قد وصلنا إلى هذا الإصحاح الجميل الذي قد اتخذهُ المُبشرون كموضع لخطبهم للخطاة أكثر من كل ما سواهُ من عبارات الإنجيل لكونهِ إعلانًا صريحًا لمحبة الله المُثلَّث الأقانيم نحو الخطاة من الجنس البشري الساقط. ونرى أن الرب يسوع نفسهُ فرحان بهذا الموضوع فإنهُ مُتقدم في طريقهِ إلى الصليب حيث برهن حقيقة المحبة الإلهية برهانًا جليًّا لا يمكن أن يوجد أقوى منهُ نعم وقد وضع بموتهِ أساسًا لتخصيص هذه المحبة لنفوسنا بطريق الحق والعدل. طالما تعب في إسرائيل وهو يدعوهم إلى التوبة ولم يكن لدعوتهِ اللطيفة من فعل فيهم إلاَّ في الذين لم يكن عندهم شيءٌ من البرّ الذاتي ليفتخروا بهِ. كان قد دخل إلى بيت الفريسي وخرج منهُ أيضًا ولم يجد شيئًا يسرُّهُ فإنهُ كان صورة هذا العالم المشحون من الكبرياء وحبّ الذات ولم يقدر أن يُسرَّ بالجموع أيضًا المُترافقين معهُ في الطريق لأنهم قليلو الفكر وسريعو التقلُّب ولكنهُ يرتفع في هذا الإصحاح الجميل فوق كبرياء الفريسيين وجهالة الجموع إذ يُقدّم ثلاثة أمثال ليُعلن بها ما هي المحبة الإلهية وما هو شكل بيت الآب وقلبهِ. لا نقدر أن نذكُر شيئًا جديدًا في شرحنا على مضمون هذا الفصل ولكن مجرَّد مُطالعتهِ ينعش قلوبنا إذ نتأمل في مصدر بركاتنا وأساس رجائنا. تذمر أهل الكبرياء على المسيح لأن كلامهُ لم ينفرهم فقط بل فعل في الخطاة أيضًا واجتذبهم إليهِ فكأن قصدهم أن يوهموا البسطاء بأن تعليم المسيح فاسد لكونهِ قد انتج نتائج كهذه. فكان يمكن لهُ أن يُجاوبهم بعدَّة أجوبة صحيحة تكفي لدحض زعمهم بأن النعمة تؤول إلى الدعارة وتُطمّن الناس بالعيشة في الفجور. انظر جواب الوحي على ذلك في (رومية إصحاح 6) مثلاً ومواضع أخرى كثيرة جدًا حيث نرى إيضاح هذا الموضوع وإيراد الأدلة التي تقنعنا بأن قبول نعمة الله حقيقةً إنما يُغيرنا عن شكلنا القديم ويُصيرنا على شكل آخر. وكان يمكن للرب أن يُبرر نفسهُ وتعليمهُ عن افتراء أخصامهِ قائلاً: أنهُ هو لم يكن يقصد أولئك الخطاة ليُعاشرهم في شرورهم بل هم كانوا يقتربون إليهِ لكي يستفيدوا منهُ وإذا استفاد أحدهم يترك خطاياهُ السالفة ليسلك في الطاعة لله. ولكن من الأمور العجيبة نراهُ يجاوبهم على أسلوب آخر فإنهُ يُدافع عن النعمة هنا لأن خلاص الخطاة يسرُّ الله ويُسبب فرحً في السماء.
فكلَّمهم بهذا المثل قائلاً: أي إنسانٌ منكم لهُ مائة خروف وأضاع واحدًا منها ألا يترك التسعة والتسعين في البرية ويذهب لأجل الضَّال حتى يجدهُ. فيُشير هنا إلى حقيقة بسيطة معروفة جيدًا عندنا وهي محبتنا لما هو لنا واعتناؤنا بخاصتنا إلى هذا المقدار حتى إذا فُقد منهُ شيء كبير أو صغير لا نقدر أن نرتاح فإننا حالاً نهتمُّ بالمفقود ونُبادر إلى التفتيش عليهِ. وإذا وجدهُ يضعهُ على منكبيهِ فرحًا. معلوم أن الفرح من احساسات القلب الإنساني ويأتي غالبًا بعد الحزن ويعظم أيضًا على قدر ما كان الحزن شديدًا قبلهُ. فصاحب الخروف هنا يفرح بوجدان الضال على قدر ما حزن على فُقدانهِ واهتَّم بالتفتيش عليهِ. نرى إنهُ شفوق عليهِ أيضًا فإنهُ يحملهُ راجعًا إلى بيتهِ. ويأتي إلى بيتهِ ويدعو الأصدقاء والجيران قائلاً لهم افرحوا معي لأني وجدت خروفي الضال. بعض الاحساسات كالغمّ الشديد والحزن العميق تحملنا إلى السكوت ربما نكتم أسبابها عن أعزّ أصدقائنا وأما الفرح فبعكس ذلك لأنهُ يحملنا إلى التكلُّم ونذكر أسبابهُ للآخرين بغاية السرور على أمل أنهم يشتركون معنا فيهِ. يُبادر القلب الفرحان لينطق بأفراحهِ. أقول لكم: إنهُ يكون فرحٌ في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين بارًّا لا يحتاجون إلى توبةٍ. ينبغي أن نُلاحظ جيدًا أنهُ لا يوجد في هذا المثل اعتبارٌ كثيرٌ للتسعة والتسعين بارًّا الذين لا يحتاجون إلى توبةٍ. لأن مقصد الرب الخصوصي أن يُعلن حقيقة عظيمة جدًّا أن الله الذي خلقنا والذي ضللنا عنهُ بالخطية قد اهتَّم بنا وإن نكن قد نسيناهُ ويفرح بخلاص نفس واحدة كما يفرح مَنْ وجد المفقود. كان أولئك الفريسيون أبرارًا في أعين أنفسهم فكان ينبغي لهم أن ينتبهوا لقول الرب. أكثر من تسعة وتسعين بارًّا لا يحتاجون إلى توبةٍ لأنهُ لو سلَّمنا أن التوبة ليست لهم فلم تكن خدمة الراعي الحنون لهم ولا اقتران لهم مع فرح السماء. غير أني لا أرى أن الرب يُشير إليهم إشارة صريحة بل إنما يُصور لهم صورة كاملة لِما يُسبب فرحًا في السماء ولكن لو ميَّزوا قوة كلامهِ لفهموا أنهم ليسوا على الحالة التي تُفرح قلب الله الذي يُفتش على الضَّالين ليردَّهم إلى الأفراح السماوية.
7: أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ هكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ. 8 «أَوْ أَيَّةُ امْرَأَةٍ لَهَا عَشْرَةُ دَرَاهِمَ، إِنْ أَضَاعَتْ دِرْهَمًا وَاحِدًا، أَلاَ تُوقِدُ سِرَاجًا وَتَكْنُسُ الْبَيْتَ وَتُفَتِّشُ بِاجْتِهَادٍ حَتَّى تَجِدَهُ؟ 9 وَإِذَا وَجَدَتْهُ تَدْعُو الصَّدِيقَاتِ وَالْجَارَاتِ قَائِلَةً: افْرَحْنَ مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ الدِّرْهَمَ الَّذِي أَضَعْتُهُ. 10 هكَذَا، أَقُولُ لَكُمْ: يَكُونُ فَرَحٌ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ. (عدد 7-10).
أو أيَّة امرأة لها عشرة دراهم إن أضاعت درهمًا واحدًا ألا توقد سراجًا وتكنس البيت وتُفتش باجتهاد حتى تجدهُ الخ. هذا المثل يوضح أيضًا نفس الحقيقة المُتضمنة في ما سبقهُ من جهة الفرح عند وجدان مفقودٍ مع أنهُ يزيد على ذلك بعض حقائق أخرى ستظهر لنا في تخصيص المثلين.
أقول: أولاً- أن الخروف الضَّال والدرهم المفقود عبارة عن العشارين والخطاة أو أي خاطئ كان وبالتبعيَّة عن الجنس البشري الساقط على وجه الإجمال. فالأول يُشير إلينا كضالين والثاني كمفقودين. آدم ترك الله وضلَّ وصار مُتصفًا بجهالة وبلادة الخروف إذا ضلَّ عن صاحبهِ فإنهُ يستمرُّ تائهًا ولا يعرف أن يرجع من نفسهِ. ولكنهُ ثمين أيضًا عند الله كدرهم مع أنهُ لا يعرف ذلك ولا ينتبه إليهِ ما لم يحصل فيهِ عمل إلهي.
ثانيًا- العمل في المثل الأول يُناسب خدمة الإقنوم الثاني الذي تجسَّد وفتَّش على الضالين وأما العمل في الثاني فيُناسب وظيفة الروح القدس الذي يفعل أولاً في هذا العالم كبيت مُظلم ليدخل نور الله فيهِ كشهادة للناس وثانيًا في قلوبنا المُظلمة أيضًا ليُنير جهالتنا. ويعلمنا قيمة نفوسنا. المسيح نفسهُ هو النور لنا ولكننا لا نقدر أن نعرفهُ إن لم يفعل فينا الروح القدس. ومَتَّى جاء ذاك يُبكت العالم على خطيةٍ، وعلى برٍ، وعلى دينونةٍ. (يوحنا 8:16). فهذا العمل لهُ ونراهُ يعمل باجتهادٍ وطول أناة ليبلغ كلام الله لضمائر الخطاة المُتغافلين. نرى في المثل الأول عمل المسيح لأجل بيت إسرائيل الضال بل لأجل الخطاة عمومًا ويفرض بكلامهِ أنهُ يجد الذين يُفتش عليهم لأنهُ لا يقصد أن يعلن لنا حُزنهُ على الذين يدنون منهُ بقلوب مُنسحقة ليسمعوهُ مثل العشارين والخطاة المُشار إليهم في أول الإصحاح وأنهُ يتكلف بحملهم على منكبيهِ ويعمل معهم بالنعمة الكاملة السابق إيضاحها في مثل السامري المُسافر الذي تحنَّن على الرجل الواقع بين لصوص. لأنكم كنتم كخراف ضالة لكنكم رجعتم الآن إلى راعي نفوسكم وأسقفها. (بطرس الأولى 25:2). وأما المثل الثاني فيُرينا عمل التفتيش جاريًا باجتهادٍ إلى أنهُ يحصل المقصود ليس في البراري والقفار على خروف يمكن لهُ بالقليل أن يسمع صوت صاحبهِ من بعيد وينتبه بل أيضًا على شيء بلا عقل ثمين بذاتهِ وقيمتهُ إنما معلومة عند مَنْ أضاعهُ. العمل الأول خارجي وأما الثاني فداخلي في مواضع مُظلمة مثل العالم ومثل قلوبنا أيضًا. وقد سبقت إشارات كثيرة إلى عمل النور إذا أضاء في داخلنا. لا شك بأن كثيرين يتعذبون إلى حين من هذا العمل ثم يرفضونهُ ويهلكون ولكن المقصد هنا إظهار عمل الروح فينا إذا تمَّ وبلغ مُرادهُ.
ثالثًا- قيل في المثل الأول أنهُ هكذا يكون فرحٌ في السماء. وفي الثاني، يكون فرح قُدام ملائكة الله. فالنتيجة أن الفرح لله الآب والابن والروح القدس. ومع أنهُ يُريد أن يُخبر الآخرين بفرحهِ فلا يقول أن الملائكة يفرحون. ولكنهُ بالحقيقة يُخبرنا نحن بفرحهِ كما في هذا الإصحاح لكي نشترك معهُ فيهِ. فيُعاملنا كأصدقاء وجيران لتكون لنا شركة معهُ مع أن فرحهُ أعظم. لا شك بأن الملائكة الأطهار يفرحون أيضًا انظر (إصحاح 13:2، 14) ولكن هذا ليس الموضوع هنا.
11:وَقَالَ:«إِنْسَانٌ كَانَ لَهُ ابْنَانِ. 12 فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيهِ: يَا أَبِي أَعْطِنِي الْقِسْمَ الَّذِي يُصِيبُنِي مِنَ الْمَالِ. فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ. 13 وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ جَمَعَ الابْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ، وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ. 14 فَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ، حَدَثَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ، فَابْتَدَأَ يَحْتَاجُ. 15 فَمَضَى وَالْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْكُورَةِ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ. 16 وَكَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَمْلأَ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ الَّذِي كَانَتِ الْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ. (عدد 11-16).
قد رأينا في المثلين الأولين صورة الإنسان كضال وضائع ومحبة الله حملتهُ للتفتيش عليهِ وأما في هذا المثل فنرى صورة الإنسان الساقط كعاقل ومُذنب وبالغ إلى عواقب ذنوبهِ القصوى ثم محبة الله الظاهرة بقبول التائبين. والابن الأصغر عبارة عن الأُمم بالمُقابلة مع اليهود الذين نقدر أن نعتبرهم كالابن الأكبر من جهة امتيازاتهم مدة النظام العتيق ولكن لما أشرق النور الكامل على الجميع اتضح أنهُ لا يوجد فرق فإن الجميع كانوا قد زاغوا وفسدوا فلذلك الكلام عن الأصغر يُطابق تاريخ الإنسان ويعلن زيغانهُ عن الله وما نتج منهُ. فقال أصغرهما لأبيهِ: يا أبي أعطني القسم الذي يُصيبني من المال فقسم لهما معيشتهُ. انظر. هذا وجدت فقط أن الله صنع الإنسان مُستقيمًا. أما هم فطلبوا اختراعات كثيرة (جامعة 29:7). لما خُلق آدم كان على حالة الصواب كأحد خلائق الله ولكنهُ وضع في الأول على مقام المسئولية لأجل امتحانهِ. وجبل الرب الإله آدم تُرابًا من الأرض ونفخ في أنفهِ نسمة حياة فصار آدم نفسًا حية. وغرس الرب الإله جنَّة في عدن شرقًا ووضع هناك آدم الذي جبلهُ. وأنبت الرب الإله من الأرض كل شجرة شهيَّة للنظر وجيدة للأكل. وشجرة الحياة في وسط الجنّة وشجرة معرفة الخير والشر. (تكوين 7:2-9). فالشجرة الثانية تعلَّقتْ بمسئوليتهِ إذ نهاهُ الله عن أكلهِ لامتحانهِ هل يبقى طائعًا أم لا؟ ترتَّب كل شيء على طريق مُناسب لحفظهِ ولكنهُ فُوض لهُ أن يختار بين الطاعة والمعصية كما نعلم. وبعد أيام ليست بكثيرة جمع الابن الأصغر كل شيء وسافر إلى كورة بعيدة وهناك بَذر مالهُ بعيش مُسرف. وهذا مُختصر تاريخ الإنسان تمامًا فإنهُ استعمل حُريَّة العمل المعطاة لهُ للتعدي على وصية الله والابتعاد عنهُ فصارت الأرض الملعونة بسببهِ ككورة بعيدة حيث يعيش الإنسان الساقط بحسب نظر عينيهِ وشهوات قلبهِ. فلما أنفق كل شيء حدث جوع شديد في تلك الكورة فابتدأ يحتاج. لا يلبث الشفاء أن يلحق الخطأ. العمل بإرادتنا وشهواتنا يظهر حلوًا لنا في الأول ولكن لا بد أن آخرتهُ تكون مُرَّة جدًّا لأن دينونة الله لا تتأخر بل تُسرع لتلحق المُتعدين. افرح أيها الشاب في حداثتك وليُسرَّك قلبك في أيام شبابك واسلك في طريق قلبك وبمرأى عينيك واعلم أنهُ على هذه الأمور كلها يأتي بك الله إلى الدينونة. (جامعة 9:11). فهكذا قد عمل الجنس البشري في وقت شبابهِ ولم يلبث الله أن يُبدئ حكمهُ العادل على هذه الأمور كلها حتى في الوقت الحاضر لأنهُ لعن الأرض حالاً بسبب خطية آدم ثم طردهُ إلى خارج الجنة قصاصًا لهُ حيث يُنبت الشوك الحسك. ويتم هذا أيضًا في حياة كلٍ منا بحيث نصرف وقتنا وننفق قوتنا في هذا العالم مبتعدين عن الله روحيًّا أكثر فأكثر وكلما مضت الأيام تتمسك قلوبنا بأباطيلها أكثر فأكثر إن لم يفتقدنا نور الله ليُرجعنا إلى نفسهِ. فمضى والتصق بواحد من أهل تلك الكورة فأرسلهُ إلى حقولهِ ليرعى خنازير. فلم يمكن لإنسان يهودي أن يتصور إهانة وانحطاطًا أعظم مما يصفهُ الرب بهذا الكلام ولكنهُ وصفٌ صريح لحالة الإنسان بعد السقوط بحيث أنهُ لم يفتكر في الرجوع إلى إلههِ بل عمل كل جهدهِ أن يعيش بلا إله ولو اشتدَّ الجوع في الأرض الملعونة. فإنما انحطَّ انحطاطًا مُتزايدًا إذ كلما عمل في شهواتهِ الشنيعة ازداد شقاؤُهُ. فلم يلبث أن الأرض امتلأت ظُلمًا وفسادًا حتى إن إثم البشر بلغ إلى السماء وجلب عليهم الطوفان وأهلك الجميع. ثم بعد الطوفان تركوا معرفة الله سريعًا وتوغلوا في شهواتهم الردية وعبادة الأصنام المُحرَّمة انظر تاريخهم من هذا القبيل المُتضمن في (رومية 18:1-32) حيث الرسول يذكر ثلاث درجات لتقدُّمهم في الإثم وأن الله عاقبهم حتى الآن إذ أسلمهم.