.::.Jesus Lovers Forum .::. منتدى محب المسيح .::.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

.::.Jesus Lovers Forum .::. منتدى محب المسيح .::.


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  الدخول لشات محبى المسيحالدخول لشات محبى المسيح  قوانين المنتدىقوانين المنتدى  شروط التوقيعشروط التوقيع  

 

 تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: إرميا – الإصحاح الثانى والأربعون -قد خدعتم أنفسكم !   تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة - صفحة 3 Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 20, 2007 12:21 am



إرميا – الإصحاح الثانى والأربعون

قد خدعتم أنفسكم !

يوحنان وكل رؤساء يهوذا وضعوا فى قلوبهم أن يذهبوا إلى مصر مهما تكن الظروف ! لقد خدعوا أنفسهم حين ذهبوا إلى إرميا يطلبون منه أن يصلى لأجلهم ويطلب باسمهم مشورة الرب . ربما قصدوا بالمشورة معرفة الطريق الذى يسلكونه فى ذهابهم إلى مصر .

كثيرا ما يخدع الإنسان نفسه ( ع 20 ) حين يريد أن يحرك الله حسب هواه ، لا أن يخضع لحكمة الله وخطته ومشورته .
( 1 ) طلب مشورة الله



" فتقدم كل رؤساء الجيوش ويوحانان بن قاريح ويزنيا بن هوشعيا وكل الشعب من الصغير الى الكبير ،

وقالوا لارميا النبي ليت تضرعنا يقع امامك فتصلّي لاجلنا الى الرب الهك لاجل كل هذه البقية.

لاننا قد بقينا قليلين من كثيرين كما ترانا عيناك.

فيخبرنا الرب الهك عن الطريق الذي نسير فيه والأمر الذي نفعله " ع 1 – 3

اقترب الكل ، بروح واحد إلى إرميا يحملون مظهر الأتضاع والأحتياج إلى صلوات إرميا من أجلهم ، ويعترفون أنهم صاروا قليلين من كثيرين ، ويسألون مشورة الله . ربما استطاعوا بمظهرهم وكلماتهم أن يخدعوا النبى إلى حين ، لكنهم لن يخدعوا الله فاحص القلوب والعارف بأسرارهم وأفكارهم الخفية .

طلبوا صلوات إرميا لكنهم لم يشاركوه الصلاة ، فلا يكفى أن نطلب من الغير ، حتى إن كانوا أنبياء الصلاة لأجلنا دون أن نصلى نحن أيضا لأجل أنفسنا .

لم يقولوا " إلهنا " بل الرب " إلهك " ، حيث الإحساس بالبعد عن الله ، إذ لم يشعروا بإمكانية الأقتراب إليه بثقة .


( 2 ) إرميا يسأل الله



" فقال لهم ارميا النبي :

قد سمعت.

هانذا اصلي الى الرب الهكم كقولكم ،

ويكون ان كل الكلام الذي يجيبكم الرب اخبركم به.

لا امنع عنكم شيئا " ع 4

جاءت كلمات إرميا لهذا الشعب تكشف عن شخصيته العجيبة ومشاعره الرقيقة نحو شعب الله ، إذ نلاحظ فى هذه الإجابة :

أ – لم يوبخهم بكلمة جارحة عن صرفاتهم القديمة ، ولم يغلق باب الرجاء أمامهم ، بل بروح الأتضاع يقول : " قد سمعت " !

ب – يقول : " هأنذا أصلى إلى الرب " ! هذا هو عمله الأول كنبى وكاهن !

جـ - إن كانوا قد شعروا بالبعد عن الله فقالوا لإرميا النبى : " الرب إلهك " ع 2 ، يرد لهم الثقة فيقول لهم :" الرب إلهكم " !

د – مع لطفه ورقته فى إجابته عليهم يؤكد صراحته ووضوحه ، فإنه لن يخفى عنهم شيئا مما ينطق به الرب ، حتى إن جاءت الإجابة ليست حسب هواهم !


( 3 ) اليهود يعدون بالطاعة



" فقالوا هم لارميا ليكن الرب بيننا شاهدا صادقا وامينا اننا نفعل حسب كل أمر يرسلك به الرب الهك الينا.

ان خيرا وان شرا ،

فاننا نسمع لصوت الرب الهك الذي نحن مرسلوك اليه ليحسن الينا اذا سمعنا لصوت الرب الهنا " ع 5 – 6

وعد اليهود إرميا النبى بالطاعة الكاملة لله ، مهما كانت إجابة الرب أو مشورته لهم . لم يكن ممكنا لإرميا أن يكذبهم ، فهو لا يعرف أسرار قلوبهم ، لكنه إذ تحدث مع الله كشف له عما يضمرونه فى داخلهم ( ع 20 – 23 ) .


( 4 ) الرسالة الإلهية : بركات مشروطة



" وكان بعد عشرة ايام ان كلمة الرب صارت الى ارميا.

فدعا يوحانان بن قاريح وكل رؤساء الجيوش الذين معه وكل الشعب من الصغير الى الكبير وقال لهم :

هكذا قال الرب اله اسرائيل الذي ارسلتموني اليه لكي القي تضرعكم امامه.

ان كنتم تسكنون في هذه الارض فاني ابنيكم ولا انقضكم واغرسكم ولا اقتلعكم.

لاني ندمت عن الشر الذي صنعته بكم.

لا تخافوا ملك بابل الذي انتم خائفوه.

لا تخافوه يقول الرب لاني انا معكم لاخلصكم وانقذكم من يده.

واعطيكم نعمة فيرحمكم ويردكم الى ارضكم " ع 7 – 12 .

سمح الرب بأن تمر عشرة أيام قبل أن يجيب على النبى ، وهذا أمر له أهميته :

أ – تعطى هذه الأيام العشرة الفرصة للشعب أن يستعدوا روحيا ونفسيا للإجابة الإلهية ، فيتهيأوا للطاعة له .

ب – ربما أعطت هذه الأيام فرصة لإرميا النبى لكى يتقدس ويتأهل للتعرف على إرادة الله .

جـ - العدد عشرة يرمز إلى الوصايا العشرة التى أعطيت على جبل سيناء .

بمعنى أنهم مسؤولون أن يراجعوا أنفسهم لئلا يكونوا قد كسروا الوصية الإلهية .

د – فى هذه الأيام العشرة لم يتقابل إرميا مع الشعب إذ لم يرد أن يكون له رأى شخصى عن الطريق الذى يسلكونه ، بل انتظر التوجيه الكامل من الرب .

مع أن الله يعلم نيتهم وهى الأصرار على الذهاب إلى مصر ، وعدم طاعتهم لإرادته الإلهية ، لكنه قدم لهم فرصة الرجوع عن شرهم ، قدم لهم بركات مشروطة .

بدأ بالحديث عن بركات الطاعة لإرادته والخضوع لمشورته قبل الحديث عن لعنة العصيان ، فاتحا باب الرجاء أمامهم . جاءت الإجابة تحمل وعدا إلهيا يكشف عن شوق الله إلى بنائهم كبيت مقدس له ، وغرسهم ككرمة من غرس يدى الله .


( 5 ) لعنة العصيان



" وان قلتم لا نسكن في هذه الارض ولم تسمعوا لصوت الرب الهكم ،

قائلين لا بل الى ارض مصر نذهب حيث لا نرى حربا ،

ولا نسمع صوت بوق ولا نجوع للخبز وهناك نسكن.

فالآن لذلك اسمعوا كلمة الرب يا بقية يهوذا.

هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل :

ان كنتم تجعلون وجوهكم للدخول الى مصر وتذهبون لتتغربوا هناك ،

يحدث ان السيف الذي انتم خائفون منه يدرككم هناك في ارض مصر ،

والجوع الذي انتم خائفون منه يلحقكم هناك في مصر فتموتون هناك.

ويكون ان كل الرجال الذين جعلوا وجوههم للدخول الى مصر ليتغربوا هناك يموتون بالسيف والجوع والوبإ ،

ولا يكون منهم باق ولا ناج من الشر الذي اجلبه انا عليهم.

لانه هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل.

كما انسكب غضبي وغيظي على سكان اورشليم هكذا ينسكب غيظي عليكم عند دخولكم الى مصر ،

فتصيرون حلفا ودهشا ولعنة وعارا ولا ترون بعد هذا الموضع .

قد تكلم الرب عليكم يا بقية يهوذا لا تدخلوا مصر.

اعلموا علما اني قد انذرتكم اليوم.

لانكم قد خدعتم انفسكم ،

اذ ارسلتموني الى الرب الهكم قائلين :

صلّ لاجلنا الى الرب الهنا ،

وحسب كل ما يقوله الرب الهنا هكذا اخبرنا فنفعل.

فقد اخبرتكم اليوم فلم تسمعوا لصوت الرب الهكم ،

ولا لشيء مما ارسلني به اليكم.

فالآن اعلموا علما انكم تموتون بالسيف والجوع والوبإ في الموضع الذي ابتغيتم ان تدخلوه لتتغربوا فيه " ع 13 – 22

بعد أن تحدث عن بركات السلوك حسب مشورته قدم لعنة العصيان :

أ – من يذهب إلى مصر يلحقه السيف ، أو يسقط تحت الجوع أو يتعرض للوبأ وهناك يموت ( ع 10 – 16 ) ، إن كان يهرب من يهوذا خشية انتقام ملك بابل منه فإنه فى الواقع يهرب من الأمان إلى الهلاك المحقق .

ب – الله الصانع الخيرات ، محب البشر ، يجلب عليهم شرا ( تأديبا ) لن يهبوا منه ، إذ يسقطون تحت غضبه الإلهى .

جـ - الذين يهربون إلى مصر جميعهم لا ينجون .

د – الذين يذهبون إلى مصر لن يروا أرض الموعد بعد .

مسكين من يظن أن الوصية الإلهية تفقده شيئا أو تحرمه من الملذات !

عصيان الرب يدفع إلى الهلاك غير المتوقع ، ويحرم الإنسان من مصدر حياته ، ويفقده الأحضان الإلهية .

لقد جاءت إجابة الله تفضح رياءهم وتكشف عن تمسكهم بآرائهم الذاتية ، إنه فاحص القلوب الذى يطلب تقديسها وتطهيرها خاصة من الرياء .

+ + +
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة   تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة - صفحة 3 Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 20, 2007 12:22 am



إرميا – الإصحاح الثالث والأربعون

حمل إرميا إلى مصر قسرا

بالرغم من قوة حجة إرميا وأمانته الشخصية التى كشفتها الأحداث الماضية إلا أنهم اتهموه بالكذب ، لأنه أخبرهم بما لم يحبوا أن يسمعوا ، ونسبوا كلماته إلى باروخ كاتبه ، قائلين عنه إنه سيطر على مشاعر إرميا لكى يقدم رسالة تخالف إرادة الله .
( 1 ) الذهاب إلى مصر



" وكان لما فرغ ارميا من ان كلم كل الشعب بكل كلام الرب الههم الذي ارسله الرب الههم اليهم بكل هذا الكلام ،

ان عزريا بن هوشعيا ويوحانان بن قاريح وكل الرجال المتكبرين كلموا ارميا قائلين :

انت متكلم بالكذب.

لم يرسلك الرب الهنا لتقول لا تذهبوا الى مصر لتتغربوا هناك .

بل باروخ بن نيريا مهيجك علينا ،

لتدفعنا ليد الكلدانيين ليقتلونا وليسبونا الى بابل " ع 1 – 3

كانوا يتطلعون إلى الله لا كرب يطيعونه بل كقوة يستخدمونها .

مع مقاومتهم لإرميا واتهاماتهم المستمرة ضده ، كانوا بلا شك يهاجمونه كرجل الله الذى وحده يعلن لهم إرادة الله الحقة ويقدر أن يشفع فيهم ، لهذا حملوه معهم قسرا إلى مصر .

" فلم يسمع يوحانان بن قاريح وكل رؤساء الجيوش وكل الشعب لصوت الرب بالاقامة في ارض يهوذا ،

بل اخذ يوحانان بن قاريح وكل رؤساء الجيوش كل بقية يهوذا الذين رجعوا من كل الامم الذين طوحوا اليهم ليتغربوا في ارض يهوذا.

الرجال والنساء والاطفال وبنات الملك وكل الانفس الذين تركهم نبوزرادان رئيس الشرط مع جدليا بن اخيقام بن شافان وارميا النبي وباروخ بن نيريا .

فجاءوا الى ارض مصر :

لانهم لم يسمعوا لصوت الرب ،

وأتوا الى تحفنحيس " ع 1 – 7

لو أن هؤلاء الرؤساء وطنيون بحق لما ذهبوا إلى مصر واختاروا أشهر مدنها الحصينة فى ذلك الوقت ، وإنما كانوا يفضلون البقاء فى برارى يهوذا ليشاركوا المتألمين من الشعب المعدم عن التمتع بمدن مصر .


( 2 ) التنبؤ بغزو مصر



تبرز شجاعة إرميا الذى حمل مع كاتبه باروخ قسرا إلى مصر ، فى بلد غريب ، ولم يكن معه أحد يقف بجواره سوى باروخ ، ومع هذا نطق بنبواته بكل جرأة ضد فرعون مصر وضد اليهود الهاربين إليها ، لقد أعلن لهم أنهم هربوا من بابل إلى مصر ، هوذا تبلغ إليهم بابل حيث تعلن سلطانها على مصر .

" ثم صارت كلمة الرب الى ارميا في تحفنحيس قائلة :

خذ بيدك حجارة كبيرة واطمرها في الملاط في الملبن الذي عند باب بيت فرعون في تحفنحيس امام رجال يهود وقل لهم :

هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل :

هانذا ارسل وآخذ نبوخذراصر ملك بابل عبدي واضع كرسيه فوق هذه الحجارة التي طمرتها فيبسط ديباجه عليها.

ويأتي ويضرب ارض مصر ،

الذي للموت فللموت ،

والذي للسبي فللسبي ،

والذي للسيف فللسيف.

واوقد نارا في بيوت آلهة مصر فيحرقها ويسبيها ويلبس ارض مصر كما يلبس الراعي رداءه ثم يخرج من هناك بسلام.

ويكسر انصاب بيت شمس التي في ارض مصر ،

ويحرق بيوت آلهة مصر بالنار " ع 8 – 13

يلاحظ فى نبواته التى نطق بها فى مصر الآتى :

أ – حملت النبوة شقين الأول ورد هنا فى هذا الإصحاح حيث تنبأ إرميا عن خراب مصر ، والثانى فى الإصحاح التالى حيث تنبأ عن اليهود الذين فى مصر .

ب – إن كانوا قد أصروا على الذهاب إلى مصر ولم يسمعوا لصوت الرب ، فإن صوت الرب يذهب إليهم هناك ليحثهم على التوبة .

ج – ملك بابل وهو من عابدى الأصنام ، يحضر إلى مصر فى " بيت الشمس " ليحطم أصنام الشمس المصرية .

د – جاء فى بردية من جزيرة الفيلة بجوار أسوان بأنه حدث سطو على المعابد بواسطة حاكم فارسى عندما هزم مصر ، وغالبا ما كانت التماثيل تحمل فى موكب الملوك المنتصرين عند عودتهم إلى بلادهم .

بيت شمس : كان يطلق على هذا الموضع " أون " ، يدعى باليونانية " هليوبوليس " ، حاليا صارت جزءا من العاصمة [ بمنطقة مصر الجديدة ] .
+ + +


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة   تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة - صفحة 3 Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 20, 2007 12:22 am



إرميا – الإصحاح الرابع والأربعون

نبواته فى مصر

فى هذا الإصحاح يوبخ إرميا النبى اليهود الذين فى مصر بوجه عام وإلى تجمعات خاصة بهم فى البلاد الكبيرة . عوض التوبة اشتركوا فى عبادة الأوثان ، بل واندفعوا فيها ، وظنوا أنها تقدم لهم الكثير . وقدموا تبريرات لممارستهم العبادة الوثنية ، لذلك يعلن الله قضاءه عليهم كما على المصريين الذين اتكلوا عليهم وشاركوهم عبادتهم . لقد نسوا ما حل بآبائهم بسبب انحرافهم إلى الوثنية ولم يأخذوا درسا من الماضى .


( 1 ) موجز الأحداث



" الكلمة التي صارت الى ارميا من جهة كل اليهود الساكنين في ارض مصر ،

الساكنين في مجدل وفي تحفنحيس وفي نوف وفي ارض فتروس قائلة :

هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل :

انتم رأيتم كل الشر الذي جلبته على اورشليم وعلى كل مدن يهوذا ،

فها هي خربة هذا اليوم وليس فيها ساكن .

من اجل شرهم الذي فعلوه ليغيظوني ،

اذ ذهبوا ليبخروا ويعبدوا آلهة اخرى لم يعرفوها هم ولا انتم ولا آباؤكم.

فارسلت اليكم كل عبيدي الانبياء مبكرا ومرسلا قائلا :

لا تفعلوا امر هذا الرجس الذي ابغضته.

فلم يسمعوا ولا امالوا اذنهم ليرجعوا عن شرهم ،

فلا يبخروا لآلهة اخرى.

فانسكب غيظي وغضبي واشتعلا في مدن يهوذا وفي شوارع اورشليم ،

فصارت خربة مقفرة كهذا اليوم " ع 1 – 6 .

يتحدث إرميا بكلمة الرب إلى اليهود الذين تشتتوا فى مصر . فإنهم وإن كانوا قد عصوا الرب ، والتجأوا إلى مصر عوض الألتجاء إلى الله بالتوبة ، فإن الله لا يتركهم يهلكون ، إنما يتحدث معهم حتى فى الشتات .

يحذرهم بقوة لئلا يرتكبوا خطايا أسلافهم التى سببت خرابا ودمارا لمدن يهوذا ، خاصة أورشليم . وكأنه لا يلقى اللوم على ملك بابل ولا على إرميا بل على الشعب الذى مارس الشر ( ع 3 ) فدخل تحت الغضب الإلهى ( ع 6 ) .
( 2 ) التنديد والمحاكمة



" فالآن هكذا قال الرب اله الجنود اله اسرائيل :

لماذا انتم فاعلون شرا عظيما ضد انفسكم لانقراضكم رجالا ونساء اطفالا ورضعا من وسط يهوذا ولا تبقى لكم بقية ؟! " ع 7

ما قد فعلوه حطمهم وسيحطم الأجيال المقبلة ، إذ دخلوا بأطفالهم والرضع إلى الشر . كأن الله يقول لهم : " إنكم لا تصيبونى بضرر ما ، إنما تضرون أنفسكم وأولادكم . أليست أنفسكم لها وزنها فى أعينكم ؟!

" لاغاظتي باعمال اياديكم اذ تبخرون لآلهة اخرى في ارض مصر التي اتيتم اليها لتتغربوا فيها ،

لكي تنقرضوا ولكي تصيروا لعنة وعارا بين كل امم الارض " ع 8

يوبخهم على استمرارهم فى العبادة الوثنية ، مقدمين بخورا للأوثان . إنهم دفعوا بأنفسهم إلى السقوط تحت التجربة بهروبهم إلى مصر حيث تنتشر العبادة الوثنية ، مقاومين فكر الله . لقد ألقوا أنفسهم بأنفسهم فى أرض الخطية .

" هل نسيتم شرور آبائكم ،

وشرور ملوك يهوذا ،

وشرور نسائهم ،

وشروركم ،

وشرور نسائكم ،

التي فعلت في ارض يهوذا وفي شوارع اورشليم " ع 9

يذكرهم بشرور آبائهم ونسائهم ، هنا يوضح أن الشر كان منتشرا على مستوى الملوك والشعب ، يمارس علانية فى أرض الموعد وفى مدينة الله ، وأوضح أيضا دور النساء فى الإغراء على عبادة الأوثان ، كما حدث مع آخاب وسليمان الحكيم .

" لم يذلّوا الى هذا اليوم ولا خافوا ولا سلكوا في شريعتي وفرائضي التي جعلتها امامكم وامام آبائكم .

لذلك هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل :

هانذا اجعل وجهي عليكم للشر ولأقرض كل يهوذا.

وآخذ بقية يهوذا الذين جعلوا وجوههم للدخول الى ارض مصر ليتغربوا هناك ،

فيفنون كلهم في ارض مصر.

يسقطون بالسيف وبالجوع يفنون من الصغير الى الكبير ،

بالسيف والجوع يموتون ويصيرون حلفا ودهشا ولعنة وعارا.

واعاقب الذين يسكنون في ارض مصر كما عاقبت اورشليم بالسيف والجوع والوبإ.

ولا يكون ناج ولا باق لبقية يهوذا الآتين ،

ليتغربوا هناك في ارض مصر ،

ليرجعوا الى ارض يهوذا التي يشتاقون الى الرجوع لاجل السكن فيها ،

لانه لا يرجع منهم الا المنفلتون " ع 10 – 14

حين كانوا فى يهوذا كانوا يطلبون الذهاب إلى مصر ، وإذ جاءوا إلى مصر يشتهون العودة إلى يهوذا .

فى ع 13 يحدثهم عن معاقبة الذين يسكنون فى مصر ، هنا يشير إلى الحملة التأديبية التى قادها نبوخذنصر عام 568 / 567 ق.م. ،

حتى فى عقاب البقية العاصية سوف يسمح الله لقليل من الناجين بالتسرب إلى يهوذا وبذلك يسمح بالأتصال بين الشعب والأرض .


( 3 ) الرد المخزى للبقية



" فاجاب ارميا كل الرجال الذين عرفوا ان نساءهم يبخّرن لآلهة اخرى ،

وكل النساء الواقفات محفل كبير ،

وكل الشعب الساكن في ارض مصر في فتروس قائلين :

اننا لا نسمع لك الكلمة التي كلمتنا بها باسم الرب ،

بل سنعمل كل امر خرج من فمنا ،

فنبخر لملكة السموات ونسكب لها سكائب ،

كما فعلنا نحن وآباؤنا وملوكنا ورؤساؤنا في ارض يهوذا وفي شوارع اورشليم فشبعنا خبزا وكنا بخير ولم نر شرا.

ولكن من حين كففنا عن التبخير لملكة السموات وسكب سكائب لها احتجنا الى كل وفنينا بالسيف والجوع.

واذ كنا نبخر لملكة السموات ونسكب لها سكائب فهل بدون رجالنا كنا نصنع لها كعكا لنعبدها ونسكب لها السكائب ؟! " ع 15 – 19

مما لا يصدقه عقل أن السامعين العصاة ينسبون نجاحهم إلى طقوس العبادات الوثنية التى تمارسها زوجاتهم .

واضح هنا دور نسائهم فى إغراء رجالهن على عبادة الأوثان ( 1 مل 11 : 4 ؛ 1 تى 2 : 14 ) مع استخدام أسلوب التحدى ضد الله ، تحدى النساء على كل المستويات ، من نساء ملوك ورؤساء وعامة الشعب ( ع 16 ) ، ما أصعب أن يتحدى الإنسان الله نفسه !

ملكة السموات : يقصد بها القمر

كانوا يدعون الشمس " ملكا " والقمر " ملكة " .


( 4 ) رسالة إرميا الأخيرة



" كلم ارميا كل الشعب الرجال والنساء وكل الشعب الذين جاوبوه بهذا الكلام قائلا :

أليس البخور الذي بخرتموه في مدن يهوذا وفي شوارع اورشليم انتم وآباؤكم وملوككم ورؤساؤكم وشعب الارض هو الذي ذكره الرب وصعد على قلبه؟

ولم يستطع الرب ان يحتمل بعد من اجل شر اعمالكم ،

من اجل الرجاسات التي فعلتم ،

فصارت ارضكم خربة ودهشا ولعنة بلا ساكن كهذا اليوم.

من اجل انكم قد بخرتم واخطأتم الى الرب ،

ولم تسمعوا لصوت الرب ،

ولم تسلكوا في شريعته وفرائضه وشهاداته ،

من اجل ذلكم قد اصابكم هذا الشر كهذا اليوم.

ثم قال ارميا لكل الشعب ولكل النساء :

اسمعوا كلمة الرب يا جميع يهوذا الذين في ارض مصر.

هكذا تكلم رب الجنود اله اسرائيل قائلا :

انتم ونساؤكم تكلمتم بفمكم واكملتم باياديكم قائلين :

اننا انما نتمم نذورنا التي نذرناها ان نبخر لملكة السموات ونسكب لها سكائب فانهنّ يقمن نذوركم ويتممن نذوركم.

لذلك اسمعوا كلمة الرب يا جميع يهوذا الساكنين في ارض مصر :

هانذا قد حلفت باسمي العظيم قال الرب ان اسمي لن يسمى بعد بفم انسان ما من يهوذا في كل ارض مصر قائلا حيّ السيد الرب.

هانذا اسهر عليهم للشر لا للخير فيفنى كل رجال يهوذا الذين في ارض مصر بالسيف والجوع حتى يتلاشوا.

والناجون من السيف يرجعون من ارض مصر الى ارض يهوذا نفرا قليلا ،

فيعلم كل بقية يهوذا الذين أتوا الى ارض مصر ليتغربوا فيها كلمة ايّنا تقوم .

وهذه هي العلامة لكم يقول الرب اني اعاقبكم في هذا الموضع لتعلموا انه لا بد ان يقوم كلامي عليكم للشر.

هكذا قال الرب :

هانذا ادفع فرعون حفرع ملك مصر ليد اعدائه وليد طالبي نفسه كما دفعت صدقيا ملك يهوذا ليد نبوخذراصر ملك بابل عدوه وطالب نفسه " ع 20 – 30

يقدم لهم علامة لتأكيد كلماته وهى أنهم إذ يتكلون على فرعون لحمايتهم من ملك بابل ، إذ كانوا يتوقعون منه ما لم يتوقعوه من صدقيا ، لكن باطلا يستطيع أن يحمى حتى عرشه أو نفسه .

لقد ظن اليهود أن مصر بلد حصين ، تحميه حواجز طبيعية ، لن يستطيع عدو أن يقتحمها ، لهذا يؤكد هنا انهيار فرعون حفرع أمام ملك بابل .

يقول المؤرخون أن فرعون هذا مات ميتة شنيعة .

يذكر هيرودت أن قائد جيشه وهو شاب من أقربائه يسمى أحمس تمرد عليه ونصب نفسه ملكا على مصر ، وحاول حفرع أن يهزم أحمس فى معركة فى عام 566 ق.م. ، لكنه قتل ، كما تنبأ إرميا . ولا يعرف إن كان أرميا قد عاش ليرى تحقيق ذلك أم لا ، إذ حدثت القلاقل فى مصر ، ظهر نبوخذنصر هناك .

هذا هو الحديث الأخير لإرميا النبى الذى تم فى مصر ، لم نسمع عنه بعد ذلك شيئا فى الكتاب المقدس ، ولم يخبرنا تلميذه باروخ عن رحيله من العالم ، لكن جاء فى التقليد المسيحى أن اليهود رجموه فى تحفنيس .

+ + +
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: إرميا – الإصحاح الخامس والأربعون   تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة - صفحة 3 Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 20, 2007 12:23 am



إرميا – الإصحاح الخامس والأربعون

حديث معزى مع باروخ

جاء هذا الإصحاح بعد الإصحاح الرابع والأربعين المشتمل على التهديدات القاسية ضد اليهود فى مصر ، الذين كان من بينهم باروخ الذى حمل إلى مصر قسرا . وكأن هذه الرسالة تقدم استثناء لباروخ مما قيل عن الذين فى مصر .

كان باروخ فى حاجة إلى مساندة إلهية لكى يخلص من حالة اليأس التى تسربت إلى نفسه

مع قصر هذه الرسالة فإنها حديث إلهى مملوء بالرجاء الحى ، موجه إلى كل مؤمن يعمل فى كرم الرب لكى يمتلىء رجاءا ، مهما بدت الظروف قاسية .

إنها رسالة إلهية تعلن عن عنايته التى لن تخيب ، وحبه الشديد للعاملين لحسابه ، ونظراته المملوءة حنانا وترفقا . فإنه يهتم بنفسياتهم كما بكل احتياجاتهم .


( 1 ) تاريخ الحديث



من الناحية التاريخية يأتى هذا الإصحاح بعد 36 : 8 ، فالعبارة التالية تشير إلى الكلام الذى أملاه إرميا إلى باروخ وقرىء على الملك يهوياقيم ومستشاريه ثم ألقى فى النار بكل احتقار .

" الكلمة التي تكلم بها ارميا النبي الى باروخ بن نيريا عند كتابته هذا الكلام في سفر عن فم ارميا في السنة الرابعة ليهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا قائلا " ع 1


( 2 ) حالة إحباط



" هكذا قال الرب اله اسرائيل لك يا باروخ.

قد قلت ويل لي لان الرب قد زاد حزنا على المي.

قد غشي علي في تنهدي ولم أجد راحة " ع 2 – 3

يبدو أن باروخ شعر بأن رفض الملك لكلمة الله إهانة موجهة إليه شخصيا ، أو موجهة إليه مع أرميا ، لا إلى الرب الذى أمر بكتابة هذا الكلام على الدرج ، وهذا أوجد عنده شعور بالخيبة والفشل ، لذلك تنهد باروخ ولم يجد راحة . لقد كان مضغوطا بالخوف ولم يقدر أن ينام ، وتثقل بالحزن والألم فدخل فى حالة إحباط .

سبق أن رأينا إرميا النبى يتعرض لنفس المشاعر إلى حين . هذا هو الضعف البشرى الذى يلاحق حتى الأنبياء أحيانا ، لكن الله لا يتركهم بلا عون !


( 3 ) رسالة رجاء



إذ استخدم الله باروخ أداة لإعلان مشورته الإلهية إلى الآخرين لا يمكن أن يهمله الرب عندما يدخل فى حالة احباط ، لذلك يوجه الرب إليه الرسالة الخاصة التالية :

" هكذا تقول له :

هكذا قال الرب :

هانذا اهدم ما بنيته واقتلع ما غرسته وكل هذه الارض.

وانت فهل تطلب لنفسك امورا عظيمة ؟! لا تطلب.

لاني هانذا جالب شرا على كل ذي جسد يقول الرب ،

واعطيك نفسك غنيمة في كل المواضع التي تسير اليها " ع 5

إن كان الحكم قد صدر على كل الدول فى ذلك الحين ، لكن جاء الأمر الإلهى مشددا على شعبه ، فقد بناه بنفسه وغرسه ككرم خاص به ، لكن بسبب العصيان قام الله نفسه بهدمه واقتلاعه .

يقدم الرب إلى باروخ كلمة تصلح شعارا لكل واحد منا ، هذه الكلمة هى : " وأنت ، فهل تطلب لنفسك أمورا عظيمة ؟ لا تطلب " . فكم يميل القلب إلى طلب الأمور العظيمة .

كان باروخ رجلا متعلما ، أعد ليكون كاتبا ، وكان أخوه سرايا رئيس المحلة عند صدقيا الملك ( 51 : 59 ) ، لذلك ربما ترجى باروخ أن ينال منصبا فى القصر الملكى لخدمة شعبه ، لكنه يرى كل شىء ينهار أمامه .

لننظر إلى مسيحنا الذى لم يكن له موضع فى المنزل عند ولادته ، استعار الجحش والأتان ليركب عليهما ، كما استعار من إنسان علية لعشاء الفصح ، بينما أقرضه آخر قبره الجديد . قيل عنه : " وأخر كثيرات كن يخدمنه من أموالهن " ( لو 8 : 3 ) . كانت للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار ، أما هو فلم يكن له موضع يسند فيه رأسه ( مت 8 : 10 ) ، قيل عن الآخرين : فمضى كل واحد إلى بيته ، أما يسوع فمضى إلى جبل الزيتون " ( يو 7 : 53 ، 8 : 1 ) ، لأنه لم يكن له بيت هنا . وينطبق عليه تماما القول : " لماذا تكون كغريب فى الأرض وكمسافر يميل ليبيت ؟! " ( إر 14 : 8 ) .

لم يكن له موضع بين العظماء أثناء وجوده بالجسد على الأرض ، بل كان دائما غريبا . كان مرفوضا حتى من خاصته ( يو 1 : 11 ) ، ليتنا نحن أيضا لا نطلب أمورا عظيمة فى هذا العالم ، الأمور العظيمة المختصة بنا آتية عما قريب وهى الأمور الباقية والثابتة ، لأن الأمور التى ترى هى وقتية أما التى لا ترى فهى أبدية ( 2 كو 4 : 18 )

نجد توبيخا لباروخ لشعوره بالأكتئاب فيما يخص مستقبله . حقا سيجىء القضاء ، لكن هذا القضاء لا يمكن أن يمسه بأى سوء ، فليأت السيف ولتأت المجاعة وليأت الوباء ويهلك الكثيرون أما باروخ فيحفظه الرب . وإن هاج الناس عليه لا يمكن أن يصيبه أذى أو سوء ، لأن الرب سند له ! .

+ + +

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: إرميا – الإصحاح السادس والأربعون   تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة - صفحة 3 Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 20, 2007 12:24 am



إرميا – الإصحاح السادس والأربعون

ارتعاب مصر الوثنية

تشمل الإصحاحات من 46 إلى 51 نبوات عن الأمم .


( 1 ) دعوة إلى معركة



" كلمة الرب التي صارت الى ارميا النبي عن الامم.

عن مصر عن جيش فرعون نخو ملك مصر ،

الذي كان على نهر الفرات في كركميش الذي ضربه نبوخذراصر ملك بابل ،

في السنة الرابعة ليهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا " ع 1 – 2 .

بقى الجيش المصرى مرابضا فى كركميش ( فى الطريق بين بابل ومصر ) لمدة أربع سنوات ( 609 – 605 ق.م. ) خلالها كان فرعون مسيطرا على سوريا ومصر ، يقيم لهم ملوكا يحركهم كما يشاء كدميات ، أما القوة الرئيسية الأخرى أى البابلية فكانت منشغلة بأمور أخرى ، وأخيرا هجم الجيش البابلى على المصريين فى كركميش لأقتلاعهم تماما .

تصف النبوة ما كان عليه جيش مصر وذلك فى شكل دعوى إلى المعركة موجهة من قادة الجيش المصرى إلى رجالهم الأبطال :

" اعدّوا المجن والترس وتقدموا للحرب.

اسرجوا الخيل واصعدوا ايها الفرسان وانتصبوا بالخوذ.

اصقلوا الرماح.البسوا الدروع " ع 3 – 4 .

طلب القادة أن يعد الكل المجن والترس ، أى يحملوا العدة الحربية بكل احجامها وأنواعها ، وأن يستعد الفرسان وقادة المركبات . فقد عرفت مصر كأفضل مصدر للأنواع الجيدة للخيول ( 1 مل 10 : 28 ) .


( 2 ) ارتعاب مصر



" لماذا اراهم مرتعبين ومدبرين الى الوراء وقد تحطمت ابطالهم وفرّوا هاربين ولم يلتفتوا ؟!

الخوف حواليهم يقول الرب.

الخفيف لا ينوص والبطل لا ينجو.

في الشمال بجانب نهر الفرات عثروا وسقطوا " ع 5 – 6 .

رأى إرميا بروح النبوة كيف انهار جيش فرعون عند هزيمتهم على يدى نبوخذنصر ، فقد كانت الضربة غير متوقعة وذلك بالنسبة للأستعدادات الضخمة التى كانت لجيش فرعون ولكبريائهم وتشامخهم كأعظم قوة عالمية فى ذلك الحين .


( 3 ) كبرياء مصر



" من هذا الصاعد كالنيل كانهار تتلاطم امواهها ؟!

تصعد مصر كالنيل وكانهار تتلاطم المياه.

فيقول اصعد واغطي الارض.

اهلك المدينة والساكنين فيها " ع 7 – 8

خطية فرعون هى الكبرياء ، إذ كان بجيشه القوى يظن أنه قادر أن يفعل كل شىء . فى تشامخه ظن أنه كنهر النيل الذى فى فترة فيضانه تمتلىء قنواته كأنهار تجرى حوله لتغطى الأراضى بمياهها وطميها . فى كبرياء يقول فرعون : " نهر لى وأنا عملته لنفسى " حز 29 : 3 .


( 4 ) يوم للسيد الرب



" اصعدي ايتها الخيل وهيجي ايتها المركبات ولتخرج الابطال.

كوش وفوط القابضان المجن واللوديون القابضون والمادون القوس.

فهذا اليوم للسيد رب الجنود يوم نقمة للانتقام من مبغضيه ،

فياكل السيف ويشبع ويرتوي من دمهم.

لان للسيد رب الجنود ذبيحة في ارض الشمال عند نهر الفرات " ع 9 – 10 .

إذ يتطلع إرميا النبى إلى المعركة ويرى انهيار فرعون وجيشه مع القوات المرتزقة الذين أستأجرهم ، يدعو ذلك اليوم " يوم للسيد رب الجنود " . إنه ليس كيوم معركة هرمجدون " يوم الله القادر على كل شىء " ( رؤ 16 : 14 ) ، إنما يشبهه .

هو يوم نقمة حيث يسقط فرعون وجيشه مع القوات المرتزقة أو المتحالفة معه القادمة من كوش ( أثيوبيا أو النوبة ) وفوط ( ليبيا ) واللوديون ( أفريقيون غالبا ) .


( 5 ) سقوط مصر



" اصعدي الى جلعاد وخذي بلسانا يا عذراء بنت مصر.

باطلا تكثرين العقاقير.

لا رفادة لك.

قد سمعت الامم بخزيك ،

وقد ملأ الارض عويلك ،

لان بطلا يصدم بطلا فيسقطان كلاهما معا " ع 11 – 12 .

إذ سقط جيش فرعون لم يعد يرى النبى فى الجيش أبطالا ، بل رآه كله أشبه بفتاة أو ببنت ضعيفة مجروحة ، جراحاتها خطيرة لا يرجى شفائها .

إنها دعوة إلى الأمم التى يرمز لها بمصر لتترك عقاقيرها الكثيرة وتلجأ إلى كنيسة المسيح ، هناك تتحد مع المخلص الذى يضمد جراحات النفس ويشفيها .


( 6 ) قضاء من بابل



" الكلمة التي تكلم بها الرب الى ارميا النبي في مجيء نبوخذراصر ملك بابل ليضرب ارض مصر.

اخبروا في مصر واسمعوا في مجدل واسمعوا في نوف وفي تحفنحيس قولوا انتصب وتهيأ لان السيف ياكل حواليك.

لماذا انطرح مقتدروك ؟!

لا يقفون لان الرب قد طرحهم.

كثر العاثرين حتى يسقط الواحد على صاحبه ويقولوا :

قوموا فنرجع الى شعبنا والى ارض ميلادنا من وجه السيف الصارم.

قد نادوا هناك فرعون ملك مصر هالك.

قد فات الميعاد " ع 13 – 17 .

يرى البعض أن الحديث هنا عن المعركة التى تمت بعد معركة كركميش بحوالى 15 أو 16 عاما حيث جاء ملك مصر بجيشه العظيم لمحاربة نبوخذنصر أثناء حصاره أورشليم ، اضطر نبوخذنصر إلى فك الحصار مؤقتا حتى يحقق نصرته على جيش فرعون ويعود ثانية إلى محاصرة المدينة واقتحامها ( 37 : 1 – 10 ) . بعد عودته إلى بابل تحققت هذه النبوة إذ عاد ليقيم حربا مع مصر ليهزمها تماما ، فصارت بابل القوة العظمى الوحيدة فى العالم فى ذلك الحين ( دا 2 : 37 – 42 ؛ 7 : 4 ) .

يكشف ع 16 عن انهيار الجنود المرتزقة أو المتحالفة مع فرعون فقد أخذوا درسا قاسيا من المعركة ، وقرروا العودة إلى بلادهم ، إذ قالوا : " قوموا فنرجع إلى شعبنا وإلى أرض ميلادنا من وجه السيف الصارم " ( ع 16 ) .


( 7 ) سبى وخراب



أخيرا يصور لنا الخراب الذى حل بمصر التى ظنت أنها قدرة على إنقاذ يهوذا من أيدى البابليين :

أ – ارتفاع اسم بابل أو ملكها نبوخذنصر

" حيّ انا يقول الملك رب الجنود ،

اسمه كتابور بين الجبال وككرمل عند البحر يأتي " ع 18

يبدو أن إرميا النبى رأى فى نبوخذنصر الذى غزا مصر بقوة جبلا عاليا يرتفع فوق السهل ، إنه مثل جبل تابور الذى يرتفع حوالى 1800 قدما كجبل منفرد فى سهل يزرعيل فى شمال إسرائيل ، أو مثل جبل الكرمل عند البحر الذى تبلغ قمته حوالى 1700 قدما وينحدر سفحه الغربى بحدة نحو البحر المتوسط .

ب – صارت مصر بنتا عاجزة عن التصرف :

" اصنعي لنفسك أهبة جلاء ايتها البنت الساكنة مصر ،

لان نوف تصير خربة وتحرق فلا ساكن " ع 19

جاءت الضربة قاضية فى هذه المرة ، حيث حطمت مصر كلها ، خاصة المدن الكبرى . يصور مصر بفتاة مسبية لا تقدر على الدفاع عن نفسها أو الهروب من الذين أسروها ، هذا عن جيشها العظيم وملكها فرعون المتشامخ ، أما عن الأرض فصارت نوف وهى من المدن الكبرى كما رأينا خرابا ، أحرقتها النيران ، لا يقطنها إنسان .

جـ - صارت مصر كعجلة مسمنة لا تصلح إلا للذبح

" مصر عجلة حسنة جدا.

الهلاك من الشمال جاء جاء " ع 20

لقد ظن فرعون بجيشه الذى من بين معبوداته الرئيسية عجل أبيس ، أنه قادر أن يخلص شعب يهوذا الذى فى نظره يعجز الله رب الجنود عن إنقاذه . لم يدرك فرعون أنه قد حول بهذا الفكر مصر إلى عجلة تحمل الصورة الحسنة جدا ، وذلك بسبب شهرتها فى العالم كله ، وقوة جيشها ، وإمكانياتها من جهة الخيول والمركبات وكل العدة الحربية . لكنها عجلة سمينة عاجزة عن أى عمل ، لا تصلح إلا لذبحها ، يأتى الذين من الشمال ( بابل ) ليذبحوها .

د – حولت حلفاءها والجنود المرتزقة إلى عجول سمينة

" ايضا متسأجروها في وسطها كعجول صيرة.

لانهم هم ايضا يرتدون يهربون معا.

لم يقفوا لان يوم هلاكهم اتى عليهم وقت عقابهم " ع 21

لم تصر مصر الوثنية وحدها عجلة كمعبودها عجل أبيس ، وإنما حولت مستأجريها أى القوات المرتزقة الأجيرة والتى حلت فى وسطها وشاركتها عبادة العجل إلى عجول صيرة أى سمينة . جاءوا للدفاع عنها مع جيشها فصارت ذبائح سمينة للقتل .

هـ - صارت حركتها كحفيف الحية

" صوتها يمشي كحية ،

لانهم يسيرون بجيش وقد جاءوا اليها بالفؤوس كمحتطبي حطب " ع 22

استخدم إرميا النبى تشبيه الحية الخارجة من الغابة لتضرب بالفؤوس ، لأنه كان للحية مكانة عالية بين الآلهة عند المصريين ، إنها عاجزة ليس فقط عن حماية العابدين لها ، بل وحتى عن حماية نفسها .

و – صارت كشجرة تسقط تحت ضربات فؤوس كثيرة

" يقطعون وعرها يقول الرب وان يكن لا يحصى لانهم قد كثروا اكثر من الجراد ولا عدد لهم " ع 23

ز – صارت كفتاة بيعت لشعب معاد لها

" قد أخزيت بنت مصر ودفعت ليد شعب الشمال.

قال رب الجنود اله اسرائيل :

هانذا اعاقب آمون نو وفرعون ومصر وآلهتها وملوكها فرعون والمتوكلين عليه. وادفعهم ليد طالبي نفوسهم وليد نبوخذراصر ملك بابل وليد عبيده " ع 24 – 26


( 8 ) تعمير مصر



" ثم بعد ذلك تسكن كالايام القديمة يقول الرب " ع 26

لا يختم على مصر بالخراب بل بالتعمير ، فالله وإن كان يؤدب لكنه يشتاق إلى تقديس كل بشر . لقد كشف بتأديباته عن جراحات النفس لا لتبقى فى آلامها بل لتطلب يد الطبيب السماوى ، فيضمد جراحاتها ، ويقدم لها نفسه بلسما من جلعاد فتنعم بكمال الصحة .



( 9 ) إصلاح إسرائيل الجديد

" وانت فلا تخف يا عبدي يعقوب ولا ترتعب يا اسرائيل ،

لاني هانذا اخلصك من بعيد ونسلك من ارض سبيهم فيرجع يعقوب ويطمئن ويستريح ولا مخيف.

اما انت يا عبدي يعقوب فلا تخف لاني انا معك لاني افني كل الامم الذين بددتك اليهم.

اما انت فلا افنيك بل اؤدبك بالحق ولا ابرئك تبرئة " ع 27 – 28

التقينا بهذا النص قبلا فى ( إر 30 : 10 – 11 ) يتبعه وعد مسيانى ( داود ملكهم إر 30 : 9 ) . هنا نلاحظ أن الوعد قد جاء مباشرة بعد تقديم وعد إلهى لمصر بتعميرها بعد الخراب ، وكأن ما تناله مصر من وعود مرتبط بخلاص إسرائيل الجديد ، وتمتع الأمم بالإيمان الحى .

للنص تفسيران:

أولا : التفسير التاريخى : إذ تحقق ذلك بالعودة من السبى البابلى ...

ثانيا : التفسير التأويلى : إسرائيل هنا هى كنيسة العهد الجديد ، الشعب القادم من كل الأمم ، يعقوب المجاهد الروحى الذى انعتق من سبى الخطية ودخل إلى التمتع بأورشليم العليا ، ونال عربون السمويات .

+ + +
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: إرميا – الإصحاح السابع والأربعون   تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة - صفحة 3 Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 20, 2007 12:25 am



إرميا – الإصحاح السابع والأربعون

سيف الرب على الفلسطينيين الوثنيين

والقوات المتحالفة معهم


( 1 ) نبوات ضد الفلسطينيين الوثنيين



" كلمة الرب التي صارت الى ارميا النبي ،

عن الفلسطينيين قبل ضرب فرعون غزة " ع 1

يتحدث عن انهيار الفلسطينيين هكذا :

"هكذا قال الرب :

ها مياه تصعد من الشمال وتكون سيلا جارفا فتغشي الارض وملأها،

المدينة والساكنين فيها ،

فيصرخ الناس ويولول كل سكان الارض " ع 2

أ – يصعد الجيش البابلى الذى زحف بقوة عليهم بعد غلبته على المصريين فى كركميش كمياة تنهار عليهم من الشمال ( ع 3 ) ، هنا لا يقصد بـ " الشمال " الأتجاه الجغرافى فحسب ، لكنه يرمز للقوة المضادة أيا كان مصدرها .

ب – يحل الجيش المهاجم عليهم كسيل جارف ( ع 2 ) يغرق الأرض وكل ملئها ، المدينة والساكنين فيها ( ع 2 ) . يشبه الكلدانيون بالسيل الجارف أو فيضان مياة كثيرة تصدر عن نهرهم أى الفرات . كثرة المياة تعنى كثرة الجماهير التى تحل على موقع ما كفيضان .

جـ - " من صوت قرع حوافر اقويائه ،

من صرير مركباته ،

وصريف بكراته ،

لا تلتفت الآباء الى البنين بسبب ارتخاء الايادي " ع 3

يفقدون حتى العواطف الطبيعية التى تربط الوالدين بأبنائهم ، إذ لا يلتفت الآباء إلى بنيهم حيث ترتخى أياديهم بسبب صوت الجيش المرعب الصادر عن حوافز الخيول والمركبات العسكرية والبكرات . ليس لديهم الشجاعة ولا القوة للعودة إلى الخلف لإنقاذ أبنائهم الذين تركوهم .

حقا إذ تدخل الخطية إلى القلب ترهبه فلا يبالى الإنسان بخلاص نفسه وخلاص بنيه ... لا يلتفت إليهم ، بل يصير فى رعب ورعدة .

د – : " بسبب اليوم الآتي لهلاك كل الفلسطينيين لينقرض من صور وصيدون كل بقية تعين ،

لان الرب يهلك الفلسطينيين بقية جزيرة كفتور " ع 4

يحطم المتحالفين معهم ، صور وصيدا ( ع 4 ) ويهلك الفلسطينيون فى جذورهم إذ يشير إليهم فى جزيرة كفتور ، وهى تشير فى العهد القديم إلى جزيرة كريت ، الأرض التى جاء منها الفلسطينيون أصلا ( عا 9 : 7 ) . ربما قصد بالكريتيين هنا جماعة من الفلسطينيين كانوا قد قدموا من جزيرة كريت فى الربع الأول من القرن الثانى عشر ق.م.

هـ - " أتى الصلع على غزة " ع 5

تشبه فلسطين بسيدة أو فتاة قصت شعرها حتى القرع ، وجرحت جسمها . هذه وسائل وثنية تستخدم للتعبير عن الحزن الشديد ( لا 19 : 28 ) ، خاصة عند موت الأقرباء جدا ( 16 : 6 ، 41 : 5 ) أو هو وصف يعبر عن مسح غزة من كل إنسان كما بموسى فلا يترك فيها أحد . ربما يقصد بالصلع أن العدو سلبهم كل ممتلكاتهم من ذهب وفضة وحجارة كريمة فصاروا كالقرع بلا زينة .

و – " أهلكت اشقلون مع بقية وطائهم " ع 5

أشقلون : هى إحدى المدن الفلسطينية الخمس الرئيسية .

ط – تصاب النفس بالجراحات إراديا ، فمن يخضع للخطية يحطم نفسه بالجراحات الداخلية ، لذا يقال لها بروح التوبيخ :

" حتى متى تخمشين نفسك ؟!

آه يا سيف الرب حتى متى لا تستريح ؟!

انضم الى غمدك اهدأ واسكن.

كيف يستريح والرب قد اوصاه ؟!

على اشقلون وعلى ساحل البحر هناك واعده " ع 5 – 7

يسمى سيف بابل هنا " سيف الرب " ، لأنه يشبه المنجل فى يد الله ، به يحصد سكان المدن الذين كمل شرهم وسقطوا تحت الغضب الإلهى .

كما أن كلمة الله لا ترجع فارغة حتى تحقق رسالتها ، هكذا سيف الرب ( أو تأديبه ) لا يتوقف حتى يتمم ما أرسل لأجله .
( 2 ) نبوات ضد صور وصيدا



" لينقرض من صور وصيدون كل بقية تعين " ع 4

فى سفر إشعياء النبى يشبه الله صور " بزانية تزنى مع كل ممالك البلاد على وجه الأرض " ( إش 23 : 17 ) ، لكنها إذ تتمتع بالإيمان الحى " تكون تجارتها وأجرتها قدسا للرب " ( إش 26 : 18 ) .

نالت كل من صور وصيدا نصيبهما من الجيش البابلى لمنع أية قوة عسكرية فينيقية تهب لنجدة فلسطين من أيدى البابليين . قدم حزقيال النبى نبوات ضد صور وصيدا ( حز 27 ، 26 ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة   تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة - صفحة 3 Icon_minitimeالسبت مارس 24, 2007 7:59 am



إرميا – الإصحاح الثامن والأربعون

نبوات ضد موآب

بدأت النبوات ضد الأمم بمصر الوثنية التى تشير إلى محبة العالم ، ثم ضد الفلسطينيين الوثنيين الذى يشيرون إلى روح العنف والعداوة ، ثم صور وصيدا اللتين تشيران إلى المتحالفين مع الشر . هنا يتحدث عن موآب الذى وإن اتسم بالكبرياء كغيره من الشعوب المقاومة لله لكن سمته الرئيسية هى الفساد ، فبجانب أن أبيهم موآب هو ثمرة علاقة أمه بأبيها لوط وهو فى حالة سكر ، فإن نساء موآب أقاموا علاقة زنى مع شعب الله وأغروهم على ارتكاب النجاسة مع عبادة الأصنام ، عندئذ يتخلى الله عنهم فيضعفون وينهارون ( عدد 25 : 1 – 3 ) .

يشير موآب إلى " روح عدم التمييز " فقد ظن أنه لا فرق بين الله الحى والآلهة الوثنية ، إلههم ( الإله كموش ) ، وحسب بهلاك يهوذا وتدمير أورشليم أن لا خلاص للشعب مرة أخرى .


( 1 ) الله الحى ضد كموش



" عن موآب.هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل :

ويل لنبو لانها قد خربت.

خزيت وأخذت قريتايم .

خزيت مسجاب وارتعبت.

ليس موجودا بعد فخر موآب.

في حشبون فكروا عليها شرا.

هلم فنقرضها من ان تكون امة.

وانت ايضا يا مدمين تصمّين ويذهب وراءك السيف.

صوت صياح من حورونايم هلاك وسحق عظيم.

قد حطمت موآب وأسمع صغارها صراخا.

لانه في عقبة لوحيت يصعد بكاء على بكاء ،

لانه في منحدر حورونايم سمع الاعداء صراخ انكسار " ع 1 – 5

أولا : واضح هنا أن الهجوم ضد الإله كموش ، فقد دعى الموآبيون أمة كموش ( عد 21 : 29 ) وشعب كموش ( ع 46 ) ، كما دعى كموش " رجس الموآبيين " .

كانت هناك صلة بين كموش إله الموآبيين ، وملكوم إله العمونيين ، وفى العبادة لكليهما كان الأطفال يقدمون ذبائح بغجازتهم فى النار ( 2 مل 3 : 27 ) .

ثانيا : يعلن الله عن نفسه أنه : " رب الجنود إله إسرائيل " ع 1 . يقوم بتأديب موآب . هو رب الجنود أو القوات السمائية الذى لا يغلب ، وهو إله إسرائيل أى المحب لشعبه والمدافع عن مؤمنيه المقدسين له .

المدن الوارد ذكرها فى الأعداد السابقة – للتأديب - مدن موآبية .


( 2 ) دعوة للهروب



إذ ينحدر سكان المرتفعات بدموع كل يطلب من الآخر أن يهرب يجدوا الصاعدين من السهول قادمين ببكاء يطلبون الهروب ، فيرتبك الجميع ولا يعرفون إلى أين يذهبون .

" اهربوا نجّوا انفسكم وكونوا كعرعر في البرية ،

فمن اجل اتكالك على اعمالك وعلى خزائنك ستؤخذين انت ايضا ويخرج كموش الى السبي كهنته ورؤساؤه معا.

ويأتي المهلك الى كل مدينة ،

فلا تفلت مدينة فيبيد الوطاء ويهلك السهل كما قال الرب.

اعطوا موآب جناحا لانها تخرج طائرة وتصير مدنها خربة بلا ساكن فيها.

ملعون من يعمل عمل الرب برخاء وملعون من يمنع سيفه عن الدم " ع 6 – 10 .

نجد هنا دعوة إلى الهروب لنجاة النفس :

1 – الهروب من أسوار المدن إلى عرى ( عرعر ) البرية . لعلها دعوة إلى عدم الثقة فى الحصون البشرية التى يصنعها الإنسان لنفسه فى غير اتكال على الله .

2 – عدم الأتكال على الأعمال الذاتية والخزائن ، فإنها تقيم إلها ( كموش ) لا يقدر أن يخلص نفسه ولا كهنته ولا رؤساءه . إذ يحمل الموآبيون تماثيل كموش معهم إلى المعركة تؤخذ منهم إلى أرض السبى علامة نصرة آلهة بابل على آلهة موآب .

3 – لا يتحقق الهروب بتغيير المكان بل بتغيير الأعماق ، فالتدمير يبلغ كل مدينة ، يبيد المناطق العالية ويهلك الأماكن السهلة ، لا المرتفعات ولا الوديان تقدر أن تخلص بل يد الرب العاملة فى قديسيه .

4 – الحاجة إلى جناحى الروح لكى تطير النفس من وجه الشر ( ع 9 ) ، فلا تقطن بعد فى الأماكن الخربة . ولعله هنا يحمل معنى التوبيخ فى شىء من السخرية ، فإنه إذ يحل الخراب فجأة لا يعرف موآب إلى أين يذهب ، فالأرض كلها قد تدمرت . إنه فى حاجة إلى جناح يطير به بسرعة لكى يرتفع عن كل الأرض ... ولكن إلى أين ؟

5 – الجدية فى العمل ، إذ ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة ( ع 10 ) ... هنا دعوة إلى بابل للعمل بكل جدية لتحقيق ما سمح به الرب من تأديب لموآب ، وفى نفس الوقت هى دعوة إلهية لكل نفس فى ممارستها للعمل الإلهى بإخلاص وجدية ، فى غير رخاوة .

+ أشار إرميا إلى أن الأهمال أمر خطير :

" ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة " 48 : 10 . من كان فى قائمة خدام الرب يلزمه أن يكون مجتهدا ومتيقظا . عندما يمسح الخطية من حياته بغيرته يتهيأ للأقتراب نحو الله ، الذى يدعوه الكتاب نارا آكلة ( تث 4 : 24 ؛ 9 : 3 ؛ عب 12 : 29 ) .

يعلق الأب غريغوريوس الكبير على عبارة " ملعون من يمنع سيفه عن الدم " قائلا :

[ الذين يمنعون السيف عن الدم إنما يمنعون كلمة الكرازة عن قتل الحياة الجسدانية ( الشهوانية ) ، وقد قيل عن هذا السيف : " سيفى يفترس الجسد " تث 32 : 42 . ]

الأب بينوفيوس يقول :

+ هذا هو السلاح الذى يقطع وينقى كل أمر شهوانى وأرضى ينمو فى نفوسنا . إنه يجعل الناس يموتون عن الخطية ، ويعيشون لله ، ويزدهرون بالفضائل الروحية .


( 3 ) خراب موآب



" مستريح موآب منذ صباه وهو مستقر على درديه ،

ولم يفرغ من اناء الى اناء ولم يذهب الى السبي .

لذلك بقي طعمه فيه ورائحته لم تتغيّر.

لذلك ها ايام تاتي يقول الرب وارسل اليه مصغين فيصغونه ويفرغون آنيته ويكسرون اوعيتهم.

فيخجل موآب من كموش كما خجل بيت اسرائيل من بيت ايل متكلهم " ع 11 – 13

إذ جاء النداء أن يعطى موآب جناحا ليطير لعله يجد موضعا غير الأرض يستريح فيه ، وهذا أمر صعب أو يكاد يكون مستحيلا ، الآن يكشف عن عدم خبرة موآب فى الحرب . حقا إن موآب أمة قديمة ومستقرة قبل ظهور إسرائيل ، عاشت فى مجد وأمان منذ صباها . لقد عاش موآب أغلب زمانه مستريحا منذ صباه ، مثل الخمر المستقرة رواسبها فى إناء لا يتحرك .

لقد دخل فى معارك مع إسرائيل ، ومنذ حوالى 40 عاما حمل شلمناصر بعضا من الموآبيين إلى السبى ، لكنه إذا قورن ذلك بالأمم المحيطة يحسب موآب مستريحا ، لم يفرغ من إناء إلى إناء ، أى يحمل بين الآن والآخر إلى السبى .

سيخجل موآب من كموش إلهه المحمول مسبيا إلى بابل ، كما خجل بنو إسرائيل من عجلى الذهب اللذين أقامها الملك يربعام فى بيت إيل طالبا من الأسرائيليين أن يتعبدوا لهما .

" كيف تقولون نحن جبابرة ورجال قوة للحرب.

أهلكت موآب وصعدت مدنها وخيار منتخبيها نزلوا للقتل يقول الملك رب الجنود اسمه.

قريب مجيء هلاك موآب وبليتها مسرعة جدا.

اندبوها يا جميع الذين حواليها وكل العارفين اسمها ،

قولوا كيف انكسر قضيب العزّ عصا الجلال ؟!

انزلي من المجد ،

اجلسي في الظماء ،

ايتها الساكنة بنت ديبون ،

لان مهلك موآب قد صعد اليك واهلك حصونك " ع 14 – 18 .

يعبر عن كارثة موآب التى حلت بإلهه كما بمدنه وأبطاله وسلطانه :

أ – بينما ظن الموآبيون الذين عاشوا أغلب زمانهم جبابرة أنهم رجال قوة للحرب ، إذا بمدنهم تخرب .

ب – دخل منتخبوه فى معركة ضد الملك رب الجنود ، فسقطوا قتلى .

ج – انهار اسمه وعزه وسلطانه ، فانكسر قضيب عزه وعصا جلاله .

إذ لجأوا إلى ديبون المدينة المرتفعة الحصينة ، التى تحتضن مرتفع كموش ، صعد إليهم الهلاك وحطم حصونهم .

" قفي على الطريق وتطلعي يا ساكنة عروعير.

اسألي الهارب والناجية قولي ماذا حدث " ع 19

من هول الكارثة هربوا من المدن التى فى المرتفعات كما كانوا يسألون بعضهم البعض : ماذا حدث ؟! ولا إجابة !

" قد خزي موآب لانه قد نقض.

ولولوا واصرخوا اخبروا في ارنون ان موآب قد أهلك " ع 20

" وقد جاء القضاء على ارض السهل ،

على حولون وعلى يهصة وعلى ميفعة

وعلى ديبون وعلى نبو وعلى بيت دبلاتايم

وعلى قريتايم وعلى بيت جامول وعلى بيت معون

وعلى قريوت وعلى بصرة وعلى كل مدن ارض موآب البعيدة والقريبة " ع 21 – 24

" عضب قرن موآب وتحطمت ذراعه يقول الرب :

اسكروه لانه قد تعاظم على الرب فيتمرغ موآب في قيائه وهو ايضا يكون ضحكة.

أفما كان اسرائيل ضحكة لك.

هل وجد بين اللصوص حتى انك كلما كنت تتكلم به كنت تنغض الراس ؟! "ع 25

يشير قطع القرن وكسر الذراع إلى انتهاء القوتين السياسية والعسكرية لموآب ، لم يعد لموآب قرن عز أمام الأمم ولا ذراع عسكرى للدفاع عن نفسه .

كان موآب يستهزىء بإسرائيل عند سبيه حاسبا هذا ضعفا أو عجزا فى الله إلههم ( حز 25 : 8 ) ، وكان يسخر بإسرائيل محركا رأسه كمن يسخر بلص ألقى القبض عليه .


( 4 ) حيثيات الحكم



" خلوا المدن واسكنوا في الصخر يا سكان موآب ،

وكونوا كحمامة تعشعش في جوانب فم الحفرة.

قد سمعنا بكبرياء موآب.

هو متكبر جدا.بعظمته وبكبريائه وجلاله وارتفاع قلبه.

انا عرفت سخطه يقول الرب انه باطل.اكاذيبه فعلت باطلا " ع 26 – 30 .

توجه الدعوة إلى موآب لإخلاء المدن والسكن فى الكهوف السرية التى فى الصخور ، فيكون كحمامة بلا قوة تضع عشها فى فم صخرة .

يصير موآب كحمامة لا تضع عشها فى الحدائق على الأشجار ، بل منفردة فى صخرة بعيدة . يتحول موآب من طير مغرد إلى طير حزين فى عزلة لا يعرف إلا الصراخ .


( 5 ) مرثاة على موآب



أ – يبدأ إرميا النبى بإعلان حبه للأمم مثل سيده الذى لا يسر بموت الأشرار بل يرجعوا فيحيوا . فهو وإن كان يتنبأ على موآب بالخراب لكنه يولول عليه ، ويصرخ من الخارج ، كما يئن قلبه من الداخل ، يبكى فتجرى دموعه كمياة ينابيع غزيرة لا تتوقف .

" من اجل ذلك اولول على موآب وعلى موآب كله اصرخ.

يؤنّ على رجال قير حارس.

ابكي عليك بكاء يعزير يا جفنة سبمة.

قد عبرت قضبانك البحر وصلت الى بحر يعزير " ع 31 – 32



ب – فقد موآب حقوله وبالتالى محاصيله ، فتحولت جناته إلى برارى .

" وقع المهلك على جناك وعلى قطافك.

ونزع الفرح والطرب من البستان ومن ارض موآب " ع 32 – 33



جـ - انتزع الفرح من بساتينه ، فحيث لا حصاد ولا ثمر لا يوجد فرح ولا طرب .

" وقد ابطلت الخمر من المعاصر.لا يداس بهتاف.جلبة لا هتاف " ع 33

د – يشبه موآب بعجلة عمرها ثلاث سنوات أخذ منها العجل رفيقها فتجرى من موضع إلى آخر بغير خطة ، فى حالة هيسترية

" قد اطلقوا صوتهم من صراخ حشبون الى العالة الى ياهص من صوغر الى حورونايم كعجلة ثلاثية لان مياه نمريم ايضا تصير خربة " ع 34

عالة ، وصوغر ، ونمريم ، مدن موآبية .

هـ - يستخدم موآب كل ما يعبر عن الحزن الشديد : قرع الرأس ، جز اللحية ، وتجريح الأيادى ، ولبس المسوح على الأحقاء ، ونوح علنى على السطوح وفى الشوارع .

" وابطل من موآب يقول الرب من يصعد في مرتفعة ومن يبخر لآلهته.

من اجل ذلك يصوّت قلبي لموآب كناي

ويصوت قلبي لرجال قير حارس كناي لان الثروة التي اكتسبوها قد بادت.

لان كل راس اقرع ،

وكل لحية مجزوزة ،

وعلى كل الايادي خموش ،

وعلى الاحقاء مسوح.

على كل سطوح موآب وفي شوارعها كلها نوح " ع 35 – 38

ز – فقد قيمته فى عينى الله فصار كإناة لا مسرة به .

" لاني قد حطمت موآب كاناء لا مسرة به يقول الرب.

يولولون قائلين كيف نقضت ؟!

كيف حولت موآب قفاها بخزي ،

فقد صارت موآب ضحكة ورعبا لكل من حواليها " ع 38 – 39 .


( 6 ) الغزو البابلى



" لانه هكذا قال الرب ها هو يطير كنسر ويبسط جناحيه على موآب.

قد أخذت قريوت وأمسكت الحصينات وسيكون قلب جبابرة موآب في ذلك اليوم كقلب امرأة ماخض.

ويهلك موآب عن ان يكون شعبا لانه قد تعاظم على الرب.

خوف وحفرة وفخ عليك يا ساكن موآب يقول الرب " ع 40 – 43

إذ ظن موآب فى نفسه يحمل قوة لمقاومة الله " يهلك عن أن يكون شعبا " ع 42 . يفقد كيانه أمام الأمم ، ولا يكون له ملك ولا حكومة مدنية تدير أموره .


( 7 ) هروب موآب



" الذي يهرب من وجه الخوف يسقط في الحفرة ،

والذي يصعد من الحفرة يعلق في الفخ ،

لاني اجلب عليها اي على موآب سنة عقابهم يقول الرب.

في ظل حشبون وقف الهاربون بلا قوة.

لانه قد خرجت نار من حشبون ولهيب من وسط سيحون فاكلت زاوية موآب وهامة بني الوغا.

ويل لك يا موآب.

باد شعب كموش لان بنيك قد أخذوا الى السبي وبناتك الى الجلاء " ع 44 – 46

لا مجال للهروب ، فمن يهرب من الخوف يجد نفسه ساقطا فى حفرة ، وإن صعد من الحفرة يجد فخا قد اقتنصه . من هرب من قريته ليجد أمانا فى حشبون الحصينة وجد نارا تخرج منها لتلتهمه . إذ يهربون إلى العاصمة حشبون يحتمون فى أسوارها يشعرون بالضعف الشديد ، وتخرج نار من هناك تأكلهم .


( 8 ) إصلاح موآب



" ولكنني ارد سبي موآب في آخر الايام يقول الرب الى هنا قضاء موآب " ع 47

بلا شك عند عودة اليهود فى أيام كورش عاد بعض من الموآبيين والعمونيين والفلسطينيين لكن لم ينل أحد منهم استقلاله ، ولا صار لهم ملوك . لذا يرى كثير من الدارسين أن هذه النبوة قد تحققت بقبول هذه الشعوب الإيمان بالسيد المسيح فنزع عنهم سبيهم الداخلى ، وتمتعوا بمجد حرية أولاد الله .

+ + +
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة   تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة - صفحة 3 Icon_minitimeالسبت مارس 24, 2007 8:06 am

إرميا – الإصحاح التاسع والأربعون

نبوات ضد الأمم

بدأت النبوات ضد الأمم الغريبة بمصر الوثنية ( إر 46 ) إشارة إلى أن مدخل الخطية هو الرخاوة والتعلق بالعالم .

ثم فلسطين الوثنية ( إر 47 ) بكونها رمزا للعداوة والعنف فى ذلك الحين ، فإن انشغال القلب والفكر بالماديات يولد أنانية تبعث عداوة ضد الغير بلا سبب .

ثم صور وصيدا ( إر 47 : 4 ) بكونهما رمزا للتحالف مع الشر ، فالعنف يدفع بالنفس إلى الأرتباط بالعنفاء دون مبرر .

بعد ذلك موآب ( إر 47 ) بكونها رمزا للفساد .

الآن فى هذا الإصحاح يقدم لنا النبى نبوات ضد ست أمم :


( 1 ) بنو عمون البنت المرتدة



ينتسب بنو عمون إلى عمون ابن ابنة لوط الصغرى ، أنجبته من أبيها بعد أن سكر ( تك 19 : 38 ) .

وكما يقول القديس جيروم : [ بالحقيقة لم يكن لوط يعرف ماذا كان يفعل ، ولا كانت خطيته بإرادته ، ومع هذا فخطأه عظيم إذ جعله أبا لموآب وعمون عدوى إسرائيل ] .

يبدأ نبواته ضد بنى عمون بعتابه إياهم إذ حاولوا عبر العصور الأستيلاء على أرض جاد واحتلال مدنه فيقول :

" عن بني عمون.هكذا قال الرب :

أليس لاسرائيل بنون او لا وارث له ؟!

لماذا يرث ملكهم ( ملكوم )جاد وشعبه يسكن في مدنه " ع 1

يترجم البعض الكلمة العبرية " ملكوم " وليس " ملكهم " ، وهو الإله القومى لبنى عمون . إنه يربخهم إذ ظنوا أن إلههم ملكوم ( 1 مل 19 : 38 ) يرث ما للرب . وإن كان الأسرائيليون أنفسهم قد عبدوه أو تأثروا بعبادته .

هنا يقدم إرميا النبى عشرة نبوات تكشف عن عمل الخطية فى حياة الإنسان :

أ – سماع إنذار الحرب فى ربة العمونيين كجلبة ، فإنها تحول المدن الداخلية إلى معركة لا يسمع فيها صوت بوق كلمة الله المفرح بل صوت الحرب ، فتتحول أعماق النفس من مدينة الله المتهللة إلى موقع حرب كله صراخ وضجيج .

" لذلك ها ايام تأتي يقول الرب واسمع في ربة بني عمون جلبة حرب " ع 2

ربة بنى عمون : عاصمة عمون ، حاليا عمان عاصمة الأردن .

ب – تحول ربة إلى تل خرب ، فإن الخطية تحطم كل بنيان داخلى لتجعل منه كومة خراب لا يقدر كائن بشرى أو سماوى أن يقطن فيها .

" وتصير تلا خربا " ع 2 .

جـ - حرق بناتها ، وفقدان ما ورثته ، وولولة وصراخ ، وسيى الملك والكهنة :

" وتحرق بناتها بالنار ،

فيرث اسرائيل الذين ورثوه يقول الرب.

ولولي يا حشبون لان عاي قد خربت.

اصرخن يا بنات ربة.

تنطقن بمسوح.

اندبن وطوّفن بين الجدران ،

لان ملكهم يذهب الى السبي هو وكهنته ورؤساؤه معا " ع 2 - 3

د – امتلاء أوديتها بالدماء ، ويحل بها الخوف من كل جانب ويطرد الجميع :

" ما بالك تفتخرين بالاوطية.

قد فاض وطاؤك دما ايتها البنت المرتدّة والمتوكلة على خزائنها قائلة :

من يأتي اليّ ؟!

هانذا اجلب عليك خوفا يقول السيد رب الجنود من جميع الذين حواليك ،

وتطردون كل واحد الى ما امامه وليس من يجمع التائهين " ع 4 – 5

ر – إصلاح وعودة روحية : الوعد هنا يشبه الوعد الإلهى لمصر ( 46 : 26 ) وموآب ( 48 : 47 ) . فى أيام فارس نرى طوبيا حاكما محليا لعمون ( نح 2 : 10 ، 19 ؛ 4 : 7 ) .

" ثم بعد ذلك ارد سبي بني عمون يقول الرب " ع 6

هذه النبوات العشرة التى تحققت فى بنى عمون الأبنة المرتدة المتكلة على خزائنها والتى تظن أنها فوق كل قانون ، لا تستطيع يد أن تمتد إليها ( ع 4 ) ، تتحقق مع النفس التى ترتد عن مسيحها لتتكل على ذاتها وإمكانياتها البشرية ، فتظن أنه ليس من يقدر أن يؤدبها . لكن الله فى حبه يكشف لها عن ثمر خطاياها ، فتجنى مرارة الخطية لتقبل مسيحها فيردها إليه ، ويرجع إليها ويحملها معه إلى حضن أبيه .



( 2 ) أدوم المتشامخ

أدوم تعنى " دموى " أو " أحمر " أو سافك دم ، فهو يمثل الشيطان الذى لا يطيق مملكة الله ، إذ هو محب للقتال بطبعه .

" عن ادوم.

هكذا قال رب الجنود :

ألا حكمة بعد في تيمان.

هل بادت المشورة من الفهماء هل فرغت حكمتهم.

اهربوا التفتوا تعمقوا في السكن يا سكان ددان " 7 – 8

تيمان : اسم عبرى معناه " اليمينى أو الجنوبى " حفيد عيسو ( تك 36 : 11 ) ،

سكان ددان : من نسل إبراهيم خلال قطورة ( تك 25 : 1 – 3 ) ، تقع ددان الآن فى وادى القرى فى شمال الحجاز .

يقدم إرميا النبى النبوات التالية عن أدوم :

أ – حلول كارثة على أدوم :

" لاني قد جلبت عليه بلية عيسو حين عاقبته ،

لو اتاك القاطفون أفما كانوا يتركون علالة ؟

او اللصوص ليلا أفما كانوا يهلكون ما يكفيهم " ع 8 – 9 .

ب – تجريد عيسو وتعريته : فقد ظن أنه قادر على سفك الدماء دون معاقبته ، إذ يهلك ويختبىء وسط الجبال العالية وفى الصخور . ولكن الله يفضحه ( يجرده ) ، فيصير عاريا أمام الكل ، ويكشف عن الأماكن التى يختبىء فيها .

" ولكنني جردت عيسو وكشفت مستتراته فلا يستطيع ان يختبئ " ع 10 .

جـ - هلاك نسله وإخوته وجيرانه :

" هلك نسله واخوته وجيرانه فلا يوجد " ع 10

د – اهتمام الله بأيتامه وأرامله :

إن كان الله يؤدب بحزم شديد لكنه يفتح أبواب الرجاء ، مؤكدا أنه يهتم بالأيتام والأرامل الذين فقدوا الآباء والأزواج فى المعركة أو بسبب السبى .

" اترك ايتامك انا احييهم واراملك عليّ ليتوكلن " ع 11

هـ - يشرب من كأس التأديب :

" لأنه هكذا قال الرب :

" ها ان الذين لا حق لهم ان يشربوا الكاس قد شربوا فهل انت تتبرأ تبرؤا ؟!

لا تتبرأ بل انما تشرب شربا " ع 12 .

و – حلول العار والخراب واللعنة ببصرة ، المدينة الرئيسية لأدوم وعاصمتها ، وهى غير بصرة موآب ، ربما فى موقعها حاليا بصيرة تبعد حوالى 25 ميلا إلى الجنوب الشرقى من البحر الميت .

" لاني بذاتي حلفت يقول الرب ان بصرة تكون دهشا وعارا وخرابا ولعنة وكل مدنها تكون خربا ابدية " ع 13

ز – إثارة الشعوب للحرب ضده فيصير بينهم صغيرا ومحتقرا :

" قد سمعت خبرا من قبل الرب وأرسل رسول الى الامم قائلا :

تجمعوا وتعالوا عليها وقوموا للحرب.

لاني ها قد جعلتك صغيرا بين الشعوب ومحتقرا بين الناس " ع 14 – 15 .

ح – كسر كبريائه

" قد غرّك تخويفك كبرياء قلبك يا ساكن في محاجيء الصخر ،

الماسك مرتفع الاكمة.

وان رفعت كنسر عشك فمن هناك احدرك يقول الرب " ع 16

عرفت أدوم بكثرة الأماكن الخفية فى الجبال ووسط الصخور . ربما يقصد بالصخر هنا أم البيارة ، موضع مشهور من خلاله ترى بتراء أو بيترا ( صخرة ) وهى خلفها .

ط – تصير مهجورة :

" وتصير ادوم عجبا ،

كل مار بها يتعجب ويصفر بسبب كل ضرباتها.

كانقلاب سدوم وعمورة ومجاوراتها يقول الرب لا يسكن هناك انسان ولا يتغرب فيها ابن آدم " ع 17 – 18 .

ى – تصير مثلا أمام الأمم حيث يهاجمها نبوخذنصر كأسد مفترس خارج من عرينه بسبب فيضان نهر الأردن وبلوغ المياة إلى عرينه .

" هوذا يصعد كاسد من كبرياء الاردن الى مرعى دائم.

لاني اغمز واجعله يركض عنه.

فمن هو منتخب فاقيمه عليه.

لانه من مثلي ومن يحاكمني ومن هو الراعي الذي يقف امامي ؟!" ع 19

ك – يسبى كغنم صغير عاجز عن المقاومة :

" لذلك اسمعوا مشورة الرب التي قضى بها على ادوم ،

وافكاره التي افتكر بها على سكان تيمان.

ان صغار الغنم تسحبهم.

انه يخرب مسكنهم عليهم " ع 20 .

ل – تهتز الأرض من صراخهم الذى يدوى حتى بحر سوف :

" من صوت سقوطهم رجفت الارض.

صرخة سمع صوتها في بحر سوف " ع 21

م – ينهار فتتحول قلوب جبابرة الحرب إلى قلب إمرأة ماخض عاجزة حتى عن الحركة

بينما يشبه نبوخذنصر بالأسد والنسر ، يشبه أدوم بإمرأة ماخض فى ضعف شديد وخوف ، لا تجد من يعينها .

" هوذا كنسر يرتفع ويطير ويبسط جناحيه على بصرة ،

ويكون قلب جبابرة ادوم في ذلك اليوم كقلب امرأة ماخض " ع 22



( 3 ) سوريا الهاربة المرتعدة

يقدم لنا النبى دمشق عاصمة سوريا كهاربة مرتعدة ، ومعها حماة وأرفاد وهما مدينتان أو دويلتان آراميتان فى وسط وشمال سوريا ، كثيرا ما يرد ذكرهما فى النصوص الأشورية فى القرن الثامن وما قبل ذلك .

يتنبأ عن سوريا بالآتى :

أ – سقوط مدنها الكبرى فى الخزى .

ب – تصاب مدنها بحالة إحباط وصغر نفس .

جـ - فقدان الهدوء .

د – رخاوة ورعب .

هـ - فقدان شبابها وأبطالها .

ز – احتراق أسوارها وقصورها .

" عن دمشق.خزيت حماة وارفاد.

قد ذابوا لانهم قد سمعوا خبرا رديئا.

في البحر اضطراب لا يستطيع الهدوء.

ارتخت دمشق والتفتت للهرب.

امسكتها الرعدة واخذها الضيق والاوجاع كماخض

كيف لم تترك المدينة الشهيرة قرية فرحي.

لذلك تسقط شبانها في شوارعها وتهلك كل رجال الحرب في ذلك اليوم يقول رب الجنود.

واشعل نارا في سور دمشق فتاكل قصور بنهدد " ع 23 – 27 .


( 4 ) قيدار فاقدة الخيام



" عن قيدار وعن ممالك حاصور التي ضربها نبوخذراصر ملك بابل.

هكذا قال الرب.قوموا اصعدوا الى قيدار اخربوا بني المشرق.

يأخذون خيامهم وغنمهم ويأخذون لانفسهم شققهم وكل آنيتهم وجمالهم ،

وينادون اليهم الخوف من كل جانب " ع 28 – 29

عرف أهل قيدار كرعاة يعيشون فى الخيام ، غير أن بعضهم كانوا يسكنون المدن ( إش 42 : 11 ) . هاجمهم الكلدانيون واستولوا على خيامهم وأغنامهم وشققهم ( الستائر ) وأوانيهم ، وجردوهم من كل شىء ، وتركوهم هاربين فى البرارى ، إذ شعر الكلدانيون أنهم لا ينتفعون شيئا من سبيهم إلى بابل ، بل يمثلون ثقلا عليهم .


( 5 ) حاصور مسكن بنت آوى



حاصور : قريبة من الفرات والخليج الفارسى .

" اهربوا انهزموا جدا تعمقوا في السكن يا سكان حاصور يقول الرب ،

لان نبوخذراصر ملك بابل قد اشار عليكم مشورة وفكر عليكم فكرا.

قوموا اصعدوا الى امة مطمئنة ساكنة آمنة يقول الرب ،

لا مصاريع ولا عوارض لها.تسكن وحدها.

وتكون جمالهم نهبا وكثرة ماشيتهم غنيمة ،

واذري لكل ريح مقصوصي الشعر مستديرا ،

وآتي بهلاكهم من كل جهاته يقول الرب.

وتكون حاصور مسكن بنات آوى وخربة الى الابد.

لا يسكن هناك انسان ولا يتغرب فيها ابن آدم " ع 30 – 33 .

ما حل بقيدار يحل بحاصور . الذين يهربون لا يجدون أمة آمنة يلجأون إليها ، لكنهم يجدون حتى الرياح تهاجمهم من كل جانب . تقف الطبيعة ضدهم ، لأنهم يقاومون خالق الطبيعة . تصير أرضهم خرابا لا يسكنها إنسان بل الذئاب وبنات آوى .


( 6 ) عيلام صاحب القوس المنكسر



عيلام : اسم عبرى من أصل أكادى معناه " مرتفعات " تقع شرقى نهر التيجر ، شرق بابل فى سهل خزيستان ، وهى من أقدم المراكز الثقافية .

تنبأ عنهم هكذا :

أ – تحطيم قوسهم :

" كلمة الرب التي صارت الى ارميا النبي على عيلام في ابتداء ملك صدقيا ملك يهوذا قائلة :

هكذا قال رب الجنود : هانذا احطم قوس عيلام اول قوتهم " ع 34 ، 35 .

ب – هجوم الكلدانيين عليهم من كل جانب كما تهب الرياح من أربعة جهات المسكونة ، فيصيروا كالقش الطائر فى الهواء ليس له موضع استقرار .

" واجلب على عيلام اربع رياح من اربعة اطراف السماء واذريهم لكل هذه الرياح ولا تكون امة الا ويأتي اليها منفيو عيلام " ع 36 .

جـ - سقوطهم فى حالة رعب :

" واجعل العيلاميين يرتعبون امام اعدائهم وامام طالبي نفوسهم ،

واجلب عليهم شرا حمو غضبي يقول الرب " ع 37

د – قتلهم بالسيف :

"وارسل وراءهم السيف حتى افنيهم ،

واضع كرسيي في عيلام ،

وابيد من هناك الملك والرؤساء يقول الرب " ع 38 .

هـ - ردهم من السبى وتمتعهم بالحرية الداخلية فى المسيح يسوع .

كان بعض العيلاميون حاضرين يوم العنصرة فى أورشليم حينما حل الروح القدس على الكنيسة الأولى ( أع 2 ) .

" ويكون في آخر الايام اني ارد سبي عيلام يقول الرب " ع 39 .

+ + +
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة   تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة - صفحة 3 Icon_minitimeالسبت مارس 24, 2007 8:12 am



إرميا – الإصحاح الخمسون

سقطت .. سقطت أساسات بابل !!

يختم إرميا النبى نبواته ضد الأمم ببابل ( إر 50 ، 51 ) . لا نعجب إن جاءت المساحة هنا تكاد تعادل مساحة ما ورد عن الأمم معا ، ذلك بسبب خطورة بابل البالغة على كل غرب آسيا فى نهاية القرن السابع ق . م . وبدء القرن السادس . حتى فى النبوات الخاصة بالأمم الأخرى وجدت اشارات إلى بابل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ( 46 : 2 ، 13 ، 25 ، 49 : 28 – 33 ) . كانت بابل تمثل العدو الرئيسى لشعب الله ، والأمة المتشامخة على جميع ممالك الأرض .


( 1 ) الغزو الفارسى



تفتتح النبوات ضد بابل بالكلمات :

"الكلمة التي تكلم بها الرب عن بابل ،

وعن ارض الكلدانيين على يد ارميا النبي " ع 1

تصور لنا النبوة هنا إرميا النبى فى حضرة الله يقف لا ليسمع إلى كلمته فحسب وإنما يتسلمها بيده . وكأن الكلمة هنا ليست صوتا يسمع فحسب وإنما أمرا تستلمه النفس بيدها الداخلية كهبة إلهية . فإن إدانة الشر الذى يصحبه حرية مجد أولاد الله هو عطية تتسلمها النفس وتعتز بها .

يرى العلامة أوريجانوس ، أن تعبير " على يد إرميا " إر 50 : 1 هو استخدام أسماء الأعضاء الجسدية للأعضاء الخاصة بالنفس ، وذلك كالقول :

" الحكيم عيناه فى رأسه " جا 2 : 14

" من له أذنان للسمع فليسمع " مر 4 : 9

" لا تعثر رجلك " أم 3 : 23

" يارب لقد حبل بنا فى الرحم بمخافتك " إش 26 : 18

" حلقهم قبر مفتوح " مز 5 : 9 .



" اخبروا في الشعوب وأسمعوا وارفعوا راية.

أسمعوا لا تخفوا.

قولوا أخذت بابل

خزي بيل.انسحق مرودخ.خزيت اوثانها انسحقت اصنامها ،

لانه قد طلعت عليها امة من الشمال هي تجعل ارضها خربة فلا يكون فيها ساكن.

من انسان الى حيوان هربوا وذهبوا " ع 2 – 3

" بيل " يعنى " بعل " أو " السيد " كان مستخدما فى ذلك الوقت للإله مردوخ . وهو إله الشمس عندهم .

" مردوخ " لقب حمله أشخاص كثيرون ، وهو إسم ملك الآلهة مذكور مع بيل .

ماذا قدمت كلمة الرب لإرميا ؟

قدمت خلاصا للمؤمنين وحرية لأولاد الله وذلك بعد تأديبهم ورجوعهم إليه ، يصحب هذا تحطيم للشر ونهاية له .

كثيرا ما يستخدم إرميا النبى تعبير " أمة من الشمال " إشارة إلى حلول ضيق ما أيا كان مصدره .


( 2 ) تجميع إسرائيل



" في تلك الايام وفي ذلك الزمان يقول الرب :

يأتي بنو اسرائيل هم وبنو يهوذا معا ،

يسيرون سيرا ويبكون ويطلبون الرب الههم.

يسألون عن طريق صهيون ووجوههم الى هناك قائلين :

هلم فنلصق بالرب بعهد ابدي لا ينسى.

كان شعبي خرافا ضالة.

قد اضلتهم رعاتهم.على الجبال اتاهوهم ساروا من جبل الى اكمة.

نسوا مربضهم.

كل الذين وجدوهم اكلوهم وقال مبغضوهم لا نذنب من اجل انهم اخطأوا الى الرب مسكن البر ورجاء آبائهم الرب " ع 4 – 7

تحقق ذلك بالعودة من السبى البابلى . غير أنه جاء فى سفر التعزية ( إر 30 – 33 ) أن اصلاح إسرائيل الذى يرد له وحدته معا مع توبته وتجديد العهد الذى لا ينكسر يشير إلى الإصلاح المسيانى لإقامة شعب الله ، إسرائيل الجديد ، كنيسة العهد الجديد .

كما يتحقق ذلك كل يوم بالنسبة لكل نفس تعود إلى إلهها وتتمتع بالعهد الجديد .


( 3 ) الغزو



" اهربوا من وسط بابل ،

واخرجوا من ارض الكلدانيين ،

وكونوا مثل كراريز امام الغنم " ع 8

هنا وعد إلهى مع التزام من جانب الإنسان . فهو يفتح لنا باب للهروب من وسط بابل لكى ننطلق نحو أورشليم العليا ونعطى القفا للخطية والفساد ، ويهبنا القوة والطاقة للخروج .

" كراريز " أى الجداء التى تقود الغنم . هكذا يقود اليهود الأمم فى عودتهم من السبى .

والآن نهاية بابل قربت ، والسبى ينتهى ! صورة رعوية رائعة ! عند فتح الباب تخرج الجداء فورا إذ لا تطيق القيود ، فينطلق اليهود نحو بيتهم فى مقدمة الشعوب المسبية التى تنعم بالحرية .

" لاني هانذا اوقظ واصعد على بابل جمهور شعوب عظيمة من ارض الشمال فيصطفون عليها.

من هناك تؤخذ.

نبالهم كبطل مهلك لا يرجع فارغا.

وتكون ارض الكلدانيين غنيمة.

كل مغتنميها يشبعون يقول الرب.

لانكم قد فرحتم وشمتم يا ناهبي ميراثي ،

وقفزتم كعجلة في الكلإ ( العشب ) وصهلتم كخيل ،

تخزى امكم جدا.تخجل التي ولدتكم.

ها آخرة الشعوب برية وارض ناشفة وقفر.

بسبب سخط الرب لا تسكن بل تصير خربة بالتمام.

كل مار ببابل يتعجب ويصفر بسبب كل ضرباتها.

اصطفوا على بابل حواليها يا جميع الذين ينزعون في القوس.

ارموا عليها.

لا توفروا السهام لانها قد اخطأت الى الرب.

اهتفوا عليها حواليها.

قد اعطت يدها.

سقطت أسسها نقضت اسوارها.

لانها نقمة الرب هي فانقموا منها.

كما فعلت افعلوا بها.

اقطعوا الزارع من بابل وماسك المنجل في وقت الحصاد.

من وجه السيف القاسي يرجعون كل واحد الى شعبه ،

ويهربون كل واحد الى ارضه " ع 9 – 16

لم يكن الأمر بالغزو الفارسى على بابل حكما مجحفا ، لكن الله يقدم حيثيات لهذا الحكم أهمها :

أ – فرح البابليون وشمتوا عندما نهبوا ميراث الرب ( ع 11 ) ، هكذا يحسب الله من يسىء إلى مؤمنيه ويشمت فيهم حتى فى لحظات تأديب الله لهم إهانة إلى ميراث الرب نفسه .

ب – أخطأت بابل إلى الرب ( ع 14 ) ، إذ ظنت أنه عاجز عن الوقوف أمام إلههم الباطل مردوخ .

جـ - " كما فعلت افعلوا بها " ( ع 15 ) ، بالكيل الذى به كالت يكال لها !

أما القضاء فهو مشابه لما قيل عن الأمم الأخرى ولكن بصورة أشد ، لأنها كانت أعنف منهم .

ويلاحظ أن العقوبة هنا جاءت متشابهة تماما لما فعلته بابل بالأمم الأخرى .


( 4 ) عودة إسرائيل



" اسرائيل غنم متبددة.

قد طردته السباع.

اولا اكله ملك اشور ثم هذا الاخير نبوخذراصر ملك بابل هرس عظامه.

لذلك هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل.

هانذا اعاقب ملك بابل وارضه كما عاقبت ملك اشور.

وارد اسرائيل الى مسكنه فيرعى كرمل وباشان ،

وفي جبل افرايم وجلعاد تشبع نفسه.

في تلك الايام وفي ذلك الزمان يقول الرب يطلب اثم اسرائيل فلا يكون وخطية يهوذا فلا توجد لاني اغفر لمن ابقيه " ع 17 – 20

يتحدث هنا عن جميع الأسباط ، إذ اشترك اسرائيل ويهوذا معا فى السبى فتبددوا كغنم تطارده السباع ، ويشترك الكل معا فى التمتع بعمل الله ودهم من السبى .

صورة رائعة لعمل الله مع النفس الراجعة إليه بعد تأديبها .


( 5 ) قضاء على بابل



يقدم النبى قضاء ضد بابل : الشعب وقياداته وجيشه ، والأرض والحقول والمدن ، والمبدأ هو : " كافئوها نظير عملها افعلوا بها حسب كل ما فعلت " ( ع 29 ) .

والعجيب أنه قد تم الإعلان عن خراب بابل المجيدة فى صهيون ( ع 28 ) .

" اصعد على ارض مراثايم.عليها وعلى سكان فقود.

اخرب وحرم وراءهم يقول الرب

وافعل حسب كل ما امرتك به.

صوت حرب في الارض وانحطام عظيم.

كيف قطعت وتحطمت مطرقة كل الارض ؟!

كيف صارت بابل خربة بين الشعوب ؟!

قد نصبت لك شركا فعلقت يا بابل وانت لم تعرفي.

قد وجدت وأمسكت لانك قد خاصمت الرب.

فتح الرب خزانته واخرج آلات رجزه لان للسيد رب الجنود عملا في ارض الكلدانيين.

هلم اليها من الاقصى.

افتحوا اهرائها.

كوّموها عراما وحرّموها ولا تكن لها بقية.

اهلكوا كل عجولها.لتنزل للذبح.

ويل لهم لانه قد اتى يومهم زمان عقابهم.

صوت هاربين وناجين من ارض بابل ليخبروا في صهيون بنقمة الرب الهنا نقمة هيكله.

ادعوا الى بابل اصحاب القسي.

لينزل عليها كل من ينزع في القوس حواليها.

لا يكن ناج كافئوها نظير عملها.

افعلوا فيها حسب كل ما فعلت.

لانها بغت على الرب على قدوس اسرائيل.

لذلك يسقط شبانها في الشوارع ،

وكل رجال حربها يهلكون في ذلك اليوم يقول الرب.

هانذا عليك ايتها الباغية يقول السيد رب الجنود ،

لانه قد أتى يومك حين عقابي اياك.

فيعثر الباغي ويسقط ولا يكون له من يقيمه ،

واشعل نارا في مدنه فتاكل كل ما حواليها " ع 21 – 32

يرى البعض أن إرميا ذكر ثلاثة أسماء رمزية لبابل :

أ‌- مراثايم ( ع 21 ) : معناها " تمرد مزدوج " لأن الأمبراطورية البابلية تأسست على التمرد المزدوج .

ب – فقود :تعنى " عقوبة " لأن الله يفقد هذه الأمبراطورية بالقضاء أو العقوبة ..

جـ - شيشك ( 25 : 26 ؛ 51 : 41 ) ، وهو الأسم الشفرى لمدينة بابل .

كانت بابل أشبه بصياد وضع الفخاخ ليصطاد الأمم ، واحدة تلو الأخرى ، تسقط الأمة فى الفخ فتسخر بها وتقتلها ، والآن سقطت بابل نفسها فى ذات الفخ لتصير أضحوكة الأمم وتنال جزاءها .

يرمز هنا ( ع 23 ) لنبوخذنصر بالمطرقة التى هشمت كل ممالك الأرض فى ذلك الحين ، لكن جاء الوقت لتحطيم المطرقة ذاتها وسحقها .



( 6 ) ضيق مشترك

" هكذا قال رب الجنود ان بني اسرائيل وبني يهوذا معا مظلومون ،

وكل الذين سبوهم امسكوهم.ابوا ان يطلقوهم.

وليهم قوي.رب الجنود اسمه.

يقيم دعواهم لكي يريح الارض ويزعج سكان بابل " ع 33 – 34

سمح الله لهم بالسبى لكى يتمتعوا بالوحدة التى حرموا منها فى أرض الموعد . ففى عبودية مصر وأيضا فى بابل كان الكل معا فى مذلة ، وكما أبى فرعون أن يطلقهم هكذا أبى البابليون أن يطلقوهم ( ع 33 ) . لكن فى كلتا الحالتين اكتشفوا أن " وليهم قوى ، رب الجنود اسمه " ( ع 34 ) هو الذى يحررهم .



( 7 ) قضاء عاجل

" سيف على الكلدانيين يقول الرب وعلى سكان بابل وعلى رؤسائها وعلى حكمائها. سيف على المخادعين فيصيرون حمقا.

سيف على ابطالها فيرتعبون.

سيف على خيلها وعلى مركباتها وعلى كل اللفيف الذي في وسطها فيصيرون نساء.

سيف على خزائنها فتنهب.

حرّ على مياهها فتنشف لانها ارض منحوتات هي وبالاصنام تجنّ " ع 35 – 38

أمر السيف أن يضرب ليعلن عجز آلهة بابل وأصنامها عن الحركة والدفاع عن العابدين لها :

- سيف على الكلدانيين ( الشعب )

- سيف على الرؤساء ( الأباطرة ورجال الدولة ) .

- سيف على الحكماء ( المشيرون ) .

- سيف على المخادعين ( الأنبياء الكذبة والمنجمون ) .

- سيف على أبطالها ( الجيش ) .

- سيف على خيلها ... ( الإمكانيات الحربية ) .

- سيف على اللفيف الذى فى وسطها ( حلفاؤها ) .

- سيف على خزائنها ( التى امتلأت بما نهبوه ) .

- حر على مياهها ( تتحول الحقول إلى برارى ) .



( 8 ) قضاء مستقبلى

" لذلك تسكن وحوش القفر مع بنات آوى ،

وتسكن فيها رعال النعام ولا تسكن بعد الى الابد ولا تعمر الى دور فدور. كقلب الله سدوم وعمورة ومجاوراتها يقول الرب ،

لا يسكن هناك انسان ولا يتغرب فيها ابن آدم " ع 39 – 40 .

هذه الكلمات حقيقية بالنسبة لخرائب بابل ، فلا يزال يتجنبونها ظانين إياها أماكن تختبىء فيها الحيوانات المفترسة ومملوءة بالأرواح الشريرة ( إش 13 : 19 – 22 ) .



( 9 ) غزو عاجل

" هوذا شعب مقبل من الشمال وامة عظيمة ويوقظ ملوك كثيرون من اقاصي الارض.

يمسكون القوس والرمح.

هم قساة لا يرحمون.

صوتهم يعج كبحر

وعلى خيل يركبون مصطفين كرجل واحد لمحاربتك يا بنت بابل.

سمع ملك بابل خبرهم فارتخت يداه.

اخذته الضيقة والوجع كماخض .

ها هو يصعد كأسد من كبرياء الاردن الى مرعى دائم.

لاني اغمز واجعلهم يركضون عنه.

فمن هو منتخب فاقيمه عليه ؟!

لانه من مثلي ومن يحاكمني ومن هو الراعي الذي يقف امامي ؟!

لذلك اسمعوا مشورة الرب التي قضى بها على بابل ،

وافكاره التي افتكر بها على ارض الكلدانيين.

ان صغار الغنم تسحبهم.انه يخرب مسكنهم عليهم.

من القول أخذت بابل رجفت الارض وسمع صراخ في الشعوب " ع 41 – 46

من الجانب التاريخى ، الذين كانوا فى السبى كانوا فاقدى الرجاء فى الخلاص من جبروت الأمبراطورية البابلية ، فكانت كلمات إرميا هذه أشبه بعظات نظرية غير عملية ، لكن الذين آمنوا بكلمة الرب امتلأوا رجاء ووثقوا فى يد الله العاملة لخلاصهم ، فكانت نبوات وكلمات إشعياء وإرميا وحزقيال مصدر عزاء لهم فى غربتهم .

+ + +
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة   تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة - صفحة 3 Icon_minitimeالسبت مارس 24, 2007 8:23 am

إرميا – الإصحاح الحادى والخمسون
اهربوا من بابل !
اعلن الله فى الإصحاح السابق على لسان إرميا النبى عن تقطيع بابل – مطرقة الأرض – وتحطيمها ، فكما سحقت الأمم سحقت هى أيضا ، لأنها مدينة ضد المسيح ، تقدم للعالم إبليس الذى هو بالحقيقة مطرقة كل الأرض ، وقد سحقه رب المجد بالصليب ( كو 2 : 15 ) ولم يعد له سلطان على أولاد الله .
فى هذا الإصحاح يعلن الله عن التزامنا بالهروب سريعا من بابل ، لأننا فى حاجة إلى بلسان يشفى جراحات نفوسنا الخطيرة ، هذا البلسان هو رب المجد يسوع المصلوب الذى لن يوجد فى بابل بل فى جلعاد الجديدة التى هى الكنيسة .
( 1 ) ريح مهلكة
" هكذا قال الرب :
هانذا اوقظ على بابل وعلى الساكنين في وسط القائمين عليّ ريحا مهلكة.
وارسل الى بابل مذرين فيذرونها ويفرغون ارضها ،
لانهم يكونون عليها من كل جهة في يوم الشر.
على النازع في قوسه فلينزع النازع ،
وعلى المفتخر بدرعه ،
فلا تشفقوا على منتخبيها بل حرموا كل جندها.
فتسقط القتلى في ارض الكلدانيين والمطعونون في شوارعها " ع 1 – 4
فى الإصحاحات السابقة يشير النبى إلى بابل إما بإسمها الذى يعنى " بلبلة " ، أو باسم " الكلدانيين " الذى يشير إلى انغماسهم فى العقائد الخاطئة حيث يرفضون العناية الإلهية ، حاسبين أن كل حياتهم حتى سلوكهم تديره حركة النجوم ، بهذا يظنون أن الإنسان مسلوب الإرادة . هنا يدعو الله البابليين : " الساكنين فى القائمين على " ع 1 ، أى المقاومين لله علانية ، لهذا استحقت بابل المخاطر التالية :
أ – هبوب ريح مهلكة عليها ، عوض التمتع بروح الله القدوس ..
ب – قيام مذرين [ من يفصلون التبن عن القمح ] لتفريغ أرضها ، يكشفون أنها لا تحمل حبة حنطة واحدة وسط القش ، لهذا تفرغ تماما أرضها .
جـ - ضربات القوس المتواترة ، عوض التمتع بسيف الكلمة الإلهية الذى يبتر كل شر ، أو برمح الحب الإلهى الذى يجرح النفس بجراحات الحب الإلهى .
د – تحريم جندها : تصير كل طاقات الإنسان التى للجسد كما للنفس جنودا محرمين لا يمارسون الحياة المقدسة .

( 2 ) الله لن ينسى شعبه

" لان اسرائيل ويهوذا ليسا بمقطوعين عن الههما عن رب الجنود وان تكن ارضهما ملآنة اثما على قدوس اسرائيل " ع 5 .
يرى إرميا النبى إسرائيل ويهوذا أرملتين مقطوعتين عن إلههما ، العريس السماوى ، لكن الله لا يتركهما بعد تأديبهما .

( 3 ) اهربوا من وسط بابل

" اهربوا من وسط بابل وانجوا كل واحد بنفسه.
لا تهلكوا بذنبها لان هذا زمان انتقام الرب هو يؤدي لها جزاءها " ع 6
تقطن النفس بابل عندما تكون قلقة ومضطربة ، حينما يرحل منها السلام ، فتكون مضطرة للمصارعة مع الخطية ومواجهة حرب الشهوات والوقوف بمفردها فى وسط ضجيج الأسلحة التى تحاصرها من كل جهة ، إلى مثل تلك النفس يوجه النبى كلماته قائلا :
" اهربوا من وسط بابل وانجوا كل واحد بنفسه " .
طالما الإنسان موجود فى بابل لن يستطيع أن يخلص ، حتى ولو تذكر أورشليم ، فإنه سوف يئن ويتنهد قائلا : " كيف نرنم ترنيمة الرب فى أرض غريبة ؟ مز 137 : 4 . ما دمنا فى بابل لن نستطيع أن نسبح الرب ، لأن الآلات التى تستخدم فى توصيل النغمات للرب معلقة بدون استخدام .
لم يقل الرب : " اخرجوا من وسط بابل " ، بل قال " اهربوا من وسط بابل " ، كناية عن خطورة الأمر ..

( 4 ) بابل كأس ذهب

" بابل كاس ذهب بيد الرب تسكر كل الارض.
من خمرها شربت الشعوب من اجل ذلك جنّت الشعوب.
سقطت بابل بغتة وتحطمت.ولولوا عليها " ع 7 – 8 .
القديس جيروم يقول :
[ بابل تعنى " ارتباكا " ، والكأس الذهبى حقا هو تعاليم الفلاسفة وبلاغة الخطباء .
من بالحق لم ينحرف بواسطة الفلاسفة ؟
من لم يخدع بواسطة خطباء هذا العالم ؟
كأسهم ذهبى ، وسمو بلاغتهم من الخارج ، أما الداخل فمملوء سما الذى لا يقدرون أن يخفوه إلا خلال بريق الذهب .
تذوقون عذوبة بلاغتهم لكى تتأكدوا ولا تشكو أنه سم قاتل . ]

متى سقطت بابل ؟

إن المقصود بتلك الكلمات هو أن نهاية العالم تجىء بغتة ، ستكون مثل أيام الطوفان الذى جاء والناس لاهون فى أكلهم وشربهم وزواجهم !
ليفحص كل واحد منا نفسه ليرى هل سقطت بابل من داخل قلبه أم لا . إذا كانت مدينة الأضطراب ( بابل ) لم تسقط بعد من قلبه ، هذا دليل على أن السيد المسيح لم يأت بعد إلى هذا القلب ، لأنه بمجرد دخوله إلى القلب تنهار بابل وتتحطم فى الحال .

( 5 ) جراحات لا تشفى

" خذوا بلسانا لجرحها لعلها تشفى.
داوينا بابل فلم تشف.
دعوها ولنذهب كل واحد الى ارضه ،
لان قضاءها وصل الى السماء وارتفع الى السحاب " 8 – 9
حاول إرميا أن يشفى بابل إن أستطاع ! ...
لم يشف المجمع لأن البلسان قد عبر إلى الكنيسة ! جاء التجار من جلعاد ، أى من موضعهم أو سكناهم فى الناموس ، واحضروا بضائعهم إلى الكنيسة لكى يشفى البلسان خطايا الأمم .
البلسان هو الإيمان غير الفاسد . مثل هذا الإيمان عرضه بطرس إذ قال للأعرج :
" بأسم يسوع المسيح الناصرى قم وأمشى " ( أع 3 : 6 ) .
الآن إذ أعلن أن خطايا بابل قد بلغت إلى السماء وتعرف عليها رجال الله خاصة الأنبياء ، مؤكدين أن جرحها لا يبرأ لأنها ترفض البلسان ( السيد المسيح ) الذى فى جلعاد ( كنيسة العهد الجديد ) ، يؤكد الحقائق التالية :
أ – أن الرب هو برنا :
" قد اخرج الرب برنا " ع 10
شتان بين خطايا بابل وخطايا المؤمنين ، الأولى اصرار على العصيان وعناد ومقاومة لعمل الله ! أما الثانية فضعفات لذا يلجأ المؤمنون إلى الله الذى يبرر ، إذ يستر علينا بنعمته ، فلا تحسب علينا خطية ما دمنا نتجاوب مع عمل نعمته ، ونحسب أبرارا ، لأن " الرب برنا " . إنه يؤدبنا وأيضا يبررنا !
ب – إعلان عمل الله فى كنيسته :
" هلم فنقص في صهيون عمل الرب الهنا " ع 10
يحلو لله أن يقص على أولاده أعماله المجيدة ، فيكشف لهم إرادته الإلهية ، من جهتهم كما من جهة الأشرار المصرين على عنادهم .
جـ - قضاء بابل :
خلاص الكنيسة يحوى ضمنا تحطيم الشر وسقوط مملكة إبليس المظلمة ، لذلك يقول :
" سنوا السهام.
اعدوا الاتراس.
قد ايقظ الرب روح ملوك مادي لان قصده على بابل ان يهلكها.
لانه نقمة الرب نقمة هيكله.
على اسوار بابل ارفعوا الراية.
شددوا الحراسة.
اقيموا الحراس.
اعدوا الكمين ،
لان الرب قد قصد وايضا فعل ما تكلم به على سكان بابل " ع 11 ، 12
هنا نجد دعوة موجهة من الله إلى ملوك مادى ، أى رؤسائها ، رجال كورش ، للتحرك والهجوم ضد بابل .
هنا نلاحظ أن تأديب الرب لهم هو تأديب بسبب هيكله الذى خربوه .
وقد طلب حراسة مشددة على أبواب بابل حتى لا يهرب أحد منهم .
" ايتها الساكنة على مياه كثيرة الوافرة الخزائن قد اتت آخرتك كيل اغتصابك.
قد حلف رب الجنود بنفسه ،
اني لاملأنّك اناس كالغوغاء فيرفعون عليك جلبة " ع 13 ، 14 .
دعاها الساكنة على مياة كثيرة ، حيث أن المياة تشير إلى الشعوب .
يقدم بعد ذلك تسبحة حمد لله ( ع 15 – 19 ) ، إذ يقول :
" صانع الارض بقوته ،
ومؤسس المسكونة بحكمته ،
وبفهمه مدّ السموات.
اذا اعطى قولا تكون كثرة مياه في السموات ،
ويصعد السحاب من اقاصي الارض.
صنع بروقا للمطر واخرج الريح من خزائنه.
بلد كل انسان بمعرفته.
خزي كل صائغ من التمثال.
لان مسبوكه كذب ولا روح فيه.
هي باطلة صنعة الاضاليل.
في وقت عقابها تبيد " ع 15 – 18 .
أراد النبى أن يوضح لبابل سر شقائها وإصابتها بالجراحات القاتلة وهو حرمانها من الإله الحقيقى ، الطبيب الحقيقى ، فقدم هذه التسبحة التى تعلن عن الله أنه القدير الحكيم ، يهب الأمطار والبرق ، ويجلب الرياح من مخازنها . هو قادر أن يسخر الطبيعة بكل إمكانياتها لحساب مؤمنيه ، بقوته الإلهية وحكمته وأبوته .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة   تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة - صفحة 3 Icon_minitimeالسبت مارس 24, 2007 8:30 am

( 6 ) نصيب يعقوب

" ليس كهذه نصيب يعقوب ،
لانه مصوّر الجميع وقضيب ميراثه رب الجنود اسمه " ع 19 .
شتان ما بين عقوبة الأشرار المصممين على عنادهم وتأديب النفوس الساقطة فى الخطايا عن ضعف أو جهل . يخشى الأشرار قدرة الله إذ يرونه جبارا يسيطر عليهم ، أما المؤمنون فيفرحون بجبروته إذ يرتبط ذلك بأبوته وحبه . حقا يؤدب ، لكن فى تأديبه يعلن عن حبه واهتمامه بهم ، لأنهم ميراثه ، منسوبون إليه .

( 7 ) عصا الرب للتأديب

إن كان الله يقطع مطرقة كل الأرض ويحطمها ، فإنه يوضح هنا عمله أنه يستخدم مطرقة لتحطيم الشر ، ما هى هذه المطرقة ؟
كانت فى البداية أشور التى استخدمها الله كعصا تأديب لإسرائيل ( 10 : 5 – 19 ) ، وفيما بعد استخدم نبوخذنصر البابلى لتأديب يهوذا وبقية الأمم ( إر 27 : 4 – 11 ) ، وأخيرااستخدم كورش ليطرق به بابل داعيا إياه راعيه ومسيحه ( إش 44 : 28 ؛ 45 : 1 ) . يبدأ هنا ببابل كمطرقة فى يد الرب ( 20 – 23 ) ، يليه دينونة بابل ( 25 – 24 )
" انت لي فأس وادوات حرب ،
فاسحق بك الامم واهلك بك الممالك .
واكسر بك الفرس وراكبه واسحق بك المركبة وراكبها .
واسحق بك الرجل والمرأة ،
واسحق بك الشيخ والفتى ،
واسحق بك الغلام والعذراء .
واسحق بك الراعي وقطيعه ،
واسحق بك الفلاح وفدانه ،
واسحق بك الولاة والحكام " ع 20 – 23 .
إذ انتهى الحديث عن بابل كمطرقة تسحق الأمم ، تتقبل بابل ثمرة شرها وغطرستها . كانت تتشامخ كجبل عال ، الآن يهددها لتصير " جبلا محرقا " لا يصلح لشىء .
" واكافئ بابل وكل سكان ارض الكلدانيين على كل شرهم الذي فعلوه في صهيون امام عيونكم يقول الرب.
هانذا عليك ايها الجبل المهلك يقول الرب ،
المهلك كل الارض
فامدّ يدي عليك ،
وادحرجك عن الصخور ،
واجعلك جبلا محرقا " ع 20 – 25 .
يدعو الله بابل جبلا مع أنها قائمة على سهل ، وذلك كرمز كقوتها وعظمتها .
( 8 ) حرمان من حجر الزاوية
" فلا يأخذون منك حجرا لزاوية ولا حجرا لأسس ،
بل تكون خرابا الى الابد يقول الرب " ع 26
عوض كونها جبلا متشامخا صارت جبلا محرقا لا تجد فيه حجرا يصلح لزاوية ولا كأساس لأى مبنى . هذا هو ثمر الكبرياء ، يفقد الإنسان كل صلاحية .
لقد دعي السيد المسيح " حجر الزاوية " ، وصار إيمان التلاميذ به هو حجارة الأساسات التى يقوم عليها مبنى كنيسة العهد الجديد ، لكن بابل لم تتمتع بالسيد المسيح ولا بإيمان الرسل ، لذلك انهارت تماما .

( 9 ) جاء وقت الحصاد

فى هذه المرة لا توجه الدعوة إلى رؤساء مادى وحدهم بل إلى كل الأمم والشعوب لتتحالف معا وتقدس حربا ضد بابل .
" ارفعوا الراية في الارض.
اضربوا بالبوق في الشعوب ،
قدسوا عليها الامم نادوا عليها ممالك اراراط ومنّي واشكناز.
اقيموا عليها قائدا ،
اصعدوا الخيل كغوغاء ( جراد ) مقشعرّة " ع 27
أراراط : منطقة فى ارمينيا شمال بحيرة فان .
منى : شعب قريب من مملكة أراراط شرق بحيرة فان .
واضح أن هذه الممالك صارت خاضعة لملوك مادى ، غلبها الماديون فى القرن الساد ق . م . هنا الدعوة موجهة إليهم للعمل مع مادى ( ع 28 ) فى مقاومة بابل ، إذ يقول :
" قدسوا عليها الشعوب ملوك مادي ولاتها وكل حكامها وكل ارض سلطانها " ع 28
لقد ارتجفت الأرض واهتزت أمام ما حل ببابل العظيمة :
" فترتجف الارض وتتوجع ،
لان افكار الرب تقوم على بابل ليجعل ارض بابل خرابا بلا ساكن.
كفّ جبابرة بابل عن الحرب وجلسوا في الحصون.
نضبت شجاعتهم.
صاروا نساء.
حرقوا مساكنها.
تحطمت عوارضها.
يركض عدّاء للقاء عدّاء ،
ومخبر للقاء مخبر ،
ليخبر ملك بابل بان مدينته قد أخذت عن اقصى ،
وان المعابر قد أمسكت والقصب احرقوه بالنار ورجال الحرب اضطربت.
لانه هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل ان بنت بابل كبيدر وقت دوسه.
بعد قليل يأتي عليها وقت الحصاد " ع 29 – 33 .
كثيرا ما يكرر هذا الإصحاح انهيار جيش بابل ، إذ كف الجبابرة عن الحرب بسبب المفاجأة التى لم تكن متوقعة ، فاختفوا فى الحصون ، وفقدوا شجاعتهم ، وصاروا كنساء فى ضعف ، غير قادرين على الدخول فى معركة .
يظهر مقدار ما حل بجبابرة بابل من ضعف إذ أصيبوا كما بفالج فشلت حركتهم بسبب الخوف .
هنا يركض كثيرون واحد وراء واحد قادمين من أرض المعركة ليخبروا الملك بالأحداث صارت بابل كبنت ملقاة على الأرض تدوسها الحيوانات ويمزقها النورج ويذرونها كما فى البيدر !
( 10 ) شكوى إسرائيل

" اكلني افناني نبوخذراصر ملك بابل.
جعلني اناء فارغا.ابتلعني كتنين وملأ جوفه من نعمي.طوّحني.
ظلمي ولحمي على بابل تقول ساكنة صهيون ،
ودمي على سكان ارض الكلدانيين تقول اورشليم " ع 34 – 35 .
لماذا حل كل هذا ببابل ؟ لأن إسرائيل يشتكى عليها ، فقد افترسته وأكلته وشربته حتى صار كإناء فارغ . أكل نبوخذنصر وشرب ولم يترك شيئا فى إناء إسرائيل !
لم يصنع هذا عن احتياج إلى أكل أو شرب ، إنما كان نبوخذنصر كتنين يبتلع فريسته ليملأ جوفه بها ويتنعم بها ثم يتقيأها ( طوحنى ) . بهجته فى ابتلاع الآخرين ليتقيأهم بعد ذلك .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة   تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة - صفحة 3 Icon_minitimeالسبت مارس 24, 2007 8:33 am

( 11 ) الله ينتقم لشعبه

يأخذ الله على عاتقه دفاعه عن أولاده فى الوقت المناسب ، يدافع شرعيا ، فيقيم خصومه ومحاكمه لكى يعطى للخصم فرصة الدفاع عن نفسه .
" لذلك هكذا قال الرب :
هانذا اخاصم خصومتك وانتقم نقمتك ،
وانشف بحرها واجفف ينبوعها.
وتكون بابل كوما ومأوى بنات آوى ودهشا وصفيرا بلا ساكن " ع 36 ، 37 .
يعد الله وليمة لبابل لا من أكل بل من شرب ، لكى تشرب منها وتسكر ، يقدم لها كأس غضبه ، يشربون فينامون ولا يقومون . لقد صاروا كخراف مذبوحة وليس كأسود قوية
" يزمجرون معا كاشبال.
يزئرون كجراء أسود.
عند حرارتهم اعدّ لهم شرابا واسكرهم لكي يفرحوا ويناموا نوما ابديا ولا يستيقظوا يقول الرب.
انزلهم كخراف للذبح وككباش مع اعتدة " ع 38 – 40 .
استولى كورش على بابل بينما كانت المدينة كلها منشغلة بعيد دنس . تحولت أغانى العيد إلى زمجرة أشبال صغيرة وزئير جراء أسود لكن بلا عون .
كانوا يسكرون فى لهو بالعيد ولم يدروا أنهم يسكرون بخمر غضب الله .
كانوا يقدمون الخراف والكباش ذبائح للإله بيل ولم يدركوا أنهم هم صاروا خرافا للذبح وكباشا تستهلك .
" كيف أخذت شيشك ؟!
وأمسكت فخر كل الارض ؟!
كيف صارت بابل دهشا في الشعوب.
طلع البحر على بابل فتغطت بكثرة امواجه.
صارت مدنها خرابا ارضا ناشفة وقفرا ،
ارضا لا يسكن فيها انسان ولا يعبر فيها ابن آدم.
واعاقب بيل في بابل ،
واخرج من فمه ما ابتلعه ،
فلا تجري اليه الشعوب بعد ويسقط سور بابل ايضا " ع 40 – 44 .
تسقط بابل ، تفقد نهرها وأرضها ومدنها وسكانها وحيواناتها وإلهها وأسوارها وحمايتها وسلامها !

( 12 ) أخرجوا من وسطها

" اخرجوا من وسطها يا شعبي ،
ولينج كل واحد نفسه من حمو غضب الرب.
ولا يضعف قلبكم فتخافوا من الخبر الذي سمع في الارض ،
فانه يأتي خبر في هذه السنة ثم بعده في السنة الاخرى ،
خبر وظلم في الارض متسلط على متسلط " ع 45 – 46
تكررت الدعوة بالخروج من وسط بابل ، وكأنها إنذارت خطر تدوى بلا توقف حتى يهرب المؤمنون منها ، ليخرجوا بلا خوف وليترقبوا أخبار متوالية تعلن عن خراب بابل ودمارها تماما .

( 13 ) الحكم

" لذلك ها ايام تاتي واعاقب منحوتات بابل ،
فتخزى كل ارضها وتسقط كل قتلاها في وسطها.
فتهتف على بابل السموات والارض وكل ما فيها ،
لان الناهبين ياتون عليها من الشمال يقول الرب.
كما اسقطت بابل قتلى اسرائيل تسقط ايضا قتلى بابل في كل الارض " ع 47 – 49
يسمع هتاف النصرة والفرح فى السموات وعلى الأرض ، ليس شماتة فى زملائهم البابليين ، وإنما تهليلا بعمل الله بخلاص أولاده ، وتحقيق العدل الإلهى فى الزمن المناسب .
هذه هى خبرة المؤمن إذ تتحطم بابله الداخلية يهتف جسده ( أرضه ) مع نفسه ( سمواته ) ، ويشترك كل كيانه فى التهليل للرب .

( 14 ) أمر بالعودة

" ايها الناجون من السيف اذهبوا لا تقفوا ،
اذكروا الرب من بعيد ولتخطر اورشليم ببالكم.
قد خزينا لاننا قد سمعنا عارا غطى الخجل وجوهنا ،
لان الغرباء دخلوا مقادس بيت الرب " ع 50 – 51
للمرة الخامسة فى هذه النبوات ضد بابل يطالب الله شعبه بالخروج من بابل ، ويحثهم على العودة إلى أرضهم ( 50 : 8 ، 51 : 6 ، 9 ، 45 ، 50 ) .
إنه يطالبهم بالأنشغال بأورشليم وتطهير هيكلها من الغرباء الذين دنسوها . إنها دعوة لكل نفس أن تمتص أفكارها فى أورشليمها الداخلية ، مقدس الرب ، ولا تسمح لفكر غريب يدخل فيها ليدنسها .

( 15 ) نهاية السبى البابلى

" لذلك ها ايام تأتي يقول الرب واعاقب منحوتاتها ،
ويتنهد الجرحى في كل ارضها.
فلو صعدت بابل الى السموات ،
ولو حصّنت علياء عزها ،
فمن عندي يأتي عليها الناهبون يقول الرب ز
صوت صراخ من بابل وانحطام عظيم من ارض الكلدانيين.
لان الرب مخرب بابل وقد اباد منها الصوت العظيم ،
وقد عجّت امواجهم كمياه كثيرة وأطلق ضجيج صوتهم.
لانه جاء عليها على بابل المخرب وأخذ جبابرتها وتحطمت قسيهم لان الرب اله مجازاة يكافئ مكافأة.
واسكر رؤساءها وحكماءها وولاتها وحكامها وابطالها ،
فينامون نوما ابديا ولا يستيقظون يقول الملك رب الجنود اسمه.
هكذا قال رب الجنود :
ان اسوار بابل العريضة تدمر تدميرا وابوابها الشامخة تحرق بالنار ،
فتتعب الشعوب للباطل والقبائل للنار حتى تعيا " ع 52 – 58 .
سقوط بابل هو تحقيق للعدالة الإلهية ، ما تعانى منه هو ثمر طبيعى لجرائمها ،
إذ اجتمع الرؤساء والحكماء ، أى المنجمون ، والولاة والحكام والأبطال للتشاور معا تحول مجلسهم إلى جلسة مستهزئين ، لأنهم سكروا من خمر اليأس وترنحوا ، وفقدوا قدرتهم على التفكير والتصرف .

( 16 ) قراءة النبوات فى بابل

" الأمر الذي اوصى به ارميا النبي سرايا بن نيريا بن محسيا عند ذهابه مع صدقيا ملك يهوذا الى بابل في السنة الرابعة لملكه.وكان سرايا رئيس المحلّة.
فكتب ارميا كل الشر الآتي على بابل في سفر واحد كل هذا الكلام المكتوب على بابل .
وقال ارميا لسرايا : اذا دخلت الى بابل ونظرت وقرأت كل هذا الكلام .
فقل انت يا رب قد تكلمت على هذا الموضع لتقرضه حتى لا يكون فيه ساكن من الناس الى البهائم بل يكون خربا ابدية " ع 59 – 62
سرايا هذا هو أخ باروخ كاتب إرميا النبى .
كتب إرميا كل النبوات ضد بابل فى سفر وأرسلها مع سرايا ليذهب بها إلى بابل ويقرأها على الذين سبق سبيهم ، ويختم القراءة بصلاة ( ع 62 ) فيه يطلب سرايا أن يحقق الله وعوده هذه بتحطيم بابل .

( 17 ) سقوط بابل وعدم قيامها

" ويكون اذا فرغت من قراءة هذا السفر ،
انك تربط فيه حجرا وتطرحه الى وسط الفرات " ع 63
" وتقول هكذا تغرق بابل ولا تقوم من الشر الذي انا جالبه عليها ويعيون.
الى هنا كلام ارميا " ع 63 – 64 .
تختم نبوات إرميا بإلقاء السفر فى البحر مربوطا بحجر إشارة إلى دمار بابل التام وعدم قيامها مرة أخرى . هكذا عند مجىء الرب ينحدر عدو الخير وملائكته إلى جهنم ولا تقوم له قائمة ، ويعيش أولاد الله يشاركون الرب أمجاده الأبدية دون أية مقاومة من عدو !
يتحقق ذلك بالنسبة لبابل الأخيرة ، أى مملكة ضد المسيح ، إذ نسمع :
" ورفع ملاك واحد قوى حجرا كرحى عظيمة ورماه فى البحر ، قائلا : هكذا بدفع سترمى بابل المدينة العظيمة ولن توجد فيما بعد " رؤ 18 : 21 .
+ + +
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة   تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة - صفحة 3 Icon_minitimeالسبت مارس 24, 2007 8:37 am

إرميا – الإصحاح الثانى والخمسون
ملحق تاريخى
العبارة الأخيرة من الإصحاح السابق " إلى هنا كلام إرميا " ( 51 : 64 ) توضح أن نبوات إرميا قد تمت وأن ما ورد فيما بعد هو ملحق لها .

( 1 ) تمرد يهوذا

" كان صدقيا ابن احدى وعشرين سنة حين ملك وملك احدى عشرة سنة في اورشليم واسم امه حميطل بنت ارميا من لبنة.
وعمل الشر في عيني الرب حسب كل ما عمل يهوياقيم.
لانه لاجل غضب الرب على اورشليم ويهوذا حتى طرحهم من امام وجهه كان ان صدقيا تمرد على ملك بابل " ع 1 – 3
صدقيا هو الإسم الملكى أعطى لمتانيا عند تجليسه ( 2 مل 24 : 17 ) ، الذى أقامه نبوخذنصر حاكما على يهوذا .
صنع صدقيا الشر فى عينى الرب ، وإن كان ليس هو أشر ملوك يهوذا ، أما أسباب دفعه بشعبه إلى الهلاك فهى :
- خطاياه أفقدته العون الإلهى .
- تمرده على ملك بابل ، حانثا بقسمه أن يبقى مواليا له ( 2 أى 36 : 13 ) ، حز 17 : 15 ، 16 ، 18 ) أفقدت الملك ثقته فى القيادات اليهودية
- غباؤه وعدم حكمته فى التصرف .
- ضعف شخصيته .

( 2 )سقوط أورشليم

" وفي السنة التاسعة لملكه في الشهر العاشر في عاشر الشهر جاء نبوخذراصر ملك بابل هو وكل جيشه على اورشليم ونزلوا عليها وبنوا عليها ابراجا حواليها.
فدخلت المدينة في الحصار الى السنة الحادية عشرة للملك صدقيا.
في الشهر الرابع في تاسع الشهر اشتد الجوع في المدينة ولم يكن خبز لشعب الارض.
فثغرت المدينة وهرب كل رجال القتال وخرجوا من المدينة ليلا في طريق الباب بين السورين اللذين عند جنة الملك والكلدانيون عند المدينة حواليها ،
فذهبوا في طريق البرية " ع 4 – 7
تم حصار أورشليم وسقوطها من يناير 588 ق . م . إلى يوليو 587 ق . م . أى استمر الحصار 18 شهرا .

( 3 ) محاكمة صدقيا

" فتبعت جيوش الكلدانيين الملك ،
فادركوا صدقيا في برية اريحا وتفرق كل جيشه عنه.
فأخذوا الملك واصعدوه الى ملك بابل الى ربلة في ارض حماة ،
فكلمه بالقضاء عليه.
فقتل ملك بابل بني صدقيا امام عينيه ،
وقتل ايضا كل رؤساء يهوذا في ربلة.
واعمى عيني صدقيا ،
وقيده بسلسلتين من نحاس ،
وجاء به ملك بابل الى بابل وجعله في السجن الى يوم وفاته " 8 – 11
جاء ما ورد هنا مطابقا كلمة بكلمة مع 2 مل 24 : 18 – 20 ، ويطابق ما جاء فى إرميا 39 : 1 – 7 .

( 4 ) خراب أورشليم

" وفي الشهر الخامس في عاشر الشهر وهي السنة التاسعة عشرة للملك نبوخذراصر ملك بابل جاء نبوزرادان رئيس الشرط الذي كان يقف امام ملك بابل الى اورشليم.
واحرق بيت الرب وبيت الملك وكل بيوت اورشليم وكل بيوت العظماء احرقها بالنار ،
وكل اسوار اورشليم مستديرا ،
هدمها كل جيش الكلدانيين الذي مع رئيس الشرط "ع 12 – 14
بعد انهيار المدينة بشهر جاء نبوزرادان رئيس الشرط ليحرق المبانى الهامة مثل الهيكل وقصر الملك ، غالبا الذى بناه سليمان الحكيم بعد بناء الهيكل ، وقصور العظماء ثم المدينة ككل لتدميرها تماما ، وأخيرا دمر الجيش أسوار المدينة لكى لا يبقى رجاء لأحد فى عودة الحياة هناك ، وبالتالى لن يحدث تمرد ضد بابل .
( 5 ) السبى النهائى ليهوذا
" وسبى نبوزرادان رئيس الشرط بعضا من فقراء الشعب وبقية الشعب الذين بقوا في المدينة والهاربين الذين سقطوا الى ملك بابل وبقية الجمهور " ع 14

( 6 ) ترك بقية

" ولكن نبوزرادان رئيس الشرط ابقى من مساكين الارض كرّامين وفلاحين " ع 16
ترك نبوزرادان من رآهم ليسوا بذى قيمة ، لأن ذهابهم إلى بابل لن يفيد شيئا .

( 7 ) الإستيلاء على غنى الهيكل

" وكسر الكلدانيون اعمدة النحاس التي لبيت الرب والقواعد وبحر النحاس الذي في بيت الرب وحملوا كل نحاسها الى بابل.
وأخذوا القدور والرفوش والمقاص والمناضح والصحون وكل آنية النحاس التي كانوا يخدمون بها.
واخذ رئيس الشرط الطسوس والمجامر والمناضح والقدور والمناير والصحون والاقداح ما كان من ذهب فالذهب وما كان من فضة فالفضة.
والعمودين والبحر الواحد والاثني عشر ثورا من نحاس التي تحت القواعد التي عملها الملك سليمان لبيت الرب.لم يكن وزن لنحاس كل هذه الادوات.
اما العمودان فكان طول العمود الواحد ثماني عشرة ذراعا وخيط اثنتا عشرة ذراعا يحيط به وغلظه اربع اصابع وهو اجوف.
وعليه تاج من نحاس ارتفاع التاج الواحد خمس اذرع وعلى التاج حواليه شبكة ورمانات الكل من نحاس.
ومثل ذلك للعمود الثاني والرمانات .
وكانت الرمانات ستا وتسعين للجانب.
كل الرمانات مئة على الشبكة حواليها " ع 17 – 23
استولى الكلدانيون على كل أثاثات الهيكل النحاسية والفضية والذهبية . هذه هى المرة الثانية التى يفعلون فيها ذلك .

( 8 ) قتل الكهنة والرؤساء

" واخذ رئيس الشرط سرايا الكاهن الاول وصفنيا الكاهن الثاني وحارسي الباب الثلاثة،
واخذ من المدينة خصيا واحدا كان وكيلا على رجال الحرب ،
وسبعة رجال من الذين ينظرون وجه الملك الذين وجدوا في المدينة ،
وكاتب رئيس الجند الذي كان يجمع شعب الارض للتجند ،
وستين رجلا من شعب الارض الذين وجدوا في وسط المدينة ،
اخذهم نبوزرادان رئيس الشرط وسار بهم الى ملك بابل الى ربلة.
فضربهم ملك بابل وقتلهم في ربلة،
في ارض حماة فسبي يهوذا من ارضه " ع 24 – 27
اختار نبوزرادان شخصيات لها وزنها ليأخذهم إلى الملك فى ربلة فيحكم عليهم كيفما يرى .
بقوله ضربهم ثم قتلهم يعنى قام بتعذيبهم قبل قتلهم .

( 9 ) الترحيلات الثلاث

" هذا هو الشعب الذي سباه نبوخذراصر في السنة السابعة.
من اليهود ثلاثة آلاف وثلاثة وعشرون.
وفي السنة الثامنة عشرة لنبوخذراصر سبى من اورشليم ثمان مئة واثنتان وثلاثون نفسا.
في السنة الثالثة والعشرين لنبوخذراصر سبى نبوزرادان رئيس الشرط من اليهود سبع مئة وخمسا واربعين نفسا.
جملة النفوس اربعة آلاف وست مئة " ع 28 – 30
جاءت الحسابات هنا على النظام البابلى حيث لا تحتسب السنة الأولى من تولى الملك عرشه مادامت لم تبدأ باليوم الأول من السنة ، أى تكون كسرا من السنة .

( 10 ) الأيام الأخيرة ليهوياكين

"وفي السنة السابعة والثلاثين لسبي يهوياكين في الشهر الثاني عشر في الخامس والعشرين من الشهر رفع اويل مرودخ ملك بابل في سنة تملكه راس يهوياكين ملك يهوذا وأخرجه من السجن .
وكلمه بخير وجعل كرسيه فوق كراسي الملوك الذين معه في بابل.
وغيّر ثياب سجنه وكان يأكل دائما الخبز امامه كل ايام حياته.
ووظيفته وظيفة دائمة تعطى له من عند ملك بابل امر كل يوم بيومه الى يوم وفاته كل ايام حياته " ع 31 – 34
إذ مات الملك وجاء إبنه قدم معاملة أفضل للأسرة الملكية اليهودية ، فقام بإخراج يهوياكين من السجن وتكريمه بمناسبة توليه الحكم حيث يقدم الملك أعمالا خيرة ، فصنع هذا المعروف بعد أن قدم يهوياكين ولاءه للملك الجديد .
+ + +
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير سفــــــر إرميـــــــا -لسفر إرميا أهمية خاصة تمس حياة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 3 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3
 مواضيع مماثلة
-
» سفــــــر الخـــروج :مقدمة السفر
» دراسة تطبيقية لسفر راعوث ..
» أهمية الشاي الأخضر للبنات...
» أهمية وفوائد قراءة الكتاب المقدس
» صلاة خاصة لي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
.::.Jesus Lovers Forum .::. منتدى محب المسيح .::. :: القسم الدينى المسيحى :: قسم شرح الاناجيل المقدسة والرسائل :: قسم تفسير العهد القديم-
انتقل الى: