رفضت منظمات صحافيين الأفارقة مشروع تأسيس مرصد أعلامي أفريقي برعاية الإتحاد الأوروبي وبالتعاون مع الإتحاد الأفريقي، إعتبارا بأنه "لا يمكن أن تقود إلي التقدم علي مسار تطوير الإعلام الإفريقي، ولا ضمان حرية وإستقلال ومهنية الوسائل الإعلامية" في القارة.
فقد أصدرت 32 منظمة شريكة في شبكة "تبادل حرية التعبير الدولية" ومقرها كندا، بيانا مشتركا أعربت فيه عن رفضها لمشروع المرصد الإعلامي الأفريقي.
ووجهت البيان، الذي وقعت عليه منظمات إعلامية من مختلف أنحاء أفريقيا وصحافيون أفارقة في المنفي، إلي كل من حبيبة كيجري-شيخ المتحدثة بإسم إدارة الإعلام والإتصال بالإتحاد الأفريقي، وإيان باربير المسئول عن الإعلام والإتصال في إدارة التنمية والعلاقات مع دول أفريقيا والكاريبي والهادي بالمفوضية الأروبية.
وبرر الصحافيون الأفارقة رفضهم لمشروع المرصد الإعلامي الأفريقي برعاية أوروبا، بالتأكيد علي أن ينطلق من إفتراضات كثيرة، ويتجاهل واقع قمع الحكومات للوسائل الإعلامية، وكل الجهود التي بذلتها الصحافة الأفريقية علي مدي تاريخها.
وأضاف البيان المشترك أن مشروع المرصد "سيخلق في نهاية المطاف مزيدا من المشاكل لوسائل الإعلام الأفريقية ولحق الشعوب الأفريقية في مصادر إخبارية وإعلامية مستقلة".
وعوضا عن تأسيس هيئة جديدة، أكد الصحافيون الأفارقة أن غاية ضمان حرية الإعلام وإستقلاليته وتعدديته ومهنيته، يمكن تحقيقها من خلال الإعتراف الواضح بالإلتزامات الموجودة في هذا الشأن وتنفيذها بالصورة السليمة الواجبة.
وطالبوا الزعماء الأفارقة "الإلتزام بثبات بتنفيذ الآليات والمباديء القائمة، كبيان ويندهوك للترويج لصحافة أفريقية مستقلة وتعددية، الميثاق الإذاعي الأفريقي، بيان مباديء حرية التعبير في أفريقيا، وكافة النصوص ذات الشأن الواردة في الأدوات والإتفاقيات الدولية ومنها إعلان حقوق الإنسان، ومعاهدات الحقوق المدنية والسياسية الدولية.
وشدد الصحافيون الأفارقة علي أن القضية الأساسية الحقيقية القائمة أمام وسائل الإعلام الأفريقية، هي كيفية التغلب علي نفوذ الحكومات، التي دأبت علي التحكم فيها لأغراض دعائية.
هذا ويشار إلي أن فكرة مشروع تأسيس مرصد إعلامي أفريقي قد نشأت أثناء إجتماع بين الإتحادين الأوروبي والأفريقي في واغادوعوا، عاصمة بوركينابي، في سبتمبر الماضي، حيث وضع جان بينغ رئيس الإتحاد الأفريقي، ولويس ميتشل المفوض الأوروبي للمساعدات التنموية والإنسانية، المبادىء العامة وخطوط العمل الرئيسية لمثل هذا المشروع.
ونص البيان الرسمي المشترك عن هذا الإجتماع علي أن "أهداف (مشروع المرصد) علي المدي القصير تشمل وضع مسودة ميثاق يحدد حقوق وسائل الإعلام ومسئولياتها، وتطوير وتنفيذ وتحديث موقع شبكي أفريقي لوسائل الإعلام...”.
فشدد بيان الصحافيين الأفارقة علي أن قمع الحكومات للعمل الصحفي، فوق أي إعتبار آخر، هو ما ينال من قدرة الإعلاميين الأفارقة علي مجادلة السلطات القائمة، وأشاروا إلي الممارسات التي ترتكبها الحكومات الأفريقية في هذا الشأن
اسةر
نفس المصدر