إرسالية الإثني عشر (إصحاح 1:10-إصحاح 1:11؛
مرقس 13:3-19؛ 7:6-13؛ لوقا 12:6-16؛ 1:9-6)
«ثم دعا يسوع تلاميذه الإثني عشر. وأعطاهم سلطانًا على أرواح نجسة حتى يخرجوها، ويشفوا كل مرض وكل ضعف. وأما أسماء الإثني عشر رسولاً فهي: الأول سمعان الذي يُقال له بطرس، واندراوس أخوه. يعقوب بن زبدي ويوحنا أخوه. فيلبس وبرثولماوس1 توما ومَتَّى العشار2 يعقوب بن حلفي ولَبَّاوُسُ الملقب تداوس3 سمعان القانوي4 ويهوذا الأسخريوطي الذي أسلمه» (عدد 1-4).
«دعا تلاميذه الإثني عشر» كان قد دعاهم قبل ذلك دعوة خصوصية لاتباعه والتتلمذ له. أما هنا فقد دعاهم إليه وأقامهم ليكونوا رسله الإثني عشر. ومما تجدر ملاحظته أنه قبل إقامتهم قضى الليل كله في الصلاة (لوقا 12:6-16).
«وأعطاهم سلطانًا» سلطانًا خصوصيًا لم يعطوه من قبل. والسلطان يتضمن القوة، ولكنه أوسع منها. إن للملائكة قدرة، ولكن ليس لهم سلطان أي أنهم مقيدون في حركاتهم بما يصدر لهم من أوامر. والرسل وأن كانوا قد أعطوا السلطان أو حرية التصرف، إلا أنهم منقادون فيه بإرشاد الروح القدس
لما خلق الله الإنسان أعطاه سلطانًا (تكوين 26:1؛ مزمور 4:8-8. ولكنه خان وسقط، وصار مستعبدًا لإبليس. ولكن ابن الله صار إنسانًا. ويقال له «الإنسان الثاني». و«آدم الأخير» (كورنثوس الأولى 45:15، 47) وكان له سلطان على الأرض أن يخرج الأرواح الشريرة، ويشفي الأمراض، وينقض أعمال إبليس. وكان يستطيع أن يعطي سلطانًا للآخرين أيضًا. لقد عمل بعض الأنبياء عجائب، ولكنهم لم يقدروا أن يمنحوا هذه القوة لغيرهم. فقد طلب أليشع إلى إيليا قائلاً «ليكن نصيب أثنين من روحك عليَّ فقال، صعبت السؤال. فإن رأيتني أُوخذ منك يكون لك كذلك، وإلا فلا يكون» (ملوك الثاني 9:2، 10) بمعنى أنه أن كانت غيرة أليشع قوية إلى هذا المقدار، حتى تحمله لأن يتبع سيده إلى أن يُؤخذ، فيعطيه الله حسب طلبته. ولكن إيليا لم يقدر أن يعطيه شيئًا. وأما يسوع فأعطى رسله سلطانًا كما يليق بمجد شخصه.
«الأول سمعان، الذي يقال له بطرس» (عدد 2) لفظة الأول نكرة في الأصل اليوناني، ولا تفيد إلا ترتيب ذكر أسمائهم فقط. قد ساد الاعتقاد عند البعض أن بطرس كان رئيس الرسل. ولكن ليس لهذا الاعتقاد أدنى أساس في الإنجيل. وواضح كل الوضوح، أن الرب أعطاهم جميعًا سلطانًا متساويًا فكل ما كان الرسول بطرس يقدر أن يعمله، كان الآخرون يقدرون أيضًا أن يعملوه. والرسول الذي كان يسوع يُحبه محبة خصوصية، كان هو يوحنا، وليس بطرس، ومن جهة خدمتهم، قد استخدم الرب كلاً منهم كما شاء. فكان بطرس مُتقدمًا في الخدمة في أول سفر الأعمال. ولكن في آخره، كان بولس هو المتقدم. ولو كان هناك محل للرياسة بينهم بالنظر إلى خدمتهم، لكانت الرياسة لبولس بلا شك. لأنه تعب أكثر منهم جميعًا (كورنثوس الأولى 10:15). ولكن الذين يُعظمون شأن بطرس لأجل غاياتهم المعلومة، قلما يفتكرون في بولس، أو في غيره من الرسل. ولو جاز انتساب الكنيسة لأحد الرسل، لانتسبت لبولس لأنها تأسست على يده بنوع خاص، ولكن انتسابها لأحد غير المسيح ممنوع منعًا باتًا (كورنثوس الأولى 12:1، 13)، فجميعهم، إذن، كانوا متساوين في السلطان، وتعبوا في خدمتهم كل واحد بحسب النعمة المعطاة له (كورنثوس الأولى 5:3).1
وصايا المسيح لرسله (عدد 5-42)
الجزء الباقي من الإصحاح، أي من (عدد 5-42)، يتضمن وصايا المسيح لرسله فيما يتعلق بالشهادة له. وهذه الوصايا تقع في ثلاثة أقسام. يختتم كل منها بالعبارة «الحق أقول لكم».
القسم الأول: (عدد 5-15). وهو خاص بخدمة الرسل لإسرائيل في أرضهم والرب معهم بالجسد.
القسم الثاني: (عدد 16-23). وهو خاص بخدمة تلاميذ المسيح لإسرائيل والأمم مبدئيًا، بعد يوم الخمسين. ونهائيًا، بعد اختطاف الكنيسة.
القسم الثالث: (عدد 24-42). وهو عبارة عن تشجيعات وإنذارات عامة لتلاميذ المسيح في الشهادة له أثناء غيابه عنهم بالجسد.
القسم الأول (عدد 5-15)
خدمة الرسل لإسرائيل في أرضهم والرب معهم بالجسد. «هؤلاء الإثني عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلاً، إلى طريق أمم لا تمضوا. وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا. بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة. وفيما أنتم ذاهبون اكرزوا قائلين، أنه قد اقترب ملكوت السماوات. اُشفوا مرضى طُهروا بُرصًا (أقيموا موتى) أخرجوا شياطين. مجانًا أخذتم مجانًا أعطوا. لا تفتنوا ذهبًا ولا فضة ولا نحاسًا في مناطقكم. ولا مزودًا للطريق ولا ثوبين ولا أحذية ولا عصا لأن الفاعل مُستحق طعامه.
وأية مدينة أو قرية دخلتموها فافحصوا من فيها مستحق وأقيموا هناك حتى تخرجوا وحين تدخلون البيت سلموا عليه فإن كان البيت مستحقًا فليأت سلامكم عليه. ولكن إن لم يكن مستحقًا فليرجع سلامكم إليكم. ومن لا يقبلكم ولا يسمع كلامكم فأخرجوا خارجًا من ذلك البيت أو من تل المدينة وانفضوا غبار أرجلكم. الحق أقول لكم، ستكون لأرض سدوم وعمورة يوم الدين حالة اكثر احتمالاً مما لتلك المدينة».
يجب أن نلاحظ جيدًا أن هذا الفصل يحتوي على تعليمات الرب للرسل لأجل إرسالية خصوصية لإسرائيل. فانه أرسلهم إلى «خراف بيت إسرائيل الضالة»، ليُنادوا باقتراب «ملكوت السماوات» إليهم. ومنعهم من التوجه إلى الأمم2 والسامريين3. وأما بعد قيامته فأرسلهم إلى العالم أجمع، على أن يبتدئوا من أورشليم (لوقا 47:24).
«اشفوا مرضى. طهروا برصاَ. أقيموا موتى. أخرجوا شياطين .. لا تقتنوا ذهبًا ولا فضة .. ولا مزودًا للطريق4 ولا ثوبين ولا أحذية ولا عصا5 الخ». (عدد 8-10).
نرى أن كل ما يتعلق بإعدادهم لهذه الإرسالية يدل على العجلة والاجتهاد، ثم خرجوا مزودين بقوة الله، لينقضوا جميع أعمال العدو، حتى الموت أيضًا. وكان يجب عليهم أن ينتظروا طعامهم من الله. فإن عمانوئيل كان حاضرًا. ولا بد أن يُهيئ قلوب البعض لقبولهم.
كان قد صرف وقتًا يجول في وسط إسرائيل يعلم في مجامعهم، ويصنع أعمالاً تبرهن على حقيقة شخصه. وأخذ الرؤساء يُقاومونه ويُهيجون الشعب ضده. وكانت أفكار الجميع مشغولة في هل هذا مسيحهم أم لا؟ فهذه الإرسالية بحسب إنجيل مَتَّى هي آخر فرصة لأُمة إسرائيل ليقبلوه أو يرفضوه.
«افحصوا من فيها مُستحق»، فالمُستحق في مدينة ما هو الذي كان مُستعدًا لقبول الرب، والبرهان على ذلك أنه يقبل الرسل ويضيفهم فيحل عليه وعلى بيته السلام وإن لم يُقبلوا في مدينة ما، فكان يجب أن يشهدوا ضده بنفض غبارها عن أرجلهم، دلالة على عدم وجودهم بعد في شركة مع سُكانها، ولو كانوا إسرائيليين فإن كل شيء كان متوقفًا على قبولهم المسيح. فإن قبلوه، فلهم سلام. وإن رفضوه فلم يبق لهم سوى الدينونة. وأية دينونة! «الحق أقول لكم ستكون لأرض سدوم وعمورة يوم الدين حالة أكثر احتمالاً» أي أنها دينونة أشد مما لأهل سدوم وعمورة. لقد وقعت على هؤلاء الدينونة وهم أحياء كما نعرف، ومع ذلك سيدانون دينونة الأموات، كل واحد بحسب خطاياه. وهكذا الأمر مع إسرائيل، فإن الدينونة التي وقعت عليهم كأُمة لا تنفي مُعاقبتهم أفرادًا يوم الدين. ومن قوله «حالة أكثر احتمالاً» يتضح أن قصاص البعض يكون أشد من قصاص الآخرين في البُحيرة المُتقدة بالنار والكبريت، لأن الأموات الأشرار سيُدانون كل واحد حسب أعماله (رؤيا 12:20). ولا يُعاقب في تلك الدينونة واحد عن أعمال أخيه.
القسم الثاني (عدد 16-23)
خدمة تلاميذ المسيح لإسرائيل في أرضهم وللأُمم بعد يوم الخمسين
ثم بعد اختطاف الكنيسة
«ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب. فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام. ولكن إحذروا من الناس. لأنهم سيُسلمونكم إلى مجالس. وفي مجامعهم يجلدونكم. وتُساقون أمام ولاة وملوك من أجلي شهادة لهم وللأمم. فمتى أسلموكم فلا تهتموا كيف أو بما تتكلمون. لأنكم تُعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به. لأن لستم أنتم المُتكلمين، بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم. وسيُسلم الأخ أخاه إلى الموت، والأب ولده. ويقوم الأولاد على والديهم ويقتلونهم. وتكونون مبغضين من الجميع من أجل اسمي. ولكن الذي يصبر إلى المُنتهى فهذا يخلص. ومتى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا إلى الأخرى. فإني الحق أقول لكم، لا تُكملون مدن إسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان».
كانت خدمة تلاميذ المسيح في القسم السابق لإسرائيل فقط، وفي زمان وجود المسيح معهم بالجسد فقط، أما هنا فتختلف، لأنها تتعلق بخدمة تلاميذ المسيح، لإسرائيل في أرضه، ولجميع الأُمم أيضًا. وذلك بعد رفض المسيح وصلبه وصعوده إلى السماء وغيابه فيها بالجسد عن تلاميذه، وبعد حلول الروح القدس عليهم يوم الخمسين، وامتلائهم بقوته بكيفية خارقة لأداء هذه الخدمة، التي يسجلها سفر الأعمال. وعليه، فالاضطهاد المذكور هنا، اضطهاد عام. ويقع لا على الرسل فقط، بل على جميع المعترفين باسمه. والذين يشهدون له في كل زمان ومكان.
«ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب» هذه كانت حالة إسرائيل على وجه الإجمال. ولا يوجد أمل في أنهم يتوبون ويقبلون المسيح. لأنهم لم يختلفوا عن رؤسائهم الذين سبق المسيح وشبههم بذئاب خاطفة (إصحاح 15:7) وإرسالية الغنم بين الذئاب أمر غير طبيعي. ونجاتها منها أيضًا أمر غير طبيعي. وهذا يدل على أن الإرسالية من الله.
«فكونوا حكماء كالحيات»، الحكمة المنسوبة للحية هنا، هي باعتبار أنها تحترس من الخطر، وتتوارى عنه وليس من خُبثها وإيذائها (كورنثوس الثانية 3:11). قد سبق الرب وعلمهم كيف يجب أن يميزون ما يناسب الأحوال عندما يتكلمون مع الناس (إصحاح6:7)، وأما هنا، فيُشير إلى خطر يُحيط بهم من جميع الجهات. وإذ ذاك فيجب أن يحترزوا ويتواروا عنه، ولو أنه لا يمكنهم أن ينجوا منه تمامًا. لأنه يفرض وقوعهم في أيدي المُضطهدين أحيانًا، لذلك يُعلمهم كيف يتصرفون.
«وبسطاء كالحمام»، البساطة، هي الإخلاص وسلامة النية، وليست هي البلادة والجهالة. قال الرسول «أريد أن تكونوا حكماء للخير وبسطاء للشر» (رومية 19:16). فالبساطة هذه، هي من صفات أولاد الله الروحيين (فيلبي 14:2-16). فإنهم يدركون الخطر والشر ويتجنبونهما (أمثال 3:22) عن طريق وجودهم قريبين من الرب في سلوكهم. بخلاف أهل هذا العالم، الذين يعرفون الشر بالفحص والاختيار. فاحتاج الرسل إلى صفة البساطة هذه على نوع خصوصي في خدمتهم لإسرائيل سواء في أيام وجود الرب بالجسد معهم على الأرض، أو بعد صعوده إلى السماء.
«ولكن إحذروا من الناس. لأنهم سيُسلمونكم إلى مجالس وفي مجامعهم يجلدونكم» وا أسفاه على إسرائيل! فإنهم صاروا يُلقّبون «الناس»، ولم يعودا يستحقون لقب «إسرائيل»، نظرًا إلى رفضهم المسيح، وبغضهم غير المُتناهي للذين اعترفوا باسمه. ولا شك عندي أن التعليمات التي نحن بصددها في الأعداد (من 16-23)، إنما تتعلق بتأدية الشهادة للمسيح في وسط إسرائيل في أي وقت كانوا فيه في أرضهم بعد صعوده بالجسد إلى السماء إلى أن يجيء ثانية بالقوة كابن الإنسان لإسرائيل والعالم. ولا تتعلق بإرسالية الرسل الأولى لإسرائيل أيام وجود الرب معهم بالجسد في أرض إسرائيل. لأن الرب لم يفرض في تعليماته لهم في هذه الإرسالية (من عدد 5-15)، أنهم يصرفون في مدينة واحدة وقتًا طويلاً يتعرضون فيه لأن يثور اضطهاد يُساقون بسببه إلى المجالس والمجامع وفعلاً لم يحصل لهم شيء من ذلك لأنهم إنما ذهبوا في طريقهم على عجل، من مدينة إلى مدينة، كمن يُذيعون نداء ملكيًا، يظهر قبوله أو رفضه، عقب إبلاغه في الحال.
«وتُساقون أمام ولاة وملوك». لم يزل اليهود تحت سلطة الأمم، ولكنهم أهاجوا الاضطهاد على شهود المسيح كما نعلم. وقد اشتهر شاول الطرسوسي في غيرته باضطهادهم وطردهم إلى غير مدن اليهود.
«من أجلي، شهادة لهم، وللأمم»، فالاضطهاد هنا، لأجل اسم المسيح. والشهادة المقدمة من المعترفين بهذا الاسم، ستبلغ اليهود والأمم، وسيحتملون في سبيلها الشدائد والضيق بصبر.
«فمتى أسلموكم فلا تهتموا كيف أو بما تتكلمون لأنكم تُعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به. لأن لستم أنتم المتكلمين، بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم». واضح أن الرب بكلامه هذا يُشير إلى خدمتهم بعد موته وحلول الروح القدس حيث قد أمرهم بالبقاء في أورشليم إلى أن ينالوا قوة عند حلول الروح القدس عليهم. ثم بعد ذلك يكونون له شهودًا في أورشليم وفي اليهودية والسامرة. و
إلى أقصى الأرض. غير أنهم في بادئ الأمر اقتصروا على أورشليم والسامرة صحيح أن القوة التي حملتهم للشهادة إلى لإسرائيل في أرضه أولاً، قادتهم أخيرًا إلى بلدان أممية أيضًا، غير أن بطرس ورفقاءه من الرسل، جعلوا الأهمية العظمى للخدمة لإسرائيل في أرضه. واختاروا خدمة الختان تاركين لبولس والذين معه تبليغ البشارة للأمم (غلاطية 9:2). وإني لا لأتعرض هنا لمسألة إن كان هذا يُحسب تقصيرًا منهم أم لا. إذ لست أقصد بذكره إلا أن أُثبت ما كان لتلك الخدمة في نظرهم من الأهمية التي نسبوها لتكميل خدمتهم لإسرائيل.
«وسُيسلم الأخ أخاه إلى الموت والأب ولده. ويقوم الأولاد على والديهم ويقتلونهم» لا يُخفى أن إنجيل يوحنا يوضح بغض رؤساء اليهود للمسيح أكثر مما يوضحه سواه من الأناجيل. فأنهم أخذوا أولاً يقاومون بالكلام (يوحنا إصحاح 5-8. ثم هددوا من يعترف به بالقطع من المجمع (يوحنا إصحاح 9). وحاولوا مرارًا بدون جدوى أن يرجموه (يوحنا إصحاح 10). ولما أقام لعازر تشاوروا عليه لكي يهلكوه. بل وأرادوا أن يقتلوا لعازر أيضًا لكي يبطلوا هذه الشهادة القوية للمسيح (يوحنا إصحاح 11). فكان كلما ازداد النور لهم اشتد بغضهم له (يوحنا إصحاح 12). ولما أشرق النور الساطع من يوم الخمسين فصاعدًا، إذ قدمت الشهادة لقيامة الرب يسوع بقوة ظاهرة لا يتطرق إليها الشك لم يعد لحمقهم حد (أعمال الرسل 6، 7). كان الأخ يسلم أخاه إلى «سيخرجونكم من المجامع بل تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله» (يوحنا 2:16). كان هذا الاضطهاد سيقع عليهم مستقبلاً بعد صعوده وغيابه عنهم بالجسد فسبق وأخبرهم به لكي لا يعثروا بسبه حينما يقع عليهم. فإنهم إذ ذاك يتزكرون انذارات سيدهم ويثبتون.