الأصحاح الثانى عشر
اعتراف داود النبى
عاش داود النبى عاما كاملا مع خطيته لم يبكته ضميره عليها بالرغم من خبراته الروحية القديمة ومعرفته للناموس وعمله كقاض للشعب يحكم بالعدل ، كان محتاجا إلى ناثان ليبكته على عمله ويحفزه على الأعتراف بما أرتكبه .
( 1 ) ناثان يوبخ داود
أرسل الرب ناثان إلى داود ليوقظ ضميره ، فروى له قصة الرجل الغنى الذى أبى أن يذبح إحدى نعاجه لضيفه ، مغتصبا نعجة الفقير الوحيدة الصغيرة التى اقتناها لنفسه ورباها وكبرت معه ومع بنيه جميعا ، أكلت من لقمته وشربت من كأسه ، ونامت فى حضنه وكانت له كأبنة . حمى غضب داود على هذا الغنى المغتصب أخاه الفقير وأصدر حكمه :
" حى هو الرب أن يقتل الرجل الفاعل ذلك ، ويرد النعجة أربعة أضعاف ، لأنه فعل هذا الأمر ولأنه لم يشفق " 2 صم 12 : 6
أجابه ناثان النبى : " أنت هو الرجل " 2 صم 12 : 7
الضيف الجائع هى شهوة داود التى ثارت فيه خلال تراخيه وتهاونه مع الخطية ، فأراد أن يشبعها باغتصابه بثشبع الصغيرة الوحيدة المحبوبة جدا لدى رجلها ، هذه التى عاشت معه تشاركه حياته وأكله وشربه وسرير نومه ، رافقته زمانا بكل أحاسيسها ومشاعرها ، والآن يغتصبها الغنى جدا داود الذى أقامه الله ملكا والذى تهاون بالناموس بزواجه كثيرات ، فى كل يوم كان داود يتعظم جدا لأن رب الجنود كان معه ( 2 صم 15 : 10 ) . كان الله يود أن يقدم له أكثر فأكثر لكنه بخطيته أغلق على نفسه دون فيض النعم المجانية .
بحسب الشريعة لا يقتل السارق إنما يرد أربعة أضعاف ، لكن ظروف السرقة كما وصفها ناثان ( وتنطبق على داود ) أغضبت داود جدا فطلب قتل الرجل دون أن يدرك أنه يحكم على نفسه ، خاصة وأنه لم يسرق نعجة وحيدة بل امرأة إنسان مخلص وأمين ، اغتصبها فى ظروف حرب وقتل رجلها .... فماذا يستحق ؟
كان يمكن أن يتعرض ناثان لذات مصير أوريا الحثى ، كان صريحا وحازما وأيضا مملوءا حبا .... فتح أبواب الرجاء أمام داود الملك .
جاء ناثان ليتحدث مع داود خفية دون أن يقف ليشهر به علانية ، وإن كان الله قد سمح بنشر كل ما حدث لأجل خلاصنا ، هكذا يليق بنا عند توبيخنا للغير أن نلتقى بهم خلال دائرة الحب والصداقة ، لا التشهير العلنى أمامهم أو فى غيبتهم .
( 2 ) تأديب داود
محبة الله لداود دفعته أن يرسل له ناثان لإيقاظ ضميره ولتأديبه علانية ، فمن الأفضل له أن يفضح هنا فى الزمان الحاضر فيتوب ويرجع إلى الله عن أن يغطى على جراحات النفس فيهلك الأنسان فى خطيته أبديا ، لذلك قال ناثان لداود :
" والآن لا يفارق السيف بيتك إلى الأبد ، لأنك احتقرتنى وأخذت امرأة أوريا الحثى لتكون لك امرأة . هكذا قال الرب ، هانذا أقيم عليك الشر من بيتك وآخذ نساءك أمام عينيك وأعطيهن لقريبك فيضطجع مع نسائك فى عين هذه الشمس ، لأنك أنت فعلت بالسر وأنا أفعل هذا الأمر قدام جميع إسرائيل وقدام الشمس " 2 صم 12 : 10 – 12
يبدو أن هذ التأديب كان قاسيا للغاية لكنه كان ضروريا لخلاص نفسه وخلاص الآخرين :
( أ ) أوضح أن هذا التأديب هو الثمر الطبيعى للخطية ، فما يجتنيه داود إنما القليل من ثمار فعله : فمن جهة مات ابنه الذى من بثشبع ، واغتصب أمنون بن داود ثامار أخته ( 2 صم 13 : 1 – 22 ) فقتله أخوه أبشالوم ( 2 صم 13 : 23 – 38 ) ، وقام أبشالوم على أبيه داود ليغتصب منه الملك واضطجع مع سراريه أمام جميع إسرائيل ( 2 صم 16 : 22 ) وطلب قتل والده ( 2 صم 17 : 2 ) فقتل هو ( 2 صم 18 : 14 ، 15 ) ، وقتل أدونيا بأمر أخيه سليمان ( 1 مل 2 : 25 ) .... هذه جميعا تمت داخل بيت داود لكن يؤكد الله أن ما تم إنما هو ثمر طبيعى داخلى للفساد الذى قبله داود بإرادته .
( ب ) خلال تأديبات داود التى حلت ببيته أوضح الكتاب المقدس خطورة دور الأسرة وقدسيتها ، فما أرتكبه داود أثمر فى حياة أولاده ، وإن كانوا لا يعاقبون على خطئه ، إنما يذوقون هنا مرارة ما ورثوه عن أبيهم ، الآباء الفاسدون يقدمون لأبنائهم فسادا ، والمباركون يقدمون لهم البركة .
( جـ ) كانت العقوبة قاسية بالنسبة لداود لأنه قائد ؛ كان يليق به أن يكون مثالا لشعبه ، لذا صارت عقوبته مضاعفة . فالعقوبة ليست ثمنا معادلا للخطية ، لكنها تأديب لإصلاح المخطىء ومن هم حوله ، تختلف حسب ظروف كل إنسان .
( د ) لتأكيد أنه ليس عند الله محاباه ، فإنه وإن كان قد أقامه نبيا وملكا وقاضيا ، وله تاريخ مجيد فى حياة مقدسة لكنه متى أخطأ يستوجب التأديب .
( 3 ) توبة داود
دخل داود النبى إلى أعماقه ليكتشف ضعفاته دون تقديم أى مبررات خارجية لنفسه . شعر أنه أخطأ بلا عذر ، وحسب خطيته موجهة ليس ضد أوريا الحثى ولا بثشبع وإنما أولا وقبل كل شىء ضد الله نفسه . لم يخجل كملك عظيم ونبى وقاض ومنظم لأمور العبادة أن يعترف لله فى حضرة ناثان النبى قائلا :
قــد أخطــأت إلى الــرب 2 صم 12 : 13
شعر أن الخطية فى داخله مرة للغاية لذا وجب عليه أن يتقيأها ، وكما يقول ماراسحق السريانى : ( تذكر أن كل لذة يتبعها غثيان ومرارة كصديقين متلازمين) . لقد تقيأ المر الذى فى داخله فى خجل من نفسه ومن خطيته لا من الأعتراف أمام ناثان .
جاءت إجابة ناثان تعلن حب الله الفائق : ( الرب قد نقل عنك خطيتك ، لا تموت ) ...
بحسب الشريعة كان يجب أن يقتل لكن الله فى رحمته عفا عنه فلا يقتل ، كما بالتوبة ينعم بالخلاص – خلال الذبيحة المقدسة – فلا يموت بل يتمتع بالحياة الغالبة للموت .
خلال هذه التوبة الصادقة سجل لنا داود النبى الكثير من " مزامير التوبة " مثل مز 6 ، 32 ، 38 ، 51 ، 102 ، 130 ، 143 يتوجها المزمور الخمسون ( مز 51 ) الذى ننشده مع كل صلاة طالبين مراحم الله بالتوبة الصادقة :
" ارحمنى يا الله كعظيم رحمتك ،
ومثل كثرة رأفتك تمحو إثمى ، تغسلنى كثيرا من إثمى ،
ومن خطيتى تطهرنى ، لأنى عارف بإثمى ، وخطيتى أمامى فى كل حين ........... " .
+ أيا كنت أنت يا من تخطىء وتتردد فى ممارسة التوبة عن خطاياك ، يائسا من خلاصك ، اسمع داود يتنهد ، لم يرسل إليك ناثان ، إنما داود نفسه مرسل لك .
اسمعه يصرخ ، واصرخ معه !
اسمعه يتنهد ، وتنهد معه !
اسمعه يبكى ، واخلط دموعك بدموعه !
اسمعه وهو يصلح نفسه ، وافرح معه !
إن كانت الخطية لم تنزع عنك ، فلا تنزع الرجاء فى المغفرة !
لم تكن خطية داود قبلا أمامه بل خلف ظهره ، لم يكن يعرف إثمه .... لكن جاء النبى بهذا الهدف أن يأخذ خطيته من وراء ظهره ويضعها أمام عينيه ، ......
( 4 ) موت ابن بثشبع
مرض الطفل جدا فتذلل داود من أجل محبته للطفل ، وأيضا لأنه شعر أن موت الطفل علامة غضب الله على والديه . كان يترجى أن الله يشفق على الطفل وعلى والديه ، فكان يصلى صائما واضطجع على الأرض ( 2 صم 12 : 16 ) .
" قام شيوخ بيته عليه ليقيموه عن الأرض فلم يشأ ولم يأكل معهم خبزا " 2 صم 12 : 17 .
فى اليوم السابع مات الطفل ، وخاف عبيد داود أن يخبروه لما رأوا فيه من تذلل . رآهم يتناجون فأدرك ما حدث ، ولما سألهم أجابوه إن الطفل مات . قام داود عن الأرض واغتسل وتدهن وبدل ثيابه ودخل بيت الرب وسجد ثم جاء إلى بيته يطلب أن يأكل !!.
ما أعجب داود النبى الذى أعلن تسليمه الكامل لإرادة الله ، لقد تذلل قبلا طالبا الرحمة ، أما وقد مات الولد فيخضع لإرادة الله قائلا : " الآن قد مات فلماذا أصوم ؟ هل أقدر أن أرده بعد ؟! أنا ذاهب إليه وأما هو فلا يرجع إلى " 2 صم 12 : 23 .
القلب المنفتح على السماء لا يخاف الموت بل يقبله بفرح كانطلاق نحو المسيح .
+ لا تخاف الموت ، فقد دبر الله إعدادات لتقوم غالبا الموت .
( 5 ) ميلاد سليمان
عزى داود بثشبع ، فإنه لم يطردها بكونها علة أحزانه ومتاعبه ؛ وأنجب منها سليمان ( معناه " سالم " أو " صانع سلام " ) ، إذ فى أيامه استراحت المملكة من الحروب ( 1 أى 22 : 9 ) .
أحب الله هذا الطفل ، وأرسل ناثان حيث دعاه " يديديا " أى " محبوب الله " ، ليؤكد الله لوالديه أنه وإن مات الطفل الأول للتأديب فالثانى يعلن محبة الله لهما وغفرانه خطيتهما .
( 6 ) داود يهزم ربة
عاد الكاتب إلى خبر الحرب مع بنى عمون الذى بدأه فى 2 صم 11 : 1 حيث هزم يوآب ربة عاصمة بنى عمون ، أرسل إلى داود الملك ليأتى ويدخل المدينة حتى تحسب النصرة لداود وتنسب إليه المدينة كغالب ومنتصر . بالفعل خرج داود وحاربها وأخذ تاج ملكها الذى يزن وزنة ذهب ( حوالى 18 رطلا ) مع حجر كريم ، لبسه داود ، وذلك بأن أمسكه أثنان من العظماء ورفعاه على رأسه بعض الوقت علامة تسلطه على مملكة بنى عمون . تمتع داود بغنائم كثيرة بعد أن قتل شعب المدينة .
الأصحاح الثالث عشر
أمنون وثامار
أخطأ داود فى الخفاء مع بثشبع ، وبقى الأمر مخفيا إلى حين ، لتظهر رائحة الفساد القاتلة علانية فى بيت داود ، لقد سقط أمنون بكامل حريته فى الشهوة وأحب أخته التى من أبيه دون أمه ، أحبها جدا لجمالها حتى مرض وإذ تمكن منها أذلها ثم طردها لأنه أبغضها جدا ولم يطق أن يراها !
لنتصور ماذا كان حال داود ومركزه بين قواده ورؤساء الشعب حين بلغهم هذا الخبر ؟!
هذا التصرف من جانب أمنون اثار سخط أبشالوم من أجل أخته ثامار ، وبعد سنتين دبر أمر قتله وهرب ففقد داود الأثنين !
( 1 ) سقوط أمنون فى حب ثامار
تبقى قصة أمنون وثامار عبر الأجيال تمثل صورة حية للتمييز بين الحب والشهوة ، الحب تحرر من الأنا ليعطى الأنسان ذاته لبنيان نفسه والآخرين فيتعامل مع الغير – خاصة الجنس الآخر – كأشخاص لهم تقديرهم ، أما الشهوة فهى تقوقع حول الأنا ليطلب الأنسان إشباع لذاته أو كرامته الخ .... ، يتعامل مع الغير كأدوات لتحقيق شبعه ، أحب أمنون ثامار جدا ، بمعنى آخر أحب جمالها وجسدها لا إنسانيتها وشخصها ، أو أحب أن يشبع شهوته بجمالها ، وإذ كانت أخته لم تستطع أن يتزوجها ، لذلك عسر فى عينيه أن يفعل لها شيئا ، وكانت ثامار عذراء تقيم فى جناح النساء .
حطمت الشهوة أمنون فصار يضعف يوما فيوما ، حار جدا الأمر الذى أزعج صديقه الحميم وأبن عمه يوناداب بن شمعى أو شمة أخى داود ( 1 صم 16 : 9 ) ، وكان الرجل ذكيا جدا ، قادرا على التفكير للخير كما للشر ، سأل يوناداب أمنون عما يفكر فيه ، فأجاب : " إنى أحب ثامار أخت أبشالوم أخى " 2 صم 13 : 4 . قدم لــه يوناداب مشورة لأغتصابها :
" اضطجع على سريرك وتمارض ، وإذا جاء أبوك ليراك فقل له : دع ثامار أختى فتأتى وتطعمنى خبزا وتعمل أمامى الطعام لأرى فآكل من يدها " 2 صم 13 : 5 .
نفذ أمنون هذه المشورة الشريرة ، وجاءت ثامار إلى بيت أمنون أخيها وهو مضطجع ، فأخذت العجين وعملت كعكعا أمامه وخبزته ، وأخذت المقلاة وسكبت أمامه ، فأبى أن يأكل ، طلب أن يخرجوا كل إنسان عنه ثم أمسكها ليغتصبها ، أما هى ففى عفة قالت له :
" لا يا أخى لا تذلنى ، لأنه لا يفعل هكذا فى إسرائيل ،
لا تعمل هذه القباحة ،
أما أنا فأين أذهب بعارى ؟!
وأما أنت فتكون كواحد من السفهاء فى إسرائيل .
والآن كلم الملك لأنه لا يمنعنى عنك " 2 صم 13 : 12 الخ .
سألته أن يطلبها من الملك زوجة ، لعلها بهذا أرادت أن تفلت من يديه ، أو لأنها حسبت الزواج بأخ من أم أخرى أهون من السقوط فى الزنا .
لم يستمع أمنون لصوت أخته ، إذ أفسدت الشهوة تفكيره ونزعت عنه إنسانيته فأغتصبها عنوة .
( 2 ) كراهية أمنون لثامار
إذ حقق أمنون شهوة جسده أبغض ثامار " بغضة شديدة جدا حتى إن البغضة التى أبغضها إياها كانت أشد من المحبة التى أحبها إياها " 2 صم 13 : 15 . قام بطردها عوض أن يتزوجها شرعا . فتذللت أمامه ليتزوجها ولا يلقيها للعار ، أما هو فطلب من الخادم أن يطردها عنوة .
إن الشهوة والعنف صنوان ، كلاهما ثمرة انتزاع النعمة الإلهية من الأنسان وحرمانه من الوجود مع الله .
هكذا ولدت الشهوة عنفا فى حياة أمنون ، فأصدر أمره لخادمه أن يطرد سيدته ويغلق الباب وراءها ؛ أما هى فوضعت رمادا على رأسها علامة الحزن الشديد كمن فى جنازة ، ومزقت الثوب الملون ( الجبة الخاصة ببنات الملوك العذارى ) علامة فقدها كل مجد والتصاق الخزى بها ، ووضعت يدها على رأسها وكانت تسير صارخة .
إنها صورة مرة للنفس التى تحطمها الخطية ، فإنها تهيم فى الطريق فى مذلة كمن هى مطرودة من البيت ، تفقد النفس سكناها فى حضن الله لتهيم كما فى عزلة ، ليس من يسندها ولا يشاركها أعماق مشاعرها ! تتطلع من خلفها لتجد الكل قد أغلق الباب فى وجهها .
تضع يدها على رأسها علامة عجزها عن العمل والتصرف !
تهيم صارخة فى الطريق كمن فقد الطريق الملوكى المفرح .
( 3 ) أبشالوم يدبر للأنتقام
طلب أبشالوم من أخته أن تلتزم الصمت ، وكان يريد بذلك أن يهدىء الجو ليخطط للأنتقام ؛ فقد قال لها : " فالآن يا أختى اسكتى ، أخوك هو . لا تضعى قلبك على هذا الأمر " 2 صم 13 : 20 .
حقا ما أعذب الصمت والسكون إن حملا هدوءا داخليا ، أما متى كان ستارا لمرارة داخلية فغالبا ما يكون أكثر عنفا وقسوة من الكلام الجارح ، لذا يميز الآباء بين الصمت المقدس البناء والصمت الشرير المهلك ، كما يميزون بين الكلام الصالح والكلام المهلك .
انتظر أبشالوم سنتين دون أن يتحرك بالأنتقام حتى يظن أمنون وداود أن الأمر قد نسى ، ولما جاء وقت جز الغنم ، وهو وقت فرح ، وذلك فى بعل حاصور ، دبر أبشالوم أمر اغتيال أخيه .
دعا أبشالوم أباه وإخوته جميعا لكى يخفى ما فى قلبه ، وإذ استعفى الملك طلب إليه بإلحاح أن يرسل أمنون كولى العهد ونائب عنه ، أخيرا وافق داود ، ربما بعد تخوف من نية أبشالوم .
( 4 ) قتل أمنون
أعد أبشالوم الخطة ، ولما طاب قلب أخيه أمنون بالخمر والسكر قتله غلمان أبشالوم كطلب سيدهم . عندئذ ركب بنو الملك بغالهم وهربوا ، وفيما هم فى الطريق بلغ داود أن أبشالوم قتل جميع بنيه . قام الملك ومزق ثيابه واضطجع على الأرض وكان جميع عبيده واقفين بثياب ممزقة ، لكن يوناداب أدرك الأمر فأخبر داود أن أبشالوم انتقم لأخته من أمنون وحده .
( 5) هروب أبشالوم
هرب أبشالوم إلى جده تلماى بن عميهود ملك جشور ، كلمة " جشور " معناها " جسر " ، وهى مقاطعة تقع بين حرمون وباشان تتاخم أرجوب ، تقع شرقى الأردن ، على حدودها يوجد جسر على نهر الأردن بين طبرية والحولة يعرف بجسر بنات يعقوب .
إذ هدأ داود اشتاق أن يرى أبشالوم ، إذ كان يحبه حبا شديدا ( 2 صم 18 : 5 ، 33 ) ، لكن خشى نقد الناس له لأنه قاتل أمنون ولى العهد .
+ + +