المحبة. فما هم إلا كالصل الأصم يسد أُذنهُ. الذي لا يستمع إلى صوت الحواة الراقين رُقي حكيم (مزمور 4:58.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير إنجيل مرقس الإصحاح السابع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير إنجيل مرقس الإصحاح الثالث
» تفسير إنجيل مرقس الإصحاح الرابع
» تفسير إنجيل مرقس الإصحاح الخامس
» تفسير إنجيل مرقس الإصحاح السادس
» تفسير إنجيل مرقس الإصحاح الثامن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
.::.Jesus Lovers Forum .::. منتدى محب المسيح .::. :: القسم الدينى المسيحى :: قسم شرح الاناجيل المقدسة والرسائل-
انتقل الى: