فمال الظلم هو المال على وجه الإطلاق وتسمى هكذا باعتبار خيانة الإنسان كوكيل فبالحقيقة ليس لهُ حق بشيءهنا. ليس المقصد المال المحصَّل بطرق غير جائزة بل المال مطلقًا وكوننا تلاميذ المسيح لا يغير صفات المال نفسهِ لأنهُ قد صار الآن كأموال الغني من بعد سوء تصرُّف وكيلهِ إذ بقيت إلى حين تحت يد الخائن قبل أجراء الحكم بعزلهِ. فإذا أتفق بعناية الله أن شيئًا منهُ تحت يدنا فعلينا أن نعرف حقيقتهُ ونستعملهُ بالحكمة نظرًا إلى المستقبل. وقولهُ: إذا فنيتم يعني إذا أُجريّ الحكم بعزلكم عن الوكالة كأناس عائشين في العالم. ثم قولهُ يقبلونكم في المظالّ الأبدية.أقول :
أولاً- أن المرجح أنهُ بمعنى تُقبلون أو يكون لكم القبول لأنهُ معلوم عند الذين يقدرون أن يقرأوا إنجيل لوقا باللغة اليونانية أنهُ يستعمل اصطلاحًا كهذا عدَّة مرار (انظر إصحاح 38:6) حيث يستعمل لفظة يعطون بمعنى تُعطون أو يعطي لكم. وقد استعمل هذا الاصطلاح في مواضع أخرى. فيجوز لنا أن نقرأ هذه الجملة. حتى إذا فنيتم تُقبلون أو يكون لكم القبول في المظالّ الأبدية. فتكون حينئذٍ الإشارة إلى القبول ذاتهِ لا إلى الذين يقبلونهم.
ثانيًا- إذا قرأنا الجملة كما هي يقتضي أن نجد ما يعود إليهِ فاعل يقبلونكم. فيكون الضمير عائدًا إلى أصدقاء فيعني الذين يُصيرهم التلاميذ أصدقائهم بأعمال الرحمة كالمديونين الذين ترفَّق بهم وكيل الظلم المذكور آنفًا
ثالثًا- من هم الأصدقاء: أقول أن الوحي دائمًا يفرض علينا أن نصنع الصدقة للفقراء والمحتاجين. راجع قولهُ: إذا صنعت غداء أو عشاء فلا تدعُ أصدقائك ولا أخوتك ولا أقربائك ولا الجيران الأغنياء لئلا يدعوك هم أيضًا فتكون لك مكافأةٌ. بل صنعت ضيافةً فأدعُ المساكين الجدع العرج العمي. فيكون لك الطوبى إذ ليس لهم أن يكافئوك. لأنك تكافي في قيامة الأبرار (إصحاح 12:14-14)، وأيضًا بيعوا ما لكم وأعطوا صدقةً. أعملوا أكياسًا لا تفنى وكنزًا لا ينفد في السماوات حيث لا يقرب سارق ولا ينبلي سوس (إصحاح 33:12). ولكن هذه من المسائل الواضحة فأنهُ معلوم عند الجميع أن الصدقة هي لأجل الفقراء. ونرى أيضًا أن الرَّبَّ يفرض أن الذين نحسن إليهم هم من أهل الإيمان ويسبقوننا إلى الراحة الأبدية كما قيل: فإذًا حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع ولا سيما لأهل الإيمان (غلاطية 10:6).
رابعًا- كيف يمكن لأمثال هؤلاء إذا فرضنا أنهم سبقونا إلى المظالّ الأبدية أن يقبلونا. فأقول: أن القبول بمعنى الترحيب أو السرور بدخولنا ولا يعني قبولاً رسميًّا كأنهم أصحاب المظالّ الأبدية، ويفتحون أبوابها لنا إكراهًا للصدقة التي نالوها من أيدينا. فلا حاجة لي أن أقول للقارئ المسيحي: أن لا شيء من أعمالنا يؤهلنا للدخول إلى السماء. وأما الصدقة فهي من أنواع الخدمة التي نمارسها هنا لمجد الرَّبِّ الذي اشترانا بدمهِ (انظر رومية 6:12-13)، حيث العطاء والرحمة والاشتراك في احتياجات القديسين مذكورة مع المواهب المختلفة المعطاة لنا فإنما نستعملها بنعمة الله لمجدهِ الذي سيجازينا عليها في وقت الجزاء. فمن أعطى صدقة حتى كأس ماء بارد لأحد التلاميذ أخوتهِ لا يضيع أجرهُ.
خامسًا- الوحي في عدَّة أماكن يشير إلى الحقيقة المفرحة أن النسبة المتبادلة بين الخادم والمخدوم تبقى معروفة بينهما في المستقبل كما هي الآن لأن جوهرها المحبة، والمحبة لا تسقط أبدًا (كورنثوس الأولى 8:13). وكان الرسول ينتظر أن يواجه عند مجيء الرَّبَّ الذين خدمهم على الأرض وتكون النسبة بينهم معروفة وسببًا للفرح المتبادل (تسالونيكي الأولى 19:2). وليس ذلك فقط بل أقول أيضًا أننا لا نعرف الآن إلاَّ مقدارًا جزئيَّا من ثم خدمتنا فأننا نساعد كثيرين بطرق متنوعة ولا توجد معرفة شخصية بينهم وبيننا، ولكن كل شيء سيظهر فيما بعد أمام المسيح الذي هو مصدر كل موهبة صالحة لزيادة أفراح مفدييهِ. وأما الموضوع الخصوصي المتضمن في العدد الذي نحن في صددهِ الآن، فهو وجوب عمل الصدقة مع تلاميذ المسيح مدة رفضهِ من العالم وتصرُّفهم بالحكمة في القسم من مال الظلم الذي أصابهم بعناية الله. غير أنهُ سبق ونادى بأن حكمتهم في ذلك أقل مما يظهرهُ أبناء هذا الدهر. وربما يندر وجود مسيحي قد تعلَّم حقيقة المال الترابي وفعل بهِ بالحكمة كمن عرف أن الحكم بعزلهِ عن الوكالة قد صدر.
10 اَلأَمِينُ فِي الْقَلِيلِ أَمِينٌ أَيْضًا فِي الْكَثِيرِ، وَالظَّالِمُ فِي الْقَلِيلِ ظَالِمٌ أَيْضًا فِي الْكَثِيرِ. 11 فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ فِي مَالِ الظُّلْمِ، فَمَنْ يَأْتَمِنُكُمْ عَلَى الْحَقِّ؟ 12 وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ فِي مَا هُوَ لِلْغَيْرِ، فَمَنْ يُعْطِيكُمْ مَا هُوَ لَكُمْ؟ 13 لاَ يَقْدِرُ خَادِمٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ». (عدد 10-13).
معلوم أن للمال موضعًا واسعًا جدًّا في قلوب البشر، فلذلك الرَّبُّ يكثر التعليمات والإنذارات لنا من جهة هذا الموضوع مع أنهُ لم يكن من الأمور اللائقة بورثة المجد أنهم يميلون إلى تعليق قلوبهم بما هو على الأرض بعد تأكيدهم أن لهم نصيبًا في السماء، ولكنهُ لا يُخفى أننا جميعًا في تجربة شديدة أن نطمع في ازدياد مالنا ونترك تعليم الوحي على جانبٍ كشيء لا يعيننا. الأمين في القليل. القليل هنا عبارة عن المال والكثير يعني البركات الروحيَّة. فالتلميذ الذي يسيءُ العمل في الشيء القليل يفعل هكذا أيضًا في الأمور الروحيَّة. وهذه من الحقائق المعروفة عند الجميع فأنهُ لا يمكن لمسيحي علمي أن ينجح روحيَّا. فأن لم تكونوا أمناء في مال الظلم فمن يأتمنكم على الحق. هذا تفسير لكلامهِ السابق. محبة المال تعمي أعيننا حتى لا نقدر أن نميز الحق المُعلن لنا في كلمة الله بل تقسي قلوبنا أيضًا حتى لا نريدهُ ولو ميَّزناهُ وهذا مفهوم جيدًا لأن محبة العالم هي أكبر عائق بين المسيحيين يمنعهم عن الخضوع لأقوال سيدهم الصافية ونراهم في أيامنا من كبيرهم إلى صغيرهم يركضون وراء جمع المال كأن الله لم يحكم بعزلهم بأقرب وقت عن الوكالة في هذه الأمور الدنيوية. فكان الواجب عليهم أن يصرفوا وقتهم لا يجمع المال بل يصرف ما عندهم لمجد اسم سيدهم. أوصِ الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبروا ولا يلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى بل على الله الحي الذي يمنحنا كل شيء بغنىً للتمتع. وأن يصنعوا صلاحًا، وأن يكونوا أغنياء في أعمال صالحة، وأن يكونوا أسخياء في العطاء كرماء في التوزيع مذَّخرين لأنفسهم أساسًا حسنًا للمستقبل لكي يمسكوا بالحياة الأبدية (تيموثاوس الأولى 17:6-19). وأن لم تكونوا أمناء في ما هو للغير فمن يعطيكم ما هو لكم. فما أحلى تعبير الرَّبِّ عن المال هنا بقولهِ ما هو للغير لأنهُ ليس مما يخصُّ تلاميذهُ مطلقًا، فأنهُ قد باركهم بكل بركة سماوية، وأوجب عليهم أن يجدُّوا في التمتُّع بها الآن بمساعدة الروح القدس الذي لم يحلَّ عليهم ليساعدهم في جمع المال والعيشة بالرفاهية. كان المال لآدم مرَّةً ثمَّ أُولم إلى إسرائيل على شرط أنهم يكونوا أمناء فيهِ ولكنهُ تبرهن أنهم غير أمناء وخرج الحكم بعزلهم. وأما في مدة الملكوت فيكون لإسرائيل أو بالأحرى للمسيح كملك إذ يملك بأمانةٍ على الأرض، وما فيها خلاف الإنسان الأول. وفي أثناء انتظارنا إياهُ لا يجوز أن نمسَّ شيئًا هنا كأنهُ لنا بل ننظر إليهِ كشيء قد نُزع من أيدينا بحكم الله، فإذا سمح بأن قسمًا منهُ يكون تحت يدنا نتصرف فيهِ بطريق يبرهن للجميع أن قلوبنا في السماء لا على الأرض. وهكذا كان تيموثاوس يوصي المسيحيين الأغنياء بخدمتهِ. فإذا فعلوا هكذا يزدادون روحيًّا، ويصيرون أغنياء في الإيمان ويزرعون زرعًا حسنًا يحصدون أثمارهُ في الحياة الأبدية. فأن سئُل: فإذًا لمن المال الآن إن كان ليس لتلاميذ المسيح وهو نفسهُ لم يمتلكهُ فعلاً والإنسان الأول قد عُزل بحكم الله عليهِ لأجل خيانتهِ. فأجيب وأقول: أن الحكم قد صدر ولكنهُ لم يجر فعلاً بعد وأما أبناء هذا الدهر فلم يعرفوا ذلك ولا يقبلونهُ ولو عرفوهُ فأنهم يحسبون العالم لهم وسوف يجتمعون ليصنعوا حربًا مع الخروف بقصد أن يمنعوهُ عن امتلاك ميراثهِ فكأن العالم تحت الدعوى أو المرافعة الآن مع أننا نعلم أن ليس لأبناءهِ حقٌ فيهِ فلذلك نتصرف باعتبار حقيقة الحال منتظرين حضور الوارث أو الوكيل الحقيقي. منقلبًا منقلبًا منقلبًا أجعلهُ هذا أيضًا لا يكون حتى يأتي الذي لهُ الحق فأعطيهِ إياهُ (حزقيال 27:21). فينبغي أن نذكر دائمًا أن المال ليس لنا فإذا وُجد مقدار منهُ في أيدينا نتصرف فيهِ كوديعة قد وُضعت عندنا للحفظ أو بالأحرى كقرضة أقرضنا إياها الله كي نعمل فيها لمجدهِ. وإن لم نعمل هكذا فإنما تصير فخًّا لنفوسنا وتمنعنا عن الحصول على ما هو لنا كقولهِ: فمن يعطيكم ما هو لكم. فأننا ننمو في الحياة الروحيَّة ونتمتع ببركاتنا الخاصة على قدر ما ننظر إلى المال كشيء للغير ولا نعلّق قلوبنا بهِ. لا يقدر خادم أن يخدم سيدين… إلخ. إذا أحببنا المال نستعبد لهُ وأية عبوديَّة. فإذًا ينبغي أن نختار بين العبودية لهُ وبين الخضوع للرَّبِّ يسوع، لأن خدمة سيدين في وقت واحد مستحيلة. فلا نقدر أن نخدم الله والمال.
14:وَكَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ أَيْضًا يَسْمَعُونَ هذَا كُلَّهُ، وَهُمْ مُحِبُّونَ لِلْمَالِ، فَاسْتَهْزَأُوا بِهِ. 15 فَقَالَ لَهُمْ:«أَنْتُمُ الَّذِينَ تُبَرِّرُونَ أَنْفُسَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ! وَلكِنَّ اللهَ يَعْرِفُ قُلُوبَكُمْ. إِنَّ الْمُسْتَعْلِيَ عِنْدَ النَّاسِ هُوَ رِجْسٌ قُدَّامَ اللهِ. (عدد 14، 15).
لاحظ أن التعليم السابق كان للتلاميذ خصوصًا، ولكن الفريسيين سمعوهُ ولا عجب من رفضهم إياهُ لأن محبة المال كانت قد استولت عليهم تمامًا مع أنهم تظاهروا بأعظم تقوى قدام الناس، ولكن وا آسفاه عليهم! ماذا ينفعهم هذا الرياء أمام الله الذي يعرف القلوب. أن المُستعلي عند الناس هو رجس قدام الله. فصارت مضادَّة كليَّة بين أفكار الناس وأفكار الله من جهة المال حيث أنهم يستعملونهُ ويبذلون كل جهدهم في حفظ ما عندهم والحصول على أكثر وأما الله فيحسبهُ رجسًا ويعلّم أولادهُ أن يحسبوهُ هكذا أيضًا.
16: «كَانَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ إِلَى يُوحَنَّا. وَمِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ يُبَشَّرُ بِمَلَكُوتِ اللهِ، وَكُلُّ وَاحِدٍ يَغْتَصِبُ نَفْسَهُ إِلَيْهِ. 17 وَلكِنَّ زَوَالَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ تَسْقُطَ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ. 18 كُلُّ مَنْ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ وَيَتَزَوَّجُ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَكُلُّ مَنْ يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ مِنْ رَجُل يَزْنِي. (عدد 16-18.
يرجع المسيح هنا إلى الموضع الذي سبق وتكلم عنهُ كثيرًا أعني الفرق بين النظامين القديم والجديد ويعبّر عن الأول بالناموس والأنبياء. ومن المعلوم أن ذلك بقى موجبًا على اليهود حتى زمان خدمة يوحنا المعمدان الذي نادى بأنهُ عتيد عن قريب أن يُبطل ويُبدل بنظام آخر ينشئهُ لهم المسيح المنتظر. ومن ذلك الوقت يبشَّر بملكوت الله وكل واحد يغتصب نفسهُ إليهِ. فالبشارة بالملكوت لم تقع موقع القبول عند رؤساء النظام الأول إذ تعصُّبهم بطقوسهِ أعطاهم نفوذًا وشرفًا عند الشعب وملأ أكياسهم من الدراهم وجعلهم يمشون بالطيالسة ويسكنون في بيوت فاخرة فلا يمكن أن يسرُّوا بتعليم المسيح الذي يحسب ذلك كلهُ رياء ممقوتًا ورجسًا قدام الله. فإذًا كل من انتبه وقصد أن يقبل تعليم المسيح، ويدخل ملكوتهُ ألتزم أن يدخل رغمًا عن أولئك الرؤساء المرائين. لا يُخفى أنهُ من أصعب الأمور للإنسان أن يترك نظامًا دينيًا معتبرًا لا سيما إذا كان معاشه وشرفه وراحتهُ في العالم متعلقة بهِ. فيقبل بكل سرعةٍ حججًا باطلة وبراهين واهنة لكي يبرر نفسهُ بها ويعيش بحسب شهوات قلبهِ. ولكن زوال السماء والأرض أيسر من أن تزول نقطة واحدة من الناموس. كان الناموس من الله والمسيح لم يأتِ ليناقضهُ لأنهُ تضمَّن النبوات والرموز التي دلَّت عليهِ أنهُ يأتي ويقيم عهدًا جديدًا ليس كالعهد الأول وكان يجب على رؤساء إسرائيل أن يفهموا ذلك، ولكنهم استعملوا ما عندهم سؤ الاستعمال لكي يبرهنوا بهِ وجوب رفض الجديد لأنهُ خالف أفكارهم الفاسدة التي اسندوها إلى العتيق. ولكن نقطة واحدة من أقوال الله المتضمنة في الناموس لا تزول لأن كلامهُ كلهُ أثبت من السماء والأرض. كل من يطلق امرأتهُ… إلخ. راجع (مَتَّى 32:5؛ 9:19) ومواضع أخرى حيث نرى أن الرَّبَّ تكلم كثيرًا عن هذا الموضوع وأبطل تعليم الناموسيين الذين سهَّلوا أمر الطلاق وأوضح لهم مباديهُ الصريحة في شأن الزواج وما يجب على المتزوجين بحيث لا توجد إلاَّ علَّة واحدة تجيز الطلاق وهي الزنا. ولكني لا أقدر أن أشرح على هذا الموضوع هنا لأن الرَّبَّ إنما يذكرهُ في سياق الكلام مع محبة المال التي هي موضوعهُ الخصوصي. ونرى أن الوحي غالبًا يقرن محبة المال مع عبادة الأصنام والزنا وبعض الخطايا الأخرى القبيحة. أننا نعلم أن التجربة قريبة من الجميع ولا يقدر المسيحي الفقير أن يثبت إلاَّ بنعمة الله، ولكن مع ذلك الأبواب للتجربة للغني أكثر مما للفقير لكونهِ مرتاحًا وشبعانًا في عيشتهِ أكثر من غيرهِ. على أنهُ يجب علينا جميعًا في كل حين أن نصلي قائلين: ولا تدخلنا في تجربةٍ بل نجّنا من الشرير
19: «كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ وَكَانَ يَلْبَسُ الأَرْجُوانَ وَالْبَزَّ وَهُوَ يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ مُتَرَفِّهًا. 20 وَكَانَ مِسْكِينٌ اسْمُهُ لِعَازَرُ، الَّذِي طُرِحَ عِنْدَ بَابِهِ مَضْرُوبًا بِالْقُرُوحِ، 21 وَيَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الْفُتَاتِ السَّاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الْغَنِيِّ، بَلْ كَانَتِ الْكِلاَبُ تَأْتِي وَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ. 22 فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضًا وَدُفِنَ. (عدد 19-22).