.::.Jesus Lovers Forum .::. منتدى محب المسيح .::.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

.::.Jesus Lovers Forum .::. منتدى محب المسيح .::.


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  الدخول لشات محبى المسيحالدخول لشات محبى المسيح  قوانين المنتدىقوانين المنتدى  شروط التوقيعشروط التوقيع  

 

 تفسير إنجيل لوقا الأصحاح العشرون....

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




تفسير إنجيل لوقا الأصحاح العشرون.... Empty
مُساهمةموضوع: تفسير إنجيل لوقا الأصحاح العشرون....   تفسير إنجيل لوقا الأصحاح العشرون.... Icon_minitimeالأحد يناير 28, 2007 3:51 am

الأصحاح العشرون

1 وَفِي أَحَدِ تِلْكَ الأَيَّامِ إِذْ كَانَ يُعَلِّمُ الشَّعْبَ فِي الْهَيْكَلِ وَيُبَشِّرُ، وَقَفَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ مَعَ الشُّيُوخِ، 2 وَكَلَّمُوُه قَائِلِينَ:«قُلْ لَنَا: بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هذَا؟ أَوْ مَنْ هُوَ الَّذِي أَعْطَاكَ هذَا السُّلْطَانَ؟» 3 فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ:«وَأَنَا أَيْضًا أَسْأَلُكُمْ كَلِمَةً وَاحِدَةً، فَقُولُوا لِي: 4 مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا: مِنَ السَّمَاءِ كَانَتْ أَمْ مِنَ النَّاسِ؟» 5 فَتَآمَرُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ قَائِلِينَ:«إِنْ قُلْنَا: مِنَ السَّمَاءِ، يَقُولُ: فَلِمَاذَا لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ؟ 6 وَإِنْ قُلْنَا: مِنَ النَّاسِ، فَجَمِيعُ الشَّعْبِ يَرْجُمُونَنَا، لأَنَّهُمْ وَاثِقُونَ بِأَنَّ يُوحَنَّا نَبِيٌّ». 7 فَأَجَابُوا أَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ. 8 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«وَلاَ أَنَا أَقُولُ لَكُمْ بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هذَا». (عدد 1-8.)
نعلم من مواضع أخرى أن الرب حضر إلى أورشليم قبل العيد بنحو ستة أيام وكان يحضر الهيكل كل يوم ليُعلم الشعب المجتمعين وأما لوقا فلم يدرج إلاَّ قليلاً من أقوالهِ التي نطق بها في تلك المدة. وهذه كمالة خدمتهِ التعليمية. بشَّرتُ ببرٍ في جماعة عظيمة. هوذا شفتاي لم أمنعهما. أنت يا رب علمتَ. لم أكتم عدلك في وسط قلبي. تكلمت بأمانتك وخلاصك. لم أُخفِ رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة (مزمور 9:40-10) كان يتكلم ويعمل كمَنْ لهُ سلطان حتى البُسطاء ميَّزوا ذلك من أول خدمتهِ وتعجبوا من تعليمهِ لأنهُ كان يُعلِّم بسلطان خلاف الكتبة الذين أخذوا وظيفة مُعلمين بدون أن يكونوا قد تعلَّموا من الله فلذلك صرفوا وقتهم بالمُباحثات السخيفة واقتباس آراء الآخرين ولم يقدروا أن يفيدوا السامعين تعاليم صريحة إيجابية. تظاهروا بالحكمة والسلطان الكنائسي ولم يكن فيهم أقل شيء من السلطان الروحي الذي يتبرهن بالقوة من الله في ضمائر الناس رغمًا عنهم. فكان الرؤساء أنفسهم يشعرون بذلك واغتاظوا أكثر بحيث لم يكن عندهم سوى الادعاء فقط وأما السلطان الحقيقي فكان مع الذي أبغضوهُ. فاتفقوا معًا في تقديم سؤال للمسيح من جهة مصدر سلطانهِ. قائلين: قُل لنا: بأي سلطان تفعل هذا؟ أو مَنْ هو الذي أعطاك هذا السلطان؟ فإنما سألوهُ بمكرٍ ولم يكن قصدهم أن يستفيدوا من جوابهِ. فجاوبهم ليس بحسب مكرهم بل بالحكمة الإلهية فإنهم اتخذوا مقام أرباب الهيكل ومرشدي الشعب مُدعين بأن لهم سُلطانًا أن يمتحنوا المسيح ويجزموا في هل هو مُعلّم صحيح أو مُضلٌّ أو بالحري ظنوا أنهم يكشفون ضلالهُ للشعب. فأجاب سؤالهم بسؤال آخر من المسائل التي كان يجب عليهم أن يكونوا قد جزموا فيها من جهة معمودية يوحنا أي إرساليتهِ التي اقتضت سلطانًا فمن أين كان سلطان يوحنا هل من الله أو من الناس فقط؟ فتآمروا فيما بينهم الخ. معلوم أنهُ كانت بينهم اختلافات جسيمة ولم يقدروا أن يتفقوا معًا إلاَّ في شيء واحد وهو مقاومة المسيح وأما جوابهُ البسيط هذا فأوقعهم في حيرةٍ. نور الله الصافي كشف ظلامهم واصطادهم بنفس الفخ الذي نصبوهُ لهُ. فضاق بهم الأمر من الجهتين ولم يقدروا أن يُجيبوهُ نعم أو لا لأنهُ لو سلموا بأن ليوحنا إرسالية من السماء لكانوا محكوم عليهم من مجرد إقرارهم بحيث أنهم رفضوا معموديتهُ وأما إذا أقرُّوا صريحًا بعدم إيمانهم بهِ فيخافون من الشعب. ونرى هنا إلى أية درجة من النفاق والحماقة يمكن للمُدّعين بالسياسة الأكليركية أن يصلوا إليها في مقاومتهم للحق. فأجابوا أنهم لا يعلمون أين. كان تعليم يوحنا قد فعل في الشعب وأتى بكثيرين إلى التوبة ومع أنهُ قُتل من الحُكام لم يزل مُعتبرًا عند الشعب كنبي وأما الرؤساء المُتكلفون بتعليم الشعب وحفظهم من الضلال فأقرُّوا أنهم لا يعلمون شكل هذا التعليم. فقال لهم يسوع: ولا أنا أقول لكم بأي سلطان أفعل هذا! لأنه ليس ملتزمًا بأن يُجاوب عن مصدر تعليمهِ لرؤساء كهؤلاء. فإن كانوا مُرشدين حقيقيين ينبغي أن يجزموا أولاً في شأن إرسالية يوحنا الذي سبق المسيح وشه لهُ ثم بعد ذلك يكون موضع للبحث في إرسالية المسيح نفسهِ.
9: وَابْتَدَأَ يَقُولُ لِلشَّعْبِ هذَا الْمَثَلَ:«إِنْسَانٌ غَرَسَ كَرْمًا وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ زَمَانًا طَوِيلاً. 10 وَفِي الْوَقْتِ أَرْسَلَ إِلَى الْكَرَّامِينَ عَبْدًا لِكَيْ يُعْطُوهُ مِنْ ثَمَرِ الْكَرْمِ، فَجَلَدَهُ الْكَرَّامُونَ، وَأَرْسَلُوهُ فَارِغًا. 11 فَعَادَ وَأَرْسَلَ عَبْدًا آخَرَ، فَجَلَدُوا ذلِكَ أَيْضًا وَأَهَانُوهُ، وَأَرْسَلُوهُ فَارِغًا. 12 ثُمَّ عَادَ فَأَرْسَلَ ثَالِثًا، فَجَرَّحُوا هذَا أَيْضًا وَأَخْرَجُوهُ. 13 فَقَالَ صَاحِبُ الْكَرْمِ: مَاذَا أَفْعَلُ؟ أُرْسِلُ ابْنِي الْحَبِيبَ، لَعَلَّهُمْ إِذَا رَأَوْهُ يَهَابُونَ! 14 فَلَمَّا رَآهُ الْكَرَّامُونَ تَآمَرُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ قَائِلِينَ: هذَا هُوَ الْوَارِثُ! هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ لِكَيْ يَصِيرَ لَنَا الْمِيرَاثُ! 15 فَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ. فَمَاذَا يَفْعَلُ بِهِمْ صَاحِبُ الْكَرْمِ؟ 16 يَأْتِي وَيُهْلِكُ هؤُلاَءِ الْكَرَّامِينَ وَيُعْطِي الْكَرْمَ لآخَرِينَ». فَلَمَّا سَمِعُوا قَالُوا:«حَاشَا!» (عدد 9-16).
فبهذا المثل الصريح الرب أعلن للشعب جميع معاملات الله مع إسرائيل من وقت غرسهم ككرمهِ في أرض كنعان إلى وقت رفضهم الوارث الحقيقي. (انظر مزمور 8:80-13؛ إشعياء 1:5-7). كان الله قد نقلهم من مصر ونصبهم في أرض الموعد الجيدة واستعمل كل الوسائط الآئلة إلى حفظهم في حالة الطاعة فأقام لهم رعاة وأنبياء طالبين منهم الثمر وأما الأُمة على وجه الإجمال فلم تأتِ إلاَّ بعنب برّي وكانت ترفض أنبياء الله وتقتلهم. هذا تاريخها بالاختصار. فقال صاحب الكرم: ماذا أفعل؟ أُرسل ابني الحبيب. لعلهم إذا رأوهُ يهابون. إني قلت آنفًا: أن الله رتب امتحانات للبشر من البداءة وبها كُشفتْ خيانتهم وآخر الكل امتحنهم بحضور ابنهِ وفي هذا المثل نرى نتيجة هذه المعاملات الامتحانيَّة فإن حضور المسيح كابن صاحب الكرم الإسرائيلي كان أعظم إعلان النعمة وأعظم امتحان لقلب الإنسان في وقت واحد أرسلهُ الله بالنعمة قائلاً: لعلهم إذا رأوهُ يهابون ولكن لما رفضوهُ أكملوا إثمهم. فلما رآه الكرامون تآمروا فيما بينهم قائلين: هذا هو الوارث. قابل هذا مع ما قيل عن تآمراتهم في (عدد 5) وفي مواضع أخرى لأن جميع الذين يرفضون الحق يُحاربون الله فلذلك يضطرُّهم الأمر بأن يتآمروا معًا راجع أيضًا كثيرًا من المزامير حيث يوجد ذكر لتآمرات الأشرار ضد الله. وأما الذين يخضعون لكلمتهِ فلا يحتاجون إلى التآمرات الاجتماعية لمقاومة شيء لأن نور الله مُشرق في قلوبهم وعندهم اليقين بأن الله معهم (انظر فيلبي 27:1-30؛ 12:2-16). لا شك بأننا نجتمع معًا ونخدم بعضنا مع بعض بالاتفاق القلبي ولكننا نفعل ذلك طاعة للرب مُنقادين بالروح القدس خلاف التآمرات المُتصف بها مُقاومو الحق بحيث يهتمون قبل كل شيء بالمُحافظة على سلطانهم كما قيل هنا عن الكرَّامين الذين كانوا مستولين على إسرائيل في وقت الرب إذ قالوا بعد تآمراتهم: هلمُّوا نقتلهُ لكي يصير لنا الميراث. فحضور الوارث إنما كدرهم كما قد رأينا مرةً بعد أخرى في هذا الإنجيل فتجاسروا أخيرًا إلى هذا المقدار حتى طلبوا أن يقتلوهُ راجع (إصحاح 47:19) فأخرجوهُ خارج الكرم وقتلوهُ. لم يكن قتلهُ قد تم بالفعل وقتما تكلم بهذا ولكنهُ كان عتيدًا أن يتم بعد قليل كما نعلم، فماذا يفعل بهم صاحب الكرم؟ يأتي ويُهلك هؤلاء الكرَّامين ويُعطي الكرم لآخرين. قيل في (مَتَّى 41:21): أن السامعين أجابوا سؤال الرب بهذا الكلام. وأما لوقا فإنما يذكر الجواب نفسهُ ولكن لا بأس إذا قلنا أنهُ ينسب الجواب للرب لأن الرب صادق على جواب الشعب وصرح أنهُ لا بد أن يكون هكذا. فلما سمعوا قالوا: حاشا! فيكون هذا الكلام من الرؤساء أو من بعض السامعين الذين لما تمعَّنوا في كلام الرب وفهموا مقصدهُ بهِ لم يُريدوا أن يقبلوا نتيجة كهذه أن الله مزمع أن يرفض إسرائيل ويفتقد غيرهم بنور كلمتهِ.
[color:133d=#0000ff:133d]17:فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَقَالَ:«إِذًا مَا هُوَ هذَا الْمَكْتُوبُ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ؟ 18 كُلُّ مَنْ يَسْقُطُ عَلَى ذلِكَ الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ، وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ!» 19 فَطَلَبَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ أَنْ يُلْقُوا الأَيَادِيَ عَلَيْهِ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ، وَلكِنَّهُمْ خَافُوا الشَّعْبَ، لأَنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّهُ قَالَ هذَا الْمَثَلَ عَلَيْهِمْ. (عدد17-19).
فاقتبس الرب شهادة من (مزمور 22:118) إثباتًا لقولهِ السابق عن رفض الوارث حيث يُعبَّر عنهُ بالحجر الذي رفضهُ البناؤون. وإنهُ يرتفع بعد رفضهِ ويصير رأس الزاوية. لما كان حاضرًا في وسطهم كان كإسرائيلي أحد حجارة البناء الإسرائيلي فقط وأما البناؤون فلم يحسبوهُ أهلاً أن يعيش هكذا ولا أن يكون بينهم كإسرائيلي فرفضوهُ ولكن الله رفعهُ وجعلهُ رأس الزاوية هذا من جهة ارتفاعهِ على إسرائيل. كل مَنْ يسقط على ذلك الحجر يترضَّض. راجع قول سمعان الشيخ: ها إن هذا قد وُضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل ولعلامة تُقاوَم (إصحاح 34:2). وجواب الرب نفسهِ ليوحنا المعمدان. وطوبى لمَن لا يعثر فيَّ. فكل مَنْ لا يؤمن بهِ يترضَّض أي يهلك. وهذا صحيح في أي وقت كان. كان المسيح بشخصهِ الحجر المُتنبأ عنهُ كأساس إيمان المؤمنين كما قيل. هانذا أُؤسس في صهيون حجرًا حجر امتحان حجر زاوية كريمًا أساسًا مؤسَّسًا. مَنْ آمن لا يهرب انظر أيضًا (بطرس الأولى 6:2-8. فإذًا الذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليهِ غضب الله (يوحنا 36:3). ولكن توجد حقيقة أخرى، ومَنْ سقط هو عليهِ يسحقهُ. قابل هذا مع ما ورد في (دانيال 34:2، 35) عن سقوط هذا الحجر من السماء بالدينونة. فيُشير الرب بهذا القول إلى إجراء الدينونة المُخيفة في وقتها على إسرائيل وعلى المسكونة أيضًا. ويتم ذلك عند مجيئهِ ثانيةً بالقوة والمجد. فطلب رؤساء الكهنة والكتبة أن يلقوا الأيادي عليهِ في تلك الساعة ولكنهم خافوا الشعب لأنهم عرفوا أنهُ قال هذا المثل عليهم. يعني فهموا أنهم هم المُشار إليهم بالكرَّامين الذين قتلوا الوارث والبنائين الذين رفضوا الحجر. مَتَى اقتربنا إلى نور كلمة الله وشعرنا بتخصيصها لنا لا يلبث أن تحدث إحدى نتيجتين أي إما نخضع لها بانكسار القلب أو نزداد في المُقاومة والمعصية. انظر مثالاً للنتيجة الأولى في داود الملك (صموئيل الثاني 1:12-15) حيث النبي ناثان ضرب مثلاً يُصوّر بهِ للملك إثمهُ ويعطيهُ فرصة أن يحكم كقاضٍ في حادثة كهذه ثم قال لهُ: أنتَ هو الرجل. فخضع لكلمة الرب وقال لناثان: قد أخطأتُ إلى الرب. وأما أولئك الرؤساء المُتكبرون فلم يفعلوا هكذا بل ازدادوا حمقًا وحاولوا قتل الرب الذي صوّر لهم إثمهم تمامًا. ولم يزل فعل كلمة الله هكذا في قلوب السامعين إلى الآن بحيث أنها لا بد أن تكون رائحة موتٍ لموت أو رائحة حياةٍ لحياة (انظر كورنثوس الثانية 14:2-17). قد صرنا مُعتادين على سماع كلمة الله وربما ننسى بكل سهولة هذه الحقيقة الخطيرة أنها تفعل فينا أحد الفعلين أي إما ازدياد الخضوع لها وإما ازدياد العصيان والقساوة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




تفسير إنجيل لوقا الأصحاح العشرون.... Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير إنجيل لوقا الأصحاح العشرون....   تفسير إنجيل لوقا الأصحاح العشرون.... Icon_minitimeالثلاثاء يناير 30, 2007 12:30 am

إذا قابلنا هذا المثل مع مثل العشرة الأمناء في (إصحاح 11:19-27) نرى تاريخ مُعاملات الله مع إسرائيل ومع النصارى إلى مجيء الرب وكلٌّ من المثَلين ينتهي بالدينونة. وكما كان اليهود لا يُريدون أن يسمعوا شهادة الرب ضد إثمهم وسرعة وقوع الدينونة عليهم هكذا أيضًا النصارى الآن بحيث لا يقبلون الشهادة على سوء حالتهم وسرعة إتيان الدينونة. ولكن سواء تغافلوا أو غضبوا فإن ذلك لا يمنع سقوط الحجر المرفوع ليسحقهم بالدينونة.
20 فَرَاقَبُوهُ وَأَرْسَلُوا جَوَاسِيسَ يَتَرَاءَوْنَ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ لِكَيْ يُمْسِكُوهُ بِكَلِمَةٍ، حَتَّى يُسَلِّمُوهُ إِلَى حُكْمِ الْوَالِي وَسُلْطَانِهِ. 21 فَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ: «يَامُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ بِالاسْتِقَامَةِ تَتَكَلَّمُ وَتُعَلِّمُ، وَلاَ تَقْبَلُ الْوُجُوهَ، بَلْ بِالْحَقِّ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللهِ. 22 أَيَجُوزُ لَنَا أَنْ نُعْطِيَ جِزْيَةً لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟» 23 فَشَعَرَ بِمَكْرِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ:«لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي؟ 24 أَرُونِي دِينَارًا. لِمَنِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟» فَأَجَابُوا وَقَالوُا:«لِقَيْصَرَ». 25 فَقَالَ لَهُمْ:«أَعْطُوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا ِللهِ للهِ». 26 فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُمْسِكُوهُ بِكَلِمَةٍ قُدَّامَ الشَّعْبِ، وَتَعَجَّبُوا مِنْ جَوَابِهِ وَسَكَتُوا. (عدد 20-26).
نعلم أن الجواسيس كانوا من الهيرودسيين أي من اليهود الذين قبلوا حكم الرومانيين على أُمتهم وحسبوهُ من الأُمور الجائزة لهم أن يستخدموا عند أسيادهم الأجنبيين. فتشاور معًا جميع الرؤساء وظهر لهم بحسب حكمتهم أنهم يصطادون السيد بإحبولة لا مناص لهُ منها. فتظاهر الجواسيس أنهم مرتضين بتعليم الرب وإنما تعسرت عليهم مسألة واحدة. أيجوز لنا أن نُعطي جزيةً لقيصر أم لا؟ فأن قال لهم: لا فيشتكون عليهِ للحاكم كمُستعصٍ مفتن. ولكن إن قال: نعم. فيكون قد أنكر حقوقهُ كالوارث لكرسي داود. فشعر بمكرهم وقال: لماذا تُجربوني؟ لا يجوز لنا أبدًا أن سأل بسؤالات دينيَّة بمكر لأنهُ من فضلة القلب يتكلم الفم فلذلك إذا قدمنا سؤالاً ليس بقصد الإفادة فإنما نُظهر حالة قلوبنا. ينبغي أن نُمارس إخلاص النية في كل أمورنا لا سيما في ما يختص بالديانة. والمكر يغيظ الله الذي يعرف أفكار القلب. لو كانوا مستصعبين دفع الجزية وسألوا الرب لكي يستفيدوا لأعطاهم جوابًا صريحًا وأعلن لهم من كتبهم أن الله وضعهم تحت حكم الأُمم لسبب خطاياهم فينبغي أن يخضعوا لهم ولكنهم بمكرهم ألزموهُ بأن يُجاوبهم بما للتسكيت لا للإفادة فطلب منهم أن يروهُ قطعة من عملة قيصر الدارجة في وطنهم ثم سألهم أن يُحققوا لمَنْ هي. فأجابوا: أنها لقيصر. فقال: أعطوا إذًا ما لقيصر لقيصر وما لله لله. لأنه باطلاً تُنصب الشبكة في عيني كل ذي جناح (أمثال 17:1). كانوا من حكمتهم قد نصبوا الشبكة في عيني الرب الذي علمهُ يحيط بكل شيء ولكنهم لم يصطادوا إلاَّ أنفسهم. كانت الجزية لقيصر شيئًا من قصاصهم فعليهم أن يقبلوها من يد الله. فالرب لم يعتبر قيصر مُختلسًا بل قضيب سخط الله على إسرائيل (انظر إشعياء إصحاح 10 كلهُ). حيث يرى أن السيد مُجرٍ عمل القضاء بجبل صهيون وبأُورشليم بجلبهِ عليهما ملوك الأُمم الذين أولهم الكلدانيون وأخرهم الرومانيون ولا يُعاقبهم حتى يكون قد أكمل تأديب شعبهِ فحينئذ يكسر القضيب الأُممي الذي استعملهُ لقصاص إسرائيل. فكان الرب كإسرائيلي حقيقي خاضعًا لحكم الله . فلم يرَ في تلك العملة علامة اختلاس قيصر بل علامة خجل إسرائيل الذي جلبوا حكم قيصر عليهم بخطاياهم. فكان ينبغي أنهم يكرمون قيصر في الأُمور السياسية ويعطونهُ ما لهُ وأما من الجهة الأخرى فعليهم أن يطيعوا الله في الأُمور الروحية. ولا يخفى أن هذا القانون نفسهُ موضوع علينا كمسيحيين بحسب (رومية إصحاح 13) وشهادات أخرى لأن الله بعنايتهِ يقيم الملوك والحكام كما يشاء وقد أوجب علينا أن نكرم الملك من الجهة الواحدة ومن الأخرى أن نخاف الله. فلم يقدروا أن يمسكوهُ بكلمة قدام الشعب. وتعجبوا من جوابهِ وسكتوا. نور الله يؤثر في الناس ويُسكنهم بعض الأوقات رغمًا عن خبثهم ومع ذلك لا يُريدون أن يخضعوا لهُ. لأن الفرق بين السكوت بالرغم والخضوع بالسرور عظيم جدًّا.
27 وَحَضَرَ قَوْمٌ مِنَ الصَّدُّوقِيِّينَ، الَّذِينَ يُقَاوِمُونَ أَمْرَ الْقِيَامَةِ، وَسَأَلُوهُ، 28 قَائِلِيِنَ:«يَامُعَلِّمُ، كَتَبَ لَنَا مُوسَى: إِنْ مَاتَ لأَحَدٍ أَخٌ وَلَهُ امْرَأَةٌ، وَمَاتَ بِغَيْرِ وَلَدٍ، يَأْخُذُ أَخُوهُ الْمَرْأَةَ وَيُقِيمُ نَسْلاً لأَخِيهِ. 29 فَكَانَ سَبْعَةُ إِخْوَةٍ. وَأَخَذَ الأَوَّلُ امْرَأَةً وَمَاتَ بِغَيْرِ وَلَدٍ، 30 فَأَخَذَ الثَّانِي الْمَرْأَةَ وَمَاتَ بِغَيْرِ وَلَدٍ، 31 ثُمَّ أَخَذَهَا الثَّالِثُ، وَهكَذَا السَّبْعَةُ. وَلَمْ يَتْرُكُوا وَلَدًا وَمَاتُوا. 32 وَآخِرَ الْكُلِّ مَاتَتِ الْمَرْأَةُ أَيْضًا. 33 فَفِي الْقِيَامَةِ، لِمَنْ مِنْهُمْ تَكُونُ زَوْجَةً؟ لأَنَّهَا كَانَتْ زَوْجَةً لِلسَّبْعَةِ!» (عدد 27-33).
لا يمكن للشيطان أن يعيى في مقاومتهِ للمسيح وعندهُ عدَّة أنواع من الآلات البشرية المُناسبة لقصدهِ.سبق واستخدم الفريسيين والهيرودسيين وحال الأمر دون مرامهِ فعاد واستخدم الصَّدُّوقيين. معلوم أن الأحزاب اليهودية المُشار إليهم اختلفوا بعضهم عن البعض وعظمت العداوة بينهم شخصيًا ولكنهم اتفقوا معًا بدون خجل لكي يُقاوموا الرب بنفس المسائل التي قاوموا بعضهم بعضًا فيها. أما الظالم فلا يعرف الخزي (صفنيا 5:3). طالما كان الصُّدوقيون اعترضوا على الفريسيين بهذا القياس نفسهِ وربما غلبوهم بهِ وظنوا أن الرب لا بد أن يعجز عن حاجتهِ بحيث أنهُ حسب الظاهر غير قابل الدحض. فكيف يمكن أن تكون إقامة أجساد الناس إن كانت تنتج نتائج تعيسة كما تصوَّروا؟ يحب الإنسان العديم الإيمان أن يستعمل عقلهُ في أُمور الله ويتفلسف ويُركّب قياسات منطقيَّة ويفتخر إذا تمكَّن من أن يُشكّك أخصامهُ ويُلزمهم بالصمت لأنهُ مُفتكر في نفسهِ والله تعالى بعيد عن أفكارهِ.
34 فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«أَبْنَاءُ هذَا الدَّهْرِ يُزَوِّجُونَ وَيُزَوَّجُونَ، 35 وَلكِنَّ الَّذِينَ حُسِبُوا أَهْلاً لِلْحُصُولِ عَلَى ذلِكَ الدَّهْرِ وَالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ، لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يُزَوَّجُونَ، 36 إِذْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضًا، لأَنَّهُمْ مِثْلُ الْمَلاَئِكَةِ، وَهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ، إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ الْقِيَامَةِ. 37 وَأَمَّا أَنَّ الْمَوْتَى يَقُومُونَ، فَقَدْ دَلَّ عَلَيْهِ مُوسَى أَيْضًا فِي أَمْرِ الْعُلَّيْقَةِ كَمَا يَقُولُ: اَلرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ. 38 وَلَيْسَ هُوَ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ، لأَنَّ الْجَمِيعَ عِنْدَهُ أَحْيَاءٌ». 39 فَأجَابَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَقَالوا:«يَا مُعَلِّمُ، حَسَنًا قُلْتَ!». 40 وَلَمْ يَتَجَاسَرُوا أَيْضًا أَنْ يَسْأَلُوهُ عَنْ شَيْءٍ. (عدد 34-40).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




تفسير إنجيل لوقا الأصحاح العشرون.... Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير إنجيل لوقا الأصحاح العشرون....   تفسير إنجيل لوقا الأصحاح العشرون.... Icon_minitimeالثلاثاء يناير 30, 2007 12:38 am

فحلَّ لهم مشكلتهم بغاية السهولة إذ دلَّهم على الفرق بين الآن حيث رتَّب لنا الله الزواج وما يتعلق بهِ وبين حالتنا في القيامة حيث لا يكون شيء من ذلك. راجع هذا الموضوع والشرح عليهِ في (مَتَّى 23:22). فلا حاجة أن أُكرر هنا ما كتبتهُ هناك غير أنهُ ينبغي أن نُلاحظ ثلاثة أشياء زادها الوحي على ما ورد في مَتَّى ومرقس:

أولاً- قول الرب: ولكن الذين حُسبوا أهلاً للحصول على ذلك الدهر والقيامة من الأموات. يعني أن وقت القيامة محسوب دهرًا خصوصيًّا ولا يحصل عليهِ إلاَّ الذين يحسبون أهلاً لهُ فيُشير إلى القيامة الأولى أو القيامة من بين الأموات لأن الموتى الأشرار يضطجعون في قبورهم مدة المُلك ولا يكون لهم نصيب في القيامة الموصوفة كقيامة الحياة وقيامة الأبرار أو القيامة من بين الأموات وأما الذين لهم هذا التطويب فيؤخذون من وسط الآخرين ويفوزون بأمجاد الدهر العتيد.
فأجاب قوم من الكتبة وقالوا: يا مُعلِّم حسنًا قلت. تُقبَّل شفتا مَنْ يُجاوب بكلام مُستقيم (أمثال 26:24). كان جواب الرب في محلهِ ومُقنعًا حتى بادر بعض الكتبة أن يُصادقوا عليهِ. والمُرجح أنهم كانوا من الفريسيين ولكنهم نسوا إلى حين مُقاومتهم للرب وفرحوا بانتصارهِ على الصَّدُّوقيين. ولم يتجاسروا أيضًا أن يسألوه عن شيء. فأصبح مُعلِّمو إسرائيل مغلوبين في مُصارعتهم مع الرب قُدَّام الشعب لأنهُ كشف مكرهم وأفسد حكمتهم وحال الأمر دون منتظرهم في اجتهادهم أن يمسكوهُ بكلمة حتى يُسلموهُ إلى حكم الوالي وسلطانهِ. فما بقى للشيطان الآن إلاَّ أن يتهيأ ويَقدم على المسيح بقوة كرئيس هذا العالم كما سنرى.
41 وَقَالَ لَهُمْ:«كَيْفَ يَقُولُونَ إِنَّ الْمَسِيحَ ابْنُ دَاوُدَ؟ 42 وَدَاوُدُ نَفْسُهُ يَقُولُ فِي كِتَابِ الْمَزَامِيرِ: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي 43 حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ. 44 فَإِذًا دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبًّا. فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟». (عدد 41-44).
لم يسألهم الرب: هل يعتقدون بأنهُ هو مسيحهم أم لا؟ بل سألهم عن مسألة تفسيرية مأخوذة من كلام صريح مُتضمن في (مزمور110). فكيف يمكن أن يكون المسيح المُتنبأ عنهُ في كتبهم رب داود وابنهُ أيضًا؟ معلوم أن هذه الشهادات الصريحة للاهوت المسيح ومجد شخصهِ وهي معروفة ومفهومة جيدًا عند جميع النصارى لأننا مُعتقدين بحقيقة لاهوت المسيح وناسوتهِ فعندنا الجواب لهذا السؤال بسيط وقريب وأما غيرنا فلا يقدرون أبدًا أن يفهموا ذلك لأنهم رفضوا الاعتقاد بلاهوت المسيح.
45:وَفِيمَا كَانَ جَمِيعُ الشَّعْبِ يَسْمَعُونَ قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: 46 «احْذَرُوا مِنَ الْكَتَبَةِ الَّذِينَ يَرْغَبُونَ الْمَشْيَ بِالطَّيَالِسَةِ، وَيُحِبُّونَ التَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ، وَالْمَجَالِسَ الأُولَى فِي الْمَجَامِعِ، وَالْمُتَّكَآتِ الأُولَى فِي الْوَلاَئِمِ. 47 اَلَّذِينَ يَأْكُلُونَ بُيُوتَ الأَرَامِلِ، وَلِعِلَّةٍ يُطِيلُونَ الصَّلَوَاتِ. هؤُلاَءِ يَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ!». (عدد 45-47).
قابل هذا الفصل الوجيز مع (مَتَّى إصحاح 23 كلهِ) حيث الرب أطال الكلام عن هذا الموضوع وأما الوحي في لوقا فإنما يدرج ما يكفي لإظهار شكل أولئك المرشدين ويُحذر الشعب منهم. لأن لوقا كتب لإفادة الناس عمومًا وإعلان نعمة الله المُفرطة للجميع كما قد رأينا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير إنجيل لوقا الأصحاح العشرون....
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير إنجيل لوقا الأصحاح الحادي و العشرون....
» تفسير إنجيل لوقا الأصحاح الثاني و العشرون...
» تفسير إنجيل لوقا الأصحاح الثالث و العشرون...
» تفسير إنجيل لوقا الأصحاح الثالث ...
» تفسير إنجيل لوقا الأصحاح التاسع عشر....

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
.::.Jesus Lovers Forum .::. منتدى محب المسيح .::. :: القسم الدينى المسيحى :: قسم شرح الاناجيل المقدسة والرسائل-
انتقل الى: