| تفسير سفر استير-من الاصحاح الاول الى الإصحاح العاشر:كاملاً | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
زائر زائر
| موضوع: تفسير سفر استير-من الاصحاح الاول الى الإصحاح العاشر:كاملاً الإثنين فبراير 19, 2007 7:16 pm | |
|
سفر استير
مقدمة :
فقدت الملكة " وشتى " عرشها لتملك أستير ، الفتاة اليتيمة الوالدين ، المولودة فى أرض السبى ، لكى يستخدمها الله لخلاص شعبه من مؤامرة هامان العاتى التى كادت أن تفتك بكل الشعب فى ولايات مادى وفارس .
إنها قصة واقعية عاشها الشعب كله ، وهى قصة شخصية تمس حياة كل مؤمن حقيقى ، إذ يخلع من قلبه وشتى الملكة صاحبة السلطان لتقوم أستير المتضعة وتملك عوضا عنها ، لا من أجل غناها أو حسبها وإنما حسب غنى نعمة الله الفائقة التى تنزع عنا يتمنا الداخلى ليكون الله نفسه أبا لنا ، الكنيسة السماوية أمنا ، ونحسب ملوكا فى الرب ، وننعم بالنصرة على هامان الحقيقى ، إبليس .
لعل وشتى تمثل حرفية الناموس فى تشامخها ، فليمت فينا الحرف وليقم فينا روح العهد الجديد ، وتملك أستير ( الكنيسة ) داخلنا ، قائلين مع الرسول : " فإذ قال جديدا عتق الأول ، وأما ما عتق وشاخ فهو قريب من الأضمحلال " ( عب 8 : 13 ) . فسفر أستير هو سفر إعلان شيخوخة الحرف القاتل وإعلان روح العهد الجديد الذى يهب خلاصا وحياة .
عدل سابقا من قبل في الإثنين فبراير 19, 2007 7:35 pm عدل 1 مرات |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: الإصحاح الأول -وشتى تفقد ملكها الإثنين فبراير 19, 2007 7:23 pm | |
|
الإصحاح الأول
وشتى تفقد ملكها
أقام أحشويرش الملك وليمة عظيمة يستعرض فيها مجده وغناه ويمارس فيها الخلاعة ، فافقدته الخمر وعيه ( ع 10 ) ، وخسر زوجته الملكة بسبب اشتعال غضبه ( ع 12 ) وقبوله مشورة السكرى ( ع 16 ) ... لكن يد الله العجيبة حولت هذا الشر إلى أداة يحقق بها الله خطة خلاص شعبه بإقامة أستير عوض وشتى . بمعنى آخر بينما كان إبليس يهيىء هامان للإبادة كان الله يعد أستير للخلاص .
1 – وليمة أحشويروش :
" وَحَدَثَ فِي أَيَّامِ أَحَشْوِيرُوشَ، الَّذِي امْتَدَّ حُكْمُهُ مِنَ الْهِنْدِ إِلَى كُوشٍ، فَمَلَكَ عَلَى مِئَةٍ وَسَبْعَةٍ وَعِشْرِينَ إِقْلِيماً، 2أَنَّهُ جَلَسَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى عَرْشِ مُلْكِهِ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ، 3فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ مِنْ عَهْدِهِ، وَأَقَامَ مَأْدُبَةً لِجَمِيعِ رُؤَسَاءِ جَيْشِ مَادِي وَفَارِسَ وَقَادَتِهِ، وَمَثَلَ أَمَامَهُ نُبَلاَءُ الْمَمْلَكَةِ وَعُظَمَاؤُهَا. 4وَظَلَّتِ الْوَلاَئِمُ قَائِمَةً طَوَالَ مِئَةٍ وَثَمَانِينَ يَوْماً، أَظْهَرَ فِيهَا الْمَلِكُ كُلَّ بَذَخٍ مِنْ غِنَى مُلْكِهِ وَعِزَّةِ جَلاَلِ عَظَمَتِهِ. 5وَبَعْدَ أَنِ انْقَضَتْ هَذِهِ الأَيَّامُ، صَنَعَ الْمَلِكُ وَلِيمَةً لِجَمِيعِ الشَّعْبِ الْمُقِيمِ فِي شُوشَنَ الْعَاصِمَةِ، كِبَارِهِمْ وَصِغَارِهِمْ، اسْتَمَرَّتْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي دَارِ حَدِيقَةِ الْقَصْرِ. 6الَّتِي زُيِّنَتْ بِأَنْسِجَةٍ بَيْضَاءَ وَخَضْرَاءَ وَزَرْقَاءَ، عُلِّقَتْ بِحِبَالٍ كَتَّانِيَّةٍ مُلَوَّنَةٍ فِي حَلَقَاتٍ فِضِّيَّةٍ وَأَعْمِدَةٍ رُخَامِيَّةٍ وَأَرَائِكَ ذَهَبِيَّةٍ وَفِضِّيَّةٍ، عَلَى أَرْضِيَّةٍ مَرْصُوفَةٍ بِجَزْعٍ مِنْ بَهْتٍ وَمَرْمَرٍ وَدُرٍّ وَرُخَامٍ أَسْوَدَ. 7وَكَانَتِ الأَقْدَاحُ الَّتِي تُقَدَّمُ فِيهَا الْخُمُورُ مِنْ ذَهَبٍ، وَآنِيَةُ الْمَوَائِدِ مُخْتَلِفَةَ الأَشْكَالِ، أَمَّا الْخُمُورُ الْمَلَكِيَّةُ فَكَانَتْ وَفِيرَةً بِفَضْلِ كَرَمِ الْمَلِكِ. 8وَأَصْدَرَ الْمَلِكُ أَمْرَهُ إِلَى كِبَارِ رِجَالِ قَصْرِهِ أَنْ يُقَدِّمُوا الْخُمُورَ حَسَبَ رَغْبَةِ كُلِّ مَدْعُوٍّ مِنْ غَيْرِ قُيُودٍ، 9وَأَقَامَتْ وَشْتِي الْمَلِكَةُ وَلِيمَةً أُخْرَى لِلنِّسَاءِ فِي قَصْرِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ." ( ع 1 – 9 )
تعاظمت مملكة مادى وفارس وهزمت مملكة بابل فصار اليهود الذين سبوا إلى بابل تحت حكم فارس . وقد بلغ إتساع نطاق هذه المملكة أنها احتملت 127 كورة ( دويلة ) تمتد من الهند إلى كوش ( ع 1 ) ، أى إلى النوبة وكردفان جنوب مصر وشمال أثيوبيا . من بين هذه الكور كورة مصر التى احتلها الأمبراطور زركسيس بعد أن فشل والده فى اغتصابها .
قلنا أن أحشويروش ( ع 1 ) يقصد به الملك زركسيس بن داريوس ، وإذ لقب أكثر من ملك بأسم أحشويروش يرى بعض الدارسين أن هذه الكلمة لا تعنى إسم الملك وإنما هى لقب خاص بملوك فارس مثل القول " فرعون " على ملك مصر .
أراد الملك اظهار غنى مجد ملكه ووقار جلال عظمته ( ع 4 ) فصنع وليمتين عظيمتين : الأولى أمتدت 180 يوما ، لعله كان يقيم وليمة يومية لكل كورة على حدة مع ولائم خاصة بالرؤساء معا أو ربما شملت هذه المدن فترة إعداد الوليمتين الطويلة ، أما الوليمة الثانية " فأقيمت لجميع الشعب من الكبير إلى الصغير وليمة سبعة أيام فى دار جنة قصر الملك " ( ع 5 ) .
لعله أعد هاتين الوليمتين استعدادا لتدبير خطة الحرب ضد اليونان إذ يقول هيرودت أن الفرس اعتادوا أخذ قراراتهم فى مثل هذه الولائم .
2 – الملك يطلب الملكة :
"10وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ عِنْدَمَا دَارَتِ الْخَمْرُ بِرَأْسِ الْمَلِكِ، أَمَرَ خِصْيَانَهُ السَّبْعَةَ مَهُومَانَ وَبِزْثَا وَحَرْبُونَا وَبِغْثَا وَأَبَغْثَا وَزِيثَارَ وَكَرْكَسَ الَّذِينَ كَانُوا يَخْدُمُونَ فِي حَضْرَتِهِ، 11أَنْ يَأْتُوا بِالْمَلِكَةِ وَشْتِي لِتَمْثُلَ فِي حَضْرَتِهِ، وَعَلَى رَأْسِهَا تَاجُ الْمُلْكِ، لِيَرَى الْحَاضِرُونَ مِنَ الشَّعْبِ وَالْعُظَمَاءِ جَمَالَهَا، لأَنَّهَا كَانَتْ رَائِعَةَ الْفِتْنَةِ." ( ع 10 ، 11 ) .
طاب قلب الملك بالخمر ، ففقد إتزانه ، وفى حماقة طلب من خصيانه السبعة أن يأتوا بالملكة ليظهر جمالها للشعوب والرؤساء . هنا كلمة " خصى " لا تعنى المعنى الحرفى لها ، وإنما هو لقب كان يعطى لأصحاب الأعمال الملوكية فى مصر وفارس ، فرئيس الشرطة فوطيفار دعى " خصى فرعون " ( تك 39 : 1 ) ، وهكذا رئيس سقاة فرعون ، ورئيس خبازيه ( تك 40 : 2 ) ... فالخصيان السبعة هم الرجال المؤتمنون على الأعمال الملوكية ولهم حظوة الخدمة أمام الملك .
إن كنا فى المسيح يسوع صرنا ملوكا ( رؤ 1 : 6 ، 5 : 10 ) فلا يليق بنا أن نسكر بخمر محبة هذا العالم وملذاته لئلا ننسى شريعة السماء ، ونفقد عملنا الملوكى اللائق ، ونطلب " وشتى " الداخلية لتظهر جمالها أمام الشعوب والرؤساء ، أى نقدم أعمال البر والفضائل لنوال مجد بشرى ولأستعراض مظهرى عوض أن تكون ملككتنا فى داخلنا لا تكشف جمالها إلا على عريسها ربنا يسوع !
3 – نزع الملك عن وشتى
رفضت الملكة الحضور :
" 12فَأَبَتِ الْمَلِكَةُ أَنْ تُطِيعَ أَمْرَ الْمَلِكِ الَّذِي نَقَلَهُ إِلَيْهَا الْخِصْيَانُ. فَاسْتَشَاطَ الْمَلِكُ غَيْظاً وَاشْتَعَلَ غَضَبُهُ فِي دَاخِلِهِ " ( ع 12 ) .
وهكذا إنقلب إلى النقيض من حب شديد وإعجاب بزوجته الملكة إلى نيران غضب مشتعلة فيه من جهتها . إستشار الملك الحكماء والعارفين بالأزمنة ( ربما يعنى السحرة وأصحاب العرافة ) .. وإذ يبدو وجود خلافات بين الملكة ومموكان أحد هؤلاء المستشارين للملك ، بالغ فى الأمر وحسب ما فعلته وشتى إساءة لا إلى الملك والرؤساء فحسب بل وكل رجال مملكته ، إذ تسمع النساء بما حدث فيحتقرون رجالهن ، وطلب منه أن ينزع الملك منها ويعطى لمن هى أحسن منها ( ع 19 ) .
لقد حسب مموكان فى تصرف وشتى كسر لقانون الطبيعة وقانون الأسرة ، فيفقد الرجل سلطته على زوجته ، وتحتقر الزوجة رجلها ، وظن أن القوانين هى التى تسند الرجل وتهبه السلطان . لعل هذا التصرف يكشف عن شعور داخلى كان يجتاز فى حياة الرجال فى ذلك العصر ، وهو العجز عن السيطرة والقيادة للأسرة ولم يدركوا أن القيادة الحكيمة لا تستمد قوتها من قوانين وأوامر وإنما بروح الحب الباذل ، إذ يقول الرسول : " أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها ... وأما أنتم الأفراد فليحب كل واحد إمرأته هكذا كنفسه " ( أف 5 : 25 ، 33 ) .
يقول مموكان : " ليكون كل رجل متسلطا فى بيته ويتكلم بذلك بلسان شعبه " ( ع 22 ) ، وبمعنى أنه إن تزوج رجل إمرأة من جنس آخر ، يلتزم البيت أن يتكلم بلغة الرجل لا المرأة ، هذه هى صورة الحياة الأسرية فى ذهن رجال فارس ، ولم يدركوا أن اللغة التى تسود البيت يجب أن تكون لغة الحب القادر أن يأسر المحبوبين ، ليس بين الزوجة والزوج صراع على السلطة وإنما يليق أن يوجد بينهما شوق نحو البذل العامل بالمحبة الداخلية وإدراك لوحدة الحياة والفكر .
+ + +
عدل سابقا من قبل في الإثنين فبراير 19, 2007 7:34 pm عدل 1 مرات |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: الإصحاح الثانى -أستير تصير ملكة الإثنين فبراير 19, 2007 7:24 pm | |
|
الإصحاح الثانى
أستير تصير ملكة
خلعت وشتى عن الملك لتملك أستير عوضا عنها ، وكأن الأولى تمثل حرفية الناموس التى يلزم نزعها لتقدم النعمة المجانية روح الإنجيل فينا فتملك أستير رمز كنيسة العهد الجديد .
1 – الحاجة إلى ملكة جديدة :
" وَبَعْدَ ذَلِكَ خَمَدَتْ جَذْوَةُ غَضَبِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ، فَذَكَرَ وَشْتِي وَمَا فَعَلَتْهُ، وَالْقَرَارَ الَّذِي صَدَرَ ضِدَّهَا. 2فَقَالَ لَهُ رِجَالُهُ الْقَائِمُونَ عَلَى خِدْمَتِهِ: «لِيُجْرَ بَحْثٌ عَنْ فَتَيَاتٍ عَذَارَى بَارِعَاتِ الْجَمَالِ مِنْ أَجْلِ الْمَلِكِ، 3وَلْيَعْهَدِ الْمَلِكُ إِلَى وُكَلاَئِهِ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ مَمْلَكَتِهِ حَتَّى يَجْمَعُوا كُلَّ الْفَتَيَاتِ الْعَذَارَى الْفَاتِنَاتِ إِلَى جَنَاحِ الْحَرِيمِ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ، لِيَكُنَّ تَحْتَ إِشْرَافِ هَيْجَايَ خَصِيِّ الْمَلِكِ وَحَارِسِ النِّسَاءِ، حَيْثُ تُقَدَّمُ إِلَيْهُنَّ الدُّهُونُ الْمُعَطَّرَةُ. 4وَالْفَتَاةُ الَّتِي تَرُوقُ لِلْمَلِكِ تُصْبِحُ مَلِكَةً مَحَلَّ وَشْتِي». فَاسْتَحْسَنَ الْمَلِكُ هَذَا الْكَلاَمَ وَعَمِلَ بِهِ " [ ع 1 – 4 ) .
لقد خمد غضب الملك وتذكر وشتى وربما كان يمكنه العفو عنها ، لكن خاف المشيرون لئلا تنتقم منهم بسبب مشورتهم للملك فأسرعوا بتحريضه على إختيار زوجة جميلة . ويقال أن الملك كان فى العادة يختار زوجته من فتيات الرؤساء ، لكن إذ خشى الرجال أن يظن الملك أنهم دفعوه لطرد وشتى لمصلحة شخصية حاولوا اظهار حسن نيتهم بأن يختار الملك الفتاة الجميلة من أية كورة أو أى جنس ، إذ يجمعون له الفتيات الحسنات من كل المملكة . بهذا أرادو تقديم علاج لطرد وشتى بإحلال إنسانة جميلة عوضا عنها .
عمل سبعة رؤساء فارس مع الملك أحشويروش ، إذ نزعوا تأسفه على وشتى الملكة بإثارته لحب عذارى آخريات . إنهم يشفون خطأ بآخر ، وخطية بخطية أخرى ، أما نحن فيليق بنا أن نغلب أخطاءنا بتعلمنا حب الفضائل المضادة .
إستغل الرؤساء ضعف شخصية الملك وحبه للخلاعة فأخمدوا حنينه نحو وشتى بتقديم الفتيات الجميلات إلى بيت النساء فيختار حسب هواه .
طلب الغلمان أن تجمع الفتيات العذارى الحسنات المنظر من كل المملكة إلى شوشن القصر ، وكأنهم برجال العهد القديم الذين رأوا كنيسة العهد الجديد وقد ضمت فى عضويتها أبناء من كل الأمم والشعوب ودخلت بهم إلى بيت العذارى فى قصر المسيح ، أى الكنيسة التى دعيت " كنيسة الأبكار " ( عب 12 : 23 ) ، فى قصر المسيح ، أى الكنيسة التى دعيت " كنيسة الأبكار " ( عب 12 : 23 ) ، لتعلن عذراويتها الروحية وجمالها الداخلى بكونها " كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شىء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب " ( أف 5 : 27 ) . لقد اشتهى المؤمنون أن يروا هذه العذراء المقدسة وهى تملك كعروس للملك ، وكما يقول الرسول بولس : " لأنى خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح " ( 2 كو 11 : 2 ) .
2 – أستير المسبية :
إذ خلعت وشتى عن الملك حول الله هذا الأمر لخلاص شعبه بإقامة أستير – المولودة فى أرض السبى والتى قام إبن عمها مردخاى بتربيتها – ملكة عوضا عن وشتى .
" 5وَكَانَ يُقِيمُ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ رَجُلٌ يَهُودِيٌّ يُدْعَى مُرْدَخَايَ بْنَ يَائِيرَ بْنِ شَمْعِي بْنِ قَيْسٍ، مِنْ سِبْطِ بَنْيَامِينَ، 6قَدْ سُبِيَ مِنْ أُورُشَلِيمَ مَعَ جُمْلَةِ الْمَسْبِيِّينَ الَّذِينَ أَسَرَهُمْ نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ، مَعَ يَكُنْيَا مَلِكِ يَهُوذَا 7هَذَا أَشْرَفَ عَلَى تَرْبِيَةِ ابْنَةِ عَمِّهِ أَسْتِيرَ الْمَدْعُوَّةَ هَدَسَّةَ، لأَنَّهَا كَانَتْ يَتِيمَةَ الأَبَوَيْنِ. وَكَانَتِ الْفَتَاةُ رَائِعَةَ الْجَمَالِ، جَمِيلَةَ الطَّلْعَةِ تَبَنَّاهَا مُرْدَخَايُ عِنْدَ وَفَاةِ وَالِدَيْهَا." [ ع 5 - 7 ] .
تحدث الكتاب عن مردخاى الذى كان يعمل فى شوشن القصر ، وهو يهودى سبى من أورشليم فى أيام يكنيا ملك يهوذا بواسطة نبوخذنصر ملك بابل . والأمر الذى يلفت أنظارنا أن البطل الخفى فى قصة أستير هو " مردخاى " الذى إتسم بالأمانة فى تربيته لأستير وإرشاداته لها ، وأمانته فى عمله لدى الملك الغريب الجنس منقذا حياته من مؤامرة شريرة ، كما إمتاز بالتصرف الروحى العميق المملوء إيمانا وثقة فى عمل الله .
ملامح وظروف أستير جاءت مطابقة لكنيسة العهد الجديد من جوانب متعددة ، نذكر منها :
أولا : ولدت أستير فى أرض السبى ، حرمت من أرض الموعد والهيكل بكل طقوسه الجميلة ، وكأنها تمثل جماعة الأمم الذين سقطوا تحت سبى إبليس ، حرموا من بركات الله الروحية والتمتع بهيكله ... لكن الله أقامهم من هذا السبى وجعلهم ملوكا روحيين ، إذ جاء السيد المسيح لتحريرهم ، كما يقول بإشعياء :
" أرسلنى لأعصب منكسرى القلب لأنادى للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق " ( إش 61 : 1 ) .
ثانيا : " لم يكن لها أب ولا أم " [ ع 7 ] ، أى يتيمة الوالدين .
هذه هى سمة الكنيسة حين حققت دعوة الله لإبراهيم : " إذهب ... من بيت أبيك " [ تك 12 : 1 ] . لنترك أبانا القديم ، إبليس ، وأمنا الأولى أى محبة العالم ، ليكون الرب نفسه أبانا السماوى والكنيسة السماوية أمنا . لقد سأل الرب اليهود أن يتيتموا من أبيهم الشرير حين قال لهم : " أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا " ( يو 8 : 44 ) .
ثالثا : " وَكَانَتِ الْفَتَاةُ رَائِعَةَ الْجَمَالِ، جَمِيلَةَ الطَّلْعَةِ " [ ع 7 ] ... يرى العريس السماوى فى عروسه الملكة جمالا سكبه هو عليها ... إذ يقول لها : " وخرج لك إسم فى الأمم لجمالك ، لأنه كان كاملا ببهائى الذى جعلته عليك يقول السيد الرب " [ حز 16 : 14 ] .
رابعا : " 9فَحَظِيَتِ الْفَتَاةُ بِإِعْجَابِ هَيْجَايَ وَنَالَتْ رِضَاهُ، فَأَسْرَعَ يُقَدِّمُ إِلَيْهَا نَصِيبَهَا مِنَ الْعُطُورِ وَالأَطْعِمَةِ، وَخَصَّصَ لِخِدْمَتِهَا سَبْعَ فَتَيَاتٍ مِنْ قَصْرِ الْمَلِكِ، وَنَقَلَهَا مَعَ وَصِيفَاتِهَا إِلَى أَفْضَلِ مَكَانٍ فِي جَنَاحِ النِّسَاءِ. 10وَكَتَمَتْ أَسْتِيرُ أَصْلَهَا وَجِنْسَهَا لأَنَّ مُرْدَخَايَ أَوْصَاهَا بِذَلِكَ " [ ع 9 ، 10 ] .
كان هيجان حارسا لبيت العذارى ، وشعشغار حارسا للسرارى ( ع 14 ) ، أما أستير فدخلت بيت العذارى ، ووضعت فى أفضل موضع فيه ، إذ أدرك أنها ستجد نعمة فى عينى الملك وتقام ملكة . ما هو هذا الموضع إلا " البنوة لله " التى صارت لنا كعطية الروح القدس لنا فى المسيح يسوع وحيد الجنس . ففيه إرتفعنا إلى حضن أبيه لنوجد معه كأبناء له .
لم تخبر أستير عن شعبها وجنسها كمشورة مردخاى ، فالنفس إذ تنعم بالبنوة لله وتصير ملكة تحيا على مستوى سماوى ، ويصير لها جنس فائق لا تستطيع اللغة أن تعبر عنه . إنها تعيش فى صمت ، لا مت العجز القائم على إنغلاق القلب ، وإنما صمت الحب المنفتح على السماء يتأمل أعمال الله بفرح مجيد لا ينطق به .
خامسا : إتضاعها : فقد اتسمت أستير بروح الطاعة والخضوع لمربيها مردخاى حتى بعد أن جلست كملكة على أعظم عرش فى ذلك الحين ، إذ قيل :
" وَظَلَّتْ تَعْمَلُ بِوَصَايَا مُرْدَخَايَ وَكَأَنَّهَا مَا بَرِحَتْ فِي بَيْتِهِ تَحْتَ إِشْرَافِهِ " [ ع 20 ] .
3 – أستير الملكة :
إذ عاد زركسيس من حملته ضد اليونان مهزوما إنشغل باختيار الملكة الجديدة ، ويبدو أن ما تم من استعدادات مع العذارى كان قبل مجيئه من المعركة وليس بعد مجيئه ، إذ بقيت العذارى سنة كاملة يستعدن للقاء مع الملك . ويروى لنا السفر الإستعدادات التى قدمت لأستير وهى :
أولا – كملت أيام تعطرها ، " ستة أشهر بزيت المر وستة أشهر بالأطياب وأدهان تعطر النساء " ع 12 .
تشير الأطياب والأدهان إلى رائحة القيامة المبهجة .
ثانيا – " وكل ما قالت عنه أعطى لها للدخول معها من بيت النساء إلى بيت الملك " ع 13 .
تحمل العذراء معها كل ما تريده من بيت النساء ( العذارى ) ، فإنها إذ تنطلق إلى عريسها الملك السماوى تحمل ما قد جمعته هنا من مقدسات كالحب والنقاوة والفكر السماوى ، نحمله علامة حب لعريسها مما قدمه هو إليها أيام غربتها على الأرض ، أى تقدم له مما أعطاها .
ثالثا – " كانت أستير تنال نعمة فى عينى كل من رآها " ( ع 15 ) . هذا هو رصيدها الحقيقى : نعمة الله المجانية التى تقيم النفس وترتفع بها حتى تصلح لمملكة ( حز 16 : 13 ) ، فتجد نعمة فى أعين الكل ... هذه هى نعمة الله التى تسند الإنسان فى جهاده ، والتى قال عنها القديس يوحنا الذهبى الفم : [ ليس أقوى من الذى يتمتع بالعون السماوى ، كما أنه ليس أضعف من الذى يحرم منه ]
رابعا – " أخذت أستير فى الشهر العاشر هو شهر طيبيت فى السنة السابعة لملكه " ع 16 .
لا يمكن إقامة أستير كملكة إلا فى الشهر العاشر فى السنة السابعة . الشهر العاشر يشير إلى تكميل الناموس ( 10 وصايا ) ، الذى يتحقق خلال إتحادنا فى المسيح الذى وحده لم يكسر الناموس ، أما السنة السابعة فتشير إلى كمال الإنجيل . وكأن تمتعنا بالملكوت يتحقق بقبولنا الناموس روحيا فى الرب خلال نعمة الإنجيل .
خامسا – " وعمل الملك وليمة عظيمة لجميع رؤسائه وعبيده ، وليمة أستير ، عمل راحة للبلاد ، وأعطى عطايا حسب كرم الملك " ( ع 19 ) ، لقد أنسته أستير متاعب معركته مع اليونان وخسارته الفادحة ، وتحولت حياته إلى فرح ، معطيا راحة للبلاد أى اعفاء من الجزية لمدة عام أو اعفاء من التجنيد .
4 – مردخاى ينقذ الملك :
إتسم مردخاى بالأمانة ، فكان أمينا فى حياته الخاصة ، كما فى تربيته لأستير ، وفى خدمته للملك كما فى حبه لشعبه .
عرف مردخاى أن خصيين حارسى الباب يدبران مؤامرة لأغتيال الملك فأخبر أستير التى أخبرت الملك ، وإذ فحص الأمر وتحقق منه صلبهما على خشبة ، وكتب الأمر فى كتاب أخبار الأيام الخاصة بملوك الفرس .
فى تتمة أستير ( ص 12 ) يروى لنا أن الملك قدم هبات لمردخاى ، لكن فيما بعد إذ طار النوم من الملك وقرأ ما سبق أن كتبه حسب أن ما ناله مردخاى كلا شىء ( 6 : 1 – 11 ) ، وأراد تكريمه بصورة فائقة . ونحن أيضا إذ نجاهد هنا من أجل خلاص إخوتنا من العقاب الأبدى يحسبه الرب دينا ، مع أنه هو العامل فينا ومعنا ، فيهبنا بركات ونعم ، لكن هذا كله يحسبه كلا شىء عندما يتوجنا بأكليل الحياة الأبدية ويدخلنا إلى شركة أمجاده لنحيا معه وجها لوجه فى حضن الآب .
+ + +
عدل سابقا من قبل في الإثنين فبراير 19, 2007 7:33 pm عدل 1 مرات |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: الإصحاح الثالث -هامان ومقاومته للشعب الإثنين فبراير 19, 2007 7:25 pm | |
|
الإصحاح الثالث
هامان ومقاومته للشعب
إرتفع هامان فصار كرسيه فوق كراسى جميع الرؤساء الذين معه ( ع 1 ) .. وإذ كبر فى عينى نفسه حمل سمة إبليس المتعجرف إذ صار قتالا لا يستريح إلا بسفك الدم . وإذ أحكم تدبير المؤامرة للقتل والإبادة جلس يشرب ويلهو .
1 – هامان ومردخاى :
" وَبَعْدَ ذَلِكَ رَفَّعَ الْمَلِكُ أَحَشْوِيرُوشُ مِنْ مَقَامِ هَامَانَ بْنِ هَمَدَاثَا الأَجَاجِيِّ وَعَظَّمَهُ، وَجَعَلَ مَرْتَبَتَهُ فَوْقَ مَرَاتِبِ جَمِيعِ رُؤَسَائِهِ الآخَرِينَ، 2فَصَارَ جَمِيعُ رِجَالِ الْمَلِكِ الْوَاقِفِينَ عِنْدَ بَابِ الْمَلِكِ يَنْحَنُونَ وَيسْجُدُونَ لِهَامَانَ بِمُوْجِبِ أَمْرِ الْمَلِكِ. أَمَّا مُرْدَخَايُ فَأَبَى أَنْ يَنْحَنِيَ أَمَامَهُ وَيَسْجُدَ لَهُ " ( ع 1 ، 2 ) .
كان هامان قد نال كرامة عظيمة فوق الجميع فكبر فى عينى نفسه ، فأراد أن يخضع الكل له ويسجدون لعبادته . كأنه يحمل روح سيده – إبليس – الذى أراد أن يقيم من نفسه إلها ، لهذا عندما امتنع مردخاى اليهودى عن السجود له ( ع 2 )
" 5وَعِنْدَمَا تَثَبَّتَ هَامَانُ مِنْ أَنَّ مُرْدَخَايَ لاَ يَنْحَنِي وَلاَ يَسْجُدُ لَهُ اسْتَشَاطَ غَضَباً، 6وَاسْتَصْغَرَ أَنْ يُعَاقِبَ مُرْدَخَايَ وَحْدَهُ، بَعْدَ أَنْ أَخْبَرُوهُ عَنْ شَعْبِ مُرْدَخَايَ. فَعَزَمَ أَنْ يُفْنِيَ جَمِيعَ الْيَهُودِ، شَعْبِ مُرْدَخَايَ، الْمُقِيمِينَ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ مَمْلَكَةِ أَحَشْوِيرُوشَ. " ( ع 5 ، 6 ) .
حقا لقد اعتاد اليهود أن يسجدوا أمام ملوكهم للتكريم ( 2 صم 14 : 4 ، 18 : 26 ، 1 مل 1 : 16 ) ، لكن الفارسيين كانوا يقدمون العبادة لملوكهم لهذا رفض المؤمنون الإشتراك معهم فى هذا العمل .
ولما سئل مردخاى عن عدم سجوده " أخبرهم بأنه يهودى " لا يجوز له الإشتراك معهم فى هذا العمل .
ليس عجيبا أن يطلب هامان إبادة كل الشعب ، فإنه إذ يمثل إبليس بينما يرمز مردخاى للسيد المسيح ، فإن عدو الخير لا يطيق شعب المسيح ، بكونه مملكة الله .
هنا يليق بنا أن نؤكد أن ما فعله مردخاى من عدم سجود لهامان لم يكن عن كراهية أو عداوة فى داخل قلبه ولا عن كبرياء ، وإنما كما قال فى صلاته الواردة فى تتمة أستير : " إنك تعرف كل شىء وتعلم أنى لا تكبرا ولا إحتقارا ولا رغبة فى شىء من الكرامة فعلت هذا أنى لم أسجد لهامان العاتى ، فإنى مستعد أن أقبل حتى آثار قدميه عن طيب نفس لأجل نجاة إسرائيل ، ولكن خفت أن أحول كرامة إلهى إلى إنسان وأعبد أحدا سوى إلهى " ( 13 : 12 – 14 ) .
2 – المرسوم الملكى بالإبادة :
فى إبريل عام 474 ق . م . أى بعد حوالى 4 سنوات من تتويج أستير سأل هامان العرافين والسحرة أن يلقوا فورا أى قرعة ليحددوا اليوم المناسب لإبادة هذا الشعب حتى لا تفشل خطته ، فحددوه باليوم الثالث عشر من الشهر الأخير من السنة ( شهر آذار ) ، وبهذا أعطوه مهلة طويلة وكافية لتحقيق هدفه فى يوم واحد فى كل أرجاء المملكة .
التقى هامان بالملك وأثاره ضد الشعب بإتهامهم أنهم كأسرى لا يستحقوا إلا الإبادة ، وقدم عشرو آلاف وزنة من الفضة ثمنا لهذا العمل ..
سلم الملك خاتمه لهامان ، وقال له : " الفضة أعطيت لك والشعب أيضا لتفعل به ما يحسن فى عينيك " ( ع 11 ) .
وبالفعل : " 13وَحَمَلَ السُّعَاةُ الرَّسَائِلَ إِلَى جَمِيعِ أَقَالِيمِ الْمَمْلَكَةِ، وَفِيهَا أَمْرٌ بِإِبَادَةِ وَقَتْلِ وَإِهْلاَكِ جَمِيعِ الْيَهُودِ، شُبَّاناً وَشُيُوخاً وَأَطْفَالاً وَنِسَاءً فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، هُوَ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ، أَيْ شَهْرِ أَذَارَ، وَالاسْتِيلاَءِ عَلَى غَنَائِمِهِمْ " ع 13 .
إنها صورة خفيفة للحكم الذى صدر علينا بسبب حسد هامان ( إبليس ) فصار الجميع بلا إستثناء تحت حكم الموت ، حتى أن كل من ينظر إلى نفسه يضع مناحة عظيمة ويبكى نهارا وليلا ( 4 : 3 ) . هذا الحكم المر ينقلب على هامان وأتباعه خلال مردخاى وأستير ويصير خلاصا وفرحا وعيدا لكل الشعب . هكذا إن كنا بإبليس سقطنا تحت حكم الموت فبالمسيح يسوع ( مردخاى الحقيقى ) تمتعت أستير وشعبها ( الكنيسة ) بالخلاص والفرح والعيد السماوى بينما انهار إبليس وكل جنوده تحت الصليب .
3 – الملك وهامان يشربان :
كان للملك أذن واحدة يسمع بها لهامان دون أن يستفسر عن الجانب الآخر ، فلم يفحص الأمر بنفسه بل سلم كل شىء فى يدى هامان . وإذ خشى هامان لئلا يتراجع الملك ويدرك الأمر صار يشرب معه فيلتهى الملك بملذاته على حساب شعبه .
" 14وَكَانَ لاَبُدَّ مِنْ إِذَاعَةِ نُسْخَةٍ مِنْ نَصِّ هَذَا الْمَرْسُومِ فِي كُلِّ إِقْلِيمٍ لِتُصْبِحَ قَانُوناً يُعْمَلُ بِهِ، كَيْ يَتَأَهَّبَ الشَّعْبُ اسْتِعْدَاداً لِذَلِكَ الْيَوْمِ. 15وَهَكَذَا انْطَلَقَ السُّعَاةُ مُسْرِعِينَ تَلْبِيَةً لأَمْرِ الْمَلِكِ، بَعْدَ أَنْ صَدَرَ الأَمْرُ فِي شُوشَنَ الْعَاصِمَةِ. وَجَلَسَ الْمَلِكُ وَهَامَانُ يَتَنَادَمَانِ عَلَى الشَّرَابِ. أَمَّا أَهْلُ شُوشَنَ فَقَدِ اعْتَرَتْهُمُ الْحَيْرَةُ! " ( ع 14 ) .
+ + +
عدل سابقا من قبل في الإثنين فبراير 19, 2007 7:32 pm عدل 1 مرات |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: الإصحاح الرابع -مردخاى يحث أستير الإثنين فبراير 19, 2007 7:26 pm | |
|
الإصحاح الرابع
مردخاى يحث أستير
إذ سمع مردخاى بما فعله هامان التزم بالتصرف الروحى الحكيم ، إذ لبس المسوح وتذلل أمام الله وقدم الصلوات كما طالب أستير بالصوم والتذلل مع الألتقاء بالملك وكشف خطة هامان . هكذا يسند الصلوات بإنسحاق القلب دون أن يهمل العمل بروح الحكمة البناءة .
1 – تذلل مردخاى :
" وَعِنْدَمَا عَلِمَ مُرْدَخَايُ بِكُلِّ مَا حَدَثَ مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَارْتَدَى مِسْحاً، وَعَفَّرَ رَأْسَهُ بِالرَّمَادِ، وَقَصَدَ إِلَى وَسَطِ الْمَدِينَةِ، لاَ يَكُفُّ عَنِ الْعَوِيلِ وَالصُّرَاخِ الْمَرِيرِ، 2وَوَقَفَ أَمَامَ مَدْخَلِ بَابِ الْمَلِكِ، إِذْ يُحَظَّرُ عَلَى أَيِّ وَاحِدٍ دُخُولُ بَابِ الْمَلِكِ وَهُوَ مُرْتَدٍ مُسُوحاً. 3وَعَمَّتِ الْمَنَاحَةُ الْعَظِيمَةُ يَهُودَ كُلِّ إِقْلِيمٍ ذَاعَ فِيهِ أَمْرُ الْمَلِكِ، فَأَخَذَ الْيَهُودُ فِي الصَّوْمِ وَالْبُكَاءِ وَالنَّحِيبِ، وَافْتِرَاشِ الْمُسُوحِ وَذَرِّ الرَّمَادِ عَلَى الرُّؤُوسِ " ع 1 – 3
إذ علم مردخاى بما فعله هامان شق ثيابه علامة الحزن الشديد كما فعل رأوبين حينما رجع إلى البئر ولم يجد يوسف أخاه ( تك 37 : 29 ) ، ولبس المسوح علامة انسحاق قلبه وتذلله وصرخ صرخة مرة فقد أدرك أن ما حل بشعبه كان بسببه ... هذا وقد تمتع مردخاى بقلب متسع بحب أخوته فلا يطيق أن يرى آلامهم . إنه كنحميا الذى سمع الأخبار المؤلمة فى أورشليم فقال : " جلست وبكيت ونحت أياما وصمت وصليت أمام إله السماء " ( نح 1 : 4 ) .
إن كان مردخاى يمثل السيد المسيح ، فطريق الخلاص إنما بدأ بشق مردخاى ثيابه ولبس المسوح وخروجه إلى المدينة ليصرخ صرخة مرة تهز أبواب السماء ، فتخلص أستير الملكة وشعبها من الإبادة . هكذا خلع السيد المسيح مجده مخليا ذاته من أجلنا ( تمزيق الثياب ) ، حاملا جسدنا ( لبس المسوح ) ، وحالا فى وسطنا على أرضنا ( خروجه إلى المدينة ) وصرخ على الصليب ليسلم روحه من أجل خلاصنا .
فى كل كورة وصل إليها أمر الملك تحولت حياة اليهود إلى مناحة وصوم وبكاء كما فرش الكثيرون المسوح ممتثلين بمردخاى ... إنها صورة حية للمؤمنين الذين يتأملون يوم الرب العظيم وإذ يدركون عمل الخطية فيهم ينوحون مقدمين توبة صادقة ليغتصبوا مراحم الرب .
أخيرا جاء مردخاى إلى قدام باب الملك لكنه لم يدخل بسبب المسوح ، هكذا كان الملوك يعيشون فى قصورهم لا يريدون أن يلتقوا بالمتألمين والمظلومين إذ يهتموا براحتهم النفسية دون مبالاة بالشعب . أغلقوا الأبواب أمام لابس المسوح لكى ينزل ملك الملوك نفسه لابسا المسوح ، ويشاركهم آلامهم ، وينطلق بهم بروحه القدوس لا إلى باب الملك أو داخل قصره ، وإنما إلى حضن الآب عينه . هكذا أغلق العظماء أبواب قصورهم فى وجه المحتاجين لينزل العظيم إليهم ويحملهم إلى سمواته .
2 – حزن أستير وبعث هتاخ له :
إغتمت أستير جدا لما سمعت بما فعله مردخاى ، إذ أرسلت إليه ثيابا لم يقبل أن ينزع مسحه عنه . فأرسلت إليه هتاخ أحد الخصيان الذى بين يديها ، فأخبره مردخاى بكل ما فعله هامان وأعطاه صورة من أمر الملك وطلب منه أن يوصى أستير أن تدخل إلى الملك وتتضرع إليه وتطلب منه لأجل شعبها
3 – رسائل بين أستير ومردخاى :
إذ أخبر هتاخ استير بكلام مردخاى ، أرسلت إليه تقول بأنها لم تدع لتدخل عند الملك هذه الثلاثين يوما ، فإن دخلت تقتل ما لم يمد الملك قضيب الذهب فتحيا . أما هو فعاد يخبرها :
" 12فَأُبْلِغَ مُرْدَخَايُ بِكَلاَمِ أَسْتِيرَ. 13فَطَلَبَ أَنْ يُجِيبُوهَا: «لاَ يَخْطُرَنَّ بِبَالِكِ أَنَّكِ سَتَنْجِينَ مِنَ الْعَاقِبَةِ مِنْ دُونِ سَائِرِ الْيَهُودِ، لأَنَّكِ فِي قَصْرِ الْمَلِكِ. 14لأَنَّكِ إِنْ لَزِمْتِ الصَّمْتَ فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ، فَإِنَّ الْفَرَجَ وَالنَّجَاةَ لاَبُدَّ أَنْ يَأْتِيَا لِلْيَهُودِ مِنْ مَصْدَرٍ آخَرَ، وَأَمَّا أَنْتِ وَبَيْتُ أَبِيكِ فَتَفْنَوْنَ. وَمَنْ يَدْرِي، فَلَرُبَّمَا قَدْ وَصَلْتِ إِلَى عَرْشِ الْمُلْكِ لِوَقْتٍ مِثْلِ هَذَ " ع 12 – 14
إن كان مردخاى قد مزق ثيابه ولبس المسوح وصرخ صرخة مرة فى وسط المدينة ، ليس يأسا ولا فقدان رجاء وإنما تذللا أمام الله إيمانا به أنه قادر أن يعمل ، وحثا لشعبه أن يشترك معه فى الإنسحاق أمام الله ... هذا ما كشفته كلماته الأخيرة لأستير فقد آمن أن الخلاص قادم لا محالة ، بأستير أو بغيرها الله يعمل ، إذ يقول لها : " لأنك إن سكت سكوتا فى هذا الوقت يكون الفرج والنجاة لليهود من مكان آخر " . وكأنه يقول لها : الله لا يعدم الوسيلة ، فسيخلص على كل حال ، لكننى أخشى أن تخسرى إكليلك فلعله أرسلك إلى هذا الموضع ليعمل بك فتتمتعين بالإكليل .
ليتنا فى وقت التجربة نكون كمردخاى نؤمن أن الخلاص قادم لا محالة ، والله لا بد وأن ينقذ ، لكنه ليتنا نخرج من التجربة غالبين ومنتصرين لا محطمين وخاسرين . إن آمنا بعمل الله تنتهى التجربة ، ونكون قد كللنا فى عينيه ، فنقتنى لأنفسنا ربحا على مستوى سماوى .
إن كان مردخاى واجه أستير بصراحة وشجاعة لينزع عنها كل خوف ، ففى اتضاع قبلت الملكة رسالته وكانت إجابتها تكشف عن قلب متسع بالحب الفائق ، إذ قالت :
" «امْضِ اجْمَعْ كُلَّ الْيَهُودِ الْمُقِيمِينَ فِي شُوشَنَ، وَصُومُوا مِنْ أَجْلِي وَلاَ تَأْكُلُوا وَلاَ تَشْرَبُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لَيْلاً وَنَهَاراً، وَسَأَصُومُ أَنَا وَوَصِيفَاتِي أَيْضاً مِثْلَكُمْ. ثُمَّ أَدْخُلُ إِلَى الْمَلِكِ مُخَالِفَةً الْعُرْفَ الْمُتَّبَعَ، فَإِذَا هَلَكْتُ، هَلَكْتُ» " ع 16
أحبت أستير شعبها ، فقدمت حياتها للموت من أجلهم .. فمع كونها ملكة عظيمة جميلة المنظر ، فى مقتبل عمرها ، محبوبة من رجلها ، لكنها قبلت أن تدخل إليه دون أن يدعوها وهى تعلم وحشيته لا يعرف الرحمة حتى على أصدقائه فعندما توسل إليه ليسياس أن يعفى إبنه الأكبر من الحرب مقدما أبنءه الخمسة الآخرين ما كان منه إلا أن شطر الولد شطرين وطلب من الجند أن يسيروا على جثمانه بأقدامهم حتى يعرف الكل حزمه وصرامته .
عرضت حياتها للهلاك بإيمان ، فلم تلق باللوم على مردخاى ولا اتهمته بالكبرياء لعدم خضوعه لهامان ، وإنما بإيمان حى أدركت أن خطاياها هى وكل شعبها هى السبب ، إذ نسمع فى صلاتها التى جاءت فى تتمة أستير تقول : " إنا قد أخطئنا أمامك ولذلك أسلمتنا إلى أيدى أعدائنا ، لإنا عبدنا آلهتهم وأنت عادل يارب " ( 14 : 6 ، 7 ) ... بالإيمان عرفت مفتاح الخلاص : الأعتراف بالخطايا والرجوع إلى الله المخلص .
طلبت الصوم إنقطاعيا من أكل وشرب ثلاثة أيام ، وكأنها أرادت أرادت أن تدخل مع الرب فى قبره لتقوم معه فى اليوم الثالث . لقد آمنت بالقادر أن يقيمها هى وشعبها من الموت . كأنها شاركت يونان رمز المسيح فدخلت فى جوف الحوت تعاين دفن السيد المسيح وإحتماله الموت عن شعبه لتخرج تكرز ببشارة الحياة .
كان لزاما أن تدخل استير إلى الملك ، لكنها أرادت أن تدخل إلى قلبه بالله الذى وحده فى يده قلب الملك ( أم 21 : 1 ) فلجأت إليه بالصوم والصلاة حتى يغير طبيعته الحجرية ، ويفتح أبوابه لها فتدخل مع الرب نفسه ليخلصها مع شعبها .
+ + +
عدل سابقا من قبل في الإثنين فبراير 19, 2007 7:31 pm عدل 1 مرات |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: الإصحاح الخامس-أستير تدعو الملك للوليمة الإثنين فبراير 19, 2007 7:27 pm | |
|
الإصحاح الخامس
أستير تدعو الملك للوليمة
إذ صامت أستير مع جواريها ومردخاى وكل يهود شوشن فى تذلل أمم الله وبدموع إنطلقت أستير إلى الملك متكئة على صدر إلهها لكى تدعو الملك وهامان إلى وليمة خاصة ... هى فى الحقيقة وليمة الصليب التى خلالها خلص شعب الله وهلك هامان ( إبليس ) .
1 – أستير تقابل الملك :
" وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ ارْتَدَتْ أَسْتِيرُ ثِيَاباً مَلَكِيَّةً، وَوَقَفَتْ فِي الْقَاعَةِ الدَّاخِلِيَّةِ أَمَامَ الْبَهْوِ الْمَلَكِيِّ، الَّذِي يَجْلِسُ فِيهِ الْمَلِكُ عَلَى عَرْشِهِ " ( ع 1 ) .
أعدت أستير نفسها لهذا اللقاء بالصوم والتذلل مع الصلاة وجاءت تلتقى مع الملك فى اليوم الثالث لتدعوه مع هامان إلى وليمة تعدها لهما . لقد رأى كثير من الآباء أن رقم " 3 " يشير إلى القيامة ، فإن كانت وليمة أستير تشير إلى وليمة الصليب التى أعدها الرب ليخلص شعبه ويصلب إبليس وكل أعماله الشريرة . فإنها إنطلقت إلى هذه الوليمة بروح القيامة .
بمعنى آخر إن كانت هذه الوليمة تشير إلى الصليب ، فإن ما أصاب هامان من هلاك إنما هو بصليب الرب القائم من الأموات . على الصليب هلك هامان الحقيقى أى إبليس لأن المرتفع على الصليب هو " القيامة " بعينه ( يو 11 : 25 ) .
يقدم لنا تتمة أستير صورة رائعة تفصيلية عن لقاء أستير مع الملك ( ص 15 ) ، فيذكر أنها إذ خلعت ثياب حدادها ولبست ملابس مجدها استدعت مدبر الكل ومخلص الجميع الله ( ع 5 ) . وكأنها تعلن أنها من أجله خلعت المسوح ولأجله لبست المجد ، وأنها لن تنطلق للعمل بدونه . إستدعته ليكون مرافقا لها ، لا بل ليكون فى قلبها ويتكلم على لسانها ، بل تكون هى مختفية فيه حتى يطلق سهامه فى قلب الملك ليحوله من القسوة إلى الحب . لقد استدعت الله مخلص الجميع إذ عرفت " قلب الملك فى يد الرب كجداول مياة حيثما شاء يميله " ( أم 21 : 1 ) .
إنطلقت أستير معها جاريتان ، تستند على واحدة كأنها لم تستطع أن تقف لتنعمها وترفهها والأخرى تتبعها ترفع أذيالها ... وكانت مشرقة اللون فى ريعان جمالها ووجهها انيس ومحبوب جدا . دخلت كل الأبواب بابا بابا ثم وقفت قبالة الملك حيث كان جالسا على عرشه بلباس الملك مزينا بالذهب والجواهر ومنظره رهيب فرفع عينيه وأظهر غضب قلبه باشتعال عينيه فسقطت الملكة واسحال لون وجهها إلى صفرة واتكأت رأسها على الجارية استرخاء ، فحول الله روح الملك إلى الحلم فأسرع ونهض عن العرش مشفقا وضمها بذراعيه حتى ثابت إلى نفسها وكان يلاطفها بهذا الكلام : " مالك يا أستير أنا أخوك لا تخافى إنك لا تموتين إنما الشريعة ليست عليك ولكن على العامة ، هلمى وألمسى الصولجان " . وإذ لم تزل ساكنة أخذ صولجان الذهب وجعله على عنقها وقلبها ، وقال : " لماذا لا تكلميننى ؟! " فأجابت وقالت : " إنى رأيتك يا سيدى كأنك ملاك الله فاضطربت قلبى هيبة من مجدل ، لأنك عجيب جدا يا سيدى ووجهك مملوء نعمة " . وفيما هى تتكلم سقطت ثانية وكاد يغشى عليها ، فاضطرب الملك وكان جميع أعوانه يلاطفونها .
إنه لقاء عجيب يكشف عن لقاء الكنيسة الحية المختفية فى المسيح يسوع القائم من الأموات مع الآب لتنعم بحبه وأحضانه الأبدية .
لنسير مع أستير التى بدت كخائرة ، وكأنها تسقط تحت الصليب مع مسيحها ، تشرب معه كأس آلامه وتشاركه شبه موته لتحمل قوة قيامته .
2 – دعوة الملك وهامان للوليمة :
لم تدخل أستير فقط إلى حيث العرش إنما دخلت إلى قلب الملك الذى ضمها بين ذراعيه وأخذ يلاطفها ويسألها : " مالك يا أستير الملكة ؟ وما هى طلبتك ؟ إلى نصف المملكة تعطى لك ! " ( ع 3 ) . لم يكن يتوقع الملك إجابة أستير :
" 7فَأَجَابَتْ أَسْتِيرُ: «إِنَّ رَغْبَتِي وَطِلْبَتِي هِيَ: 8إِنْ كُنْتُ قَدْ حَظِيتُ بِرِضَى الْمَلِكِ، وَإِنْ طَابَ لِلْمَلِكِ أَنْ يَقْضِيَ لِي طِلْبَتِي، فَلْيَأْتِ غَداً وَفِي صُحْبَتِهِ هَامَانُ إِلَى الْمَأْدُبَةِ الَّتِي أُقِيمُهَا لَهُمَا، وَمِنْ ثَمَّ أَرْفَعُ لَهُ طِلْبَتِي بِمُوْجِبِ أَمْرِهِ" [ ع 7 ، 8 ] .
لا نعرف لماذا أجلت أستير طلبتها فى وقت وعدها فيه الملك أن يهبها حتى إلى نصف المملكة ، هل شعرت بشىء من الخوف فأرادت أن تستجمع شجاعتها بالصلاة طوال اليوم ، أو لعلها بحكمتها لم ترد أن تتعجل الطلب حتى لا يشعر الملك أنها قد ضغطت عليه واستغلت حبه لها ؟! إنما نعرف تفسيرا أهم أنه كان يجب أن نؤجل الحديث إلى غد حتى يمتلىء كأس شر هامان ويصنع الصليب لمردخاى ( ع 14 ) حتى يصلب هو عليه . يد الله قد دفعتها للتأجيل حتى تتحقق خطة الله الخلاصية فى أروع صورها ، يتمجد مردخاى بمذلة هامان حيث كان ينادى قدامه فى ساحة المدينة " هكذا يصنع للرجل الذى يسر الملك بأن يكرمه " ( 6 : 11 ) ، ويعد هامان الخشبة لنفسه .
كان تأجيل الطلب على ما يبدو باعلان إلهى إن لم يكن بصورة ملموسة فيعمل الله فى قلبها وعلى لسانها كما طلبت هى أن يعطيها كلام حكمة ... وخلال هذا التأجيل أسرع الله بتمجيد مردخاى بعد أن نزع الله النوم من عينى الملك ( ص 6 ) وأسرع هامان إلى إشعال النار لحرق نفسه .
أما لماذا طلبت هامان أن يحضر مع الملك ؟! ربما لأنها إذ أرادت أن تشتكيه للملك لم تقبل أن تفعل ذلك من ورائه ، بل مواجهة معه . لقد أرادت أن تضرب بحجر عصفورين : ترضى الملك بمجىء هامان المحبوب جدا لديه ، وفى نفس الوقت تشتكى هامان أمام الملك فى حضرته .
3 – هامان يعد الصليب :
" 9فَخَرَجَ هَامَانُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ لَدُنِهَا بِقَلْبٍ يَفِيضُ فَرَحاً وَانْشِرَاحاً، وَلَكِنْ عِنْدَمَا شَاهَدَ مُرْدَخَايَ فِي بَابِ الْمَلِكِ لاَ يَقِفُ أَوْ يَنْحَنِي أَمَامَهُ، تَفَجَّرَ بِالْغَيْظِ عَلَى مُرْدَخَايَ، 10إِلاَّ أَنَّهُ تَجَلَّدَ وَمَضَى إِلَى بَيْتِهِ، حَيْثُ اسْتَدْعَى الْمُقَرَّبِينَ إِلَيْهِ وَزَرَشَ زَوْجَتَهُ، 11وَرَاحَ يُعَدِّدُ أَمَامَهُمْ مَا يَمْلِكُ مِنْ ثَرْوَاتٍ وَمِنْ بَنِينَ، وَكُلَّ مَا أَنْعَمَ عَلَيْهِ الْمَلِكُ بِهِ مِنْ عَظَمَةٍ وَجَاهٍ، حَتَّى صَارَتْ مَرْتَبَتُهُ فَوْقَ مَرْتَبَةِ جَمِيعِ رُؤَسَاءِ الْمَلِكِ وَرِجَالِهِ! 12وَأَضَافَ: «حَتَى أَسْتِيرُ الْمَلِكَةُ لَمْ تَدْعُ مَعَ الْمَلِكِ إِلَى الْمَأْدُبَةِ الَّتِي أَقَامَتْهَا سِوَايَ، وَأَنَا مَدْعُوٌّ غَداً مَعَ الْمَلِكِ لِحُضُورِ مَأْدُبَةٍ ثَانِيَةٍ. 13وَلَكِنَّ هَذَا كُلَّهُ لاَ قِيمَةَ لَهُ عِنْدِي حِينَ أَرَى مُرْدَخَايَ الْيَهُودِيَّ جَالِساً أَمَامَ بَابِ الْمَلِكِ». 14عِنْدَئِذٍ قَالَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ زَرَشُ وَسَائِرُ الْمُقَرَّبِينَ إِلَيْهِ: «لِيُجَهِّزُوا خَشَبَةً ارْتِفَاعُهَا خَمْسُونَ ذِرَاعاً (خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ مِتْراً)، وَاطْلُبْ مِنَ الْمَلِكِ فِي الصَّبَاحِ أَنْ يَأْمُرَ بِصَلْبِ مُرْدَخَايَ عَلَيْهَا، ثُمَّ اذْهَبْ مَعَ الْمَلِكِ إِلَى الْمَأْدُبَةِ سَعِيداً». فَاسْتَصْوَبَ هَامَانُ الرَّأْيَ، وَأَمَرَ بِتَجْهِيزِ الْخَشَبَةِ! " ( 9 – 14 ) .
إذ حسب هذا المتكبر الذى لا يفكر إلا فى نفسه أن الملكة ترغب فى تكريمه لمصاحبته للملك فى الوليمة ، ولم يعلم أنها دعته لدينونه ، شأنه شأن المعجبين بأنفسهم المخادعين لذواتهم ، وكما قيل لأدوم : " أنت محتقر جدا ، تكبر قلبك قد خدعك " ( عو 2 : 3 ) .
خرج فرحا وطيب القلب ، ولكنه رأى مردخاى لا يسجد له فأمتلأ غيظا .. وهكذا جمع هامان أهل بيته وأحباءه ليعلن لهم غناه وكرامته ، قائلا :
" وكل هذا لا يساوى عندى شيئا كلما أرى مردخاى اليهودى جالسا فى باب الملك " ( ع 13 ) .
إنه لا يطيق أن يرى مردخاى جالسا فى باب الملك حتى لو دعى هو إلى وليمة الملك . هذا هو فكر إبليس نحو أولاد الله إذ لا يطيقك أحدا منهم أن تجلس فى باب ملك الملوك ، حاسبا هذا خسارة له .
لقد صنع صليبا إرتفاعه 50 ذراعا حتى يستطيع أن ينعم برؤية مردخاى مصلوبا وهو فى القصر من بعيد فيشفى غليله . لكن رقم 50 يحمل معنى رمزيا ، فهو يشير إلى الحرية ، إذ فى اليوبيل ( السنة الخمسين ) ينعم اليهود على اليهود بالعتق كما تتحرر الأرض وترد إلى أصحابها ... وبالصليب تحررت البشرية المؤمنة من هامان الحقيقى . ففى الصليب ترى مسيحها يفتح ذراعيه لكى يضم العالم كله – من اليهود والأمم – ليعتقهم من أسر إبليس وينطلق بهم إلى حضن أبيه .
+ + +
عدل سابقا من قبل في الإثنين فبراير 19, 2007 7:30 pm عدل 1 مرات |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: الإصحاح السادس-الله يمجد مردخاى الإثنين فبراير 19, 2007 7:29 pm | |
|
الإصحاح السادس
الله يمجد مردخاى
فى أمانة وبحب صادق تذلل مردخاى أمام الله وحث أستير على العمل بطريقة روحية ، إذ عاد إلى عمله فى القصر لم يتراجع عن سلوكه الروحى التقوى إذ لم يسجد لهامان . قضى هامان الليلة كلها يعد الصليب ليتشفى فى مردخاى ، لكن الله نزع النوم أيضا عن عينى الملك حتى يتمجد مردخاى ويبطل عمل هامان .
1 – الملك يذكر أعمال مردخاى :
" فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَرِقَ الْمَلِكُ، فَأَمَرَ أَنْ يَأْتُوا إِلَيْهِ بِكِتَابِ تَاريِخِ أَيَّامِ الْمَمْلَكَةِ، فَقُرِيءَ عَلَى الْمَلِكِ، 2وَإِذَا مَكْتُوبٌ فِيهِ مَا كَشَفَهُ مُرْدَخَايُ عَنْ مُؤَامَرَةِ بِغْثَانَا وَتَرَشَ خَصِيَّيِ الْمَلِكِ وَحَاجِبَيِ الْبَابِ اللَّذَيْنِ خَطَّطَا لاِغْتِيَالِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ. 3فَسَأَلَ الْمَلِكُ: «أَيَّةُ مُكَافَأَةٍ وَإِكْرَامٍ أَجْزَلْتُهُمَا لِمُرْدَخَايَ مِنْ أَجْلِ هَذَا؟» فَأَجَابَهُ رِجَالُهُ الْقَائِمُونَ عَلَى خِدْمَتِهِ: «لَمْ يُكَافَأْ بِشَيْءٍ». " ( ع 1 : 3 )
إنه لتوقيت عجيب ، فبينما كانت أستير تعد الوليمة ولم يكن سهلا عليها أن تهاجم هامان المحبوب لدى الملك ، وكان هامان يسهر الليلة كلها يعد لمردخاى صليبا ضخما ، كان الله يستخدم كل الأحداث معا لتحقيق خطته الخلاصية فى أروع صورة . فما لم يستطع مردخاى وأستير عمله قام به الرب نفسه إذ نزع النوم عن عينيه حتى يحثه على مكافأة مردخاى من أجل أمانته فى العمل وإنقاذ حياته .
إستجاب الرب لصلوات مردخاى التى قدمها بحياته العملية كما بلسانه ، فبينما كان هامان يحكم خطته ليهوى بمردخاى حتى التراب ، إذا بالله " يقيم المسكين من التراب ، يرفع الفقير من المزبلة للجلوس مع الشرفاء ، ويملكهم كرسى المجد ، لأن للرب أعمدة الأرض " ( 1 صم 2 : 8 ) .
يقول القديس يوحنا الذهبى الفم : [ إن كان مردخاى هذا عندما تذكر الملك خدماته صارت نافعة له وبسببها إرتفع إلى مجد عظيم هكذا ، فكم بالحرى يليق بنا أن نكون شاكرين لله ونقدم له بفيض كل ما لنا عندما نذكر غفرانه لخطايانا التى ارتكبناها ضده وما قدمه لنا من صلاح ؟! ] .
2 – الملك يستشير هامان :
جاء هامان فى الصباح المبكر بعد ليلة ربما قضاها كلها مع النجارين فى عمل الصليب ، وإذ أراد مقابلة الملك ليستأذنه فى صلب مردخاى حتى ينعم بالسلام الداخلى قبل تمتعه بوليمة أستير ، وجد الملك نفسه يطلبه ليستشيره ، قائلا له : " ماذا يعمل لرجل يسر الملك أن يكرمه ؟ فقال هامان فى قلبه : من يسر الملك بأن يكرمه أكثر منى ؟! " ( ع 6 ) .
وفى كبرياء قلبه ظن أنه ليس من إنسان يحبه الملك مثله ، فبالغ فى التكريم جدا ، ولم يدرك أنه
" قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح " ( أم 16 : 18 ) .
بالغ فى التكريم فطلب أن يلبس المحبوب من الملك الثوب الملوكى ويركب فرس الملك وتتوج رأس الفرس بتاج كعادة الأشوريين والفارسيين ، وأن ينادى أمامه فى ساحة المدينة : هكذا يصنع بالرجل الذى يسر الملك بأن يكرمه .
لقد حمل هامان روح إبليس الذى كرمه الله – قبل السقوط – فكان كاروبا مع أعلى الطغمات السمائية ، وفى كبرياء أراد أن يختلس ما لله لحساب نفسه ، هكذا أراد هامان أن يختلس ثوب الملك وفرسه وكرامته !
3 – هامان يسقط أمام مردخاى :
سقطت كلمات الملك على أذنى هامان كصاعقة حين قال له : " أفعل هكذا لمردخاى اليهودى الجالس فى بيت الملك ، لا يسقط شىء من جميع ما قلته " ( ع 10 ) فإن كان هامان لا يطيق مردخاى بسبب جنسيته وانتسابه لله ، فها هو الملك يمجده ويكرمه ملقبا إياه " اليهودى " ، ولعله عرف ذلك خلال مناقشته بخصوص مكافأته .
يا للعجب تذلل مردخاى فرفعه الملك إلى كرامة فائقة ، وتكبر قلب هامان فهوى إلى تحت قدميه .
ماذا نرى فى مردخاى الممجد إلا عمل المسيح الممجد الذى رفعنا معه إلى مجده بعد أن تذلل من أجلنا وصرخ بسببنا على الصليب صرخة مرة . لبس مردخاى الثوب الملكى أما السيد المسيح فأعطانا ذاته لكى نلبسه ( غل 3 : 27 ) فنختفى فيه .
ركب مردخاى فرسا ملوكيا أما السيد المسيح فوهبنا نعمته الإلهية لتحملنا من مجد إلى مجد وتنطلق بنا إلى حضن أبيه . نال مردخاى تاج الملك أما السيد المسيح فوهبنا فيه شركة الطبيعة الإلهية وجعلنا ورثة الله ووارثون مع المسيح ( رو 8 : 27 ) ، فيه صرنا موضع سرور الآب ، وكان ينادى أمامنا : " هكذا يفعل بالرجل الذى يسر الملك بأن يكرمه " .
4 – إنهيار هامان :
" ورجع مردخاى إلى باب الملك ، وأما هامان فأسرع إلى بيته نائحا ومغطى الرأس " ( ع 12 ) .
إذ كرم مردخاى فى ساحة المدينة ونال مجدا لم يتوقعه أحد عاد إلى بيت الملك مرفوع الرأس ، أما هامان الذى كان يسجد له الكل فخجل ورجع إلى بيته نائحا ومغطى الرأس . وكانت تغطية الرأس بالنسبة للرجل علامة الحزن الشديد والعار ، فعندما هرب داود من أمام إبنه أبشالوم " كان يصعد باكيا ، ورأسه مغطى ، ويمشى حافيا ، وجميع الشعب الذى معه غطوا كل واحد رأسه " ( 2 صم 15 : 30 ) .
عاد هامان إلى بيته ليلتقى مع زرش زوجته وحكمائه ( السحرة ) ليعلنوا له سقوطه ، فيحطموا نفسه بالأكثر ، إذ قالوا له : " إذا كان مردخاى الذى إبتدأت تسقط قدامه من نسل اليهود فلا تقدر عليه بل تسقط قدامه سقوطا ... " ( ع 13 ) .
يبدو أن هذه الكلمات حطمته حتى صار متراخيا فى الذهاب إلى وليمة أستير ، إذ قيل :
" وفيما هم يكلمونه وصل خصيان الملك وأسرعوا للإتيان بهامان إلى الوليمة التى عملتها أستير " ( ع 14 ) .
خرج هامان إلى الوليمة بروح مغايرة لما كان عليه حين تلقى الدعوة بالأمس ، إذ صار كغنمة تساق إلى الذبح . حقا " مخيف هو الوقوع فى يد الله الحى " ( عب 10 : 31 ) ، وكما يقول المرتل :
" تورطت الأمم فى الحفرة التى عملوها ، فى الشبكة التى أخفوها انتشبت أرجلهم ، معروف هو الرب ، قضاء أمضى ، الشرير يعلق بعمل يديه " ( مز 9 : 15 ، 16 ) .
+ + + |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: الإصحاح السابع -نهاية هامان الإثنين فبراير 19, 2007 7:37 pm | |
|
الإصحاح السابع
نهاية هامان
فى وليمة أستير نرى صورة حية لوليمة الصليب التى فيها تنعم أستير الحقيقية ( الكنيسة ) بالخلاص من الهلاك والقتل والأبادة ( ع 4 ) ، وفيها ينكشف هامان الحقيقى ( إبليس ) فيسقط تحت قدميها فى مذلة ويغطى وجهه ويسحب إلى الصليب حيث يفقد سلطانه بل وحياته .
1 – الملك وهامان يشربان :
" وَحَضَرَ الْمَلِكُ وَهَامَانُ مَأْدُبَةَ أَسْتِيرَ الْمَلِكَةِ " ( 1 )
ما هى هذه الوليمة التى قدمتها أستير ليشرب فيها الملك وهامان إلا وليمة الصليب التى تقدمها الكنيسة للملك ، أى لله ، الذى يسر بذبيحة المخلص ويشتمها رائحة سرور ، لذلك يصلى الكاهن : " هذا الذى أصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب عن خلاص جنسنا ، فاشتمه أبوه الصالح وقت المساء على الجلجثة " .
إن كان الملك بفرح شرب فى وليمة الصليب واشتم رائحة حب إبنه الحبيب فقد شرب هامان فى ذات الوليمة كأس غضب الله عليه وعلى أعماله الشريرة . الوليمة التى أبهجت قلب الله بكنيسته حطمت إبليس وكشفت خداعاته ونزعت سلطانه .
2 – رضى الملك على أستير :
إذ دخل الملك إلى الوليمة وشرب من محبة أستير له ، قال لها :
" 2وَبَيْنَمَا كَانَا يَشْرَبَانِ الْخَمْرَ سَأَلَ الْمَلِكُ أَسْتِيرَ: «مَا هِيَ طِلْبَتُكِ يَاأَسْتِيرُ الْمَلِكَةُ فَتُوْهَبَ لَكِ؟ مَا هُوَ سُؤْلُكِ وَلَوْ إِلَى نِصْفِ الْمَمْلَكَةِ؟» ( ع 2 )
إنه يناديها بإسمها ، ويسألها أن تطلب ولو إلى نصف مملكته ، إذ حسبها له ، شريكه معه فى مجده . وفى نفس الوقت يدعوها " الملكة " ليذكرها بمركزها الملوكى فمن حقها أن تطلب بدالة وجرأة لتنال قلب الملك ومجده أيضا .
أمام هذا الحب الإلهى الفائق ماذا تطلب الكنيسة أو النفس البشرية كعضوة فى الكنيسة ؟ إنها كأستير لا تطلب مالا ولا كرامة ولا بركة أرضية ، إنما طلبت من أجل خلاص نفسها وخلاص إخوتها ، إذ قالت :
" فَأَجَابَتِ الْمَلِكَةُ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ حَظِيتُ بِرِضَاكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ وَإِنْ طَابَ لِلْمَلِكِ فَإِنَّ طِلْبَتِي أَنْ تَحْفَظَ حَيَاتِي، وَسُؤْلِي أَنْ تُنْقِذَ شَعْبِي، 4لأَنَّهُ قَدْ تَمَّ بَيْعِي أَنَا وَشَعْبِي لِلْهَلاَكِ وَالْقَتْلِ وَالإِبَادَةِ. وَلَوْ أَنَّهُمْ بَاعُونَا عَبِيداً وَإِمَاءً لَكُنْتُ سَكَتُّ، لأَنَّ هَذَا الأَمْرَ لاَ يُبَرِّرُ إِزْعَاجَ الْمَلِكِ». 5فَقَالَ الْمَلِكُ أَحَشْوِيرُوشُ لِلْمَلِكَةِ أَسْتِيرَ: «مَنْ هُوَ هَذَا الَّذِي يَجْرُؤُ أَنْ يَرْتَكِبَ مِثْلَ هَذَا؟ أَيْنَ هُوَ؟" ( ع 3 – 5 ) .
ماذا تطلب أستير وقد تعرضت حياتها وحياة شعبها للهلاك والقتل والإبادة ؟!
هنا تبرز أستير كأم حقيقية تحتضن بالحب كل إخوتها ، تعمل وتطلب من أجل خلاص الجميع . لم تقف فى سلبية أمام إخوتها ، إنما تذللت وصلت وجاهدت حتى النهاية من أجل خلاصهم . فالحياة الإيمانية تنطلق بإلإنسان خارج الأنا ليعيش بفم مفتوح وقلب متسع للجميع ( 2 كو 6 : 11 ) .
3 – كشف هامان الردىء :
إذ سأل الملك عن العدو الذى باع أستير وشعبها للهلاك والقتل والأبادة ، قالت : " 6فَأَجَابَتْ: «إِنَّ هَذَا الْخَصْمَ وَالْعَدُوَّ هُوَ هَامَانُ الشِّرِّيرُ».( ع 6 ) .
إن كان عمل وليمة الصليب الأول هو خلاص أستير ( الكنيسة ) وشعبها ، فهذا لن يتحقق إلا بفضيحة هامان الردىء وفقدانه كل سلطان ليقف مرتاعا أمام الله والكنيسة المقدسة .
4 – مذلة هامان أمام أستير :
إن كان الصليب قد فضح الشيطان وكسر شوكته وأفسد الموت الذى جلبه على الإنسان ، وصار منطرحا تحت قدمى المخلص ، فقد دخل فى مذلة أمام الإنسان الذى يملك بدونه . هذا المفهوم إنكشف فى سقوط هامان عند قدمى أستير الجالسة على السرير كعادة الشرق قديما فى الولائم ... وإذ كان الملك قد خرج إلى جنة القصر ربما ليفكر ماذا يعمل ؟ عاد ليجد هامان هكذا فى مذلة يتوسل وهو متواقع على السرير فقال : " 7فَارْتَاعَ هَامَانُ أَمَامَ الْمَلِكِ وَالْمَلِكَةِ. وَانْصَرَفَ الْمَلِكُ عَنِ الشُّرْبِ مُغْتَاظاً، وَمَضَى إِلَى حَدِيقَةِ الْقَصْرِ. وَوَقَفَ هَامَانُ يَتَوَسَّلُ إِلَى أَسْتِيرَ الْمَلِكَةِ حِفَاظاً عَلَى حَيَاتِهِ، لأَنَّهُ أَدْرَكَ أَنَّ الْمَلِكَ قَدْ قَرَّرَ مَصِيرَهُ الرَّهِيبَ. 8وَعِنْدَمَا رَجَعَ الْمَلِكُ مِنْ حَدِيقَةِ الْقَصْرِ إِلَى قَاعَةِ الْمَأْدُبَةِ، وَجَدَ هَامَانَ مُنْطَرِحاً عَلَى الأَرِيكَةِ الَّتِي كَانَتْ أَسْتِيرُ تَجْلِسُ عَلَيْهَا. فَقَالَ الْمَلِكُ: «أَيَتَحَرَّشُ أَيْضاً بِالْمَلِكَةِ وَهِيَ مَعِي، وَفِي الْقَصْرِ؟» وَمَا إِنْ نَطَقَ الْمَلِكُ بِهَذِهِ الْعِبَارَةِ حَتَّى غَطَّوْا وَجْهَ هَامَانَ " ( ع 7 ، 8 ) . إنه لم يشك فى شىء إذ يعرف مرارة نفس هامان فى تلك اللحظة ، لكن كلماته هذه إنما جاءت لتعبر عن ثورته الداخلية ... كانت مؤشرا للواقفين عن غضب الملك ووضع نهاية لحياة هامان .
5 – صلب هامان :
إذ أعلن الملك غضبه على هامان ، : " 9فَقَالَ حَرْبُونَا أَحَدُ الْخِصْيَانِ الْمَاثِلِينَ فِي حَضْرَةِ الْمَلِكِ: «هَا هِيَ الْخَشَبَةُ الَّتِي أَعَدَّهَا هَامَانُ لِصَلْبِ مُرْدَخَايَ، الَّذِي أَسْدَى لِلْمَلِكِ خَيْراً، مَنْصُوبَةٌ فِي بَيْتِ هَامَانَ، وَارْتِفَاعُهَا خَمْسُونَ ذِرَاعاً». فَقَالَ الْمَلِكُ: «اصْلِبُوهُ عَلَيْهَا». 10فَصَلَبُوا هَامَانَ عَلَى الْخَشَبَةِ الَّتِي أَعَدَّهَا لِمُرْدَخَايَ. ثُمَّ هَدَأَتْ سَوْرَةُ غَضَبِ الْمَلِكِ " ( ع 9 ، 10 ) .
هكذا بعدل صلب هامان على ذات الخشبة التى أعدها ظلما لمردخاى ، وكما قيل : " الصديق ينجو من الضيق ، ويأتى الشرير مكانه " ( أم 11 : 8 ) .
+ + + .
|
|
| |
زائر زائر
| موضوع: الإصحاح الثامن -الإستعداد للعيد الإثنين فبراير 19, 2007 7:38 pm | |
|
الإصحاح الثامن
الإستعداد للعيد
تحولت المذبحة العامة لليهود إلى عيد مفرح يمتد فى حياتهم إلى أجيال وقد هيأ الله لهذا العيد الأحداث التى تمت بعد وليمة أستير ، جميعها تكشف عن مفهوم العيد الحقيقى للفوريم .
الفوريم : هى جمع " فور " وتعنى ( قرعة ) . وقد أقيم عيد الفوريم تذكارا لعمل الله الفائق مع شعبه ، إذ انقذه من المذبحة العامة التى أعدها هامان ضد اليهود فى الأمبراطورية الفارسية بعد أن ألقى السحرة ( الحكماء ) القرعة وحددوا لهامان اليوم المناسب لتنفيذ المذبحة وهو اليوم الثالث عشر من الشهر الثانى عشر أى آذار ( فبراير – مارس ) .
1 – أستير وبيت هامان :
" فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَهَبَ الْمَلِكُ أَحَشْوِيرُوشُ لِلْمَلِكَةِ أَسْتِيرَ بَيْتَ هَامَانَ عَدُوِّ الْيَهُودِ." ( ع 1 )
لقد طلب هامان من أعوانه أن يلقوا قرعة ليحددوا يوما يرث فيه هامان كل ما لليهود بعد أن يقتلهم ، فإذا بهامان يسلم للموت ويعطى الملك بيته فى يدى أستير اليهودية .
إن كان هامان الحقيقى ، إبليس ، قد وضع فى قلبه أن يغتصب قلب الإنسان ويرثه بعد أن يحطمه ويهلكه ، فخلال وليمة الصليب استولى الإنسان على مركز الشيطان قبل السقوط ، وصار كمن قد دخل إلى الطغمات السماوية كواحد منها .
سقط العدو إلى الهاوية ليقوم الإنسان ويرتفع إلى السماء ويملك عوض العدو الساقط !
2 – مردخاى وخاتم الملك :
" 2فَنَزَعَ الْمَلِكُ خَاتَمَهُ الَّذِي اسْتَرَدَّهُ مِنْ هَامَانَ وَأَعْطَاهُ لِمُرْدَخَايَ " ( ع 2 ) .
عندما عاد الإبن الضال إلى أبيه قال الأب : " إجعلوا خاتما فى يده " ( لو 15 : 22 ) ، علامة البنوة الحقة وتأكيد لسلطانه البنوى . هكذا يتمتع المؤمن – مردخاى – بخاتم الملك .
3 – إمتثال أستير أمام الملك :
إن كان مردخاى قد نال ختم الملك علامة التمتع بالعيد الأبدى ، فإن أستير تمتعت بالإمتثال أمام الملك ، هذا الإمتثال فى حضرته هو " العيد " الحق ، حيث تنعم الكنيسة بمعية الله ، وسكناه فى داخلها ، ودخولها إلى حضنه .
يقول الكتاب : " 3ثُمَّ عَادَتْ أَسْتِيرُ وَكَلَّمَتِ الْمَلِكَ، وَانْطَرَحَتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ، وَتَوَسَّلَتْ إِلَيْهِ بَاكِيَةً لِيُبْطِلَ مُؤَامَرَةَ هَامَانَ الأَجَاجِيِّ وَتَدْبِيرَاتِهِ الَّتِي خَطَّطَهَا ضِدَّ الْيَهُودِ، 4فَمَدَّ الْمَلِكُ لأَسْتِيرَ صَوْلَجَانَ الذَّهَبِ، فَنَهَضَتْ وَوَقَفَتْ أَمَامَهُ " ( ع 3 ، 4 ) .
العيد الحقيقى هو لقاء مع الرب أو وقوف قدامه ، إنه قيام بعد سقوط كقول الكتاب عن أستير : " سقطت عند رجليه ... فمد الملك لأستير قضيب الذهب فقامت " بمعنى آخر العيد هو دخول إلى خبرة القيامة خلال الصليب ( القضيب الذهبى ) .
4 – إصدار المرسوم الملكى الجديد :
بهامان صدر المرسوم الأول الذى فيه كان الحكم بالموت والآن بمردخاى وأستير ، خلال وليمة أستير أى وليمة الصليب ، تمزق المرسوم الأول ( كو 2 : 15 ) وصدر لحسابنا مرسوما جديدا فيه تعلن بنوتنا لله وهلاك أعدائنا ( إبليس وجنوده ) .
ما أجمل كلمات أستير ( الكنيسة ) للملك وهى تشفع فى شعبها : " لأننى كيف أستطيع أن أرى الشر الذى يصيب شعبى ؟ وكيف أستطيع أن أرى هلاك جنسى ؟ " ( ع 6 ) . هذه هى مشاعر الكنيسة نحو كل نفس ، مشاعر الرعاة والرعية أيضا فالكل ملتهب بحب خلاص الآخرين . هذه المشاعر قد تجسمت فى كلمات القديس يوحنا الذهبى الفم الذى لا يكف عن الصلاة والعمل من أجل خلاص كل نفس . فمن كلماته : [ ليس شىء أحب إلى أكثر منكم ، لا ، ولا حتى النور ! إنى أود أن أقدم بكل سرور عينى ربوات المرات وأكثر – إن أمكن – من أجل توبة نفوسكم ...... ] .
خلال هذا الحب الذى قدمه مردخاى وأستير صدر المرسوم الملكى الجديد ، ورد نصه فى تتمة أستير ( ص 16 ) .
5 – مردخاى الممجد :
" 15وَخَرَجَ مُرْدَخَايُ مِنْ حَضْرَةِ الْمَلِكِ بِثِيَابٍ مُلَوَّنَةٍ بِأَلْوَانٍ زَرْقَاءَ وَبَيْضَاءَ، وَعَلَى هَامَتِهِ تَاجٌ ذَهَبِيٌّ عَظِيمٌ، وَعَلَى كَتِفَيْهِ عَبَاءَةٌ مِنْ كَتَّانٍ وَأَرْجُوَانٍ، وَغَمَرَتِ الْبَهْجَةُ وَالْفَرْحَةُ مَدِينَةَ شُوشَنَ " ( ع 15 ) .
لم يكن ممكنا لمدينة شوشن أن ينزع عنها ثياب الحداد وتدخل إلى حياة التهليل والفرح ما لم يتمجد مردخاى أولا أمام الملك ويرتدى اللباس الملوكى والتاج الذهبى والحلة التى من البز والأرجوان .
إذ تمجد مردخاى " كان لليهود نور وفرح وبهجة وكرامة ... كثيرون من شعوب الأرض تهودوا لأن رعب اليهود وقع عليهم " ( ع 16 ، 17 ) . هكذا إذ تمجد السيد المسيح بالمجد الذى له من الأزل ، تتمتع الكنيسة بالنور أى الإستنارة ، وبهجة الروح ، والكرامة الداخلية ....
+ + + |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: الإصحاح التاسع-إقامة العيــــد الإثنين فبراير 19, 2007 7:39 pm | |
|
الإصحاح التاسع
إقامة العيــــد
إذ كان اليوم الثالث عشر محددا لإبادة اليهود تحول الحزن إلى فرح ، إذ قتل اليهود أعداءهم فى ذات اليوم ، وصار اليومان الرابع عشر والخامس عشر عيدا مفرحا يعيده اليهود سنويا :
1 – غلبة اليهود وتسلطهم :
إذ وصل إلى الكور منشوران ملكيان أحدهما أرسله هامان من شوشن القصر بتاريخ 13 من الشهر الأول فيه يطلب قتل اليهود وإبادتهم ، والثانى أرسله مردخاى من شوشن القصر أيضا بتاريخ 23 من الشهر الثالث يخول لليهود السلطة بأن يشهروا السيف ضد أعدائهم دفاعا عن أنفسهم ، فقد حل يوم 13 من الشهر الثانى عشر وأعتزم أعداء اليهود على محاربتهم فأعطاهم الرب مهابة إذ :
" وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ، (أَذَارَ ­ مَارِسَ)، حِينَ آنَ أَوَانُ تَنْفِيذِ أَمْرِ الْمَلِكِ وَحُكْمِهِ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانَ فِيهِ أَعْدَاءُ الْيَهُودِ يَرْجُونَ التَّسَلُّطَ عَلَيْهِمِ، انْقَلَبَ المَوْقِفُ ضِدَّهُمْ، فَتَسَلَّطَ الْيَهُودُ عَلَى أَعْدَائِهِمْ. 2وَتَجَمَّعَ الْيَهُودُ فِي مُدُنِهِمْ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ دِيَارِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ لِيُدَافِعُوا عَنْ أَنْفُسِهِمْ ضِدَّ السَّاعِينَ لإِيذَائِهِمْ، فَلَمْ يَجْرُؤْ أَحَدٌ عَلَى مُجَابَهَتِهِمْ لأَنَّ الرُّعْبَ مِنْهُمْ هَيْمَنَ عَلَى جَمِيعِ الأُمَمِ، 3وَقَامَ رُؤَسَاءُ الأَقَالِيمِ وَالْحُكَّامُ وَالْوُلاةُ وَوُكَلاَءُ الْمَلِكِ بِمُسَاعَدَةِ الْيَهُودِ خَوْفاً مِنْ مُرْدَخَايَ، 4لأَنَّهُ أَصْبَحَ يَتَمَتَّعُ بِنُفُوذٍ عَظِيمٍ فِي قَصْرِ الْمَلِكِ، وَذَاعَ صِيتُهُ فِي كُلِّ الأَقَالِيمِ، بَعْدَ أَنْ تَزَايَدَتْ شُهْرَتُهُ وَعَظَمَتُهُ." ( ع 1 – 4 ) .
إن كان العدو ( إبليس ) يهيج على الكنيسة ، لكنه فيما يظن أنه قادر على الغلبة ينهزم تحت قدميها ، وكما يقول الرب نفسه : " أبواب الجحيم لن تقوى عليها " ( مت 16 ، 18 ) .
أعد هامان الخشبة لمردخاى فصلب هو عليها ، وصلب أولاده العشرة أيضا ( ع 14 ) ، وإذ دبر إبادة كاملة للشعب هلك كل أتباعه !
لقد بدأ الأعداء بمقاومة اليهود بالرغم من علمهم بالمنشور الثانى ، وأرادوا أن يتسلطوا عليهم ( ع 1 ) ، فهجموا عليهم ، وتحالف الكل لأذيتهم ( ع 2 ) ، فكان ذلك لخزيهم . ويقول التقليد اليهودى أنه لم يقف أحد ضد هذا الشعب فى ذلك الحين غير العمالقة الذين تقسى قلبهم كفرعون ، كما صمم أبناء هامان على الأنتقام لدم أبيهم مهما كلفهم الأمر .
يقول الكتاب : " 2وَتَجَمَّعَ الْيَهُودُ فِي مُدُنِهِمْ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ دِيَارِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ لِيُدَافِعُوا عَنْ أَنْفُسِهِمْ ضِدَّ السَّاعِينَ لإِيذَائِهِمْ، فَلَمْ يَجْرُؤْ أَحَدٌ عَلَى مُجَابَهَتِهِمْ لأَنَّ الرُّعْبَ مِنْهُمْ هَيْمَنَ عَلَى جَمِيعِ الأُمَمِ " ( ع 2 ) .
هذا التحرك الجماعى يحمل مفهوما روحيا يمس حياتنا فى الرب ، فاجتماع اليهود فى مدنهم فى كل بلاد الملك إنما يشير إلى تكريس كل حواس الإنسان ودوافعه وطاقاته ، كل موهبة فى مكانها مادامت فى بلاد الملك ، أى خاضعة لملكوت الله ، فتعمل جميعها معا بروح واحد وفكر واحد لمقاومة إبليس بكل أفكاره واغراءاته التى تمثل عداوة تطلب إذيتنا . بهذا لا يقف أحد قدامنا ، أى لا تقدر خطية أن تسيطر علينا مادام كل ما فينا هو للرب ، ونصير فى عينى إبليس مهوبين ومرعبين له .
يكمل الحديث هكذا : " 3وَقَامَ رُؤَسَاءُ الأَقَالِيمِ وَالْحُكَّامُ وَالْوُلاةُ وَوُكَلاَءُ الْمَلِكِ بِمُسَاعَدَةِ الْيَهُودِ خَوْفاً مِنْ مُرْدَخَايَ، ، 4لأَنَّهُ أَصْبَحَ يَتَمَتَّعُ بِنُفُوذٍ عَظِيمٍ فِي قَصْرِ الْمَلِكِ، وَذَاعَ صِيتُهُ فِي كُلِّ الأَقَالِيمِ، بَعْدَ أَنْ تَزَايَدَتْ شُهْرَتُهُ وَعَظَمَتُهُ." ( ع 3 ، 4 )
إجتمع اليهود للعمل بروح واحد فكانوا مرعبين للعدو ، وكان يسندهم أيضا المسئولين بسبب مهابة مردخاى ، أقول أنها صورة للجهاد الروحى ، فاجتماع اليهود فى مدنهم كما ذكر يشير إلى تحفز الحواس والطاقات الداخلية للجهاد الروحى خلال حياة التقديس ، أما الرؤساء والوكلاء والولاة وعمال الملك فيشيرون إلى المساندة الخارجية للإنسان كمعاونة الطغمات السمائية وجماعة القديسين الراقدين فى الرب وصلوات المجاهدين ...
إذ حمل الشعب قوة الروح ووحدتها فى الداخل ومساندة إلهية من الخارج ضربوا أعداءهم ... وبلغ عدد القتلى فى شوشن القصر خمسمائة رجل ، كما قتل أولاد هامان العشر ... ولم يمد الشعب يده للنهب بالرغم من سماح الملك لهم بذلك ( 8 : 11 ) .
لعلهم أرادوا تأكيد نيتهم أمام الكل ، أنهم لم يطمعوا ماديا ولا استخدموا منشور الملك لتحقيق أهداف خاصة إنما طلبوا نجاتهم . ولهذا السبب أيضا لم يقتلوا الأطفال والنساء بالرغم من التصريح لهم بذلك ( 8 : 11 ) .
2 – أستير تضاعف الضربة :
إذ عرض الملك على أستير عدد القتلى فى شوشن القصر ( خمسمائة رجل وأبناء هامان العشرة ) طلبت منه أن يسمح لهم بقتل أعدائهم فى اليوم التالى أيضا مع صلب بنى هامان على الخشبة . لم تطلب أستير هذا الأمر حبا فى سفك الدماء وإنما ربما أدركت أن العدو لازال يدبر لهم الخطط لإنجاح خطة هامان ، فأرادت أن تضع للأمر نهاية ، أما صلب بنى هامان فليكون ذلك عبرة لمن تسول له نفسه أن يدبر شرا .
على أى الأحوال ، ما فعلته أستير يشير إلى إلتزام المؤمن بضرب أعمال إبليس حتى النهاية ، فلا يترك له بقية فى داخل القصر ( القلب ) حتى لا يعود العدو ينهض ويحارب النفس من جديد . لنقطع من قصر حياتنا الداخلية كل جذر للخطية حتى يكون القصر مقدسا لحساب الرب .
هذا بالنسبة لشوشن القصر أما بالنسبة لكل الكور فالتزمت بقرار الملك أن يكون الأنتقام فى اليوم الثالث عشر وحده ولم يعط لهم يوما آخر .
3 – مردخاى يؤسس العيد :
أرسل مردخاى إلى جميع اليهود فى كل البلدان التابعة لمملكة فارس لكى يعيدوا فى اليومين الرابع عشر والخامس عشر من شهر آزار من كل عام تذكارا لعمل الرب معهم ، وأن يقدموا عطايا وهبات للفقراء . فكما اهتم الرب بهم وأنقذ حياتهم ، يهتم كل واحد بقريبه ، ولا يتجاهل الفقير والمسكين ... وقد دعى هذا العيد بإسم " عيد الفوريم " .
أرسلت أيضا أستير مع مردخاى يؤكدان ضرورة الأحتفال بالعيد ، كتسبحة شكر لله الذى يعمل لحساب أولاده ، وكما يقول القديس جيروم : [ استير رمز الكنيسة عتقت شعبها من الخطر ، وإذ ذبحت هامان الذى يعنى إسمه ( الظلم ) سلمت للأجيال يوما تذكاريا وعيدا عظيما .
+ + +
|
|
| |
زائر زائر
| موضوع: الإصحاح العاشر-عظمة مردخاى الإثنين فبراير 19, 2007 7:41 pm | |
|
الإصحاح العاشر
عظمة مردخاى
وَفَرَضَ الْمَلِكُ أَحَشْوِيرُوشُ جِزْيَةً عَلَى الأَرْضِ وَجُزُرِ الْبَحْرِ، 2أَمَّا مُنْجَزَاتُهُ وَمَآثِرُهُ وَمَا أَغْدَقَ عَلَى مُرْدَخَايَ مِنْ تَكْرِيمٍ حَتَّى ذَاعَ صِيتُهُ أَلَيْسَتْ هِيَ مُدَوَّنَةً فِي كِتَابِ تَارِيخِ أَخْبَارِ أَيَّـــامِ مُلُوكِ مَادِي وَفَارِسَ؟ 3فَقَدِ احْتَلَّ مُرْدَخــَايُ الْيَهُودِيُّ الْمَرْتَبَـــةَ الثَّانِيَةَ بَعْدَ الْمـــَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ، وَتَمَتَّعَ بِمَكَانَةٍ مَرْمُوقَةٍ بَيْنَ الْيَهُودِ، وَكَانَ يَحْظَى بِرِضَى أَغْلَبِيَّةِ أَبْنَاءِ قَوْمِهِ، فَهُوَ لَمْ يَدَّخِرْ جَهْداً مِنْ أَجْلِ خَيْرِ شَعْبِهِ والدِّفَاعِ عَنْ مَصَالِحِ أُمَّتِهِ.
|
|
| |
| تفسير سفر استير-من الاصحاح الاول الى الإصحاح العاشر:كاملاً | |
|