.::.Jesus Lovers Forum .::. منتدى محب المسيح .::.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

.::.Jesus Lovers Forum .::. منتدى محب المسيح .::.


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  الدخول لشات محبى المسيحالدخول لشات محبى المسيح  قوانين المنتدىقوانين المنتدى  شروط التوقيعشروط التوقيع  

 

 تفسير إنجيل لوقا الأصحاح السادس عشر.....

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




تفسير إنجيل لوقا الأصحاح السادس عشر..... Empty
مُساهمةموضوع: تفسير إنجيل لوقا الأصحاح السادس عشر.....   تفسير إنجيل لوقا الأصحاح السادس عشر..... Icon_minitimeالأحد يناير 28, 2007 3:41 am

الأصحاح السادس عشر

1 وَقَالَ أَيْضًا لِتَلاَمِيذِهِ:«كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ لَهُ وَكِيلٌ، فَوُشِيَ بِهِ إِلَيْهِ بِأَنَّهُ يُبَذِّرُ أَمْوَالَهُ. 2 فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ: مَا هذَا الَّذِي أَسْمَعُ عَنْكَ؟ أَعْطِ حِسَابَ وَكَالَتِكَ لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَكُونَ وَكِيلاً بَعْدُ. (عدد 1، 2).


سبق الرَّبِّ في (الإصحاح 15) وكشف لنا أفراح السماء على توبة الخطاة ورجوع الضالين وأعلن النصيب السماوي الذي يكون لنا إذ نلبس المسيح كبرّنا ونتمتع بهِ إلى أبد الآبدين في الشركة مع الآب الذي لهُ الحصَّة العظمى من الفرح. وأما هذا الفصل عبارة عن الله كمالك الأرض ووكيلهُ هو إسرائيل أو بالحري الإنسان لأن الله لما خلق الإنسان وكَّلهُ على الأرض (انظر تكوين 26:1-30). السماوات سماوات للرَّبِّ أما الأرض فأعطاها لبني آدم (مزمور 16:115). يعني أعطاهم إياها على سبيل الوكالة فقط وأوجب عليهم أن يتصرفوا فيها لمجدهِ. ولكننا نعلم خيانتهم فأنهم أسرعوا وملأوها ظلمًا وفسادًا قبل الطوفان، وأما بعد ذلك فعاد الرَّبُّ وسلَّمها لهم، ولكنهُ قسمهم إلى قبائل وعيَّن لنسل إبراهيم التسلُّط الأول وأسكنهم في كنعان كمركزهِ المختار. حين قسم العلي للأمم حين فرَّق بني آدم نصب تخومًا لشعوب حسب عدد بني إسرائيل. أن قسم الرَّبِّ هو شعبهُ. يعقوب حبل ميراثهِ (تثنية 8:32، 9). وأما تاريخ إسرائيل فأوضح سوء تصرُّفهم في وكالتهم كما يقال عن الوكيل هنا. فوُشى بهِ إليهِ بأنهُ يبذر أموالهُ. فسواءٌ إذا نظرنا إلى الإنسان مطلقًا أو إسرائيل خصوصًا باعتبار الوكالة على أموال السيد مالك الأرض ظهرت الخيانة وبلغت الشكوى عليهم إلى مولاهم. قابل قولهُ هنا. بأنهُ يبذر أموالهُ مع قولهِ عن الابن الشاطر. هناك بذَّر مالهُ بعيش مسرف. فبالحقيقة كان الجميع قد تصرفوا بعدم أمانةٍ في وكالتهم وبلغ خبرهم إلى أذني الذي كانوا تحت المسئولية لهُ. وقال لهُ ما هذا الذي أسمع عنك. أعطِ حساب وكالتك لأنك لا تقدر أن تكون وكيلاً بعد. نرى أن الله يتمهل على الإنسان دائمًا قبل أن يحاسبهُ، فأنهُ ينتظر حتى يكون أثمهُ كاملاً وبينًا. انظر تأنيهُ على الناس قبل الطوفان (تكوين إصحاح 6) وكذلك قبل خراب سدوم وعمورة (تكوين 20:18. وقد رأينا إسرائيل في هذا الإنجيل كتينة غير مثمرة وصاحب البستان أمر بقطعها، وإنما تمهل عن أجراء الأمر وقتًا وجيزًا؛ إجابةً لشفاعة الكرَّام وقد رأينا أيضًا أن الرَّبَّ معهم في الطريق للقضاء. فهو يطلبهم للمحاسبة بقصد أن يأخذ منهم الوكالة. لا شك أن الوكالة على الأرض عتيدة أن تُنقل إلى المسيح الإنسان الثاني وآدم الأخير، ولكن ذلك لا يتم فعلاً في الوقت الحاضر ومع ذلك الله مزمع أن ينزعها من يد إسرائيل بحسب الجسد ولا يتركهم في التمتُّع بالأرض ولو كان ذلك بركة صغيرة بالمقابلة مع النصيب السماوي. فالمسألة الآن: كيف ينبغي لتلاميذ المسيح أن يعملوا؟ والحال هكذا مع إسرائيل والأرض. فيجب أن يميزوا عمل الله ويفعلوا بالحكمة في الأموال الأرضية الموجودة عندهم.


3:فَقَالَ الْوَكِيلُ فِي نَفْسِهِ: مَاذَا أَفْعَلُ؟ لأَنَّ سَيِّدِي يَأْخُذُ مِنِّي الْوَكَالَةَ. لَسْتُ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْقُبَ، وَأَسْتَحِي أَنْ أَسْتَعْطِيَ. 4 قَدْ عَلِمْتُ مَاذَا أَفْعَلُ، حَتَّى إِذَا عُزِلْتُ عَنِ الْوَكَالَةِ يَقْبَلُونِي فِي بُيُوتِهِمْ. 5 فَدَعَا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ مَدْيُونِي سَيِّدِهِ، وَقَالَ لِلأَوَّلِ: كَمْ عَلَيْكَ لِسَيِّدِي؟ 6 فَقَالَ: مِئَةُ بَثِّ زَيْتٍ. فَقَالَ لَهُ: خُذْ صَكَّكَ وَاجْلِسْ عَاجِلاً وَاكْتُبْ خَمْسِينَ. 7 ثُمَّ قَالَ لآخَرَ: وَأَنْتَ كَمْ عَلَيْكَ؟ فَقَالَ: مِئَةُ كُرِّ قَمْحٍ. فَقَالَ لَهُ: خُذْ صَكَّكَ وَاكْتُبْ ثَمَانِينَ. 8 فَمَدَحَ السَّيِّدُ وَكِيلَ الظُّلْمِ إِذْ بِحِكْمَةٍ فَعَلَ، لأَنَّ أَبْنَاءَ هذَا الدَّهْرِ أَحْكَمُ مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ فِي جِيلِهِمْ. (عدد 3-8.
لما علم الوكيل أنهُ عتيد أن يُعزل عن وظيفتهِ ابتدأ يحتسب للمستقبل. كان يبذر المال قبل، يعني صرفهُ على نفسهِ وأما الآن فاستغنم فرصة ليصرف جانبًا منهُ على الآخرين بتنقيصهِ المبالغ التي كانت على مديوني سيدهِ وليس المقصد هنا أن يوضح حكم الوحي في عملهِ هذا أهو جائز لهُ أم لا؟ بل الحكمة العالميَّة فقط إذ انتبه لسوء حالتهِ وكفَّ عن أن يصرف المال الباقي تحت يدهِ على نفسهِ وصنع رحمة لآخرين لكي يكون خير لهُ في المستقبل. فمدح السيد وكيل الظلم إذ بحكمةٍ فعل. يعني السيد صاحب المال مدح وكيلهُ باعتبار الحكمة التي أظهرها. لا شك بأن ذلك كان نوعًا من الظلم بذاتهِ بحيث لم يكن لهُ حق أن يغير الدفاتر لأن المال ليس لهُ، ولكنهُ بعد انتباههِ ترك الفكر بالتمتع بشهواتهِ في الوقت الحاضر وابتدأ يفتكر في حالتهِ المستقبلة. وبذلك أظهر حكمةٌ يليق بتلاميذ المسيح أن يستعملوها نظرًا إلى التغيير المزمع الله أن يجريَّهُ في معاملاتهِ مع إسرائيل ومع العالم أيضًا. فيجب عليهم أن يفتكروا في المستقبل ولا يصرفوا المال الموجود عندهم على أنفسهم كما عمل الوكيل المذكور في الأول. لأن أبناء هذا الدهر أحكم من أبناء النور في جيلهم. هذا قول الرَّبُّ لتنبيه تلاميذهِ. ونحن جميعًا قد اختبرنا صدقهُ حيث نحن أن نتمتع بخيرات العالم كل واحد بحسب طاقتهِ مع أننا عارفون أنهُ حكم على الإنسان بعزلهِ عن الوكالة في هذا العالم وأن المسيح قد دعانا دعوة سماوية كما قد رأينا مرارًا كثيرة في هذا الإنجيل.
9: وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اصْنَعُوا لَكُمْ أَصْدِقَاءَ بِمَالِ الظُّلْمِ، حَتَّى إِذَا فَنِيتُمْ يَقْبَلُونَكُمْ فِي الْمَظَالِّ الأَبَدِيَّةِ. (عدد 9).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




تفسير إنجيل لوقا الأصحاح السادس عشر..... Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير إنجيل لوقا الأصحاح السادس عشر.....   تفسير إنجيل لوقا الأصحاح السادس عشر..... Icon_minitimeالأحد يناير 28, 2007 5:11 pm

فمال الظلم هو المال على وجه الإطلاق وتسمى هكذا باعتبار خيانة الإنسان كوكيل فبالحقيقة ليس لهُ حق بشيءهنا. ليس المقصد المال المحصَّل بطرق غير جائزة بل المال مطلقًا وكوننا تلاميذ المسيح لا يغير صفات المال نفسهِ لأنهُ قد صار الآن كأموال الغني من بعد سوء تصرُّف وكيلهِ إذ بقيت إلى حين تحت يد الخائن قبل أجراء الحكم بعزلهِ. فإذا أتفق بعناية الله أن شيئًا منهُ تحت يدنا فعلينا أن نعرف حقيقتهُ ونستعملهُ بالحكمة نظرًا إلى المستقبل. وقولهُ: إذا فنيتم يعني إذا أُجريّ الحكم بعزلكم عن الوكالة كأناس عائشين في العالم. ثم قولهُ يقبلونكم في المظالّ الأبدية.أقول :
أولاً- أن المرجح أنهُ بمعنى تُقبلون أو يكون لكم القبول لأنهُ معلوم عند الذين يقدرون أن يقرأوا إنجيل لوقا باللغة اليونانية أنهُ يستعمل اصطلاحًا كهذا عدَّة مرار (انظر إصحاح 38:6) حيث يستعمل لفظة يعطون بمعنى تُعطون أو يعطي لكم. وقد استعمل هذا الاصطلاح في مواضع أخرى. فيجوز لنا أن نقرأ هذه الجملة. حتى إذا فنيتم تُقبلون أو يكون لكم القبول في المظالّ الأبدية. فتكون حينئذٍ الإشارة إلى القبول ذاتهِ لا إلى الذين يقبلونهم.
ثانيًا- إذا قرأنا الجملة كما هي يقتضي أن نجد ما يعود إليهِ فاعل يقبلونكم. فيكون الضمير عائدًا إلى أصدقاء فيعني الذين يُصيرهم التلاميذ أصدقائهم بأعمال الرحمة كالمديونين الذين ترفَّق بهم وكيل الظلم المذكور آنفًا
ثالثًا- من هم الأصدقاء: أقول أن الوحي دائمًا يفرض علينا أن نصنع الصدقة للفقراء والمحتاجين. راجع قولهُ: إذا صنعت غداء أو عشاء فلا تدعُ أصدقائك ولا أخوتك ولا أقربائك ولا الجيران الأغنياء لئلا يدعوك هم أيضًا فتكون لك مكافأةٌ. بل صنعت ضيافةً فأدعُ المساكين الجدع العرج العمي. فيكون لك الطوبى إذ ليس لهم أن يكافئوك. لأنك تكافي في قيامة الأبرار (إصحاح 12:14-14)، وأيضًا بيعوا ما لكم وأعطوا صدقةً. أعملوا أكياسًا لا تفنى وكنزًا لا ينفد في السماوات حيث لا يقرب سارق ولا ينبلي سوس (إصحاح 33:12). ولكن هذه من المسائل الواضحة فأنهُ معلوم عند الجميع أن الصدقة هي لأجل الفقراء. ونرى أيضًا أن الرَّبَّ يفرض أن الذين نحسن إليهم هم من أهل الإيمان ويسبقوننا إلى الراحة الأبدية كما قيل: فإذًا حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع ولا سيما لأهل الإيمان (غلاطية 10:6).

رابعًا- كيف يمكن لأمثال هؤلاء إذا فرضنا أنهم سبقونا إلى المظالّ الأبدية أن يقبلونا. فأقول: أن القبول بمعنى الترحيب أو السرور بدخولنا ولا يعني قبولاً رسميًّا كأنهم أصحاب المظالّ الأبدية، ويفتحون أبوابها لنا إكراهًا للصدقة التي نالوها من أيدينا. فلا حاجة لي أن أقول للقارئ المسيحي: أن لا شيء من أعمالنا يؤهلنا للدخول إلى السماء. وأما الصدقة فهي من أنواع الخدمة التي نمارسها هنا لمجد الرَّبِّ الذي اشترانا بدمهِ (انظر رومية 6:12-13)، حيث العطاء والرحمة والاشتراك في احتياجات القديسين مذكورة مع المواهب المختلفة المعطاة لنا فإنما نستعملها بنعمة الله لمجدهِ الذي سيجازينا عليها في وقت الجزاء. فمن أعطى صدقة حتى كأس ماء بارد لأحد التلاميذ أخوتهِ لا يضيع أجرهُ.

خامسًا- الوحي في عدَّة أماكن يشير إلى الحقيقة المفرحة أن النسبة المتبادلة بين الخادم والمخدوم تبقى معروفة بينهما في المستقبل كما هي الآن لأن جوهرها المحبة، والمحبة لا تسقط أبدًا (كورنثوس الأولى 8:13). وكان الرسول ينتظر أن يواجه عند مجيء الرَّبَّ الذين خدمهم على الأرض وتكون النسبة بينهم معروفة وسببًا للفرح المتبادل (تسالونيكي الأولى 19:2). وليس ذلك فقط بل أقول أيضًا أننا لا نعرف الآن إلاَّ مقدارًا جزئيَّا من ثم خدمتنا فأننا نساعد كثيرين بطرق متنوعة ولا توجد معرفة شخصية بينهم وبيننا، ولكن كل شيء سيظهر فيما بعد أمام المسيح الذي هو مصدر كل موهبة صالحة لزيادة أفراح مفدييهِ. وأما الموضوع الخصوصي المتضمن في العدد الذي نحن في صددهِ الآن، فهو وجوب عمل الصدقة مع تلاميذ المسيح مدة رفضهِ من العالم وتصرُّفهم بالحكمة في القسم من مال الظلم الذي أصابهم بعناية الله. غير أنهُ سبق ونادى بأن حكمتهم في ذلك أقل مما يظهرهُ أبناء هذا الدهر. وربما يندر وجود مسيحي قد تعلَّم حقيقة المال الترابي وفعل بهِ بالحكمة كمن عرف أن الحكم بعزلهِ عن الوكالة قد صدر.
10 اَلأَمِينُ فِي الْقَلِيلِ أَمِينٌ أَيْضًا فِي الْكَثِيرِ، وَالظَّالِمُ فِي الْقَلِيلِ ظَالِمٌ أَيْضًا فِي الْكَثِيرِ. 11 فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ فِي مَالِ الظُّلْمِ، فَمَنْ يَأْتَمِنُكُمْ عَلَى الْحَقِّ؟ 12 وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ فِي مَا هُوَ لِلْغَيْرِ، فَمَنْ يُعْطِيكُمْ مَا هُوَ لَكُمْ؟ 13 لاَ يَقْدِرُ خَادِمٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ». (عدد 10-13).

معلوم أن للمال موضعًا واسعًا جدًّا في قلوب البشر، فلذلك الرَّبُّ يكثر التعليمات والإنذارات لنا من جهة هذا الموضوع مع أنهُ لم يكن من الأمور اللائقة بورثة المجد أنهم يميلون إلى تعليق قلوبهم بما هو على الأرض بعد تأكيدهم أن لهم نصيبًا في السماء، ولكنهُ لا يُخفى أننا جميعًا في تجربة شديدة أن نطمع في ازدياد مالنا ونترك تعليم الوحي على جانبٍ كشيء لا يعيننا. الأمين في القليل. القليل هنا عبارة عن المال والكثير يعني البركات الروحيَّة. فالتلميذ الذي يسيءُ العمل في الشيء القليل يفعل هكذا أيضًا في الأمور الروحيَّة. وهذه من الحقائق المعروفة عند الجميع فأنهُ لا يمكن لمسيحي علمي أن ينجح روحيَّا. فأن لم تكونوا أمناء في مال الظلم فمن يأتمنكم على الحق. هذا تفسير لكلامهِ السابق. محبة المال تعمي أعيننا حتى لا نقدر أن نميز الحق المُعلن لنا في كلمة الله بل تقسي قلوبنا أيضًا حتى لا نريدهُ ولو ميَّزناهُ وهذا مفهوم جيدًا لأن محبة العالم هي أكبر عائق بين المسيحيين يمنعهم عن الخضوع لأقوال سيدهم الصافية ونراهم في أيامنا من كبيرهم إلى صغيرهم يركضون وراء جمع المال كأن الله لم يحكم بعزلهم بأقرب وقت عن الوكالة في هذه الأمور الدنيوية. فكان الواجب عليهم أن يصرفوا وقتهم لا يجمع المال بل يصرف ما عندهم لمجد اسم سيدهم. أوصِ الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبروا ولا يلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى بل على الله الحي الذي يمنحنا كل شيء بغنىً للتمتع. وأن يصنعوا صلاحًا، وأن يكونوا أغنياء في أعمال صالحة، وأن يكونوا أسخياء في العطاء كرماء في التوزيع مذَّخرين لأنفسهم أساسًا حسنًا للمستقبل لكي يمسكوا بالحياة الأبدية (تيموثاوس الأولى 17:6-19). وأن لم تكونوا أمناء في ما هو للغير فمن يعطيكم ما هو لكم. فما أحلى تعبير الرَّبِّ عن المال هنا بقولهِ ما هو للغير لأنهُ ليس مما يخصُّ تلاميذهُ مطلقًا، فأنهُ قد باركهم بكل بركة سماوية، وأوجب عليهم أن يجدُّوا في التمتُّع بها الآن بمساعدة الروح القدس الذي لم يحلَّ عليهم ليساعدهم في جمع المال والعيشة بالرفاهية. كان المال لآدم مرَّةً ثمَّ أُولم إلى إسرائيل على شرط أنهم يكونوا أمناء فيهِ ولكنهُ تبرهن أنهم غير أمناء وخرج الحكم بعزلهم. وأما في مدة الملكوت فيكون لإسرائيل أو بالأحرى للمسيح كملك إذ يملك بأمانةٍ على الأرض، وما فيها خلاف الإنسان الأول. وفي أثناء انتظارنا إياهُ لا يجوز أن نمسَّ شيئًا هنا كأنهُ لنا بل ننظر إليهِ كشيء قد نُزع من أيدينا بحكم الله، فإذا سمح بأن قسمًا منهُ يكون تحت يدنا نتصرف فيهِ بطريق يبرهن للجميع أن قلوبنا في السماء لا على الأرض. وهكذا كان تيموثاوس يوصي المسيحيين الأغنياء بخدمتهِ. فإذا فعلوا هكذا يزدادون روحيًّا، ويصيرون أغنياء في الإيمان ويزرعون زرعًا حسنًا يحصدون أثمارهُ في الحياة الأبدية. فأن سئُل: فإذًا لمن المال الآن إن كان ليس لتلاميذ المسيح وهو نفسهُ لم يمتلكهُ فعلاً والإنسان الأول قد عُزل بحكم الله عليهِ لأجل خيانتهِ. فأجيب وأقول: أن الحكم قد صدر ولكنهُ لم يجر فعلاً بعد وأما أبناء هذا الدهر فلم يعرفوا ذلك ولا يقبلونهُ ولو عرفوهُ فأنهم يحسبون العالم لهم وسوف يجتمعون ليصنعوا حربًا مع الخروف بقصد أن يمنعوهُ عن امتلاك ميراثهِ فكأن العالم تحت الدعوى أو المرافعة الآن مع أننا نعلم أن ليس لأبناءهِ حقٌ فيهِ فلذلك نتصرف باعتبار حقيقة الحال منتظرين حضور الوارث أو الوكيل الحقيقي. منقلبًا منقلبًا منقلبًا أجعلهُ هذا أيضًا لا يكون حتى يأتي الذي لهُ الحق فأعطيهِ إياهُ (حزقيال 27:21). فينبغي أن نذكر دائمًا أن المال ليس لنا فإذا وُجد مقدار منهُ في أيدينا نتصرف فيهِ كوديعة قد وُضعت عندنا للحفظ أو بالأحرى كقرضة أقرضنا إياها الله كي نعمل فيها لمجدهِ. وإن لم نعمل هكذا فإنما تصير فخًّا لنفوسنا وتمنعنا عن الحصول على ما هو لنا كقولهِ: فمن يعطيكم ما هو لكم. فأننا ننمو في الحياة الروحيَّة ونتمتع ببركاتنا الخاصة على قدر ما ننظر إلى المال كشيء للغير ولا نعلّق قلوبنا بهِ. لا يقدر خادم أن يخدم سيدين… إلخ. إذا أحببنا المال نستعبد لهُ وأية عبوديَّة. فإذًا ينبغي أن نختار بين العبودية لهُ وبين الخضوع للرَّبِّ يسوع، لأن خدمة سيدين في وقت واحد مستحيلة. فلا نقدر أن نخدم الله والمال.

14:وَكَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ أَيْضًا يَسْمَعُونَ هذَا كُلَّهُ، وَهُمْ مُحِبُّونَ لِلْمَالِ، فَاسْتَهْزَأُوا بِهِ. 15 فَقَالَ لَهُمْ:«أَنْتُمُ الَّذِينَ تُبَرِّرُونَ أَنْفُسَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ! وَلكِنَّ اللهَ يَعْرِفُ قُلُوبَكُمْ. إِنَّ الْمُسْتَعْلِيَ عِنْدَ النَّاسِ هُوَ رِجْسٌ قُدَّامَ اللهِ. (عدد 14، 15).
لاحظ أن التعليم السابق كان للتلاميذ خصوصًا، ولكن الفريسيين سمعوهُ ولا عجب من رفضهم إياهُ لأن محبة المال كانت قد استولت عليهم تمامًا مع أنهم تظاهروا بأعظم تقوى قدام الناس، ولكن وا آسفاه عليهم! ماذا ينفعهم هذا الرياء أمام الله الذي يعرف القلوب. أن المُستعلي عند الناس هو رجس قدام الله. فصارت مضادَّة كليَّة بين أفكار الناس وأفكار الله من جهة المال حيث أنهم يستعملونهُ ويبذلون كل جهدهم في حفظ ما عندهم والحصول على أكثر وأما الله فيحسبهُ رجسًا ويعلّم أولادهُ أن يحسبوهُ هكذا أيضًا.
16: «كَانَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ إِلَى يُوحَنَّا. وَمِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ يُبَشَّرُ بِمَلَكُوتِ اللهِ، وَكُلُّ وَاحِدٍ يَغْتَصِبُ نَفْسَهُ إِلَيْهِ. 17 وَلكِنَّ زَوَالَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ تَسْقُطَ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ. 18 كُلُّ مَنْ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ وَيَتَزَوَّجُ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَكُلُّ مَنْ يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ مِنْ رَجُل يَزْنِي. (عدد 16-18.
يرجع المسيح هنا إلى الموضع الذي سبق وتكلم عنهُ كثيرًا أعني الفرق بين النظامين القديم والجديد ويعبّر عن الأول بالناموس والأنبياء. ومن المعلوم أن ذلك بقى موجبًا على اليهود حتى زمان خدمة يوحنا المعمدان الذي نادى بأنهُ عتيد عن قريب أن يُبطل ويُبدل بنظام آخر ينشئهُ لهم المسيح المنتظر. ومن ذلك الوقت يبشَّر بملكوت الله وكل واحد يغتصب نفسهُ إليهِ. فالبشارة بالملكوت لم تقع موقع القبول عند رؤساء النظام الأول إذ تعصُّبهم بطقوسهِ أعطاهم نفوذًا وشرفًا عند الشعب وملأ أكياسهم من الدراهم وجعلهم يمشون بالطيالسة ويسكنون في بيوت فاخرة فلا يمكن أن يسرُّوا بتعليم المسيح الذي يحسب ذلك كلهُ رياء ممقوتًا ورجسًا قدام الله. فإذًا كل من انتبه وقصد أن يقبل تعليم المسيح، ويدخل ملكوتهُ ألتزم أن يدخل رغمًا عن أولئك الرؤساء المرائين. لا يُخفى أنهُ من أصعب الأمور للإنسان أن يترك نظامًا دينيًا معتبرًا لا سيما إذا كان معاشه وشرفه وراحتهُ في العالم متعلقة بهِ. فيقبل بكل سرعةٍ حججًا باطلة وبراهين واهنة لكي يبرر نفسهُ بها ويعيش بحسب شهوات قلبهِ. ولكن زوال السماء والأرض أيسر من أن تزول نقطة واحدة من الناموس. كان الناموس من الله والمسيح لم يأتِ ليناقضهُ لأنهُ تضمَّن النبوات والرموز التي دلَّت عليهِ أنهُ يأتي ويقيم عهدًا جديدًا ليس كالعهد الأول وكان يجب على رؤساء إسرائيل أن يفهموا ذلك، ولكنهم استعملوا ما عندهم سؤ الاستعمال لكي يبرهنوا بهِ وجوب رفض الجديد لأنهُ خالف أفكارهم الفاسدة التي اسندوها إلى العتيق. ولكن نقطة واحدة من أقوال الله المتضمنة في الناموس لا تزول لأن كلامهُ كلهُ أثبت من السماء والأرض. كل من يطلق امرأتهُ… إلخ. راجع (مَتَّى 32:5؛ 9:19) ومواضع أخرى حيث نرى أن الرَّبَّ تكلم كثيرًا عن هذا الموضوع وأبطل تعليم الناموسيين الذين سهَّلوا أمر الطلاق وأوضح لهم مباديهُ الصريحة في شأن الزواج وما يجب على المتزوجين بحيث لا توجد إلاَّ علَّة واحدة تجيز الطلاق وهي الزنا. ولكني لا أقدر أن أشرح على هذا الموضوع هنا لأن الرَّبَّ إنما يذكرهُ في سياق الكلام مع محبة المال التي هي موضوعهُ الخصوصي. ونرى أن الوحي غالبًا يقرن محبة المال مع عبادة الأصنام والزنا وبعض الخطايا الأخرى القبيحة. أننا نعلم أن التجربة قريبة من الجميع ولا يقدر المسيحي الفقير أن يثبت إلاَّ بنعمة الله، ولكن مع ذلك الأبواب للتجربة للغني أكثر مما للفقير لكونهِ مرتاحًا وشبعانًا في عيشتهِ أكثر من غيرهِ. على أنهُ يجب علينا جميعًا في كل حين أن نصلي قائلين: ولا تدخلنا في تجربةٍ بل نجّنا من الشرير
19: «كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ وَكَانَ يَلْبَسُ الأَرْجُوانَ وَالْبَزَّ وَهُوَ يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ مُتَرَفِّهًا. 20 وَكَانَ مِسْكِينٌ اسْمُهُ لِعَازَرُ، الَّذِي طُرِحَ عِنْدَ بَابِهِ مَضْرُوبًا بِالْقُرُوحِ، 21 وَيَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الْفُتَاتِ السَّاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الْغَنِيِّ، بَلْ كَانَتِ الْكِلاَبُ تَأْتِي وَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ. 22 فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضًا وَدُفِنَ. (عدد 19-22).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




تفسير إنجيل لوقا الأصحاح السادس عشر..... Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير إنجيل لوقا الأصحاح السادس عشر.....   تفسير إنجيل لوقا الأصحاح السادس عشر..... Icon_minitimeالأحد يناير 28, 2007 5:17 pm

لا يقول الرَّبُّ أن هذا مثل ولا أقتضاء لهُ أن يذكرهُ كمثل يعني حادثة افتراضيَّة لأنهُ يمكن أن تكون قد جرت حوادث كثيرة كالمذكورة هنا. فالغني المذكور حصل على الحالة المستعلية عند الناس إذ كان يلبس الأرجوان والبز ويتنعم كل يوم مترفهًا. لاحظ أن الرَّبَّ لا ينسب لهُ شيئًا من الخطايا الباهظة. وكان مسكين اسمهُ لعازر الذي طُرح عند بابهِ مضروبًا بالقروح ويشتهي أن يشبع من الفُتات الساقط من مائدة الغني. بل كانت الكلاب تأتي وتلحس قروحهُ. فمقصد الرَّبِّ أن يصوّر لهم أشر حالة الفقر التي يمكن أن يوجد إنسان إسرائيليعليها بالمقابلة مع أفخر حالة الغنى والرفاهية لكي يعلن لهم أفكار الله. ربما كان المسكين يشبع من الفتات والغني أرتضى بذلك. ولكن ذلك ليس مذكورًا لأن الرَّبَّ قاصد أن يبرهن لهم أن الغني ليس من علامات رضى الله كما كانوا يظنُّون، وأن الفقر وإن أشتدَّ إلى أعظم درجة لا يبرهن أن الفقير تحت غضب الله وتأديبهِ. لو كان إسرائيل قد تصرفوا بأمانةٍ في ميراثهم في أرض كنعان لربما لم يكن من الأمور الممكنة أن يوجد أحدهم على حالة كحالة لعازر المسكين والتشويشات الحاصلة بينهم هي نفسها كانت تكفي لتعلّمهم انحطاط نظامهم القديم الذي افتخروا بهِ وتهيئهم لقبول النظام الجديد. ولكن كيفما كان الأمر فتعليم المسيح يخالف أفكارهم تمامًا في شأن المال ويكشف لهم ولنا أيضًا أحوال الناس بعد الموت والانتقال من مشهد الظلام هذا الممتلئ من المشاكل الصعبة والمناظر المحزنة التي نتجت كلها من خطايا البشر. فمات المسكين وحملتهُ الملائكة إلى حضن إبراهيم. فحضن إبراهيم عبارة عن الراحة في النعيم فقط، ولا يعني أنهُ بعد انتقالهِ إلى هناك أتكى على صدر إبراهيم. فالذي كانت الكلاب تلحس قروحهُ أمس قد حمل اليوم بأيدي الملائكة إلى راحة النعيم. لو كان الرَّبُّ قد أخبرهم بأن الأمر صار هكذا مع الغني لوافق أفكارهم تمامًا وأنسرُّوا بكلامهِ ولكنهُ صوَّر لهم صورة ممقوتة عندهم ومخالفة لتعليمهم كل المخالفة. ومات الغني أيضًا ودُفن. أيضًا من قريبهِ يُبغض الفقير ومحبُّو الغنى كثيرون (أمثال 20:14). عند موت الغني يُسرع الناس إلى الحضور عند جنازتهِ ليقدموا الكرامة اللائقة بشأنهِ في العالم وأما الفقير فقلما يسألون عن دفنهِ. ولكن الله لا ينظر كما ينظر الإنسان.
23: فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي الجَحِيمِ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ، وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ، 24 فَنَادَى وَقَالَ: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ، ارْحَمْنِي، وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَِعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي، لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هذَا اللَّهِيبِ. 25 فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا ابْنِي، اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ، وَكَذلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا. وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ. 26 وَفَوْقَ هذَا كُلِّهِ، بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ هُوَّةٌ عَظِيمَةٌ قَدْ أُثْبِتَتْ، حَتَّى إِنَّ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْعُبُورَ مِنْ ههُنَا إِلَيْكُمْ لاَ يَقْدِرُونَ، وَلاَ الَّذِينَ مِنْ هُنَاكَ يَجْتَازُونَ إِلَيْنَا. (عدد 23-26).
فكان الغني قد صرف حياتهُ بالتنعُّم منقادًا وراء شهوات قلبهِ وربما كان مخدوعًا أيضًا بتعليم معلميهِ الفريسيين الذين حسبوا التقوى تجارة، وأكلوا من مواكيلهِ الفاخرة ولم ينذروهُ من جهة الآخرة. ولكنهُ أصبح فجأةً في العذاب ونظر المسكين في حضن إبراهيم وطلب من أبي المؤمنين الذي أفتخر اليهود بنسبتهم إليهِ أن يرحمهُ ويستعمل واسطة ليريحهُ قليلاً من عذابهِ الشديد. وأما إبراهيم بجوابهِ فيخاطبهُ كابنهِ يعني يصادق على أنهُ من نسلهِ ولكن ذلك لا ينفعهُ أقل نفع فأنهُ استوفى خيراتهِ في حياتهِ وكذلك أخوهُ الفقير كان قد استوفى البلايا والآن قد أنعكس الأمر بينهما حيث الأول متعذب والثاني متعزِّ. فإذًا عذاب الغني بالعدل والحق. وعدا ذلك لا يمكن لإبراهيم أو غيرهِ أن يذهب من النعيم ليساعد الغني في الجحيم لأن الله قد جعل هوُّة عظيمة فاصلة بين الموضعين تمنع العبور من الجهتين فلذلك انقطع كل رجاء من الغني ومن كان مثلهُ.
27:فَقَالَ: أَسْأَلُكَ إِذًا، يَا أَبَتِ، أَنْ تُرْسِلَهُ إِلَى بَيْتِ أَبِي، 28 لأَنَّ لِي خَمْسَةَ إِخْوَةٍ، حَتَّى يَشْهَدَ لَهُمْ لِكَيْلاَ يَأْتُوا هُمْ أَيْضًا إِلَى مَوْضِعِ الْعَذَابِ هذَا. 29 قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: عِنْدَهُمْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءُ، لِيَسْمَعُوا مِنْهُمْ. 30 فَقَالَ: لاَ، يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ، بَلْ إِذَا مَضَى إِلَيْهِمْ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يَتُوبُونَ. 31 فَقَالَ لَهُ: إِنْ كَانُوا لاَ يَسْمَعُونَ مِنْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ، وَلاَ إِنْ قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يُصَدِّقُونَ». (عدد 27-31).
عاد فطلب طلبة أخرى لكنها رُفضت كطلبتهِ الأولى، فأنهُ أفتكر في أخوتهِ الخمسة العائشين بعد على الأرض كما كان هو قد عاش وظنَّ أنهم لا بدَّ أن ينتبهوا ويتوبوا إذا زارهم لعازر وشهد لهم ضد خطاياهم وإنذارهم بعواقبها. والجواب دلَّة على وجود كتابات موسى والأنبياء عندهم، فإن كانوا لا يصدّقونها فلا تنفعهم إنذارات واحد مقام من الأموات.
ربما يجوز لنا أن نقول عن حادثة الغني ولعازر أنهُ لا يوجد فصل آخر في الكتاب المقدس من شأنهِ أن يُخيف الناس وينذرهم بعواقب العيشة العالميَّة مثل هذا الفصل ومع ذلك يقرأهُ كثيرون كقصَّة غريبة لا تعنيهم البتة. فاشتهيت أن أقدّم بعض ملاحظات عليهِ لإفادة القارئ. أقول:
أولاً- أن الوحي دائمًا يفرض أن الفقراء أقرب إلى ملكوت الله من الأغنياء. وكان ذلك مشكلاً حتى لأتقياء اليهود قبل موت ابن الله وقيامتهِ وإعلانهِ الدعوة السماوية تمامًا. لأن الإنسان دائمًا يظن أن الله لا بدَّ أن يريحأتقياءهُ في معاشهم في الدنيا جزاء لتقواهم ويضايق على الآخرين علامة عد ارتضائهِ فيهم. فأن ظهر الأمر بعكس ذلك تضطرب أفكارهُ. كما نرى في كلام آساف إذ قال: إنما صالح الله لإسرائيل وأنقياء القلب. أما أنا فكادت تزلُّ قدماي لولا قليل لزلقت خطواتي. لأني غرتُ من المتكبرين إذ رأيت سلامة الأشرار. لأنهُ ليست في موتهم شدائد وجسمهم سمين. ليسوا في تعب الناس ومع البشر لا يُصابون. لذلك تقلَّدوا الكبرياء، لبسوا كثوب ظلمهم، جحظت عيونهم من الشحم، جازوا تصوُّرات القلب، يستهزئون ويتكلمون بالشر ظلمًا من العلاء يتكلمون. جعلوا أفواههم في السماء وألسنتهم تتمشى في الأرض. لذلك يرجع شعبهُ إلى هنا وكمياه مروية يمتصُّون منهم. وقالوا كيف يعلم الله وهل عند العلي معرفة؟ هوذا هؤلاء هم الأشرار ومستريحين إلى الدهر يكثرون ثروة. حقًا قد زكيتُ قلبي باطلاً وغسلت بالنقاوة يديَّ. وكنت مصابًا اليوم كلهُ وتأدَّبتُ كل صباح. لو قلت: أحدث هكذا؟ لغدرت بجيل بنيك. فلما قصدت معرفة هذا إذا هو تعب في عينيَّ. حتى دخلت مقادس الله وانتبهت إلى آخرتهم. حقًّا في مزالق جعلتهم. اسقتهم إلى البوار. كيف صاروا للخراب بغتةً؟ اضمحلوا فنوا من الدواهي. كحلم عند التيقُّظ ياربّ عند التيقظ تحتقر خيالهم (زمور 1:72-20). فلم يقدر آساف التقي أن يحلَّ هذا المُشكل من جهة سلامة الأشرار ونجاحهم في العالم وضيقات الأتقياء حتى دخل مقادس الله يعني أقترب إلى الله وانتبه إلى آخرتهم وحينئذٍ انكشف لهُ شيءٌ من الحقائق الخطيرة المتضمنة في كلام الرَّبِّ الذي نحن الآن في صددهِ. فلما أُعلن لهُ نور من العالم غير المنظور فهم أنهُ حسن لهُ أن يقترب إلى الله ويحتمل خفَّة الضيقة الوقتية متيقنًا أن الرَّبَّ برأيهِ يهديهِ وبعد إلى مجدٍ يأخذهُ. وأما المستريحون في الدنيا فأرجلهم واقفة على المزالق تزلُّ بغتةً فيسقطون في الهاوية لأنهُ لا بدَّ أن البعداء عن الله يبيدون. فمن الضرورة كانت معرفة هذا المُشكل صعبة على المؤمنين القدماء فلم يزل تلاميذ المسيح يستصعبونهُ حتى بعد موت سيدهم وارتفاعهِ إلى المجد. وحلول الروح القدس عليهم فحينئذٍ عرفوا دعوتهم وتعلموا أن يفتخروا في الضيق نصيبهم المعهود عالمين أن الضيق ينشيء صبرًا والصبر تزكية والتزكية رجاء. معلوم أن كثيرين من الفقراء يعيشون غير تائبين ويهلكون وأيضًا أن نعمة الله تفتقد بعض الأغنياء وتخلّصهم ولكنها تغنيهم بالغنى الحقيقي، وتعلّمهم بطلان غنى هذا الدهر وتجعلهم متواضعين. لأن الإيمان المسيحي يرفع المؤمن المُتضع ويضع المؤمن الغني ليجعلهما متساويين قدام الله. كما قال: يعقوب وليفتخر الأخ المُتضع بارتفاعهِ وأما الغني فباتضاعهِ، لأنهُ كزهر العشب يزول. لأن الشمس أشرقت بالحرّ فيبَّست العشب فسقط زهرهُ وفنيَّ جمال منظرهِ. هكذا يذبل الغني أيضًا في طرقهِ (يعقوب 9:1، 10). لا شك بأن الغنى فخ كبير لقلوب المتكلين عليهِ غير أننا نرى أوقاتًا كثيرة أن الغني العاملة فيهِ نعمة الله يتواضع أكثر من غيرهِ لأنهُ قد أختبر حالة الغنى وعرف أنها لا تقدر أن تريح نفسهُ بل بالعكس كلما زاد المال زاد الهُّم والقلق وذاق أيضًا الموهبة السماوية وربما يميز الفرق العظيم بينهما أكثر من الأخ الفقير.
ثانيًا- انتسابنا إلى أناس أتقياء لا يخلّصنا من الهلاك ولا يخفف عذابنا في الجحيم إذا هلكنا. قال يوحنا المعمدان لليهود: ولا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا إبراهيم أبًا. لأنهم اعتمدوا على نسبتهم لإبراهيم ظانين أنها تكفي لخلاصهم وأن لم يتوبوا ولا عملوا مثل إبراهيم كما أننا نرى كثيرين من النصارى متكلين على شفاعة مريم العذراء وصلوات القديسين. إلى خلاف ذلك من الأوهام الباطلة التي ليس لها أدنى أساس في كلمة الله . ربما لا يذكر في الكتاب المقدس مؤمن آخر ممدوحًا ومكرَّمًا عند الله مثل إبراهيم وكان يصلّي لأجل الناس مدة حياتهِ وكانت صلواتهُ مقبولة حتى لما توسَّل إلى الله لأجل أهل سدوم وعمورة استجاب الله طلبهُ ولم يتقدم في طريقهِ لخراب مدنهم حتى بعد ما كفَّ إبراهيم عن أن يطلب العفو عنهم. وأما هنا فنرى إنسانًا إسرائيليًا يقدّم لهُ طلبتين بعد الموت ولم يشأ أن يجيبهُ ولا استطاع على ذلك لو شاء. ولاحظ جيدًا أن الغني قدَّم الطلبة الأولى لأجل نفسهِ ليس لخلاصهِ من العذاب بل تخفيفهُ فقط، ولكنهُ لم يقدر أن ينال حتى تبريد لسانهِ قليلاً. وأما الثانية فقدَّمها لأجل أخوتهِ الأحياء فرُفضت تلك أيضًا. فإذًا القديسون حتى أشهرهم لا يستطيعون أن يساعدوا لا الموتى ولا الأحياء. لأن الله قد ختم حكم الهالكين ولا يوجد موضع للشفاعة فيهم وأما الأحياء فينذرهم بكلمتهِ أن يتوبوا ويهربوا من الغضب الآتي.

ثالثًا- عذاب الهالكين هو مؤبدٌ. قد ذهب في أيامنا جمهور عظيم من النصارى إلى نكران أبديَّة القصاص في الجحيم وهم من المعروفين كإنجيليين وليسوا من الطقسيين. وقد قوي هذا الكفر وأمتدَّ إلى كل الجهات حتى يندر وجود طائفة من طوائفهم العديدة إلاَّ يوجد جانب من قسوسها ومعّميها يستخفُّون بدوام عذاب الأشرار إلى الأبد، زعمهم الفاسد أن ذلك لا يطابق جودة الله ومحبتهُ. وإن اعترضت عليهم بشهادات صريحة من كلام الله يحرفونها ويفسرونها بالاعوجاج لكي يخلصوا من معانيها البينة. يقولون مثلاً عن قصة الغني أنها من التشبيهات اليهوديَّة التي شاء المسيح أن يستعملها باعتبار أفكار اليهود بدون أن يصادق عليها كشيء حقيقي. حقًّا إذا صار مرشدو النصارى عالميين ومشغوفين في العلوم الكاذبة الاسم لا توجد ضلالة إلاَّ يمكن أن يسقطوا فيها. نعلم أن الطقسيين قد أخطأوا بإضافة طقوس بشرية وخرافات لأحدَّ لها إلى التعليم المسيحي بدون أن ينكروا صريحًا شيئًا من التعاليم الأساسية كلاهوت المسيح ومجد ذاتهِ وموتهُ والوحي والعقاب الأبدي إلى خلاف ذلك من الحقائق الجوهرية التي إذا أُنكرت واحدة منها هُدم أساس إيماننا وأما كثيرون من الذين أنعم عليهم الله بنور أزيد من مدة سنين كثيرة فلم يثبتوا في نورهم بل أخذوا يتركون كلمة الله شيئًا فشيئًا وينصُّبون وراء العلوم والفلسفة وقد فتحوا الباب لإبليس فدخل في وسطهم وصار يحملهم إلى كل نوع من الكفر ومنهُ نكران أبديَّة العقاب. فأرجوا أن القارئ لا يصغي بتةً لمن يأتيهِ بتعليم في شأن هذا الموضوع خلاف ما تعلّمنا إياهُ كلمة الله الذي تسلمناهُ من أباءنا وجدودنا المسيحيين الذين علَّمونا بالحق من جهة القصاص المؤبد. معلوم أن البعض من معلّمي الكنيسة في الجيل الرابع تورَّط في فلسفة الوثنيين وقد أشار إلى إمكانية انتهاء عذاب الهالكين جميعًا حتى الأبالسة أيضًا، ولكن ذلك الرأي لم يكن مقبولاً ولا ابتدأ ينتشر بين النصارى كثيرًا قبل أيامنا هذه المتصفة بالانتفاخ العقلي وقلَّة الخوف من الله والتهاون بكلمتهِ. كل من يطالع كلام الله بقصد أن يتعلم أفكارهُ تعالى لا يقدر أن يرتاب بتةً في هذا الموضوع العظيم. وأما من جهة كلام الرَّبِّ عن حالة الغني بعد موتهِ فلا يوجد أقل أشارة إلى أنهُ تشبيه يهودي لا أصل لهُ في الحقيقة بل نراهُ خلاف ذلك تمامًا كما قلتُ آنفًا لأن اليهود لم يقدروا أن يتصوروا شيئًا مثلهُ. كانت أفكارهم مختلفة عن أعلانات المسيح. وعدا ذلك كلامهُ هنا يطابق تعليمهُ في المواضع الأخرى في أبديَّة القصاص وعدم الرجاء للهالكين. انظر أحد أقوالهِ التي كان يكررها مرَّات عديدة. ونُطرح في جهنُّم النار حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفأُ (مرقس 48:9). هذا ما عدا شهادات أخرى كثيرة جدًا (انظر رؤيا 9:14-11؛ 15:20؛ 8:21).

أخيرًا نرى أن عذاب الهالكين يبتدىُّ حالاً بعد موتهم. وإن قيل: كيف يمكن للأرواح أن تتعذب بعذاب يعبَّر عنهُ بالهيب والعطش الشديد؟ أقول توجد أمور كثيرة لا نفهمها كما هي لأننا لم نختبرها. وأطلب أن الله لا يسمح بأن نختبر عذاب أرواح الهالكين حتى قبل قيامة أجسادهم. لا يقدر أحد أن يقول أن ذلك مستحيل! نعلم أن الملائكة الأشرار أرواح ومع ذلك العذاب بالنار الأبديَّة لهم (بطرس الثانية 4:2؛ يهوذا 6؛ رؤيا 10:20) حتى أنهُ قيل في (مَتَّى 41:25) أن النار الأبديَّة معدَّة لإبليس وملائكتهِ فلا عجب إًّا أن كانت تعذَّب أرواح الأشرار قبل قيامة أجسادهم. فالأليق بنا جميعًا أن نصرف وقتنا باعتراضات وسؤالات فلسفيَّة لا نفع فيها لأنها ناتجة من جهالتنا وعدم اختبارنا لأن الفيلسوف والفلاح على حدّ سواء من جهة المعرفة في كيفية حالة الأرواح بعد الموت غير أن الفيلسوف يحب أن يتفلسف قليلاً في ما لا يفهمهُ. فيختم الرَّبُّ هذا الإصحاح بأشارة إلى عظم شأن كلمة الله بالقول: إن كانوا لا يسمعون من موسى والأنبياء ولا إن قام واحد من الأموات، ولكنهم لم يصدّقوا ولا تابوا كأمة بل استمرُّوا في عدم إيمانهم وهلكوا. لا يمكن خلاص الناس البالغين إلاَّ بالإيمان. والإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله (رومية 17:10). لو فرضنا أن جميع القديسين في الكون اتفقوا في الصلاة لأجل نفس واحدة من الهالكين فلا يقدرون ولا على تبريد لسانهِ دقيقة واحدة. بغضّ النظر الآن عن إخراجها من العذاب. نعم، أيُّها القارئ العزيز، هوذا الآن وقت مقبول، هوذا الآن يوم الخلاص. فإذا كنت غير تائب أطلب إليك أن تتوب الآن وأنت سامع كلمة الله وتقوم كالابن الضال وتذهب إلى أبيك، لا تتأخر، ولا تسم لصوت العدو الذي يخدعك بأوهام الناس الباطلة أنهُ يمكن لك أن تعيش لنفسك ومع ذلك تخلص من جهنم النار لأن العيشة النفسانية تنتهي بالنار الأبدية. ولا يفرق الأمر معك كثيرًا إن كنت من الأغنياء أو من الفقراء لأن التوبة واجبة على الجميع وجهنم واسعة الطرفين تسع جميع الذين يموتون بدون توبة. وأطلب إليك أن تتأمل في العذاب المذكور في هذا الفصل، وتهرب منهُ قبل أن تسقط فيهِ بغتةً. قد انقطع الرجاء عن الهالكين كما رأينا فأن الغني لم يطلب الخلاص بحيث عرف جيدًا أن ذلك غير ممكن وإنما طلب معروفًا أصغر ما يكون ولم يقدر أن ينالهُ. تأمَّل أيضًا في جواب إبراهيم لهُ إذ قال: يا ابني أذكر، نعم، الهالكون سيذكرون حياتهم على الأرض ومراجعتهم إياها تزيد عذابهم فأنها تكون كدود لا يموت يستمرُّ إلى الأبد يرعى في ضمائرهم فأنهم يتعذبون من الداخل ومن الخارج أيضًا. وأنت إذا هلكت ستذكر إلى الأبد كم من المرات طرقت البشارة الحلوة على مسامعك والروح القدس ينبهك قائلاً قم الآن وتعال إلى أقدام فادي الخطاة. وستندم ندامة أبدية على غباوتك التي أظهرتها إذ تغافلت عن خلاص نفسك لما كان باب الخلاص مفتوحًا والمخلص يدعوك مجانًا إلى العشاء العظيم قائلاً: تعالَ لأن كل شيء معدٌّ. آه ما أشدَّ جهالة الإنسان الساقط! إذ يفضّل التمتُّع يومًا واحدًا بالخطية على التمتُّع بالأمجاد الأبديَّة. لا يُخفى أن نُسَخْ كلمة الله قد تكاثرت جدًّا في أيامنا وانتشرت بوفرةٍ كورق شجر الوعر، ومع ذلك كثرت الأضاليل أيضًا خصوصًا الفكر بأننا نقدر أن نخدم الله والمال فصار النصارى متصفين بمحبة العالم ويجتهدون في العيشة الفاخرة ناسين عواقبها في الآخرة.
فأقول لأخوتي الأحباء المستخدمين بكلمة الله ينبغي أن نتذكر دائمًا بأن للناس نفوسًا خالدة وأنهم محتاجون إلى التوبة ومغفرة خطاياهم وأن العذاب المؤبَّد هو لهم أن لم يتوبوا الآن في الوقت المقبول فلذلك يجب علينا أن نناديهم بالتوبة لله والإيمان بالرَّبِّ يسوع المسيح لكي ينجوا من العذاب الأبدي. يجب أن نخبرهم بمحبة الله المثلَّث الأقانيم كما ورد في (إصحاح 15) ولكن ينبغي أن نرعبهم أيضًا من الغضب الآتي لأن الرب الذي أعطانا الأمثال الجميلة المتضمنة في الإصحاح المشار إليهِ أعطانا الإصحاح 16) أيضًا مع إنذاراتهِ المخيفة. أن اقتصرنا على موضوع المحبة وحدهُ في مواعظنا يكون العمل ضعيفًا في ضمائر السامعين لأن الله قد رتب موضعًا للخوف في قلب الإنسان فيجب أن نخيفهم ونشهد لهم لكي لا يعيشوا كالغني المذكور ثمَّ يرافقونهُ في جهنم إلى الأبد. قال يهوذا: وأرحموا البعض مميّزين، وخلّصوا البعض بالخوف مختطفين من النار مبغضين حتى الثوب المدنَّس من الجسد (يهوذا 22، 23).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sun
مراقب عام
مراقب عام
sun


الجنس : انثى تاريخ الميلاد : 03/11/1932
البد : تفسير إنجيل لوقا الأصحاح السادس عشر..... Empty
الشفيع : تفسير إنجيل لوقا الأصحاح السادس عشر..... Kel09220zd7
الموود : تفسير إنجيل لوقا الأصحاح السادس عشر..... Empty

تفسير إنجيل لوقا الأصحاح السادس عشر..... Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير إنجيل لوقا الأصحاح السادس عشر.....   تفسير إنجيل لوقا الأصحاح السادس عشر..... Icon_minitimeالإثنين يناير 29, 2007 1:00 am

جميل يا سويت

تسلم ايدك
بس على فكره عنيه وجعتنى جدا
ربنا يسمحك
هههههههههههههه
وديما للامام
🎅 🎅 🎅 🎅 🎅
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




تفسير إنجيل لوقا الأصحاح السادس عشر..... Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير إنجيل لوقا الأصحاح السادس عشر.....   تفسير إنجيل لوقا الأصحاح السادس عشر..... Icon_minitimeالإثنين يناير 29, 2007 6:26 pm

شكراً على مرورك ....
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
بصي النظرات بقى على حسابي......
ولازم تعلميه بالموس قبل
القرائة.
على كلن شكرا لك
و لتشجيعك لاخواتك
..........................................
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير إنجيل لوقا الأصحاح السادس عشر.....
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير إنجيل لوقا الأصحاح السادس...
» تفسير إنجيل لوقا الأصحاح الأول .
» تفسير إنجيل لوقا الأصحاح السابع عشر...
» تفسير إنجيل لوقا الأصحاح الثاني ...
» تفسير إنجيل لوقا الأصحاح الثامن عشر...

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
.::.Jesus Lovers Forum .::. منتدى محب المسيح .::. :: القسم الدينى المسيحى :: قسم شرح الاناجيل المقدسة والرسائل-
انتقل الى: