يمكنكم قبل البدء مراجعة الانجيل على الرابط
[color=#e4e4e4]http://jesus-lovers.com/CaOa-CaIiai-CaaOiIi-c2/OCaiE-CaOaCE-f37/-p6461.htm#6461
حول الإنجيل
هذه الحادثة جرت في اليهودية في قرية بيت عنيا في بيت سمعان الأبرص (متى 26: 6، مرقس 14: 3). مريم تسكب الطيب تعبيراً عن تقديرها لشخص الرب، وفي العبادة يسكب الإنسان نفسه أمام الله. مرة أخرى يقدم لنا يوحنا مرثا ومريم: الأولى تخدم والثانية تتأمل وتحب. إن حياة التأمل في المسيحية تأخذ منهجها وأسلوبها وفلسفتها من مريم هذه كما تأخذ حياة الخدمة وأسلوبها وفلسفتها من مرثا. وما أبدع قول كتاب (بستان الرهبان) حينما حسم الخلاف القديم بين المتأملين والنساك "التمرّن يكون بضبط الجسد والخدمة". وهكذا جمع بين خدمة مرثا وتأمل مريم بقوله "مريم بمرثا مُدحت"، فلولا شكوى مرثا (أما يعنيك أن أختي قد تركتني أخدم وحدي) لما مُدحت مريم. إن ذكر لعازر في هذا النص متكئاً مع المسيح هو في الحقيقة لفتة لا تخلو من العمق. فالمسيح يبدو بينما لعازر بجواره كمن هو قابض على زمام الموت والهاوية تحت قدميه.
بجانب ساكبي البغض والإساءة على المسيح كان هناك دائماً ساكبو الحب على رأسه: أ- رؤساء الكهنة متغافلون عند ولادته والمجوس سجدوا له وقدموا له الهدايا. ب- فلسطين بشخص هيرودس طاردته في طفولته لتقضي عليه ومصر أوته هارباً. ج- رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيون أغلقوا قلوبهم دونه ولعازر وأختاه فتحوا قلوبهم وبيتهم ليستريح. د- الرؤساء في أحد الشعانين لم يعبأوا به وعامة الشعب والأطفال رحبوا به. هـ- أعداؤه والمقاومون له كثروا والصليب اقترب منه، أما مريم جاءت لتسكب طيبها عليه. و- جلادوه والهازئون به يقسون عليه من ناحية ومن ناحية أخرى زوجة بيلاطس توصي به وسمعان القيرواني يساعده في حمل الصليب.
كسر القارورة تعبير عن الحب يرافقه كسر الشهوات وكسر الذات. "فامتلأ البيت من رائحة الطيب" إشارة إلى أن الذين يرحبون بالمسيح في قلوبهم وبيوتهم تصبح حياتهم "رائحة المسيح الذكية" (2 كورنثوس 2: 15). يهوذا الاسخريوطي كان قد تملكه روح الإختلاس فادّعى هنا أنه يهتم بالفقراء بينما هو يهتم بالسرقة. ما أحلى هذا التطويب الذي طوّب به الرب مريم حيث رفعها إلى صفوف الأنبياء معتبراً صنيعها هذا كأنها تدهن جسده مسبقاً بالطيب.
"سعف النخل" لقد كان من العادة استقبال العامة للقادة المنتصرين في الحروب بسعف النخل تعبيراً عن فرحتهم بالخلاص والإنتصار. "أوصنا" تعني خلصنا، ولكن لم يكن هذا الهتاف بالضرورة تعبيراً عن إيمان الجمع كله بأن يسوع هو الفادي المخلص. لعلّ البعض رأي فيه معلماً ونبياً يستحق الإكرام
أما البعض الآخر فاعتبره مخلصاً سياسياً جاء ليحرر الأمة اليهودية من الرومان الوثنين. "هذه الأمور لم يفهمها تلاميذه" المقصود أنه في وقت دخول المسيح أورشليم على جحش لم يكن ببال التلاميذ إن هذا هو المشهد الذي رآه زكريا النبي وتنبأ به. ولكن لما تمجّد يسوع فهموا المعنى بعد قيامته وصعوده وحلول الروح القدس عليهم حيث إنفتحت عيون قلوبهم فاكتشفوا وربطوا كل نبؤات العهد القديم بأحداث حياة المسيح على الأرض وعمله الخلاصي.