الأصحاح الثامن
1 وَعَلَى أَثَرِ ذلِكَ كَانَ يَسِيرُ فِي مَدِينَةٍ وَقَرْيَةٍ يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ اللهِ، وَمَعَهُ الاثْنَا عَشَرَ. 2 وَبَعْضُ النِّسَاءِ كُنَّ قَدْ شُفِينَ مِنْ أَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ وَأَمْرَاضٍ: مَرْيَمُ الَّتِي تُدْعَى الْمَجْدَلِيَّةَ الَّتِي خَرَجَ مِنْهَا سَبْعَةُ شَيَاطِينَ، 3 وَيُوَنَّا امْرَأَةُ خُوزِي وَكِيلِ هِيرُودُسَ، وَسُوسَنَّةُ، وَأُخَرُ كَثِيرَاتٌ كُنَّ يَخْدِمْنَهُ مِنْ أَمْوَالِهِنَّ. (عدد 1-3).
استمر الرب في خدمتهِ لإسرائيل وكان يزور كل مدينة وقرية يُفتش على الخراف الضالة ويُنادي بملكوت الله. ونراهُ هنا مُتقدمًا في موكب نُصرتهِ إذ كان مصحوبًا بالاثنى عشر الذين سبق واختارهم اختيارًا خصوصيًا وببعض النساء المؤمنات أيضًا. فكان هؤلاء جميعهم قد اُجتذبوا إلى المسيح بكلمتهِ والتصقوا بهِ فصار هو مركزهم وقائدهم، وأما المقصد الخصوصي هنا فهو لإظهار بعض الأثمار النفيسة التي نتجت من خدمة الرب في النفوس التي أنقذها من يد العدو ونرى مُقابلة جميلة جدًا بين ما ظهر في هؤلاء المؤمنات اللواتي كُنَّ يتبعنَّ المسيح ويخدمنهُ من أموالهنَّ وبين المرأة الخاطئة المذكورة في آخر الإصحاح السابع فإن هذه أظهرت المحبة الكثيرة لأنها شعرت بأنها حصلت على الغفران والقبول عند المسيح ومعرفتها نعمتهُ فتحت مصادر قلبها وجعلت دموعها تتساقط، فلم يوجد فيها قلب أو عين لوليمة سمعان ولاحتقارهِ ليسوع. لأن محبة المسيح كانت قد إستأسرتها وأفرزتها عن كل شيء سواهُ فإنما أهمَّها أن تقترب إليهِ بالسجود والعبادة كما يليق بشخصهِ ثم أطلقها بسلام. وأما هؤلاء المؤمنات فأظهرنَّ محبتهنَّ بطريق أخرى جميلة في وقتها بحيث تبعنهُ بالخدمة التي لاقت بهُنَّ والتي كان هو يستحقُّها من الذين كانوا مديونين لهُ لأجل كل شيء. فكانت محبة الأولى ساكتة بالسجود وأما محبة هؤلاء فعاملة في الخدمة ويمكننَّا نحن أيضًا أن نُظهر محبتنا بالطريقين إذ ساعةً نسجد أمام قدميهِ بالبكاء وأخرى نتبعهُ في طريقهِ مُمارسين أنواع الخدمة المرضية لهُ.
4 فَلَمَّا اجْتَمَعَ جَمْعٌ كَثِيرٌ أَيْضًا مِنَ الَّذِينَ جَاءُوا إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ مَدِينَةٍ، قَالَ بِمَثَل: 5 «خَرَجَ الزَّارِعُ لِيَزْرَعَ زَرْعَهُ. وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى الطَّرِيقِ، فَانْدَاسَ وَأَكَلَتْهُ طُيُورُ السَّمَاءِ. 6 وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الصَّخْرِ، فَلَمَّا نَبَتَ جَفَّ لأَنَّهُ لَمْ تَكُنْ لَهُ رُطُوبَةٌ. 7 وَسَقَطَ آخَرُ فِي وَسْطِ الشَّوْكِ، فَنَبَتَ مَعَهُ الشَّوْكُ وَخَنَقَهُ. 8 وَسَقَطَ آخَرُ فِي الأَرْضِ الصَّالِحَةِ، فَلَمَّا نَبَتَ صَنَعَ ثَمَرًا مِئَةَ ضِعْفٍ». قَالَ هذَا وَنَادَى:«مَنْ لَهُ أُذْنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ!». (عدد 4-8.)
هذا هو المثل نفسهُ الموجود في (مَتَّىَ إصحاح 13). ومعناهُ واحد في الموضعين غير أنهُ يوجد اختلاف بينهما من جهة قرائنهِ بحيث أن مَتَّىَ يدرجهُ في الحوادث الدالة على رفض إسرائيل أي أن الله رافضه لرفضهم المسيح فمن الآن وصاعدًا لا يُصادق عليهم باعتبار نسبتهم الخارجية لهُ كأولاد إبراهيم بل إنما يعترف بالذين انتسبوا للمسيح بواسطة الكلمة فلذلك عاد وادرج ستة أمثال أخرى تُصدق على هيئات ملكوت السموات العتيد أن يتخذها بعد موت المسيح. وأما لوقا فإنما يدرجهُ ليُظهر نتائج سماع كلمة الله فقط ولا يقرنهُ مع الحقائق المُختصّة بنظامات الله وتدابيرهِ في العالم.
9- فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ:«مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا الْمَثَلُ؟». 10 فَقَالَ:«لَكُمْ قَدْ أُعْطِيَ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ اللهِ، وَأَمَّا لِلْبَاقِينَ فَبِأَمْثَال، حَتَّى إِنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ، وَسَامِعِينَ لاَ يَفْهَمُونَ. 11 وَهذَا هُوَ الْمَثَلُ: الزَّرْعُ هُوَ كَلاَمُ اللهِ، 12 وَالَّذِينَ عَلَى الطَّرِيقِ هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ، ثُمَّ يَأْتِي إِبْلِيسُ وَيَنْزِعُ الْكَلِمَةَ مِنْ قُلُوبِهِمْ لِئَلاَّ يُؤْمِنُوا فَيَخْلُصُوا. 13 وَالَّذِينَ عَلَى الصَّخْرِ هُمُ الَّذِينَ مَتَى سَمِعُوا يَقْبَلُونَ الْكَلِمَةَ بِفَرَحٍ، وَهؤُلاَءِ لَيْسَ لَهُمْ أَصْلٌ، فَيُؤْمِنُونَ إِلَى حِينٍ، وَفِي وَقْتِ التَّجْرِبَةِ يَرْتَدُّونَ. 14 وَالَّذِي سَقَطَ بَيْنَ الشَّوْكِ هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ، ثُمَّ يَذْهَبُونَ فَيَخْتَنِقُونَ مِنْ هُمُومِ الْحَيَاةِ وَغِنَاهَا وَلَذَّاتِهَا، وَلاَ يُنْضِجُونَ ثَمَرًا. 15 وَالَّذِي فِي الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ، هُوَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ فَيَحْفَظُونَهَا فِي قَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ، وَيُثْمِرُونَ بِالصَّبْرِ. (عدد 9-15).
فتفسير الرب لهذا المثل واحد في الموضعين إلاَّ أن مَتَّىَ يقتبس يقتبس الشهادة من إشعياء صريحًا لأن ذلك وافق قصدهُ إذ كان يكتب لإسرائيل على نوع خصوصي. لاحظ أيضًا أن في المثل نفسهِ لوقا إنما يذكر درجة واحدة من الأثمار أي مئة ضِعفٍ والتفسير لذلك هو المذكور في (العدد 15) حيث يقول: والذي في الأرض الجيدة هو الذين يسمعون الكلمة فيحفظونها في قلب جيد صالح ويثمرون بالصبر. ويفرض أن هذا الثمر يظهر في جميع المؤمنين. وأما المثل وتفسيرهُ فلا حاجة إلى التكلم عنهما بالتفصيل هنا إذ سبق ذلك في الشرح عليهما في إنجيل مَتَّىَ.
16: «وَلَيْسَ أَحَدٌ يُوقِدُ سِرَاجًا وَيُغَطِّيهِ بِإِنَاءٍ أَوْ يَضَعُهُ تَحْتَ سَرِيرٍ، بَلْ يَضَعُهُ عَلَى مَنَارَةٍ، لِيَنْظُرَ الدَّاخِلُونَ النُّورَ. 17 لأَنَّهُ لَيْسَ خَفِيٌّ لاَ يُظْهَرُ، وَلاَ مَكْتُومٌ لاَ يُعْلَمُ وَيُعْلَنُ. 18 فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْمَعُونَ، لأَنَّ مَنْ لَهُ سَيُعْطَى، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي يَظُنُّهُ لَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ». (عدد 16-18.
لا يُخفى أن هذا التشبيه وارد في (مَتَّى 15:5) قرينة أخرى، ولكنهُ يوافق مقصد الرَّبِّ هنا أيضًا فأنهُ أظهر في مثل الزارع وجوب انغراس كلمة الله في قلوب مهيَّأة لها بالنعمة لأجل إظهار الثمر فإذًا ينبغي أن نستنير أولاً ثمَّ نضيء للآخرين. فكان الرَّبُّ مزمعًا أن يصنع شهادة جهارية في هذا العالم المُظلم بواسطة الذين انغرست فيهم كلمتهُ لأنهُ ينيرنا لكي ننير الآخرين كالذي يوقد سراجًا ويضعهُ على منارة للذين يدخلون بيتهُ. ولكنهُ يجب أن ننظر كيف نسمع؟ فأنهُ يطلب منا أن نخصّص لنفوسنا ما نسمعهُ من فمهِ فهكذا يصير نورًا فينا لا بدَّ أن يظهر للآخرين كما أنهُ من شأن السراج الموقد أن يضيء. فإن كنا ندرس كلمة الله عقليَّا فقط فنكون بلا ثمر لأن مرامنا ليس الاقتراب إلى المسيح كتلك المرأة الخاطية بل الحصول على مقدار من المعرفة فقط وربما نجدُّ أيضًا لتعليم الآخرين وقلوبنا غير مؤثَّرة مما ننطق بهِ لهم فالنتيجة من ذلك أننا نتقسى روحيًا وأخيرًا نصير مرائيين إذ نقول أقوالاً حسنة ولا نفعل بها. وأما النور الذي كان لنا فيؤخذ منا. وقد تم هذا في كثيرين إذ فقدوا النور الذي كان لهم مرَّةً فاصبحوا في الظلام الدامس. فلا يظنّ القارئ أن الله يدعهُ يتهاون بالنور المُعطي لهُ. لأن من لهُ سيُعطى، يعني: أن من يأتي بثمر حسب ما عندهُ من النور سيُعطى نورًا أكثر. وهذا القول يصدق كقاعدة عامة
أولاً- من جهة التوبة والإيمان فأن الخاطئ الذي يبلغهُ نور الإنجيل أن تاب وآمن يعطي نورًا كمؤمن، وإلاَّ يتقسى قلبهُ ويبتعد عن النور أو يكفر بهِ ويهلك.
ثانيًا- من جهة ازديادنا في الأثمار كمؤمنين فأن الله كلما أنعم علينا بنور من كلمتهِ أزيد يطلب أننا نسلك فيهِ فإذا تأخرنا عن ذلك فبعد الصبر يبتدى يعاملنا معاملات تأديبية من شأنها أن يعلّمنا أنهُ لا يدعنا نشمخ عليهِ لأنهُ هو الله ونحن بشر محتاجون إلى نعمتهِ وإذا شاء أن يفتقدنا، ولا نبالي بذلك، فلا بدَّ أن يجعلنا نحصد ما زرعناهُ ونتألم من عاقبة حماقتنا. نعم المؤمن لا يهلك، ولكن يوجد عدَّة أنواع تأديب لأولاد الله دون هلاك نفوسهم فعلينا أن نخاف لأنهُ مُخيف هو الوقوع في يدي الله الحيّ. لا يوجد منظر يحزن القلب أكثر من مشاهدة الذين انتبهوا للنور، وابتهجوا بهِ إلى حين ثمَّ عادوا إلى طرقهم السالفة وربما يحاولون أن يطمنوا أفكارهم بالعقيدة العقلية أن خراف المسيح لن تهلك. نعم ، أنها لا تهلك حسب قول المسيح الصريح ولكنهُ يعطينا صفاتها أيضًا التي منها أن خرافهُ تسمع صوتهُ وتتبعهُ فإذًا حفظنا للحياة الأبدية يتوقف لا على إقرارنا بهذه العقيدة كشيء عقلي بل على سماعنا كلمتهُ. فلننظر كيف نسمع. ومن ليس لهُ فالذي يظنهُ لهُ يؤخذ منهُ. أو النور الذي يُظهر أنهُ لهُ يؤخذ منهُ. ولا يُخفى أن كثيرين يظهرون مؤمنين إلى حين كما سبق الرَّبِّ وعبَّر عنهم في مثل الزارع، ولكن في وقت التجربة يتضح أنهم ليسوا مقترنين معهُ بتةً بواسطة انغراس كلامهِ في قلوبهم.
19 وَجَاءَ إِلَيْهِ أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ، وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَصِلُوا إِلَيْهِ لِسَبَبِ الْجَمْعِ. 20 فَأَخْبَرُوهُ قَائِلِينَ:«أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجًا، يُرِيدُونَ أَنْ يَرَوْكَ». 21 فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ:«أُمِّي وَإِخْوَتِي هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا». (عدد 19-21).
22: وَفِي أَحَدِ الأَيَّامِ دَخَلَ سَفِينَةً هُوَ وَتَلاَمِيذُهُ، فَقَالَ لَهُمْ:«لِنَعْبُرْ إِلَى عَبْرِ الْبُحَيْرَةِ». فَأَقْلَعُوا. 23 وَفِيمَا هُمْ سَائِرُونَ نَامَ. فَنَزَلَ نَوْءُ رِيحٍ فِي الْبُحَيْرَةِ، وَكَانُوا يَمْتَلِئُونَ مَاءً وَصَارُوا فِي خَطَرٍ. 24 فَتَقَدَّمُوا وَأَيْقَظُوهُ قَائِلِينَ:«يَا مُعَلِّمُ، يَا مُعَلِّمُ، إِنَّنَا نَهْلِكُ!». فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ وَتَمَوُّجَ الْمَاءِ، فَانْتَهَيَا وَصَارَ هُدُوُّ. 25 ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:«أَيْنَ إِيمَانُكُمْ؟» فَخَافُوا وَتَعَجَّبُوا قَائِلِينَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ هُوَ هذَا؟ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ الرِّيَاحَ أَيْضًا وَالْمَاءَ فَتُطِيعُهُ!». (عدد 22-25).
راجع (مَتَّى 46:12-50)، حيث نرى أن هذه الحادثة مدرجة قبل مثل الزارع، وهذا يكفي ليبرهن أن الوحي في لوقا لا يراعي ترتيب الحوادث تاريخيًّا فالمقصد بهذه الحادثة في الموضعين إظهار قطع علاقة الرَّبِّ مع إسرائيل بحسب الجسد، وأنهُ لا يعرف من الآن فصاعدًا إلاَّ علاقتهُ الروحية مع الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها غير أن مَتَّى يزيد على ذلك ما يدل على رفض إسرائيل صريحًا إذ خرج يسوع من البيت وجلس على البحر الذي هو عبارة عن شعوب وأمم فلذلك تهيئت الحالة للنطق بالأمثال المرموز بها إلى ملكوت السماوات حين غيابهِ في السماء.
فالذين تنقطع علاقتهم مع إسرائيل والعالم ويلتصقون بالمسيح بواسطة كلمتهِ ليس لهم مقرٌ هنا فأنهُ يدعوهم للذهاب إلى عبر بحر هذا العالم، ولكن بينما هم ذاهبون وراءهُ لا يجدون البحر مستريحًا لهم. راجع رسالة بولس إلى أهل فيلبي في شأن دعوتنا والصعوبات التي نلاقيها في طريقنا إلى المجد، ولكن متى علت الأمواج إلى أقصى درجة نصرخ إلى الرَّبِّ ونجدهُ معنا وحضورهُ يكفي لتسكين الرياح الهائجة والماء المُتموج. كان التلاميذ مقترنين مع يسوع بل كانوا في سفينة واحدة معهُ فكيف يمكن هلاكهم وهو معهم في السفينة، فكان يجب عليهم أن يتيقنوا ذلك ولكنهم من ضعف الإيمان أيقظوهُ فبادر أولاً إلى إزالة مخاوفهم ثم وبَّخهم على قلة إيمانهم إذ قال لهم: أين إيمانكم؟ فأنهُ لم يكن لهم داعٍ لذلك السفر الخطر إلاَّ بموجب أمر الرَّبِّ. لنعبر إلى عبر البحيرة. فأقلعوا فإذًا كان يجب أن يعتبروا الرَّبِّ قائدهم، وأن مسئولية السفر عليهِ، ولكنهُ اتضح أن إيمانهم لم يزل ضعيفًا ومعرفتهم قليلة بحيث لما هدئت لهم العناصر المُضطربة طوعًا لصوت خالقها خافوا وتعجبوا قائلين فيما بينهم من هو هذا؟ فأنهُ يأمر الرياح أيضًا والماء فتطيعهُ. ولفظة، أيضًا، من أفواههم تدل على حالة أفكارهم إذ كانوا قد عاينوا سلطانهُ على الأمراض والشياطين وسمك البحر أيضًا، ولكنهم تعجبوا من خضوع الرياح العاصفة لهُ حالاً بكلمتهِ كأن ذلك أعظم من انتصاره على إبليس وأعمالهِ.